تسجيل الدخول تسجيل جديد

تسجيل الدخول

إدارة الموقع
منتديات الشروق أونلاين
إعلانات
منتديات الشروق أونلاين
تغريدات تويتر
  • ملف العضو
  • معلومات
أمازيغي مسلم
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 02-02-2013
  • المشاركات : 6,081
  • معدل تقييم المستوى :

    19

  • أمازيغي مسلم has a spectacular aura aboutأمازيغي مسلم has a spectacular aura about
أمازيغي مسلم
شروقي
المقاصد عند شيخ الإسلام ابن تيمية
27-04-2017, 01:07 PM
المقاصد عند شيخ الإسلام ابن تيمية
أحمد بيبني الشنقيطي

الحمدُ لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبيَّ بعده؛ أما بعدُ:

يعتبر ابن تيمية من العلماء الذين كشفوا عن مقاصد الشريعة، وأبلوا بلاء حسنا في الدفاع عنها ومعرفتها وتفصيلها، ويقول د. أحمد الريسوني في كتابه (نظرية المقاصد عند الشاطبي: ص68): " لا يكاد يخلو كلام له عن الشريعة وأحكامها، مِن بيان حكمها ومقاصدها، وإبراز مصالحها ومفاسد مخالفتها"، ويقول أحمد البدوي في كتابه:(مقاصد الشريعة عند ابن تيمية: ص112): " إنَّ مقاصد الشريعة تسري في ابن تيمية سريان الدم في العروق، فهي لا تفارقه وهو لا يفارقها، ويرى أنَّ الشريعة الإسلامية ما جاءت إلا بهذه المقاصد والمصالح، وهو يرى أنها القاعدة لبناء التشريع بأصوله وفروعه"، ويذهب أحمد البدوي إلى حدِّ القول بأنَّ ابن تيمية هو: شيخ المقاصد، وأَوَّلُ مَن أعجم عُودها، وليس الشاطبي -كما جرت عليه العادة، فقال: "وما قصصته من كلام ابن تيمية في اهتمامه بفهم المقاصد وهضمها وتوظيفها يُبيِّنُ أنَّه قَائِدُ وحَامِلُ رَايةِ هذا العلم مِن الناحية العملية التطبيقية، ومِن المؤَسِّسِين له من الناحية النظرية".
ولكن كيف يكون ابن تيمية رائدا في التطبيق ومساهما في التنظير؟، وكيف يقوم البعض بمقارنة بين المقاصد عند ابن تيمية وبين غيره من الأصوليين؟.
من أجل كشف الغطاء عن هذه الآراء، لا بُدَّ أن نفرق بين منهجين للمقاصد، أحدهما: منهج ابن تيمية والآخر منهج غيره من الأصوليين، فقد سبق أن ظهر في علم أصول الفقه منهجان، أحدهما: منهج الحنفية الذين يستخرجون القواعد من فروع مذهبهم، ومن كلام أئمتهم أبي حنيفة وأبي يوسف وأبي الحسن بالملاطفة والرفق كما يقولون، وهو ما عبر عنه الدهلوي -متحدثا عن هذه الطريقة- فقال: " وعندي أن المسألة القائلة أن الخاص مبين، ولا يلحقه بيان، وأن العام قطعي كالخاص، وألا ترجيح بكثرة الرواة، وأنه لا يجب العمل بحديث غير الفقيه إذا انسد باب الرأي، ولا عبرة بمفهوم الشرط والوصف أصلا، وأن موجب الأمر هو الوجوب فيه البتة، وأمثال ذلك، هي أُصُولٌ مُخرَّجةٌ على كَلامِ الأَئمةِ، وأَنَّها لا تَصِحُّ بها رواية عن أبي حنيفة وصاحبيه".[1]
والمنهج الثاني هو: منهج المتكلمين، أو منهج الشافعية، والذي يتناول القواعد مجردة دون الاعتناء بالفروع إلا نادرا، وهي طريقة تُبعِدُ الأصولَ مِن الفقه ومن الواقع.
ولعلَّنا نقول بأنَّ ذينك المنهجين استمرا في المقاصد، ومِثلُ منهجِ ابن تيمية: مَنهجُ الحنفيَّةِ في الاعتناء بالتفاصيل والجزئيات، بينما مثَّلَت طَريقةُ الشاطبي وغيره طَريقةَ المتكلِّمين التي تُجرِّد النظر في المقاصد الشرعية، ولهذا كان اعتراض ابن تيمية على تخصيص المقاصد بالضروريات والحاجيات والتحسينيات، وفي هذا السياق تندرج ملاحظة البدوي بأنه:" أسس هذا العلم تطبيقيا".
ولا بأس أن نقول تبعا لذلك بوجود منهجين للمقاصد، وهما: منهج ابن تيمية الذي يهتم بمقاصد النصوص واستثمارها، ومنهج الأصوليين الآخرين الذي يتناولون المقاصد بصورة تجريدية وبنظرة كلِّيَّانية، وذلك عندما يتطرقون أكثر إلى المقاصد الضرورية دون اهتمام بالغ وبليغ بتطبيقاتها الجزئية، رغم أن الشاطبي قال بأن موقفه من المقاصد في العموم والخصوص مما ينبني عليه فقه كثير وعلم جميل[2]، لكن بقي كلامه عن المقاصد وفيها تنظيريا أكثر منه تنزيليا.
هذه النزعة التجريبية هي: ما جعلت ابن تيمية يختلف مع الفلاسفة ومنهجهم المنطقي. لقد عرف عن ابن تيمية رفضه للمنطق اليوناني، وحمل على من يقول بأن من لا يعرفه لا ثقة له في علومه، وهي مقولة الغزالي. واصفا المنطق بأنه بمثابة جُثَّةِ جَمَلٍ غَثٍّ على قِمَةِ جَبَلٍ فلا سَهلٌ فيُرتَقَى ولا سَمِينٌ فيُنتَقَل. كما أنَّه لم يجد فائدة في ترتيب القياس على مقدمتين ونتيجة، مصيرا منه إلى أن اليقين إذا كان فيه ليس من أجل الترتيب، وإنما لما تضمنته المقدمتان من الصحة. أما الحدود في المنطق فقد قال بأنها عقيمة، وأن الفلاسفة لم يتوصلوا إلى حَدٍّ واحد مُجمَعٍ عليه، فتعريف الإنسان بالحيوان الناطق، قد وجهت إليه اعتراضات مشهورة[3]، كما أنَّه يُؤدِّى إلى الدور. فقال: "إذا كان الحدُّ قول الحَادِ، فالحَادُ إمَّا أن يكون قد عَرَّفَ المحدودَ بحَدٍّ، وإما أن يكون عَرَفَه بغَيرِ حَدٍّ، فإن كان الأول فالكلام في الحَدِّ الثاني، كالكلام في الحَدِّ الأَولِ، وهو مُستَلزِمٌ للدُّور القَبلِي، أو التَّسلسُلِ في الأَسبابِ والعِللِ، وهما ممتنعان باتفاق العقلاء. وإن كان عَرَّفه بغَيرِ حَدٍّ بَطُلَ سَلبُهم وهو قولهم أنَّه لا يُعرفُ شيءٌ إلا بالحَدِّ"[4].
