مكانة القرآن الكريم في الدعوة الإصلاحية عند جمعية العلماء المسلمين الجزائريين
24-05-2009, 03:29 PM
اخوتي الكرام،
هذا مقال أنقله من موقع إحدى شعب جعمية العلماء المسلمين (شعبة مليانة) أرجو أن ينفعني الله به وإياكم.

عبد الله

المصدر: http://milianaqa.org/index.php?optio...&id=4&Itemid=9


الحلقة الأولى: الهدف من تعليم القرآن الكريم عند جمعية العلماء.

"إننا نربي -والحمد لله- تلامذتنا على القرآن من أول يوم، ونوجه نفوسهم إلى القرآن في كل يوم، وغايتنا التي ستتحقق أن يكوِّن القرآن منهم رجالاً كرجال سلفهم، وعلى هؤلاء الرجال الربانيين تعلّق هذه الأمة آمالها، وفي سبيل تكوينهم تلتقي جهودنا وجهودهم."
تلك هي العبارة التي كان يرددها رائدة النهضة الإصلاحية ورئيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين الشيخ عبد الحميد بن باديس (1305 -1359 هـ 1887 -1940 م)، وهي مع اختصارها جامعة للمبدإ والوسيلة والغاية، كما أنها تحمل بين حروفها أملا كبيرا يترجم الثقة بوعد الله؛ والحزمَ في اتخاذ الأسباب التي سخرها الله تعالى ، مركزا على النشء الجديد، ومعلقا كل الأمل عليه؛ وهو القائل :

يا نشء أنت رجاؤنا ----------- وبك الصباح قد اقترب.


