تحول جذري في سياسة بريطانيا تجاه الأسد
27-01-2017, 11:29 AM



دفعت التطورات الأخيرة التي شهدتها الأزمة السورية، بل وساحة العلاقات الدولية كلها، دفعت بريطانيا إلى تغيير سياستها جذريا تجاه سوريا ورئيسها بشار الأسد.
وللمرة الأولى تقريبا منذ اندلاع الأزمة السورية، اعتبرت بريطانيا، على لسان وزير خارجيتها، بوريس جونسون، مشاركة بشار الأسد في انتخابات الرئاسة السورية المقبلة أمرا ممكنا في حال التوصل إلى تسوية سلمية للنزاع، وذلك بعد أن كانت تصر على مدى نحو الـ 6 سنوات الماضية على ضرورة تنحيته من منصب الرئيس، بل ومن مجال السياسة السورية كلها.
وقال جونسون، في كلمة ألقاها أمام أعضاء لجنة الشؤون الخارجية التابعة لمجلس اللوردات البريطاني، يوم الخميس 26 يناير/كانون الثاني: "تتمثل وجهة نظرنا في أنه يتعين على الأسد أن يرحل، وهذا موقفنا طويل الأمد، لكننا منفتحون أمام بحث كيفية حصول ذلك وجدوله الزمني".
واعتبر جونسون أنه "ليست هناك خيارات جيدة للحل" بالنسبة لسوريا، لكنه أضاف، في الوقت ذاته: "يجب علي أن أكون واقعيا، علما بالتغيرات التي مر بها الوضع على الأرض، وربما يتعين علينا إعادة التفكير في سبل تعاملنا مع هذه القضية، وعلي الاعتراف بأن سياستنا السابقة لا تنم عن ثقة كبيرة".
وبين جونسون، قائلا: "كنا منذ فترة طويلة ملتزمين بالبند القائل إن رحيل الأسد أمر ضروري، لكننا لم نكن أبدا قادرين على تحقيق ذلك، وهو الأمر الذي تسبب في الصعوبات التي نواجهها حاليا".
كما أعرب وزير الخارجية البريطاني، عن أمله في إبرام اتفاق مع روسيا حول محاربة تنظيم "داعش" ورحيل الرئيس السوري، بشار الأسد، لافتا أن لندن مستعدة لبحث الجدول الزمني لاستقالته.
وقال جونسون، في هذا السياق: "إن التوصل إلى اتفاق مع الروس من شأنه أن يسمح، في آن واحد، بالمضي قدما في مسألة رحيل الأسد، وتخفيض النفوذ الإيراني في المنطقة من خلال التخلص منه، وكذلك توحيد الجهود مع روسيا لشن ضربات ضد تنظيم داعش ومحوه من وجه الأرض... قد يكون ذلك خطوة نحو الأمام".
كما أكد جونسون على ترحيبه بالمفاوضات التي جرت مؤخرا بين أطراف الأزمة السورية في العاصمة الكازاخستانية أستانا بمبادرة من روسيا وتركيا وإيران.
وقال وزير الخارجية البريطاني: "لو يستطيعون في أستانا تحقيق تقدم وضمان هدنة تؤدي إلى التسوية السياسية واتفاقات ديمقراطية معينة وانتقال السلطة من الأسد، فهذا، برأيي، أمر جيد، وعلينا أن نكون منفتحين ذهنيا أمام الفرص التي يقدمونها".
وفي تطرقه إلى الدور الإيراني في سوريا، قال جونسون إن من الضروري تخفيض نفوذ طهران، متسائلا في هذا السياق ما إذا تدرك إدارة الرئيس الأمريكي الجديد، دونالد ترامب، مدى مشاركة إيران في الأزمة السورية.
واشار جونسون، بهذا الصدد، إلى أن السلطات الأمريكية عليها أن تفهم أن إبرام أي اتفاق مع روسيا حول الأزمة السورية يتطلب "اتفاقا مع إيران".
وتجدر الإشارة إلى أن الحكومة البريطانية أكدت، منذ اندلاع الأزمة السورية أواخر العام 2011، أن رئيس البلاد، بشار الأسد، لا يمكنه أن يتولى منصبه إلا خلال فترة قصيرة في إطار عملية نقل السلطة لقوى المعارضة.
وأصر بوريس جونسون، ومنذ لحظة توليه حقيبة وزير الخارجية البريطاني، على ضرورة رحيل الأسد،
لكن هذه الوضع تغير تماما، على ما يبدو، على خلفية مجريات الأحداث في سوريا، بما في ذلك تحرير مدينة حلب بشكل كامل من سيطرة المسلحين وإعلان هدنة عاملة وإجراء المفاوضات بين دمشق والمعارضة في أستانا، وكذلك التطورات الأخيرة في العالم برمته، وخاصة نقل منصب الرئيس الأمريكي لدونالد ترامب، الذي أعلن مرارا عن سعيه لتحسين العلاقات بين بلاده وروسيا، وعودة العلاقات بين موسكو وأنقرة إلى مستواها الطبيعي.
ومن اللافت في هذا السياق أن تصريحات جونسون المذكورة جاءت عشية لقاء ثنائي بين رئيسة الوزراء البريطانية، تيريزا ماي، والرئيس الأمريكي الجديد، دونالد ترامب في واشنطن.
المصدر: وكالات