إلا أن رفض ابن تيمية للقياس ليس رفضا للقياس الذي هو المدخل إلى الاجتهاد والمقاصد الشرعية؛ فإنَّ ابن تيمية يعترف بالبرهان وبالقياس، ولكن انطلاقا من نظرته التجريبية الجزئية التي رفض من خلالها الوجه الآخر للمنطق الذي يقوم على كليات ذهنية لا نتيجة لها على أرضِ الواقع: "فقد ميَّزَ بين أنواع القياسات البرهانية وغيرها، وقَبِلَ منها ما يَخُصُّ منها الأعيان والجزئيات دون ما يَهُمُّ الكلِّيات، التي -وإن صَحَت- لا تنفع الإنسان في حياته اليومية. لذا نراه يُفضِّلُ قياس المماثلة على قياس الانطواءِ لغُموضِه. واعتراض ابن تيمية الأساسي على البرهان وعلى المنطق عَامةً هو أنَّه لا يُفيدُ إلا أُمورًا كُلِّيةً مُقدَّرةً في الذهن، ولا يُفيدُ العِلمَ بشَيءٍ هو مُوجودٌ مُحقَّقٌ في الخارج. فالأمور العملية لا تحتاج إلى حُكمٍ كُلِّي بل إلى قِياسٍ وَاضِحٍ بّيِّنٍ للجميع. وأخذ بقياس التمثيل الذي هو قِياسُ جُزءٍ على جُزءٍ لأَنَّه يوافقُ نزعته الواقعية. وعَرَّفُه بقوله: قِياسُ التمثيل هو الحُكمُ على شَيءٍ مما حُكِمَ به على غيره بِنَاءً على جَامِعٍ مُشتَركٍ بينهما، كقولهم العَالمُ مُوجودٌ، فكان قَدِيما كالبارئ، أو هو جِسمٌ فكان مُحدثًا كالإنسان، وهو مُشتَمِلٌ على فَرعٍ وأَصلٍ وعِلَّةٍ وحُكم". وقال في قياس البرهان: "وإن كان البرهان في كلام الله ورسوله، وكلام سائرِ أصنافِ العلماء، لا يختصُّ بما سمَّوه هُم البُرهانُ وإنَّما خَصُّوا هُم البُّرهانَ بما اشتَملَ عليه القِياسُ الذي خَصُّوا صُورتَه ومَادتَه بما ذكروه"[5].
الأدلة علي المقاصد عند ابن تيمية:
الأدلة النقلية: يرى ابن تيمية أن القرآن والسنة مشحونان بالمقاصد الشرعية، وإنهما احتويا على ما يطلبه المرء ويطالب به من المقاصد الدنيوية والأخروية.
فقد تضمن القرآن المقاصد التي تضمنتها الكتب السابقة. فهو يرى أن أصول المحرمات هي التي قال الله سبحانه فيها: ((قُل إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنهَا ومَا بَطَنَ والإِثمَ والبَغيَ بِغَيرِ الحَقِّ وأَن تُشرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَم يُنَزِّل بِهِ سُلطَانًا وأَن تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعلَمُونَ))، الأعراف: 33، فقال: "وربما اتفقت عليه جميع شرائع الأنبياء"[6].
ويقول: "جميع الرُّسلِ متفقون في الدِّين الجَامِع في الأُصولِ الاعتقادية والعلمية، كالإيمان بالله ورسله واليوم الآخر، والعملية كالأعمال المذكورة في سورة الأنعام والأعراف: ((قُل تَعَالَوا أَتلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُم عَلَيكُم أَلَّا تُشرِكُوا بِهِ شَيئًا وبِالوَالِدَينِ إِحسَانًا ولَا تَقتُلُوا أَولَادَكُم مِن إِملَاقٍ نَحنُ نَرزُقُكُم وإِيَّاهُم ولَا تَقرَبُوا الفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنهَا ومَا بَطَنَ ولَا تَقتُلُوا النَّفسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالحَقِّ ذَلِكُم وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُم تَعقِلُونَ * ولَا تَقرَبُوا مَالَ اليَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحسَنُ حَتَّى يَبلُغَ أَشُدَّهُ وأَوفُوا الكَيلَ والمِيزَانَ بِالقِسطِ لَا نُكَلِّفُ نَفسًا إِلَّا وُسعَهَا وإِذَا قُلتُمْ فَاعدِلُوا ولَو كَانَ ذَا قُربَى وبِعَهدِ اللَّهِ أَوفُوا ذَلِكُم وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُم تَذَكَّرُونَ))، وقوله: ((قُل أَمَرَ رَبِّي بِالقِسطِ وأَقِيمُوا وجُوهَكُم عِندَ كُلِّ مَسجِدٍ.. الآية))، وقوله: ((قُل إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنهَا ومَا بَطَنَ.. الآية))، وقوله: ((وقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ.. الآية)) إلى آخر الوصايا وقوله: ((قُل هَذِه سَبِيلِي أَدعُو إِلَى اللهِ عَلَى بَصِيرَةٍ))، ".[7]
أما الدليل مِن السُّنَّةِ، فيقول: "كُل ُّأَحدٍ مِن الناس يُؤخذُ مِن قوله ويُترك، إلَّا رسول الله -صلى الله عليه وسلم"[8]، "وأما القولُ بأنَّ هذا الفِعلَ مُستَحبٌ أو مِنهِيٌّ عنه، أو مُباحٌ، فلا يثبتُ إلا بدليلٍ شَرعيٍّ، فالوجوبُ والنَّدبُ والإباحةُ والاستحبابُ والكراهةُ والتحريمُ لا يَثبُتُ شيء منها إلَّا بالأَدلَّةِ الشَّرعيةِ، والأَدلَّةِ الشَّرعيةِ مَرجِعُها كُلَّها إليه -صلوات الله وسلامه عليه. فالقرآن هو الذي بلَّغَه، والسُّنة هو الذي عَلَّمَها، والإجماع بقوله عُرِفَ أَنَّه مَعصُومٌ، والقِياسُ إنَّما يكون حُجَّةً إذا عَلِمنا أنَّ الفَرعَ مِثلُ الأَصلِ، وأنَّ عِلَّةُ الأَصلِ في الفَرعِ"،.. "فشَرعُه هو ما شَرعَه هو -صلى الله عليه وسلم، وسُنَّتُه ما سَنَّها هو"[9].
أما الدليل من الصحابة فقال: بعد أن ذكر فضل الخلفاء الأربعة، والمبشرين بالجنَّة، ومعرفتهم بالشريعة: "فأبو بكر وعمر كان اختصاصهما بالنبي -صلى الله عليه وسلم- فوق اختصاص غيرهما. وأبو بكر كان أكثر اختصاصا، فإنَّه كان يسمر عنده عامَّة الليل، يحدثه في العلم والدين ومصالح المسلمين"[10]. فهُما أَقوى الصَّحابَةِ مَعرِفةً بمقَاصِدِ الدِّين وخِبرَةً بمصَالحِ المسلمين. و"أمَّا الخلفاءُ الأَربعةُ فلهم في تبليغ كُليَّات الدَّين ونَشرِ أُصولِه، وأَخذ النَّاسِ ذلك عنهم، ما ليس لغَيرهم"[11].
