تحريف كلام الإمام ابن قدامة بأن تعدد الزوجات مندوب
21-02-2017, 04:21 PM
كانت قد أرسلت إليّ إحدى الأخوات ، رابطا وطلبت مني ومن غيري نشره في المنتديات التي مشتركة فيها . وبعد التأكد من الرابط وصحة الكلام ، رأيت أن الأمر يستحق نشره لما فيه من تجني لحقوق المرأة المسلمة ، وتقوّل عن رب العالمين ، بقصد أو بجهل ، وهذا نص ذلك الموضوع وهو للشيخ سند البيضاني



[font=]

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله القائل : (وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ ) والصلاة والسلام على نبيه الذي أمر بالاستخارة في كل أمر بمجرد الهمّ .


تحريف كلام الإمام ابن قدامة بأن تعدد الزوجات مندوب

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. أما بعد
لقد كنت بصدد كتابة بحث : ( الإجماع على إباحة تعدد الزوجات ومخالفة وتحريف المتأخرين )) ، وعند البحث في برنامج المكتبة الشاملة وجدت كلاما لــــــ (مجلة البحوث الإسلامية ) التي تصدر عن ( الرئاسة العامة لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد في السعودية ) ،وفيه تحريف أو سوء فهم أو سوء قصد .... ونظرا لأهمية الأمر وما يترتب عليه من آثار سلبية . أوجزه بالتالي :

أولا : جاء في مجلة البحوث الإسلامية
(( وسنتحدث هنا على تعدد الزوجات في الإسلام بتركيز شديد ومن خلال أربعة مباحث هي...:))
ثم جاء في المجلة في (( مبحث مشروعية تعدد الزوجات في الإسلام )) ،
(( ويبين ابن قدامة في معرض حديثه عن النكاح أن الإسلام يحث على تعدد الزوجات وأن التعدد ليس مجرد إباحة، ولكنه مندوب إليه فيقول : ولأن النبي ﷺ تزوج وبالغ في العدد ، وفعل ذلك أصحابه ، ولا يشتغل النبي ﷺ وأصحابه إلا بالأفضل ..)) .أهــ

ثانيا : حتى لايقع لبس للعامة

1) هذا الاستدلال – وأرجو المعذرة – فيه تحريف عن قصد أو سوء فهم كبير لما يترتب عليه من آثار ، وخصوصا إذا بحجم ومكانة ذلك الموقعين ، فهو يتحدث عن النكاح وليس تعدد الزوجات ، وكلامه واضح جدا حتى دون الرجوع لكتابه المغني ، كقوله (( وَهَذَا حَثٌّ عَلَى النِّكَاحِ شَدِيدٌ، وَوَعِيدٌ عَلَى تَرْكِهِ يُقَرِّبُهُ إلَى الْوُجُوبِ، وَالتَّخَلِّي مِنْهُ إلَى التَّحْرِيمِ )) ." المغني لابن قدامة /ج7/ص 5"
وعندما نعود لكتابه سترى ما هو أعجب حيث يقول الإمام في نفس الصفحة "ج7/ص 5"
(( وَأَجْمَعَ الْمُسْلِمُونَ عَلَى أَنَّ النِّكَاحَ مَشْرُوعٌ. وَاخْتَلَفَ أَصْحَابُنَا فِي وُجُوبِهِ؛ فَالْمَشْهُورُ فِي الْمَذْهَبِ أَنَّهُ لَيْسَ بِوَاجِبٍ، إلَّا أَنْ يَخَافَ أَحَدٌ عَلَى نَفْسِهِ الْوُقُوعَ فِي مَحْظُورٍ بِتَرْكِهِ، فَيَلْزَمُهُ إعْفَافُ نَفْسِهِ ،وَهَذَا قَوْلُ عَامَّةِ الْفُقَهَاءِ.)) .
2) أين التركيز الشديد الذي وُعد به ؟ وكيف كان سيكون بدون تركيز شديد ؟

ثالثا : تساؤلات
هل كان التحريف عن قصد لغاية ما ؟ أم هو سوء فهم شديد أم أن الكاتب ليس أهلا للمسائل العلمية ؟ - وإن كانت العادة في المؤسسات العلمية الكبيرة أن تعتمد على أكثر من باحث ، وهذا يقلل نسبة الخطأ والتحريف أو التعصب لرأي ما .أو التعسف لي النصوص والأقوال وغيرها – وإذا كان هذا في مؤسسة عريقة فكيف بمن أدنى منها ؟ أم هو التعصب الذي يعمي البصيرة .
وأترك لمن يحب : حرية التحليل والمناقشة ، وحتى حرية مراسلتهم -.مع العلم أني أرسلت إليهم شكوى بهذا الخصوص ولم أر أي تغيير أو رد إلى اللحظة - ،وهذا ما جعلني أستخير إبراء للذمة .

رابعا : الحذر من الترهيب الفكري وإخوانه
مسألة حمل الناس على اعتقاد استحباب التعدد ، وأنه حكم الله ، ورد كلام الله كفر ، و.... ..للترهيب الفكري وما يترتب عن ذلك من تشكيك المسلم في إيمانه غير مقبول ويجب إنكار حتى لا تَزِلَّ قدم بعد ثبوتها ، .وكما قال المولى :
(( وَلَا تَتَّخِذُوا أَيْمَانَكُمْ دَخَلًا بَيْنَكُمْ فَتَزِلَّ قَدَمٌ بَعْدَ ثُبُوتِهَا وَتَذُوقُوا السُّوءَ بِمَا صَدَدْتُمْ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَلَكُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (94) وَلَا تَشْتَرُوا بِعَهْدِ اللَّهِ ثَمَنًا قَلِيلًا إِنَّمَا عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (95). النحل .
ونستفيد من هذه الحالة ومثيلاتها بيان أهمية التحقيق والتدقيق .
هذا ما يسر الله إذا استخرته والخير ما يسره الله . وجزاكم الله خيرا .
[/font]
[/font][/b]