منقول : دفاع الشيخ عز الدين رمضاني عن شيخ الإسلام والشيخ فركوس
07-03-2013, 12:34 PM
دفاع الشيخ عز الدين رمضاني عن شيخ الإسلام والشيخ فركوس

فبالله عليكم عباد الله ؛ كيف يسمح لنفسه من يُفتي على صفحات الجرائد في أحكام وحِكَم الصّيام ، و هو في نفس الوقت يتهجّم على الدعاة و العلماء ، يتهجّم على العلماء و الدّعاة و الصّالحين ، ينسب إليهم الأقاويل و يتّهمهم بمثل هذه الأراجيف تنقيصا لمكانتهم و تأويلا لكلامهم و تشويها لسمعتهم ، يبغي في ذلك صدّ النّاس عنهم وأنّى له ذلك ؟ و لم يسلم من هذا الأذى الأموات فضلا عن الأحياء ، و إلاّ قولوا بالله كيف تفسّرون ما تجرّأ به ذلك السّافل في حقّ مقام شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله ؟ و هو من هو في علمه و تقواه و ورعه رحمة الله تعالى عليه ، يدّعي أنّه يقول بأنّ الأولياء لهم قدرة في إحياء الموتى دون أن ينظر إلى فحوى كلامه ، يُسجَّل و يُسطَّر مثل هذا الهراء و هذا العبث في هذه الجرائد التي يقرأها الخاصّ و العامّ و التي ابتلي بها كثيرٌ من المسلمين ، جرائد لا همّ لها إلاّ أن تذيع الخبر، حقًّا كان أو باطلا ، و إنفاد مبيعاتها و لو على حساب المُثُُل و القيم .
و ناعقٌ آخر ينسب إلى داعية كبير و شيخ جليل ادّعاء النبوّة و تكفير المسلمين
ألا يتّقي الله ؟
ألا يرتدعُ هؤلاء من فعلتهم الشنيعة وقولهم السّوء في حقّ المؤمنين و الدعاة والصالحين ؟
ألم يتأمّلوا قول الله عزّ و جلّ :" من آذى لي وليًّا فقد آذنته بالحرب " ؟
وليّ الله عزّ وجلّ ؛ إذا كان يؤمن بالله و يتقي الله فذلك هو الوليّ .
فما بالكم إذا عرف هذا الوليّ بعلمه و صلاحه و جهاده و اجتهاداته التي ينتفع منها الناس ؟
ألا يعلم هؤلاء أنّ مثل هذا الشهر هو فرصة لقراءة القرآن و ذكر الله عز وجل و الصلاة و القيام و الدعاء لجماعة المسلمين و أئمّتهم بالمغفرة والتوفيق و الصلاح والسداد ؟ بدلا من انتقاصهم و النّيْل منهم و التشهير بهم ؟
ألا يعلم هؤلاء ما قاله الإمام الأوزاعي رحمه الله لما سئل عن حكم الغِيبة في رمضان ؟
قال شيخ الإسلام الإمام الأوزاعي و هو إمام أهل الشام في زمانه ، من أقران مالك والشافعي و أحمد ، سئل عن حكم الغيبة ؛ أتدرون ما الغيبة عباد الله ، أن يتكلّم الإنسان في أخيه كلامًا يكون فيه ، يكرهه ذلك الإنسان ، قال : " الغيبة في رمضان تفطّر الصائم و يجب عليه القضاء " ، وحُكي هذا القول عن عائشة ، و إن لم يرتضيه جمهور العلماء ، لكنّه يدلّ على أثرةٍ من العلم .
فما عسى أن يكون جواب الإمام الأوزاعي لو سئل عن البهتان ، او عن حكم البهتان في رمضان ؟ !
والبهتان أن يتكلّم الإنسان في غيره بما ليس فيه ، وقد تكلّموا في الناس أحياءً و أمواتا بما ليس فيهم .
