أمريكا "لن تراجع سياسة إنقاذ الرهائن بالعمليات العسكرية"
09-12-2014, 10:28 AM

نشر متشددون مقطعا مصورا الأسبوع الماضي يهددون فيه بقتل سامرز.

قال وزير الدفاع الأمريكي، تشك هاغل إن الولايات المتحدة لن تراجع سياسة تحرير الرهائن الأمريكيين، الذين يحتجزهم متشددون، العمليات العسكرية بالرغم من فشلها في محاولة في اليمن مؤخرا.
وكان مسلحو تنظيم القاعدة في اليمن قد قتلوا الصحفي الأمريكي لوك سامرز والمدرس الجنوب إفريقي بيير كوركي خلال عملية قادتها أمريكا لتحرير بعض المحتجزين السبت.
ودافع هاغل عن محاولة إنقاذ الرهائن تلك قائلا إن في مثل تلك الغارات مخاطرة، ولكن ليس هناك حاجة لمراجعة السياسة المتبعة.
وقد انتقدت أسرتا الرهينتين وأصدقاؤهما الغارة المسلحة.
وتقول الولايات المتحدة إن الغارة التي تمت في جنوب اليمن شنت بعدما أشارت المعلومات الاستخبارية إلى أن هناك تهديدا ماثلا على حياة سامرز.
وجاءت تلك التعليقات بعد ثلاثة أيام من نشر متشددين لفيديو للمصور الصحفي المولود في بريطانيا، سامرز، يقول فيه إنه سيقتل خلال 72 ساعة إن لم تلب مطالب محددة لمن يحتجزونه.
لكن زوجة أبيه، بيني بيرمان قالت لصحيفة تايمز البريطانية إن سامرز "كان يمكن أن يؤيد المناقشات المستمرة بشأن إطلاق سراحه، وليس الطريقة".
وقالت إنه كان هناك "تهديدات قبل ذلك، لم تنفذ"، مضيفة أن والده، مايكل كان غاضبا جدا لأنه "لو لم تكن هناك محاولة إنقاذ، لكان (ابنه) لا يزال حيا اليوم".
"خطر داهم"


كوركي المدرس الجنوب إفريقي (يمين) الذي اختطف في تعز في في مايو/ايار العام الماضي.

وكانت القوات الأمريكية الخاصة قد سعت إلى إنقاذ سامرز في نوفمبر/تشرين الثاني. وحاولت أيضا تحرير الصحفي الأمريكي في سوريا جيمس فولي، قبل أسابيع من قتل متشددي تنظيم الدولة الإسلامية له في أغسطس/آب.
ووصف الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، قتل سامرز بأنه عمل "بربري"، وقال إنه أعطى أوامر بتنفيذ عملية إنقاذه بعد ورود معلومات "تشير إلى وجود خطر داهم على حياة لوك".
وكان البيت الأبيض قد قال الشهر الماضي إن الرئيس أوباما طلب مراجعة شاملة لسياسة الولايات المتحدة في تحرير الرهائن الأمريكيين، لكنه قال إنه لا يزال يعارض دفع أي فدية.
لكن هاغل قال إنه لا توجد حاجة لمراجعة السياسة، لأن هذه السياسة "شاملة بالقدر المطلوب".
وتساءل هاغل أمام الصحفيين خلال رحلة إلى أفغانستان عن تلك السياسة قائلا "هل هي معيبة؟ نعم. هل هناك خطر؟ نعم. لكن لدينا أمريكي يحتجز رهينة، وحياة أمريكي عرضة للخطر".
لكن مسؤولا أمريكيا قال لبي بي سي إن القوات الأمريكية الخاصة لم تكن تعرف هوية الرهينة الآخر المحتجز مع سامرز قبل شن الغارة.
وقالت هيئة "هبة المانحين" الخيرية التي كانت تعمل مع كوركي إن المدرس الجنوب إفريقي كان يتوقع إطلاق سراحه الأحد - أي قبل يوم واحد من شن الغارة.
وقال أنس حماتي، مدير الهيئة الخيرية إن وسطاء كانوا يعملون على "ترتيبات للإفراج عنه"، لكن محاولة الإنقاذ الأمريكية "قضت على كل شيء".
"إصبع الاتهام"


يولاند زوجة كوركي التي خطفت معه ثم أطلق سراحها في يناير/كانون الثاني.

وعبرت حكومة جنوب إفريقيا عن "حزنها العميق" لقتل كوركي، مضيفة أنه من المتوقع وصول جثمانه إلى البلاد الاثنين.
وقال نيلسون كغويت، المتحدث باسم الحكومة، إن الوقت ليس مناسبا لرفع "إصبع التهام" بشأن موت كوركي.
ويعتقد أن نحو 40 جنديا من القوات الأمريكية الخاصة شاركوا في العملية، التي شنت عقب قصف طائرات بدون طيار للمنطقة.
وتفيد تقارير بأن الجنود هبطوا من مروحيات على بعد 10 كيلومترات من المعسكر الذي كان يحتجز فيه الرهائن، غير أن قتالا بالأسلحة الخفيفة نشب عندما شاهدهم المتشددون.
وقد أجلي الرهينتان من المكان وهما مصابان بجروح خطيرة، وتلقيا رعاية طبية. لكن كوركي توفي وهو في الطائرة المروحية، بينما توفي سامرز وهو يعالج على متن سفينة أمريكية في المنطقة.
وقال مسؤولون أمريكيون إن الرجلين ربما تعرضا للرصاص من الجانب الأمريكي، بناء على المكان الذي كانا يحتجزان فيه. وقد استمرت الغارة الأمريكية نحو 30 دقيقة.
وكان سامرز قد خطف خارج مركز للتسوق في العاصمة اليمنية صنعاء في سبتمبر/أيلول 2013.
وكان سامرز صحفيا ومصورا لمراكز صحفية محلية، وكانت تقاريره تبث عبر منافذ دولية، من بينها موقع بي بي سي الإخباري.
أما كوركي فقد خطف مع زوجته، يولاند، في مايو/أيار العام الماضي في مدينة تعز اليمنية. وأفرج عن الزوجة في 10 يناير/كانون الثاني بدون فدية، ثم عادت بعدها إلى جنوب إفريقيا.