ويقول عن ابن عباس: "وبُورك له في فِهمِه والاستنباط منه، حتى مَلأَ الدُّنيا عِلمًا وفِقهًا. قال أبو محمد ابن حزم: وجمعتُ فتواه في سَبعةِ أَسفَارٍ كٍبارٍ. وهي بحسب ما بَلغَ جَامِعُها، وإلَّا فعِلمُ ابن عَباسٍ كالبحر، وفقهه واستنباطه وفهمه بالقرآن بالوضع الذي فاق به الناس. وقد سمعوا ما سمع، وحفظوا القرآن كما حفظه، ولكن أَرضُه كانت مِن أَطيبِ الأَراضي وأَقبَلِها للزرع. فبذر فيها النصوص فأنبتت من كل زوج كريم. وكما أنَّ أبو هريرة -رضي الله عنه- أحفظ منه بل هو حافظ الأمة على الإطلاق، إلا أنَّ همة ابن عباس كانت مصرُوفَةً إلى التَّفقُّه والاستنباط وتفجير النصوص وشَقِّ الأَنهارِ منها واستخراج كنوزها"[12]. لعل هذا النَّص يمثل واحدا من أكبر الأدلة التي أوردها ابن تيمية للاستدلال على المقاصد، وأهميتها وضرورتها وقدرتها على توسيع النصوص وزيادتها. ذلك أنَّ الأَمرَ لا يتعلق بالنصوص فقط، ولو كان كذلك لكان أبو هريرة أَعلَم مِن ابن عباس لأنَّه حافظ الأمة، وبالتالي فالأمر يتعلق بتفجير مَقَاصِدِ النصوص ومعانيها.
الأدلة العقلية:
إنَّ كلام ابن تيمية عن الشريعة يكاد كلُّه يرمي إلى الاستدلال على أنَّ الشريعة شُرِعَت لتحقيق المصالح الإنسانية، حتى يسعد الناس ويرتقون، والتحذير مِن المفاسد التي تغمض عليهم حياتهم وازدهارهم.
فمن الأدلة عليها قوله: "إنَّ الشريعة جاءت بتحصيل المصالح وتكميلها، وتعطيل المفاسد وتقليلها، وأنَّها تُرجِّح خير الخيرين وشَرَّ الشَّرين، وتحصِّل أَعظمَ المصلحتين بتفويت أدناهما، و تَدفَعُ أعظمَ المفسدتين باحتمال أدناهما"[13]. وقد أمر الله عباده أن يبذلوا غاية وسعهم في التزام الأصلح فالأصلح، واجتناب الأفسد فالأفسد، وهذا هو الأساس الأكبر للتشريع الإسلامي. يقول ابن تيمية: "فإنَّ مَدارَ الشَّريعةِ على قوله: ((فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا استَطَعتُم))، المفسِّر لقوله: ((اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ))، وعلى قول النبي: (إذا أَمرتكم بأَمرٍ فأَتُوا مِنه ما استطعتم)، أخرجاه في الصحيحين"[14]، وعلى أنَّ "الواجب تحصيل المصالح وتكميلها، وتعطيل المفاسد وتقليلها؛ فإذا تعارضت كان تحصيل أعظم المصلحتين بتفويت أدناهما، ودفع أعظم المفسدتين مع احتمال أدناهما، هو المشروع"[15].
ويقول: "والله سبحانه إنَّما حرَّم علينا الخبائث تنزيها لنا عن المضار، وأباح لنا الطَّيبات كُلَّها، لم يُحرِّم علينا شيئا من الطَّيبات كمَّا حرَّم على أهل الكتاب بظلمهم طيباتٍ أُحِلَّت لهم. ومن استقرأ الشريعة في مواردها ومصادرها واشتمالها على مصالح العباد في المبدأ والمعاد تبيَّن له من ذلك ما يهديه الله إليه".[16] ويقول: "والتحقيق أنَّ الشريعة التي بعث الله بها محمدا -صلى الله عليه وسلم- جامعة لمصالح الدنيا والآخرة... فالشَّريعةُ جَامِعةٌ لكُلِّ وِلايةٍ وعَمَلٍ فيه صَلاحُ الدِّين والدُّنيا"[17].
كيف نتعرف على المقاصد؟:
إذا كان ابن تيمية -كما مَرَّ في نَصٍّ سابق- يحصُرُ المقَاصِدَ على ما جاءَ في السُّنةِ، لأنَّها أيضا تَضمُّ القرآن الذي إنما تلقِّي من عنده -عليه الصلاة والسلام، فهذا لا يعني قِراءَةً نصِّيَّةً للنصوص، لا تتجاوز إلى الأعماق والمضامين. بالعكس من ذلك فإنَّ ابن تيمية هو فارس الاجتهاد المقاصدي الذي يَتوسَّطُ ويَعتَدِلُ بين النصوص والمعاني؛ وقد أعطى أهمية خاصة للمعاني، وقال بأنَّ ما امتاز به ابن عباس ليس هو من أجل حفظ النصوص، وإنما للفهم والتعمق والتفقُّه. فوراء النصوص مقاصدها ومعانيها التي يتبارى حولها المجتهدون وهي التي تحدد مقاديرهم وتنزلهم منازلهم.
وتقوم مسالك المقاصد وأدلتها عند ابن تيمية على استغلال واسِعِ النِّطاقِ للنصوص الشرعية. فهو في هذا السياق قد تجاوز جميع المقاصديين، ذلك أنَّه استغل النصوص استغلالا باهرا وقويا. ومرَدُّ ذلك إلى منهجه التجريبي الذي يرى أنَّ دور المجتهد هو إعمال العقلِ في النصوص والاجتهاد فيها لاستثمار معانيها إلى أوسع نطاقٍ. وذلك عكس المقاصديين الآخرين الذين كانوا أكثر اهتماما بالمسائل النظرية، مثل البحث في إشكالية التعليل، والعلاقة التراتبية بين المقاصد، وطرق الترجيح بين المقاصد. أما ابن تيمية فلم ينشغل كثيرا بالمسائل النظرية، وآثر الدخول مباشرة في الأدلة والنصوص واستخراج المقاصد والمعاني منها.
وتقوم الأدلة المعرفة على المقاصد على الأدلة من الكتاب والسنة وعلى القياس والاستقراء واللغة العربية والنظر في السياق والتوكل على الله -عزَّ وجَلَّ.
مسلك النصوص: يرى ابن تيمية أنَّ هذه المقاصِدَ مبثوثُةٌ في القرآن والسُّنة، بحيث لا يحتاج الإنسان من ورائهما إلى مصادر أخرى. وما يُطلَبُ مِن المجتهد هو العمل على استخراج تلك المقاصد من العَقلِ إلى الوجود، ومن الكُمُون إلى الظهور. ولكن لا يعني هذا استقالة العقل بل البحث في مراد كلام الشارع هو ما يعطي للعقل مشروعيته و جدواه.
