للبيوت أسرار لا تفشوها...؟
22-01-2016, 11:11 PM
للبيـــــــــــــوت أســــــرار لا تفشوها....؟


فيما سبق للأمم والقبائل والشعوب تقاليد وعادات عليها تعودوا ’ وفيها ترعرعت البنت وكبُر الولد ’ وبها التزم العبد والسيد والأمة والحرة سليلة الأصل ’ وما العرف إلا سيد؟
أقول وقد قيل:[ السر إذا تجاوز الإثنين شاع].
أجل السر...؟ وبداخل كل منا نحن البشر بئر ’ لا يقربه جن ولا إنس ’ إلا لمن هفا إليه القلب وحن له الفؤاد ’ دونهما لا يطلع على مكنوناته أحد...إلا الواحد الأحد فهو به عليم
( يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور).
كما للبيوت أسرار هي حكر على نفوس ساكنيها ’ فلا تدنو من حماها فتصيبك معرة على حين غرة من زلة لسان أو غفلة عقل ووجدان فينمو بذلك عمود المضرة وتجف من على الوجوه مياه المسرة ...؟
احترس والنظرة لا تختلس ’ فللبيت حرمة إياك أن تفترس ولبنات الشفتين لا تزرع ولا تغرس ..
ودأب الجميع من القوم أو جلهم على هذا المضمار طمعا في إعلاء الأسوار والتشبث بحرمة الديار فالجار للجار حصن و[ قنطاس ] الدار على هذا وبهذا عاشوا في صفاء وإخاء وكانت سماؤهم صافية لا يحجب شمسها غبار.....
على هذا – كما أسلفت – دأبوا والشنآن جابوا ’ فسموا وعلوا بخلق عظيم وقلب سليم
وراحت الشهور تطحن بعضها وأكلت السنين الأعوام ..تغير إتجاه السفن وتاهت المراكب في عرض البحار واليم ’ فأصبح المسر كاتم السر قبيحا مدحورا ذميما’ لا يحسن حديثا ولا مديحا’ لا يحق له أن يرث من التراث إرثا. بينما حامل رزء الرذيلة مشعل فتيل النميمة التي في الصدور تغلي غليان مرجل تحت نار الغيبة والحقد والحسد والغيلة ’ تراه طغى وساد وتجبر واستبد حيث قد قُبرت الفضيلة ....
فأمسى السر ضحية الإثنين حتى بين ذوي القربى الذين هم في البيت الواحد سكانين ...
هنا ... وهنا فقط وجب الحذر إلا ما شاء الله وقدر...
هنا تراني أقول وأنا بقولي زعيم: السر إذا تجاوز الشفتين ذاع.
فيا أيتها النفس الأمارة أتقي خالقك فادنيا غدارة...
ويا أيتها النفس اللوامة حسبك ذاك اليوم المشيب من يوم القيامة
وطوبى لك أيتها النفس المطمئنة فأنت الآمنة المُؤَمنة الراضية المرضية .