المناصرون الجزائريون سيحملون الأعلام الفلسطينية في البطولة المحلية
17-09-2015, 02:43 PM

ناصر/ م. علال/ توفيق.ع/ ب. وهاب/ صالح س/ أسامة. ب

أجمعت كل التقارير الإعلامية والسياسية على أن إسرائيل في همجيتها الأخيرة في القدس الشريف انتصرت بعض الوقت ولم تنتصر أيضا، والذين نسوا القدس نهائيا، ذكرتهم هذه الأحداث.. وكل التجمعات البسيطة والمبادرات الإعلامية، ومنها ما تقوم به الشروق، تحولت وستتحول للتضامن مع القدس الشريف، وأهمها منافسات كرة القدم داخل وخارج الوطن، التي يشارك فيها اللاعبون الجزائريون، ومجرد القيام بإطلالة على مواقع بعض المناصرين الجزائريين، ستجعلنا نأخذ فكرة عن الأجواء التي سيصنعونها نهاية الأسبوع في ملاعبنا، وسنجد إجماعا على أن القدس ستكون في القلوب وعلم فلسطين سيكون إلى جانب رايات مختلف الأندية وسيشاهد العالم علم فلسطين ويقرأ كلمة القدس في كل الملاعب إلى غاية توقف الهمجية الصهيونية التي دنست البيت الطاهر.

وكانت ظاهرة رفع الأعلام الجزائرية والفلسطينية وأيضا الإسرائيلية في الدوريات الأوربية ورابطة أبطال أوربا ومنها اللقاءات التي يشارك فيها نجوم الخضر، قد تطورت بشكل لافت للأنظار..وقد فضل الجزائريون الذين تحولوا إلى ظاهرة في الملاعب العالمية، على رفع العلم الفلسطيني الذي صار يرفرف في كل مباريات ريال مدريد وبرشلونة، وشاهدناه في افتتاح منافسة رابطة أبطال أوربا التي جرت سهرتي أول أمس وأمس الأربعاء، وتحركت الجمعيات اليهودية في فرنسا واسبانيا ومنها جمعية يهود إسبانيا التي طالبت بمنع رفع الأعلام التي لا دخل لها بالمنافسة على كل المتفرجين من دون استثناء رغم أن الإسرائيليين يستغلون كل المناسبات لأجل رفع علم دولتهم اللقيطة، كما يحدث في لقاءات نادي برشلونة وريال مدريد، حيث رافق اليهود النادي الكتالاني والملكي، بأعلامهم وهذا كرد على العلم الفلسطيني الذي يرفرف في كل مكان، ولا يمكن للمسلمين نسيان ما فعله لاعب من غانا في مونديال 2006 في ألمانيا عندما أخرج علم الدولة العبرية ابتهاجا بهدف لمنتخب بلاده في شباك التشيك ..وكانت الصحف الإسبانية ومنها صحيفة "آل بايس" قد أشارت إلى خطورة الوضع الذي يمكنه حسبها إلى التحول إلى فتنة بين المناصرين ويفجر أحداث عنف في الملاعب الإسبانية، التي تعتبر مسارح للعائلات ولم يحدث وأن شهدت أي تجاوزات منذ سنوات طويلة.

وقالت صحيفة "آل بايس" أن خلط الرياضة بالسياسة ترفضه إسبانيا إطلاقا، وهي التي تمنع الباسكيين من رفع أعلامهم، كما هو حاصل مع الناديين الشهيرين أتليتيكو بيلباو وريال سوسيداد، وتمنع الكتالونيين من رفع أعلامهم خارج إقليمهم، فما بالك برفع أعلام دول أخرى غير إسبانيا.. ومعلوم أن العلم الجزائري والفلسطيني بأيدي الجزائريين شكّل في كل ملاعب العالم ظاهرة وكان يصاحب لاعبي الخضر الذين ينشطون في أوربا مثل فيغولي ومحرز وغولام وسليماني، ولكنه الآن صار يتواجد حتى في لقاءات لا يشارك فيها الجزائريون.. وعلمنا أن الجالية الجزائرية في فرنسا استجابت لدعوة من مناصرين جزائريين طالبوا بجعل الجولة الفرنسية القادمة لنصرة القدس الشريف، وإذا كان الإسرائيليون قد عادوا لرفع أعلامهم بعد أن اشتهروا بذلك في السبعينات مع نادي أجاكس الذي كان مسيطرا على الحدث الكروي الأوربي، في زمن الحرب العربية الإسرائيلية، فإن عودتهم في آخر لقاءات الدوريات الأوربية وخاصة لقاء أمس الذي جمع مكابي بتشيلسي ضمن رابطة أبطال أوربا، جاءت ردا على ما قام به الجزائريون في الملاعب العالمية ورفعهم للعلم الفلسطيني بقوة في مختلف ملاعب أوروبا، على أمل أن تكون الصورة ابلغ في لقاءات الجولة القادمة من الدوري الجزائري نصرة للقدس الشريف.