ففيما يتعلق بالنصوص، فقد مَرَّ كلام ابن تيمية على احتوائها لجميع الأحكام. ويقول في موضع آخر بأن الشريعة الإسلامية تقدم للإنسان للوهلة الأولى كثيرا من العلوم والمعارف التي لا يتحصل إليها إلا بجهد جهيد. ويؤكد ابن تيمية على أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- قد بيَّن جميع الدِّين أصوله وفروعه، باطنه وظاهره، علمه وعمله، وأنَّ هذا أصل أصول العمل والإيمان، وكُلُّ مَن كان أعظم اعتصاما بهذا الأصل كان أولى بالحق علما وعملا. وأنَّ الخير والسعادة والكمال منحصر في نوعين: في العلم النافع والعمل الصالح. وقد بعث الله سبحانه محمدا بأفضل ذلك، وهو الهدى ودين الحقِّ، كما قال تعالى: ((هُوَ الَّذِي أَرسَلَ رَسُولَهُ بِالهُدَى ودِينِ الحَقِّ لِيُظهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا))، وأنَّ "العمليات"، وما يسميه الناس الفروع والشرع والفقه، فهذا قد بينه الرسول -عليه الصلاة والسلام- أحسن بيان، فما مِن شيءٍ مما أمر الله به أو نهى عنه أو أحله أو حرمه إلا بيَّن ذلك. وقد قال تعالى: ((اليَومَ أَكمَلتُ لَكُم دِينَكُم))، وقال تعالى: ((مَا كَانَ حَدِيثًا يُفتَرَى ولَكِن تَصدِيقَ الَّذِي بَينَ يَدَيهِ وتَفصِيلَ كُلِّ شَيءٍ وهُدًى ورَحمَةً لِقَومٍ يُؤمِنُونَ))، وقال تعالى: ((ونَزَّلنَا عَلَيكَ الكِتَابَ تِبيَانًا لِكُلِّ شَيءٍ وهُدًى ورَحمَةً وبُشرَى لِلمُسلِمِينَ))، فالنصوص الشرعية تتناول أحكام أفعال المكلفين كافة.[18]
مسلك القياس: ميَّزَ ابن تيمية بين أنواع من القياس، ليختار ما كان منها ملائما لنزعته التجريبية الإسلامية. فتَرَك قِياسَ الشُّمول وأَخَذ بقياس التَّمثيل، لأنَّه يتناول الأعيان والجزئيات. وفي هذا السياق عُرِفَ عن ابن تيمية اعتماده على المنهج الاستقرائي قبل الشاطبي، يقول البدوي: "ابن تيمية شيخ الاستقرائيين وإمامهم في إثبات مقاصد الشريعة وغيرها، إذ الاستقراء سمته البارزة وعلامته الظاهرة، إن في الاستدلال أو الفهم والاستنباط أو إصدار الأحكام أو التأليف والكتابة في شتى العلوم الشرعية الأصلية والتبعية، فنراه إذا أراد أن يستدل لقضية ما حشد لها الآيات والأحاديث وأقوال الأئمة ما لا تراه عند غيره".[19]
وقد تحدث عن القياس باعتباره ربط بين المتماثلات وجمع بين المتشابهات في الأدلة، وخاصة من الحديث. فالاجتهاد القياسي هو نشاط داخل الأدلة، قال: "يجب أن يَعرِفَ العَالِمُ أولا ما قاله الرُّسول -صلى الله عليه وسلم.. ثمَّ إذا ميَّزَ العَالِم بين ما قاله الرَّسول -صلى الله عليه وسلم- وما لم يَقُله، فإنَّه يحتاجُ أن يَفهَمَ مُرادَه ويَفقَهَ ما قاله، ويجمعَ بين الأحاديث، ويُضمَّ كُلَّ شَكلٍ إلى شَكلِه، فيجمعُ بين ما جمع الله بينه ورسوله، ويفرق بين ما فرق الله بينه ورسوله، فهذا هو العِلمُ الذي ينتفع به المسلمون ويجِبُ تلقِّيه وقَبُولُه، وبه سَادَ أئمةُ المسلمين، كالأئمة الأربعة وغيرهم -رضي الله عنهم أجمعين"[20].
والاجتهاد عند ابن تيمية هو: التَّوسط بين طريقتين مذمومتين، إحداهما طريقة الظَّاهرية التي جَمُدَت على النصوص، والطريقة الثانية التي بالغت في القياس حتى تخطت الحدود؛ أما الطريقة الثالثة فهي التوسط. قال ابن تيمية -وهو يفصل الاتجاهات في القياس بأن الأقوال ثلاثة: القول الأول: مِنهم مَن يقول بأنَّ النُّصوصَ قد انتظمت جميع كُليَّات الشَّريعة، واستوعبت جميعَ الحوادثِ بالأَسماءِ اللُّغويَّةِ التي لا تحتاج إلى استنباط واستخراج أكثر من جمع النصوص. وهؤلاء هُم أَهلُ الظواهر. القول الثاني: أنَّ القياس يُحتاجُ إليه في مُعظمِ الشَّريعةِ، لقِلَّةِ النُّصوصِ الدَّالةِ على الأحكام، ذلك أنَّ أكثر الحوادث لا تتناولها النصوص. وهو موقف الجوينى. القول الثالث التوسط في ذلك: فالنصوص تناولت جميع الحوادث بطرق جلية أو خفية، وما خرج عن ذلك كان في معنى الأصل، فيستعملون قياس العلة والقياس في معنى الأصل، وفحوى الخطاب إذ ذلك من جملة دلالات اللفظ، وأيضا فالرأي كثيرا ما يكون في تحقيق المناط الذي لا خلاف فيه بين الناس في استعمال الرأي والقياس فيه. فإنَّ الله أَمرَ بالعدل في الحكم، والعدل قد يعرف بالرأي، وقد يعرف بالنص، وهذا مذهب جمهور أئمة المسلمين وفقهاء الحديث، وهو أعدل الأقوال وأصوبها[21].
مسلك اللغة: يرى ابن تيمية بأنَّ مِن مفاتيحِ مَعرفَةِ القرآنِ مَعرِفَةَ اللُّغةِ العَرَبيةِ، وفَهمَها حَسبَ المجال التداولي للغة العربية، كما أقرَّه أَهلُ العربية، وحَملَ الأَلفاظِ بحسب المعاني التي وضَعَها العَربُ لها. فقال: "إنَّ الاستدلال بالقرآن إنَّما يكون على لُغَةِ العَربِ التي أُنزِلَ بها، بل قد نَزَل بلُغَةِ قُريشٍ كما قال تعالى: ((ومَا أَرسَلنَا مِن رَسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَومِهِ))، وقال: ((بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ))، فليس لأحدٍ أن يحَمِلَ أَلفَاظَ القرآن على غير ذلك مِن عُرفٍ عام أو اصطِلاحٍ خاص، بل لا يحمِلَه إلا على مَعانٍ عنوها به"[22].
إلا أنَّ ابن تيمية يقترب جدا من موقف الشاطبي عندما اعتبر أنَّ معرفةَ مقاصدِ كلام الله وكلام الرسول -صلى الله عليه وسلم- يكفى دون الرجوع إلى أهل اللغة. ويذهب إلى أنَّ فقهَ النصوص شيءٌ، وحفظَ الألفاظ شيءٌ آخر. يقول –رحمه الله: "مما ينبغي أن يُعلَم أنَّ الألفاظ الموجودة في القرآن والحديث إذا عُرِفَ تفسيرها وما أُرِيدَ بها مِن جِهةِ النَّبي -صلى الله عليه وسلم- لم يُحتَج في ذلك إلى الاستدلال بأقوالِ أَهلِ اللُّغَةِ ولا غِيرهم. ولهذا قال الفقهاء: الأسماء ثلاثة أنواع:، نوع يُعرفُ حَدُّه بالشَّارع، كالصلاة والزكاة، ونوع يُعرفُ حَدُّه باللغة، كالشمس والقمر، ونوع يُعرفُ حَدُّه بالعُرفِ، كلفظ المعروف في قوله تعالى: ((وعَاشِرُوهُنَّ بِالـمَعرُوفِ)) ونحو ذلك.. فبَابُ فقهِ النُّصوصِ غَيرُ بابِ حِفظِ ألفاظِ اللُّغةِ".[23].