إن هذه المقالة لم تكن مجردَ شعارٍ يتغنى به الشيخ وصحبُه؛ بل كانت حقيقةً عمليةَ ومنهجَ حياةٍ ومرتكزَ دعوة وإصلاح، وغايةً سامية تنفق فيها نفائس الأوقات؛ وتبذل من أجلها جواهر لحظات الحياة.
لقد كان هذا الشعار عمليا وواقعيا يعتمد الأسس والمبادئ التي من شأنها إذا اتخذت في تعليم القرآن الكريم أن تحدث إصلاحا شاملا يخرج الأمة من سبات طويل وعميق بات يخيم عليها ليلا طويلا وهي تقرأ القرآن وتُقرِئه، فماذا صنعت بحفظ القرآن، أم ماذا صنع بها القرآن؟.
إن القرآن الذي كان يقرؤه السلف هو القرآن الذي نقرؤه نحن اليوم، فلماذا صنعوا به وصنع بهم ما لم يُصنع اليوم.؟ لقد كان الرجل من السلف يتعلم الإيمان والقرآن معا، وقد عاش القوم برهة من دهرهم وإن أحدهم ليؤتى الإيمان قبل القرآن وتنزل السورة على محمد صلى الله عليه وسلم فيتعلمون حلالها وحرامها وما ينبغي أن يوقف عنده منها كما يتعلم الناس القرآن اليوم؛ ثم خلف من بعدهم خلف يؤتى أحدهم القرآن قبل الإيمان فيقرأ ما بين فاتحته إلى خاتمته ما يدري ما أمره ولا زجره ولا ما ينبغي أن يوقف عنده منه، يَهُذُّهُ هَذًّا كهذِّ الشعر وينثره نثرا كنثر الدقل.
وأنت خبير بأنه لن تنهض أمة من الأمم بقرائها إذا كانوا مجرد قراء؛ ولن تزدهر بمجرد التغني بالقرآن ولو أوتيت مزامير آل داود أجمع حتى تصنع من هؤلاء القراء قرآنا آخر عمليا فيكون القرآن خلقا، فمتي سرك أن تنظر إلى قرآن يمشي على الأرض نظرت إلى واحد من هؤلاء القراء.
لقد لاحظ ابن باديس أن القرآن طيلة قرون عديدة لم يحد الأثر الذي كان من الواجب أن يحدثه، وأن عموم شيوخ الزوايا لم يكن لهم وراء تعليم القرآن كبير هدف؛ فلم يكن ابن باديس ليخطو خطاهم ويحذو حذوهم ويَقُصَّ آثارهم ويقول إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مقتدون، ولم يكن ليرفع شعار القرآن ويدعو الناس إلى هذّه هذّ الشعر أو نثره نثر الدقل، بل لم يكن العلم عنده غايةً في حد ذاته، وإنما أراد أن يرده الأمة إلى معين القرآن الكريم ردا متكاملا يحقق الهدف من إنزاله. وهو هداية الناس؛ فكان ينتقد بشدة مناهج التعليم التقليدية التي كانت سائدة حين تلقيه العلم والتي كانت تهتم بالفروع والألفاظ، وتحافظ على التقليد والتعصب والجمود؛ وأخذ الفروع تقليدا من كتب أربابها بمعزل عن الوحيين حيث يقول رحمه الله: "واقتصرنا على قراءة الفروع الفقهية، مجردة بلا نظر، جافة بلا حكمة، وراء أسوار من الألفاظ المختصرة، تفني الأعمار قبل الوصول إليها.[1]
ويقول أيضا: "ذكرنا فيما سبق ما كان عله التعليم الديني في عهد السلف الصالح من التفقه بالتفقه في القرآن والأحاديث النبوية، وذكرنا الحالة التي انتهى إليها في عصرنا من هجر القرآن والسنة والاقتصار على الفروع العلمية دون استدلال ولا تعليل.[2]
وتجنبا لاجترار طريقة بالية قد حكمت عليها شواهد الدهر بالفشل والخذلان عمل ابن باديس على رسم خطة تعليمية مغايرة تماما للموروث الرث؛ جعل الهدف من التربية توعية النشء بالفكرة الصحيحة، والوسيلة إلى ذلك العلم الصحيح، ويذكر لنا العلامة الإبراهيمي مجمل مضمون الاتفاق الذي حدث بينهما في المدينة حيث يقول: "كانت الطريقة التي اتفقنا عليها سنة 1913 في تربية النشء هي ألا نتوسع له في العلم وإنما نربيه على فكرة صحيحة.[3]
وما كان المصلح ابن باديس ليصل إلى ما ترنو إليه عينه وتهفو إليه نفسه لو أنه اعتمد في التعليم على مجرد حفظ القرآن وتعليمه، وتدريس الفقه المجرد وتلقينه، بل كان منهجه التعليمي متكاملا؛ ينظر إلى الغاية قبل الوسيلة؛ لعلمه أن الله تعالى لم ينزل القرآن وحده وإنما أنزل إسلاما وهديا متكاملا اختار له أفضل الأنبياء وجعل صحابته مصابيح دجى وأنوار هدى اختارهم لنصرة نبيه صلى الله عليه وسلم، ولا يمكن تحقيق النصر والتمكين إلا بأخذ هذا الإسلام كله لا بأخذ القرآن وحده وترك السنة والهدي، ولذلك رفع شعار: "القرآن إمامنا، والسنة سبيلنا، والسلف الصالح قدوتنا، وخدمة الإسلام والمسلمين وإيصال الخير لجميع سكان الجزائر غايتنا.[4]
ومما يجسد هذا المعنى أن الجمعية لما حددت أهدافها وأصولها عام 1356 هـ 1938 م تضمنت التنصيص على الإسلام والقرآن والسنة وهدي السلف؛ حيث جاء فيها:
1- الإسلام هو دين الله الذي وضعه لهداية عباده وأرسل به جميع رسله، وكمله على يد نبيه محمد صلى الله عليه وسلم الذي لا نبي بعده.
2- القرآن هو كتاب الإسلام.
3- السنة "القولية والفعلية" الصحيحة تفسير وبيان للقرآن .
4- سلوك السلف الصالح (الصحابة والتابعين وتابعي التابعين) تطبيق صحيح لهدي الإسلام.[5]
قال الشيخ محمد البشير الإبراهيمي: "إن السلف تذرعوا لفهم القرآن بذريعتين: الذوق العربي الصحيح، والسنة النبوية الصحيحة، وكانوا يؤمنون بأنه كلٌّ لا يتجزأ، وأن بعضه يفسر بعضه.... ثم وجدوه – القرآن- لا يذكر الإيمان في المعارض المختلفة إلا مقرونا بالعمل الصالح، ففهموا من القرآن ما هو الإيمان، وما هي الأعمال الصالحة، فآمنوا وعملوا الصالحات فكان إيمانهم أكبر الإيمان بالعمل.[6]
ولم يكن فكر ابن باديس الواسع ليقف عند تعليم العلوم الشرعية باختلاف أنواعها؛ بل كان الأمر أكبر من ذلك وأجل؛ فقد كان يريد إنشاء جيل القرآن الذي يعيش بالقرآن في كل مؤسسات الدولة ومجالات الحياة، لقد كان الرجل الأول في جمعية العلماء يريد أن يكوِّن بالقرآن رجالاً كرجال سلفهم، وعلى هؤلاء الرجال الربانيين تعلّق هذه الأمة آمالها، ولم يكن يريد أن يخرج جيلا كله خطباء منابر أو قراء محاريب، لأن الخطباء والقراء لوحدهم غير كفيلين بإصلاح أمة ورفعها إلى مستوى تحدي الأمم الكافرة التي عاثت في بلاد الإسلام فسادا، بل لابد أن يكون في الرجال الربانيين الذين ينهضون بالأمة علماء في الطب والصناعة والكيمياء؛ والحق أن هذا الأمر بات مسلما حينا من الدهر وبرهة من الزمان؛ إلى أن خلف خلفٌ يحسبون أن الأمة كلها لابد أن تنفر إلى كليات العلوم الشرعية وتدع غير ذلك من العلوم سلاحا فاتكا في يد أعدائها، وعجبي لا يكاد ينقضي من قوم يزهدون الناس في تعلم العلوم الكونية؛ ويقولون إن كل ذلك ملا متاع الحياة الدنيا؛ متجاهلين بذلك كل الآيات والأحاديث التي تأمر بتعلم العلوم بمختلف صنوفها؛ وترغب في إعداد العدة لنصرة دين الله تعالى. لقد كان ابن باديس انطلاقا من القرآن الكريم يحذر من هذا الشر المستطير، ويعيب على كل من ينتقص علمًا من العلوم لم ينل منه حظًا، أو يزهد فيه لاعتبار من الاعتبارات، موجهًا نداءه إلى الجميع قائلاً: "احذر كل مُتَعَيْلِم يُزَهِّدك في علم من العلوم، فإن العلوم كلها أثمرتها العقول لخدمة الإنسانية، ودعا إليها القرآن الكريم بالآيات الصريحة.[7]
ويقول الشيخ أبو يعلى الزواوي: "ويلزم لهذه الأمة الرجوع إلى التعاليم الإسلامية السلفية الصحيحة .... ونأخذ عن أوروبا الأشغال والأنظمة والإدارات والصنائع والفنون والمعارف الجندية ولوازمها...[8]
وقد أتى على الناس زمان كان الفقيه – فضلا عن غيره- يُذمُّ إذا لم يكن على دراية بجملة من العلوم الكونية، قال القرافي رحمه الله: "وكم يخفى على الفقيه والحاكم الحق في المسائل الكثيرة بسبب الجهل بالحساب والطب والهندسة فينبغي لذوي الهمم العلية أن لا يتركوا الاطلاع على العلوم ما أمكنهم،