اللاعب الدولي السابق عبد الرؤوف زرابي:

علينا التحرك لنصرة الأقصى وعلى براهيمي عدم اللعب في كيان ملطخ بدماء الأبرياء

أبدى اللاعب الدولي الجزائري السابق عبد الرؤوف زرابي حزنه وأسفه إزاء اعتداء جنود الاحتلال الإسرائيلي على حرمة المسجد الأقصى وتدنيسه، متحسرا على الصمت الرهيب الذي تلزمه الدول العربية والإسلامية على ما يحدث على الأراضي الفلسطينية، ووجه زرابي النصيحة لنجم المنتخب الوطني ونادي بورتو البرتغالي ياسين براهيمي بعدم السفر إلى إسرائيل خلال مباراة فريقه مع نادي ماكابي تل أبيب في منافسة رابطة أبطال أوروبا.

وقال زرابي في اتصال مع "الشروق" :"فلسطين والمسجد الأقصى جزء من كل الأراضي العربية، وعلينا حمايتها ونصرة الفلسطينيين، كل حسب قدرته"، مضيفا: "أنا مصاب بالإحباط والغضب، بعدما اطلعت على ما يحدث في المسجد الأقصى، أتحسر دائما وأنا أرى مشاهد الاعتداء على جزء من ديننا الحنيف على يد الأيادي الظالمة، هذه قضية كل المسلمين وعلينا أن نهب لنصرة أشقائنا والدفاع عن شرف أمتنا الإسلامية".

وتابع: "أنا فخور جدا بانتمائي لبلد يعد أكبر داعم للقضية الفلسطينية منذ عهد الرئيس الراحل هواري بومدين الذي طالما رفع شعار:الجزائر مع فلسطين ظالمة أو مظلومة".

وفيما يخص الجدل الذي أحدثه سفر اللاعب ياسين براهيمي إلى إسرائيل من عدمه قال زرابي: "كرياضي، أتمنى ألا يسافر براهيمي إلى إسرائيل ليلعب على أراضي ملطخة بدماء الأبرياء، أتمنى أن يتبنى موقفا بمقاطعة المباراة مع ماكابي تل أبيب على غرار الكثير من الرياضيين الجزائريين، وهو الموقف الذي سيشرفه هو شخصيا ويثلج صدور كل الشعوب العربية".



نور الدين زكري لـ"الشروق":

الصهاينة "صناعة" الغرب.. وهذه رسالتي لبراهيمي

عبر المدرب الجزائري نور الدين زكري، عن خيبة أمله الكبيرة وغضبه جراء قيام الصهاينة بتدنيس المسجد الأقصى والاعتداء على المصلين، وسط سكوت دولي وعربي "مفضوح"، داعيا الدول العربية والإسلامية إلى "التصدي" للاعتداءات الصهيونية على المسجد الأقصى، على اعتبار أن مبدأ الحوار أضحى غير مجد مع اليهود، على حد تعبيره، كما لم يفوت المدرب السابق لوفاق سطيف الفرصة لتوجيه رسالة إلى الدولي الجزائري ياسين براهيمي، المعني بمواجهة مع نادي إسرائيلي شهر نوفمبر المقبل، في رابطة الأبطال الأوروبية مع ناديه بورتو البرتغالي.

وقال زكري، في اتصال هاتفي مع "الشروق" تعليقا على تدنيس الصهاينة للأقصى "هذه ليست المرة الأولى التي يقوم فيها اليهود بمثل هذه الاعتداءات وتدنيس المسجد الأقصى.. إنه المستعمر الذي يقوم بكل شيء ودون محاسبة"، مضيفا: "مسؤولية ما يحدث هو مسؤولية كل المسلمين، لأنهم معنيون بالدفاع عن المسجد الأقصى وفلسطين المحتلة، ولو أن خيبة الأمل الكبيرة هي من الحكام الذين يحكمون المسلمين"، واعتبر مدرب الرائد السعودي السابق، سياسة العرب والمسلمين مع الإسرائيليين خاطئة، قائلا: "العرب والمسلمون متمسكون بخيار الحوار، الذي أثبت فشله لحد الساعة.. الصهاينة لا يعترفون بالحوار والاتفاقيات والمعاهدات ولن يتوقفوا عن ممارسة أساليب الاعتداءات والقتل.."، مضيفا: "الصهاينة صناعة الغرب وهم يحمونها الآن..".