أمثلة المقاصد الشرعية عند ابن تيمية:
لا نجانب الصواب إذا قلنا بأنَّ ابن تيمية هو أكثر المقاصديين إنتاجا للفقه الذي يقوم على المقاصد. ذلك أنَّ تشبعه بروح المقاصد جعله يشتهر بالفتاوى والاجتهادات التي كان منها ما يمثل خيارات فقهيةً جديدةً تُعارِضُ المواقف الفقهية السابقة. وإذا قسنا اجتهاداته الفقهية مع علماءٍ بارزين في المقاصد، مثل الجويني والغزالي والشاطبي، نرى أنَّه كان أكثر تجريبية واحتكاكا بالواقع، بما أنتج من أحكامٍ نَظَرَ فيها في مصالح المسلمين وما يسعدهم وما يقلل همومهم وآلامهم. يقول أبو زهرة عن الأقطاب الثلاثة التي تدور عليها اختيارات ابن تيمية: "الاختيار الثاني القَربُ مِن حاجات النَّاس ومَألُوفِهم، وتحقيقُ مصالحِهم والعدالةُ فيهم. فإنَّه بعد استيثاقه من الاتصال بين الحُكمِ والمصدَرِ الشَّرعي، مِن كتابٍ أو سُنَّةٍ، يختار الأعدل والذي يلائم العصر، ويتفق مع الحاجات. الاختيار الثالث: تحقيق المعاني الشَّرعية التي شُرِعَت لها الأحكامُ. فهو على ذلك جِدُّ حريصٍ في كل ما يختار ويفتي ويعلق مِن آراء"[24].
ففي تعليله للصلاة –مثلا- يقول: "الحسنات تُعلَّل بعلتين، إحداهما ما تتضمنه مِن جَلبِ المصلَحَةِ والمنفَعَةِ، والثانية ما تتضمنه مِن دَفعِ المفسَدةِ والمضَرَّةِ. وكذلك السيئاتُ تُعلَّل بعلتين، إحداهما ما تتضمنه مِن المفسَدةِ والمضَرَّةِ، والثانية ما تتضمنه مِن الصَّدِ عن المنفَعَةِ والمصلَحَةِ. مثال ذلك قوله تعالى: ((إِنَّ الصَّلَاةَ تَنهَى عَن الفَحشَاءِ والـمُنكَرِ ولَذِكرُ اللَّهِ أَكبَرُ))، فبيَّن الوجهين جميعا. فقوله: (إنَّ الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر) بيان لما تتضمنه من دفع المفاسد والمضار، فإنَّ النفس إذا قام بها ذكر الله ودعاؤه، لاسيما على وجه الخصوص، أكسبها ذلك صفة صالحة تنهاها عن الفحشاء والمنكر، كما يحسه الإنسان من نفسه. ولهذا قال تعالى: ((وَاستَعِينُوا بِالصَّبرِ والصَّلَاةِ))، فإنَّ القلب يحصل له من الفرح والسرور وقُرَّة العين ما يغنيه عن اللذات المكروهة، وتحصُلُ له مِن الخشية والتعظيم لله والمهابة. وكُلُّ واحِدٍ مِن رجائه وخشيته ومحبته ناه ينهاه. وقوله (ولذكر الله أكبر) بيان لما فيها من المنفعة والمصلحة، أي ذكر الله الذي فيها أكبر من كونها ناهية عن الفحشاء والمنكر"[25].
المثال الثاني: حديثه عن مقصد النكاح، حيث يذهب ذلك به إلى أن النكاح هو نفقة واعتناء بالأخوات. فالزوجة هي بمعنىً ما أُختٌ؛ ذلك أنَّ بني آدم إخوة، والمؤمنون إخوة، فنستمع إليه يقول رادا على من يقول: في نكاح المحل إذا قصد التحليل لم يقصد محرما، فإنَّ عودةِ المرأةِ إلى زوجها حلال، والنكاح الذي يتوصل به إلى ذلك حلال. فقال ردا عليه: "وهذا جهل فإن عود المرأة إلى زوجها إنما هو حلال، إذا وُجِدَ النِّكاحُ الذي هو النِّكاحُ، والنِّكاحُ إنَّما هو إذا قَصَدَ به النِّكاحَ. فالأَصلُ في العَقدِ أن يَقصِدَ به فُوائِدَه وثَمرَاته. والطَّلاقُ هنا رَفعٌ للثَّمراتِ والفَوائِدِ. والشَّيءُ يُفعَلُ لأَغلَبِ فَوائِدِه ومَقَاصِدِه التي تستَدعي بَقَاءَه ودَوامَه، ولا يُفعَلُ لأَندَر فَوائِدِه ومَقَاصِدِه التي لا تكون مُنافِيةً لحقيقَتِه، بل مجَامِعةً له ومُستَلزِمةً له. فكيف إذا كانت مُناقِضَةً وهَادِمَةً له، ودَافِعَةً لحقيقته. فحقيقةُ النِّكاحِ إنَّما تَتمُّ إذا قَصدَ به ما هو مَقصُودُه، أو قَصَدَ نَفسَ وُجودِه لبَعضِ لوَازِمِه وتَوابِعِه. والنِّكاحُ ليس مَقصُودُه في الشَّرعِ، ولا في العُرفِ الطَّلاقُ الموجِبُ لتحلِيلِ الحُرمَةِ. فإنَّ الطَّلاقَ رَفعُ النِّكاحِ وإِزَالَته، وقَصدُ إِيجَادِ الشَّيءِ لإِعدَامِه مِن غَيرِ غَرضٍ يتَعلَّقُ بنَفسِ وُجُودِه مُحَال. وحقيقةُ النِّكاحِ ومَقصُودُه حُصُولُ الصِّلةِ بين الزَّوجِين التي تَتَضمَّنُ حُصُولَ السَّكَنِ والازدواجِ بين الزَّوجين لمنفَعَةِ المتعَةِ وتَوابِعِها، والموَدَةِ والرَّحمةِ والعِشرةِ والصُّحبةِ، ومُعاهَدَةِ الأَهلِ وتَربِيةِ الأَخواتِ. وهو مِثلُ الأُخوةِ والصُّحبةِ والموالاةِ ونحو ذلك مِن الصِّلات التي تَقتَضي رَغبَةَ كُلِّ واحِدٍ مِن المتواصلين في الآخَر. بل هو أَوكَدُ الصِّلات، فإنَّ صَلاحَ الخَلقِ وبَقَاءَه لا يتمُّ إلا بهذه الصِّلةِ، بخلاف تلك الصِّلات فإنَّها مكمِّلات للمصالح"[26].
المثال الثالث: من النظر في المقاصد، قوله: "هذه القاعدة الجامعة التي ذكرناها مِن أنَّ العُقودَ تَصِحُّ بكُلِّ ما دَلَّ على مَقصُودها مِن قَولٍ أو فِعلٍ هي التي تَدُلُّ عليها أُصُولُ الشَّريعة"[27].
المثال الرابع: ذهابُه إلى أنَّ السفر الذي عُلِّقَ به القَصرُ والفِطرُ لا يُحدُّ بمسَافةٍ، ولا فَرقَ فيه بين طَويلٍ وقَصيرٍ، فكُلَّ ما يسميه أَهلُ اللُّغةِ سَفرًا فإنَّه يَجوزُ فيه القَصرُ والفِطرُ، فالسَّفرُ حَالٌ مِن أَحوالِ السَّيرِ لا يُحدُّ بمسَافَةٍ ولا زَمنٍ.
المثال الخامس: قوله بأنَّ مِعيَارَ تَقويمِ الدَّراهِم والدَّنانِيرِ يُرجَعُ فيه إلى عَادَات النَّاسِ واصطِلاحَاتِهم، فما اصطَلحُوا عليه وجَعَلُوه دِرهمًا فهو دِرهمٌ، وما جَعَلُوه دِينَارًا فهو دِينَارٌ، فإذا كانت الدَّرَاهِم المعتَادَةُ بينَهم كِبَارًا لا يَعرِفُون غيرها لم تَجِب عليه الزَّكاةُ حتَّى يملك مِنها مَائتي دِرهم؛ وإن كانت صِغَارًا لا يَعرِفُون غَيرها وَجبَت عليه إذا مَلَك مَائتي دِرهم؛ وإن كانت مُختَلَطةً فمَلَك المجموعَ مِن ذلك وجبَت عليه.
المثال السادس: أنَّ لفظ الإطعامِ لعَشرَة مسَاكين، والجزية، والدِّيَة، والخراج، ليس مقدرا بالشرع، وإنما يرجع فيها إلى اجتهاد الأئمة وعادات الناس.[28]