فلم أرى في عيوب الناس شيئا------------ كنقص القادرين على التمام.[9]
هذه هي نظرة ابن باديس إلى التعليم القرآني، وقد أخذت هذه الفكرة النضج الكامل لما زار بلاد الحرمين بعد أداء مناسك الحج عام 1913م حيث التقى هنالك ثلة من الأساتذة وطاف عددا من البلاد ولقي أعيانا من العلماء الذين بلوروا في نفسه ونفخوا في روعه فكرة الرجوع إلى الجزائر والعمل على النهوض بشعبها وترسيخ مبادئ الكتاب والسنة واللغة العربية والهوية الجزائرية، وقد تميّزت هذه الرحلة بالنسبة للشيخ ابن باديس بحدثين هامين، كان لهما الأثر الكبير في توجيه العجلة نحو الإصلاح: فأما الأول: فهو التقاؤه بالشيخ أحمد الهندي، الذي نصحه بالعودة إلى الجزائر وخدمة الإسلام فيها والعربية بقدر الجهد، وأما الثاني: فهو التقاؤه بالشيخ محمد البشير الإبراهيمي، رفيق دربه الذي بلور معه فكرة إنشاء الجمعية، حيث يقول الشيخ الإبراهيمي: فيقول: "وكانت تلك الأسمار المتواصلة كلها، تدابير للوسائل التي تنهض بها الجزائر، ووضع البرامج المفصلة لتلك النهضات الشاملة، التي كانت كلها صورًا ذهنية تتراءى في مخيلتنا، وصحبها من حسن النية وتوفيق الله ما حققها في الخارج بعد بضع عشرة سنة، وأشهد الله على أن تلك الليالي من عام 1913 ميلادية، هي التي وضعت فيها الأسس الأولى لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين، التي لم تبرز للوجود إلا في عام 1931م."
لقد عاد ابن باديس إلى الجزائر، وكّله عزم على بعث نهضة علميّة جديدة يكون أساسها ومنطلقها الهدي القرآني، مستلهما معانيه وأحكامه من معين السنة النبوية، فانتصب يُحْيِي ما درس من العلم ويجدد ما عفا من الهدي بدروسه الحية في الجامع الكبير بقسنطينة، عائدًا بالأمة المحرومة إلى رياض القرآن المونقة، وأنهاره العذبة المتدفقة، وأنواره الواضحة المشرقة، مستلهما كل ذلك من قوله تعالى: ] هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ[ [الجمعة: 2].
فتوجه صوب التربية والتعليم قصد النهوض بشعب أثخنته جراح الاستعمار، وأعيته أغلال الجهل وآصار التخلف، وقد فقه ابن باديس أن ذلك لا يكون إلا بإعادة بناء الرسالة القرآنية في نفوس الشعب، وإشاعة اللغة العربية في لسانه وحياته الثقافية، وإحداث التفاعل مع القرآن من جديد من أجل إُزالة الحواجز اللفظية الجدلية والنفسية بين القرآن والإنسان من حلقات التفسير، ومجالس التذكير، وقد مكث الرجل يفسر القرآن الكريم إلقاءً على طلبته، ربع قرن من الزمن؛ بدأه في ربيع سنة 1332هـ - 1914م، وختمه في ربيع عام 1357هـ - 1938م، ولكنه لم يدون منه إلا القليل؛ حيث كان يفتتح المجلة ببتفسير آيات من القرآن الكريم يراها مناسبة لحال وذلك تحت عنوان (مجالس التذكير)، ولم يكن الشيخ يكتب من التفسير ما يلقي، ولم تكن آلات التسجيل متيسرة، ولم يتح له تلميذ يحفظ علمه كما أتيح للشيخ محمد عبده في رشيد رضا.
لقد أحيا ابن باديس بهذه المجالس معاني القرآن، وبيّن أهمية المجاهدة به في إحياء النفوس بعد مواتها، وبعث رسالة المسجد بعد موتها، واسترد التعليم الجماهيري العام بعد غصبه. يقول الشيخ العلامة البشير الإبراهيمي: "... حتى جاءت دروس ابن باديس فأحيا بها طريق السلف في دروسه، وأكملتها جمعية العلماء، فمن مبادئها التي عملت لها بالفعل لزوم الرجوع إلى القرآن في كل شيء لا سيّما ما يتعلق بتوحيد الله، فإن الطريقة المثلى للاستدلال على وجود الله وصفاته وما يرجع إلى الغيبيات لا يكون إلا بالقرآن...[10]