من جهة أخرى، حرص المدرب السابق لمولودية الجزائر، على توجيه رسالة إلى الدولي الجزائري ياسين براهيمي، الذي أثيرت حوله موجة جدل كبيرة بخصوص إمكانية سفره إلى إسرائيل لمواجهة نادي ماكابي حيفا أوروبيا، وقال لـ"الشروق": "رسالتي لك يا براهيمي هي.. لا تسافر إلى إسرائيل، لأنك ابن الحق في هذا العالم ولا يجب أن تضع قدمك هناك.. يجب أن يكون موقفك من هذا موقف رجل..".



الدولي السابق فضيل مغارية:

نصرة فلسطين واجبة وأنصح براهيمي بعدم السفر إلى إسرائيل

وصف الدولي السابق فضيل مغارية، ما يحدث بالمسجد الأقصى بعد ما قامت وحدة أمنية باقتحام باحة المسجد إلى جانب مستوطنين يهود واعتقال فلسطينيين معتكفين بالمسجد، بالأمر غير المقبول الذي يتوجب وقفة من كل مسلمي العالم لأجل ردع دولة الكيان الصهيوني.

وقال ابن مدينة الشلف في اتصال هاتفي مع الشروق: "على كل مسلم فوق الكرة الأرضية التحرك، كل وفق مستواه وقدرته لنصرة إخواننا الفلسطينيين، الذين يتعرضون منذ عقود إلى ظلم من قبل كل أجهزة دولة الكيان الصهيوني وزادت حدته في الأيام الماضية بعد تجرؤ قواتها وبعض المستوطنين إلى حد اقتحام باحة وحرم المسجد".

وأضاف:"مبادئ ثورتنا المجيدة ومواقف الدولة الجزائرية منذ الاستقلال لم تنس حق المواطن الفلسطيني الذي يناضل لأجل حريته، حتى أننا كجيل للاستقلال تجذرت في مخيلتنا نصرة إخواننا الفلسطينيين ومقولة الرئيس الرحال هواري بومدين: "نحن مع فلسطين ظالمة أو مظلومة"، ومن موقعي كرياضي جزائري عربي مسلم، أتمنى مبادرة دولية تجمع العالم الإسلامي والعربي لرفع الظلم عن إخواننا في فلسطين والحرم القدسي أولى القبلتين وثالث الحرمين".

كما استغل صخرة دفاع المنتخب الوطني سنوات الثمانينات، الفرصة ليوجه رسالة خاصة إلى لاعب الخضر ياسين براهيمي، دعاه من خلالها إلى إيجاد الصيغة المثلى لتجنب مرافقة ناديه بورتو إلى دولة الكيان العبري لمواجهة ماكابي تل ابيب لحساب منافسة رابطة الأبطال الأوروبية، وقال: "أنصح براهيمي بإيجاد الصيغة المثلى والاتفاق مع مدربه وإدارة النادي البرتغالي لإعفائه على الأقل من مواجهة النادي العبري في تل أبيب، على غرار ما فعل عديد اللاعبين قبله وآخرهم على ما أعتقد حليش قبل سنوات، لأن مرافقة فريقه في السفرية المنتظرة بداية شهر نوفمبر سيؤثر عليه وعلى مكانته في قلوب محبيه وخاصة أنصار المنتخب الوطني الذين لطالما عبروا عن تضامنهم مع القضية الفلسطينية".



الحارس الدولي مالك عسلة:

علينا التحرك للحد من الاعتداءات على الأقصى والإخوة في فلسطين

عبّر حارس شباب بلوزداد مالك عسلة، عن تأثره الشديد للأحداث التي يعرفها المسجد الأقصى بالقدس المحتلة والاعتداءات، التي يتعرض لها يوميا الراغبون في الصلاة داخل أولى القبلتين من طرف شرطة الاحتلال الصهيوني.

وقال عسلة لـ"الشروق" : "نحن مع الشعب الفلسطيني ظالما أو مظلوما، وقضيته قضية أي مسلم على وجه الأرض، وآمل أن يتحرك الرأي العام في العالم الإسلامي على الأقل لوضع حد للتجاوزات التي كثرت في الفترة الأخيرة من طرف جنود الاحتلال على أرض القدس".