هوامش:
[1] أصول الفقه، محمد أبو زهرة: ص21.
[2] الموافقات، للشاطبي: ج2/153- 165.
[3] يقول القرافي -مثلا: "إنَّ الناطق معناه عندهم المحَصِّلَ للعلوم بقُوةِ الفِكرِ. فهو يرجع إلى قَبُولِ تَحصِيلِ العلوم بالفكر، وهذه القابلية مثل قابلية الضحك في أنَّها قابلية، ولا مُميِّزَ إلا الدَّفعُ، وليس مُرادُهم بالنَّاطقِ النُطقَ اللِّسَاني لأنَّ الأَخرَسَ والسَّاكِت عندهم إنسان، وعلى هذا يبطلُ الحَدُّ بالجِنِّ والملائِكَةِ لأنَّهم أَجسَامٌ حَيَّةٌ، لها قُوةٌ تحصل بالفكر، فيَكُون الحَدُّ غَيرَ مَانِع. وبعضهم تخيَّل هذا السؤال فقال: حيوان مائت، والنقض يرد كما هو، لأن الفريقين يموتان كالإنسان".
[4] الرد على المنطقيين، لابن تيمية: ص2.
[5] مجموع الفتاوى: ج9/106.
[6] مجموع الفتاوى: ص20/6.
[7] مجموع الفتاوى: ص20/6.
[8] مجموع الفتاوى: ج3/347
[9] مجموع الفتاوى، ج27/397.
[10] مجموع الفتاوى: ج4/398.
[11] منهاج السنة النبوية، لابن تيمية: ج7/424.
[12] مجموع الفتاوى: ج4/93- 94.
[13] مجموع الفتاوي: ج20/48.
[14] مجموع الفتاوى: ج28/284.
[15] مجموع الفتاوى: ج28/284.
[16] مجموع الفتاوى: ج21/528.
[17] مقاصد الشريعة عند ابن تيمية، البدوي: ص522.
[18] مجموع الفتاوى: ج19/288.
[19] مقاصد الشريعة عند ابن تيمية، البدوي: ص206.
[20] مجموع الفتاوى: ج10/664.
[21] انظر: مجموع الفتاوى: ج19/280، ومنهاج السنة: ج6/411، والاستقامة: ج1/ ص3 و7.
[22] مقاصد الشريعة عند ابن تيمية، البدوي: ص245.
[23] مقاصد الشريعة عند ابن تيمية، البدوي: ص243.
[24] ابن تيمية، محمد أبو زهرة: ص340.
[25] مجموع الفتاوى: ج20/192.
[26] بيان الدليل، لابن تيمية: ص464.
[27] القواعد النورانية، لابن تيمية: ص132.
[28] مجموع الفتاوي: ج19/243- 259.
  • ملف العضو
  • معلومات
طوف88
عضو فعال
  • تاريخ التسجيل : 07-10-2016
  • المشاركات : 308
  • معدل تقييم المستوى :