ألا ينظرون إلى قول الإمام ابن حزم رحمه الله و هو من علماء المسلمين الكبار ، يقول عن حكم هذه المعاصي التي تصدر من الإنسان في نهار رمضان ؛ قال : و كلّ من قام بمعصية متعمّدًا لها – يعني في نهار رمضان – ذاكرًا لها فقد بطُل صومه قولا أو عملا . لعموم قوله صلى الله عليه و سلم : " إذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث و لا يجهل و لا يصخب " . و إن كان هذا القول كما قلت ممّا لم يرتضيه جمهور العلماء ، و لكن فيه دلالة على وجوب أن يحفظ المسلم صومه من الغيبة و النّميمة و البهتان و القول على الله سبحانه و تعالى بغير علم .
ألا فليتّق هؤلاء ربَّهم ، و ليتّق أصحاب الجرائد النّار التي أعدّت للكافرين ، التي وقودها الناس و الحجارة ، عليها ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما أمرهم و يفعلون ما يأمرون ، وهل يُكِبّ الناس في النار على وجوههم أو مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم ؟ ! ألا فليصونوا جرائدهم من زُبالة الأفكار و الأقلام و ليحفظوها من أن تكون مراحيض للأدناس و الأنجاس ، و ليتّقوا الله عزّ وجلّ ، و ليعلموا أيضا أنّ الله تعالى سائلهم عمّا كتبوا و من كتب لهم و ما سيكتب لهم و ما نشروا و ما أذاعوا و ما سطّروا و ما رسموا ، و لا يغرنّهم في هذا مقولة الكفار :" حريّة تعبير " أو " صحافة حرّة " ، بل ينبغي أن تتأمّلوا قول الباري جلّ و علا و لا سيما و أنتم في شهر رمضان ، اقرؤوا قول الله سبحانه و تعالى : ﴿ و إنّ عليكم لحافظين كراما كاتبين . يعلمون ما تفعلون ﴾ ، تأمّلوا قول نبيّكم صلى الله عليه وسلم : " إنّ العبد ليتكلّم بالكلمة لا يدري هل هي من سخط الله أو من رضوانه يزلّ بها إلى النّار أبعد ممّا بين المشرق و المغرب " أو كما قال النبيّ صلى الله عليه آله وسلم ، و ليجعلوا أمامهم قول الشّاعر الحكيم الذي قال :
تبتُ و قد أيقنتُ يوم كتابتي أنّ يدي تفنى و يبقى كتابها
فإن عملتْ خيرا ستجزى بمثلها و إن عملتْ شرّا فعليّ حسابها

و أنتم أيها المؤمنون ، وأنتم أيها المسلمون احذروا أن تصدّقوا كلّ ما يقال و كلّ ما يُكتب ، لأنّ نبيّكم صلى الله عليه و سلم قد أخبركم عن مثل هذا الزمان الذي ينطق فيه التافه في أمر العامّة ، في أمور المسلمين ، يحجم العالم عن الكلام في بعض المسائل ، و نسمع عن هؤلاء الذين يسمّون أنفسهم بالمفتين في الجرائد ؛ " أنت تسأل و المفتي يجيب " ! والنبيّ صلى الله عليه وسلم يقول في الحديث الصحيح : " ستأتي على الناس سنوات خدّاعة يُصدّق فيها الكاذب و يُكذّب فيها الصّادق و يُخوّن فيها الأمين و يُؤتمن فيها الخائن و ينطق فيها الرُّوَيْبِضَة " قيل : وما الرويبضة يا رسول الله ؟ قال :" الرجل التافه يتكلم في أمر العامّة " .
فالله تعالى نسأل أن يحفظ المسلمين و أن يحفظ أعراضنا و أن يحفظ علماءنا و دعاة الخير في كل زمان و مكان ، و أن يعامل هؤلاء الأفّاكين بما يستحقّون ، إنّه سبحانه وليّ ذلك والقادر عليه .
و سبحانك اللهم و بحمدك ، أشهد ألا إله إلا أنت ، أستغفرك وأتوب إليك ، والحمد لله ربّ العالمين.