وحسب الحارس الدولي فإن التنديد فقط لن ينفع الأشقاء الفلسطينيين ولن يوقف الاعتداء على الأقصى: "الحديث عما يحدث في فلسطين عن الظلم الذي يتعرض له إخواننا في الأقصى لن يفيد في شيء، والدعم يجب أن يتجسد على أرض الواقع للسماح لإخواننا بالتحرك بحرية على أرضهم وأداء واجبهم في المسجد الأقصى".





علاقات كروية عميقة بين المدربين الجزائريين وفلسطين

بزاز وولد علي وبوشامة وڤندوز.. جزائريون خدموا فلسطين كرويا وتقنيون فلسطينيون احتضنتهم الجزائر

لم تقتصر العلاقات العميقة بين الشعبين الجزائري والفلسطيني على الناحية السياسية والدبلوماسية، ولم تصنف فقط في خانة التضامن وحرص السلطات الرسمية على الوفاء لشعار "الجزائر مع فلسطين ظالمة أو مظلومة"، ولكن تعدتها إلى جوانب أخرى، بما في ذلك الشق الرياضي الذي يعكس العلاقات المميزة في هذا الجانب على مستوى الجماهير وكذا وقفة التقنيين الجزائريين لخدمة الكرة الفلسطينية.

وحرص العديد من المدربين الجزائريين على تقديم يد العون لنظرائهم من الإخوة الفلسطينيين، على غرار المدرب المغترب موسى بزاز الذي كان أشرف على المنتخب الفلسطيني عام 2009، وترك انطباعا طيبا باعتراف التقنيين والمسؤولين على الكرة الفلسطينية، حيث ثمن الكثير تلك الخطوة، خصوصا انه عرف كيف يتكيف مع خصوصية الوضع الفلسطيني، وعمل على رفع التحدي لمواكبة طموحات الجماهير الفلسطينية، فيما يسير المدرب الحالي نور الدين ولد علي على خطى سابقه على رأس العارضة الفنية للمنتخب الفلسطيني، حيث حقق التعادل في اللقاء الأخير الذي جمع منتخب "الفدائي" أمام نظيره الإماراتي، وسط تنويه الفلسطينيين ببصمات التقني الجزائري، من جانب آخر، قدم التقني الجزائري ميهوب بوشامة خدمات مهمة للكرة الفلسطينية في مجال التكوين وتفعيل العمل القاعدي مع عدة أندية، حين استقر به المقام لعدة سنوات، وهذا باعتراف التقنيين الفلسطينيين الذين أشادوا بالجهود التي قام بها بوشامة في هذا الجانب، بدليل أنه تطوع في اقتناء العديد من التجهيزات والمستلزمات من ماله الخاص، فضلا عن عمل المدرب محمود ڤندوز مع نادي الأمعري الفلسطيني.

على صعيد آخر، عرفت الأندية الجزائرية مرور عدة مدربين فلسطينيين قاموا بعدة تجارب مهنية، وفي مقدمة ذلك المدرب حاج منصور سعيد الذي ترك بصماته مع عدة فرق، وفي مقدمة ذلك وفاق سطيف الذي كان أول محطة له مطلع التسعينيات، قبل أن يغير الوجهة نحو اتحاد الشاوية الذي توج معه بلقب البطولة موسم 93-94، وشارك معه في منافسات افريقية، قبل أن يثري مسيرته المهنية مع عدة أندية على مستوى ربوع الوطن، على غرار جمعية عين مليلة ومولودية وهران وشباب قسنطينة واتحاد الحراش وغيرها من الأندية، كما عرف الموسم المنصرم قدوم التقني الفلسطيني عاطف نصير الذي اشتغل في العارضة الفنية لفريق اتحاد الشاوية، حيث حاول تسخير خبرته ومعارفه التي اكتسبها في المدرسة الألمانية، حيث عمل مساعدا للروماني كريزان.

وبرز الإعلامي الفلسطيني فايز نصار هو الآخر خلال فترة تواجده في الجزائر، حيث درس في جامعة باتنة مطلع الثمانينيات، ويملك علاقات مع عدة وجهوه إعلامية ورياضية جزائرية، على غرار عز الدين ميهوبي الذي فتح له باب الكتابة في أسبوعية "صدى الملاعب"، وكانت تتميز كتاباته بنوع من الأكاديمية الكروية التي أعطت إضافة مهمة في مجال التحليل الكروي، قبل أن يعود إلى موطنه الأصلي، حيث درب عدة أندية فلسطينية في مجال الفئات الشابة، وفي مقدمة ذلك نادي الخليل.