    8

  • طوف88 is on a distinguished road
طوف88
عضو فعال
رد: المقاصد عند شيخ الإسلام ابن تيمية
28-05-2017, 06:54 AM
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أمازيغي مسلم مشاهدة المشاركة
المقاصد عند شيخ الإسلام ابن تيمية
أحمد بيبني الشنقيطي

الحمدُ لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبيَّ بعده؛ أما بعدُ:

يعتبر ابن تيمية من العلماء الذين كشفوا عن مقاصد الشريعة، وأبلوا بلاء حسنا في الدفاع عنها ومعرفتها وتفصيلها

اذا كان هذا الكلام صحيحا،لماذا سجن ابن تيمية عدة مرات و استتيب الى ان توفي

مسجونا بحكم ايده قضاة المذاهب الاربعة؟؟؟

لماذا نودي في دمشق انه من كان على اعتقاد ابن تيمية،حل دمه و ماله؟؟؟
من مواضيعي 0 استفسار
  • ملف العضو
  • معلومات
أمازيغي مسلم
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 02-02-2013
  • المشاركات : 6,081
  • معدل تقييم المستوى :

    19

  • أمازيغي مسلم has a spectacular aura aboutأمازيغي مسلم has a spectacular aura about
أمازيغي مسلم
شروقي
رد: المقاصد عند شيخ الإسلام ابن تيمية
30-05-2017, 04:23 PM
الحمدُ لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبيَّ بعده؛ أما بعدُ:

إن الافتراء والكذب على شيخ الإسلام: ابن تيمية رحمه الله، ليس جديدا، بل هو قديم: كقدم معاداة الحق للباطل، فالحاقدون على شيخ الإسلام: ابن تيمية رحمه الله قد افتروا عليه كثيرا، ولكن هذا لم يمنع من وجود منصفين من مخالفيه شهدوا له بالحق، وهو ما سنستعرض بعضه من خلال هذه المشاركة، وبالله التوفيق:

من سنة الله عزّ وجل: أن يجري الحق على ألسنة أعدائه ومخالفيه؛ وذلك بياناً له، وتطميناً لقلوب المؤمنين، وإقامةً للحجة على أعدائه ومناوئيه، وفي هذا المطلب سأستعرض شيئاً من قول أعداءابن تيمية رحمه الله وهي من باب قول الله عزّ وجل: { وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ أَهْلِهَا } ، ولسنا في حاجة في كل موضع من المواضع: أن نذكر شهادة الأعداء والمخالفين، ولكنها إذا وجدت وذكرت: كانت شهادة بالفضللأهل الفضل، كما قال الشاعر:
وشمائل شهد العدو بفضلها *** والفضل ما شهدت به الأعداء

وليس القصد من ذكر هذه النماذج هو: الحصر، بل يكفينا من القلادة ما أحاط بالعنق، ومن الأمثلة: ما يقرر القاعدة.
ثم إن شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله كان - ولا يزال - له من المكانة في نفوس أهل السنة مما لا يحتاج فيه إلى ذكر ثناء القادحين فيه، وفي عقيدته، ولو كان - أيضاً - رحمه الله من أهل المداراة، والملاينة مع المبتدعة في مقابل عدم إظهار امتعاضه، وبغضه لبدعهم، ولما هم عليه؛ لكان موضع قبول بإجماعهم، فهم مقرون في حقائق نفوسهم أنه إمام من أئمة المسلمين، وعلم من أعلامهم البارزين (انظر: ترجمة ابن تيمية في ذيل تاريخ الإسلام للذهبي (ضمن ثلاث تراجم نفيسة مستلة منه ص24)، الدرر الكامنة لابن حجر 1/161).

فمن مناوئيه: من أثنى عليه في أول أمره، ثم انقلب عليه وصار عدواً بعد أن كان صديقاً، بسبب الأهواء، والتأثر بما كان ينقل عن ابن تيمية رحمه الله من وشايات مضللة، ودعايات مغرضة، أو لتعصب وغيره - كما سبق بيانه - ومن أمثلة هؤلاء ابن دقيق العيد (ت - 702هـ) رحمه الله حيث قال: " لما اجتمعت بابن تيمية رأيت رجلاً العلوم كلها بين عينيه، يأخذ منها ما يريد، ويدع ما يريد". (انظر: الرد الوافر لابن ناصر الدين ص111، الشهادة الزكية لمرعي الحنبلي ص29).

