نبيل فقير.. "الكذّاب".....بقلم/ياسين معلومي
13-03-2015, 05:48 AM

منذ أقل من سنة، سعدت وأنا أقرأ حوارا للاعب الفرانكو جزائري نبيل فقير، وهو يغازل مسيري الكرة الجزائرية، راجيا منهم الالتفات إليه، واستدعاءه إلى تقمص ألوان "الخضر"، خاصة بعدما شاهد واستمتع بالأداء البطولي لمنتخبنا الوطني في نهائيات كأس العالم بالبرازيل والتأهل التاريخي للدور الثاني. وما زلت أتذكر

ما قاله حرفيا.. "أنا جزائري، وهدفي تحقيق أمنيتي وهي اللعب لبلدي الجزائر، وسأكون فخورا بذلك"، وحتى والده الذي كان يطل علينا تقريبا يوميا في الصحافة الوطنية، أكد أن ابنه سيلعب لبلد أجداده لأنه شرف له ولعائلته ولأبناء منطقته، الذين تمنوا أن يروه في التشكيلة الوطنية مع لاعبين كبار، على غرار براهيمي وفغولي وآخرين رفضوا بيع هويتهم رغم إلحاح الفرنسيين، ولم يندموا أبدا خاصة وأنهم أصبحوا نجوما فوق العادة، يلعبون لبلدهم ويدافعون عنه في إفريقيا وحتى في أكبر منافسة عالمية، حتى أصبحوا محل اهتمام أندية كبيرة تضاهي تلك التي تريد استقدام فقير.

أنا جزائري، ولا ألوم اللاعب فقير لأنه من حقه اختيار البلد الذي يلعب له مستقبلا مثلما فعل قبله زيدان وناصري وبن زيمة وآخرون، لكن أن يتلاعب بمشاعر الجزائريين، ويدلي بتصريحات فيها الكثير من "النفاق" ليصطاد فريسته، فهو أمر غير مقبول تماما.. فقير الذي رفع هاتفه الجمعة الماضي وتحدث إلى المدرب الوطني، كريستيان غوركوف، مانحا إياه "كلمة رجال"، وطلب منه الاعتماد عليه ووضعه في حساباته مستقبلا، راح ساعات من بعد يراجع حساباته، ويتنصل من مسؤولياته، ويكشف أنه اختار اللعب للمنتخب الفرنسي لأنه فرنسي من أصول جزائرية، وهو فخور بذلك لأن مصلحته تكمن في اللعب للديكة، مشيرا إلى ندمه على اتصاله بالناخب الوطني.

هل يعلم فقير أن البلد الذي تحدث عنه في الصائفة الماضية، والذي أراد أن يتقمص ألوانه وقال إنه فخور بالانتماء إليه، خسر لاعبين كبارا فضلوا اللعب لفرنسا في صمت، ودون إحداث ضجة إعلامية، ودون إرسال رسائل مشفرة إلى المدرب الفرنسي ديديي ديشان، ومحيطه الذي ضغط عليه للعب لفرنسا.. هو بلد لا يحتاج إلا إلى أبنائه الحقيقيين وليس المزيفين، الذين همهم الوحيد هو الدفاع عن ألوان الوطن، مثلما فعل أسلافهم وأخرجوا استعمارا غاشما ومدمرا، لا يزال يحتفظ رغم هذه السنوات بمن هم موالون له.. فهل يسأل يوما أمثال اللاعب فقير أجدادهم عن الدروس التي منحت للاستعمار في شتى أنحاء الجزائر؟ وماذا سيقول فقير عندما يسأله أبناؤه مستقبلا: لماذا لم تختر اللعب لبلدك الجزائر؟ وماذا سيكون رد والده لأبناء منطقته؟ وما هو جواب كل عائلته لكل الجزائريين الذين تمنوا أن يروه يوما يحمل الألوان الوطنية؟

قد أكون قاسيا مع اللاعب فقير، الذي فضل اللعب للمنتخب الفرنسي، لكن الجزائر لن تحتاج إلى من يبيعها في رمشة عين، ويغير رأيه في ساعات ويختار وجهة غير الوجهة التي سبق أن وعد بها أربعين مليون جزائري.. أنا متأكد كغيري من الجزائريين، أن مصيره سيكون حتما مثل ناصري وكمال مريم، اللذين ندما على اختيارهما اللعب لفرنسا.. فحظ أوفر يا فقير، ونتمنى لك النجاح في مسيرتك، لكن الحقيقة واضحة، وهي أن الشعب الجزائري لا يحب الكذّابين وأنت واحد منهم.