سكولينغ وفيلبس.. عندما يتحول الحلم لحقيقة.
20-04-2018, 08:57 AM


بسم الله الرحمن الرحيم


السلام عليكم






سكولينغ وفيلبس.. عندما يتحول الحلم لحقيقة:






كان السنغافوري جوزف سكولينغ في الـ13 من عمره عندما التقى مثله الأعلى الأميركي مايكل فيلبس للمرة الأولى، لكن لم يخطر ببالهما أن اللقاء التالي بينهما سيكون في أحواض ريو، وأن ذلك الصبي سيتحول إلى قاهر الأسطورة وسيهدي بلاده أول ذهبية أولمبية في تاريخها.
ومن المؤكد أن فيلبس لا يتذكر حتى أنه التقى سكولينغ قبل ثمانية أعوام في سنغافورة حين كان بصحبة المنتخب الأميركي في معسكر تدريبي تحضيرا لحملته الأسطورية في أولمبياد بكين 2008 حيث أصبح أول رياضي يتوج بثماني ذهبيات في نسخة واحدة.
لكن ذلك "اللقاء" بين الاثنين ترك أثره على حياة سكولينغ الذي كان حينها أفضل سباح في بلده الصغير في فئته العمرية.
وعندما كان فيلبس يحطم الأرقام في بكين اتخذ سكولينغ قراره وأدرك أنه إذا أراد السير على خطى مثله الأعلى يتوجب عليه مغادرة بلاده.
وانتقل البطل السنغافوري سكولينغ الذي أصبح الآن في الـ21 من عمره إلى الولايات المتحدة وتحديدا لولاية فلوريدا من أجل التمرن في مدرسة "بولس"، ومن هناك بدأت القصة.
وأثمر التدريب تتويجا بذهبيتين في 2011 بألعاب جنوب غرب آسيا التي أقيمت في إندونيسيا وتأهلا إلى أولمبياد لندن 2012 عن سباق "مئتي متر فراشة"، لكن سكولينغ لم يتمكن من تجاوز التصفيات.
وواجه سكولينغ معضلة في 2013 بعد أن أنهى مرحلة الثانوية في مدرسة "بولس"، وحصل على منحة من جامعة تكساس لكن المشكلة أنه كان مطلوبا للخدمة العسكرية الإجبارية في سنغافورة والتي تصل لعامين.
وتدخلت المؤسسة السنغافورية للرياضة التي تعنى بمساعدة الرياضيين الصاعدين وتقديم الرعاية لهم على عدة صعد، وطالبت بالسماح لسكولينغ بتأجيل الخدمة العسكرية لثلاثة أعوام بهدف التحضير للمشاركة في أولمبياد ريو 2016.

وكان سكولينغ نجما معروفا في سنغافورة لكن بانتقاله إلى الولايات المتحدة تحرر من الضغط الإعلامي والاجتماعي المترافق مع النجومية في عالم الرياضة وسمح له بالتركيز على تطوير نفسه، وهذا الأمر أوصله في 2014 للحصول على فضية "مئة متر فراشة" في ألعاب الكومنولث، ثم أصبح لاحقا في العام ذاته أول سنغافوري منذ 32 عاما يحرز ذهبية في دورة الألعاب الآسيوية التي أقيمت في كوريا الجنوبية.
ثم بدأ سكولينغ يلفت الأنظار على الصعيد العالمي، وأظهر إمكانية أن يكون من المنافسين على الميداليات في ألعاب ريو 2016 بعدما حل ثالثا في بطولة العالم العام الماضي لكن فيلبس لم يكن موجودا حينها بسبب إيقافه من قبل الاتحاد الأميركي نتيجة قيادته السيارة تحت تأثير الكحول.
ودخل سكولينغ ألعاب ريو من دون أي ضجة ولم يكن حتى في الحسابات لكنه خرج فجأة من الظل وأجبر مثله الأعلى الذي التقط معه صورة في 2008 على الاكتفاء بفضية سباق "مئة متر فراشة"، حارما إياه من ذهبيته الخامسة في ألعاب ريو والـ23 في مسيرته الأسطورية.
وأكد سكولينغ الذي حقق رقما قياسيا أولمبيا أنه عندما يتمتع المرء بالإرادة والرغبة فإن استطاعته تحقيق المعجزات لأن إسقاط "الدلفين البشري" يعتبر "معجزة" بالنسبة لسباح من بلد لم يسبق له إحراز أي ذهبية أولمبية ليس في السباحة وحسب بل في تاريخ مشاركاته بالألعاب.



المصدر:
الجزيرة نت.





...