وكان من مقاصد الشيخ في تفسير القرآن الكريم في مساجد قسنطينة التمهيد لجمع المسلمين وبث روح التعاون والعمل الجماعي في صفوفهم، وهو الأمر الذي كانت الإدارة الفرنسية تتوجس منه خيفة، وكانت لأجله تعرقل دروس الشيخ ابن باديس فينتقل من مسجد لآخر.
ويشيد الدكتور عبد الحليم عويس: أستاذ التاريخ الإسلامي، الذي كتب كثيرًا حول الدور الرائد الذي قامت به جمعية العلماء في تصحيح العقائد، وتحرير العقول، بالعودة إلى منابع الإسلام الأصيلة، كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه و سلم، يشيد الدكتور بدور رئيسها الشيخ ابن باديس ومنهجه في الإصلاح قائلاً: (إن ابن باديس... كان يؤمن إيمانًا لا حدود له بدور القرآن الكريم في تكوين الجيل المنشود، على غرار الجيل الذي كوّنه القرآن في العصور الأولى للإسلام).[11]
وكان الطابع العام الذي انطبع به أعضاء جمعية العلماء المسلمين الجزائريين هو حفظ القرآن في سن مبكر والاهتمام بالقرآن دراسة وتدريسا، وربطه بالسنة وبفهو م السلف، وذلك جلي في مؤلفاتهم ومقالاتهم ومراسلاتهم، وآخرهم وفاة الشيخ محمد الطاهر التليلي الجزائري بمدينة قمار بنواحي سوف الذي توفي يوم الأربعاء 17 رمضان 1424 هـ (12 نوفمبر 2003 م) عن عمر يناهز 93 سنة، وله منظومة بديعة في ألفاظ القرآن ومتشابهه اسمها : "حجر المخلاة في مجالس المحاجاة". هذه قطرة من بحر لجي حول مكانة القرآن الكريم عند جمعية العلماء عموما وعند رئيسها خصوصا، ولا يمكن في سانحة مقتضبة كهذه الإتيان على دور القرآن عند الجمعية في كل المجالات فقها وعقيدة وأخلاقا وتفسيرا، ولكن قد نفرد كل واحد فيما يستقبلنا إن شاء الله من الدهر كل واحدة ببحث.
ولا أجد ما أقول في ختام هذا المقال أحسن مما قاله الشاعر الجزائري الكبير الشيخ محمد العيد آل خليفة في قصيدة ألقاها في حفل تكريم الإمام ابن باديس بختمه لتفسير القرآن الكريم، أثنى فيها على ابن باديس، وعلى فهمه، وعدّد فيها جهوده العلمية، وجهاده من أجل إحياء الإسلام والقرآن والسنة واللغة العربية والشخصية الجزائرية يقول فيها:

بـمثـلكَ تعـتزُّ الـبلادُ وتفخـر------------ُ وتزهـرُ بـالعـلمِ المنيرِ وتزخرُ
طبعتَ عـلى العـلمِ النفوسَ نواشئًا------------- بـمخبرِ صـدقٍ لا يُدانيهِ مخبرُ
نهجتَ لـها في الـعلمِ نـهجَ بلاغةٍ--------- ونـهج َمفـاداةٍ كـأنكَ حَيْدرُ
ودَرْسُكَ في التفسيرِ أشهى مِنَ الجَنَى--------- وأبْـهَى مِنَ الروضِ النظيرِ وأبهر
ختمتَ كـتابَ اللهِ ختـمةَ دارس بصـيرٍ----------له حَـلُّ العويصِ مُيسَّر
فكمْ لكَ في الـقرآنِ فَـهْـمٌ موفَّق-------- وكمْ لكَ في الـقرآنِ قـولٌ محرر
[1] - د.الخطيب: جمعية العلماء المسلمين ص141
[2] - آثار ابن باديس 4/78.
[3] - جمعية العلماء المسلمين، للدكتور الخطيب:ص129.
[4] - سجل الجمعية / 76.
[5] - وثيقة من إمضاء الشيخ عبد الحميد بن باديس، مؤرخة بيوم الجمعة 4 ربيع الأول 1356 هـ بقسنطينة الجامع الأخضر أثر صلاة. سجل الجمعية / 76. وقد تضمنت الوثيقة مجمل أهداف الجمعية ومعتقداتها، وسنتولى - بإذن الله - في فترات لاحقة شرح وتفسير كل مادة من هذه المواد مستمدين معانيها من تراث علماء الجمعية أنفسهم.
[6] - الآثار 1/326.
[7] - عبد الحميد بن باديس وجهوده التربوية ص: 82.
[8] - البصائر العدد 22 بتاريخ 28/03/1367 هـ الموافق لـ 09/02/1948م.
[9] - الفروق للقرافي 3/72.
[10] - الآثار 5/315.
[11] - عبد الحميد بن باديس وجهوده التربوية ص: 62.