ومنها: كلام ابن الزملكاني (ت - 727هـ) في ابن تيمية، وهو كثير، ومنه قوله عن ابن تيمية رحمه الله:
" كان إذا سئل عن فن من العلم ظن الرائي والسامع أنه لا يعرف غير ذلك الفن، وحكم أن أحداً لا يعرف مثله".(الرد الوافر لابن ناصر الدين ص107، الشهادة الزكية لمرعي الحنبلي ص36).
وقال عنه:" اجتمعت فيه شروط الاجتهاد على وجهها، وله اليد الطولى في حسن التصنيف، وجودة العبارة والترتيب، والتقسيم والتبيين".(الرد الوافر لابن ناصر الدين ص109).
وقال عنه:" هو بارع في فنون عديدة من الفقه والنحو والأصول، ملازم لأنواع الخير وتعليم العلم، حَسَن العبارة، قوي في دينه، صحيح الذهن، قوي الفهم". (الرد الوافر لابن ناصر الدين ص109).
وأثنى عليه كثيراً ثم أنشأ يقول:
هو حجة لله قاهرة *** هو بيننا أعجوبة الدهر
هو آية في الخلق ظاهرة *** أنوارها أربت على الفجر (البداية والنهاية لابن كثير 14/137، ذيل طبقات الحنابلة لابن رجب 2/392)

ومن الأمثلة: كلام أبي حيان النحوي (ت - 745هـ) في ابن تيمية رحمه الله ومن قوله فيه: ما رأت عيناي مثل ابن تيمية، ثم أنشأ يقول:
لما أتينا تقي الدين لاح لنا *** داع إلى الله فرد ماله وَزَر
على محياه من سيما الألى صحبوا *** خير البرية نور دونه القمر (ذيل طبقات الحنابلة لابن رجب 2/392، الرد الوافر لابن ناصر الدين ص119 في قصيدة طويلة)

ومن خصوم ابن تيمية رحمه الله من يعترف بفضله وقدره، في حالة ضعف، واستسلام، كما حصل للقاضي المالكي ابن مخلوف (ت - 718هـ) حيث قال: " ما رأينا مثل ابن تيمية حرّضنا عليه، فلم نقدر عليه، وقدر علينا فصفح عنا، وحاجج عنا".(البداية والنهاية لابن كثير 14/54)، وذلك حين طلب الملك الناصر (ت - 741هـ) من ابن تيمية رحمه الله أن يفتي في قتل بعض العلماء من الفقهاء، والقضاة، فدافع عنهم رحمه الله وأثنى عليهم، وقد كان ابن مخلوف (ت - 718هـ) في مقابل ذلك يحرض السلاطين هو ونصرالمنبجي (ت - 719هـ) على ابن تيمية - رحمه الله رحمة واسعة -.

ومن مناوئيه: ما يحملهم الإنصاف، وكثرة المحامد والمناقب التي يتميز بها ابن تيمية رحمه الله على مدحه، والثناء عليه، وإن كان ذلك في لحن القول، مع بغضهم له، والقدح فيه، والنيل منه كلما أمكنهم ذلك: وهؤلاء كثير (أما الذين تحملهم الأهواء على الذم المطلق فهم - أيضاً - كثير مثل: الحصني، الكوثري، الحبشي، السقاف... وغيرهم).

فمن الأمثلة: قول تقي الدين السبكي (ت - 756هـ) حين عاتبه الذهبي (ت - 748هـ) رحمه الله في ابن تيمية رحمه الله:
" أما قول سيدي في الشيخ، فالمملوك يتحقق كبر قدره، وزخارة بحره، وتوسعه في العلوم الشرعية والعقلية، وفرط ذكائه، واجتهاده، وبلوغه في كل ذلك المبلغ الذي يتجاوز الوصف، والمملوك يقول ذلك دائماً، وقدره في نفسي أعظم من ذلك وأجل، مع ما جمع الله له من الزهادة والورع والديانة، ونصرة الحق، والقيام فيه لا لغرض سواه وجريه على سنن السلف، وأخذه من ذلك بالمأخذ الأوفى، وغرابة مثله في هذا الزمان، بل من أزمان". (ذيل طبقات الحنابلة لابن رجب 2/392 - 393، الرد الوافر لابن ناصر الدين ص100).
وقال في موضع آخر:" له فضل وذكاء واطلاع". (السيف الصقيل ص16).
وقال في ثنائه على رد شيخ الإسلام على الرافضة:
ولابن تيمية ردّ عليه وفى *** بمقصد الرد واستيفاء أضربه (هذه القصيدة في ترجمته في الطبقات الكبرى للشافعية لابن السبكي 10/176)

ومن الأمثلة: أقوال الحسن بن إسحاق (ت - 1160هـ) في ابن تيمية رحمه الله، وهو يرد عليه، فذكر عنه:" أنه العلامة المحقق، وأنه علمه كالبحر المتلاطم الأمواج، المتشعب الفجاج، كثير الطرائق، وإذا تكلم في مسألة فإنه يأتي على ما يتحير عنده العقل ويذهب، من تحقيق للحق وتدقيق".(رسالة تشتمل على ما ذكره ابن تيمية في منهاجه ص221).
وذكر عنه:" أنه بلغ الغاية في حسن الصناعة، لترصيف الكلام وتنميقه، وترقيق ما يسرده من الكلام وتدقيقه، يتصرف في كل مقام تصرف عارف متقن، بارع في معرفة أساليب الخطاب متمكن".(رسالة تشتمل على ما ذكره ابن تيمية في منهاجه ص222).

وقال عن منهاج السنة النبوية:" ومع هذا، فإننا لا ننكر أنه بتصديه للرد على الرافضي مصيب مأجور، وأن سعيه في ذلك سعي مشكور".(رسالة تشتمل على ما ذكره ابن تيمية في منهاجه ص231).

ومن الأمثلة: - أيضاً - بعض مقولات يوسف النبهاني (ت - 1350هـ) فقد قال عنه:
" وابن تيمية هذا هو إمام كبير، وعَلَم عِلمٍ شهير من أفراد أئمة الأمة المحمدية الذين تفتخر بهم على سائر الأمم، ولكنه مع ذلك غير معصوم من الخطأ والزلل... وابن تيمية وإن أخطأ في هذه المسائل المعدودة، فقد أصاب في مسائل لا تعد ولا تحد، نصر بها الدين المبين، وخدم بها شريعة سيد المرسلين صلّى الله عليه وسلّم، على أن بعض ما نسب إليه من تلك المسائل أنكر صحة نسبتها إليه بعض العلماء الأثبات...".(شواهد الحق ص52).
وقال:" اعلم أن الإمام ابن تيمية هو في العلم كالبحر العجاج، المتلاطم بالأمواج، فهو تارة يلقي باللؤلؤ والمرجان، وتارة يلقي الأحجار والصدف...".(شواهد الحق ص56).
وقال:" اعلم أني أعتقد في ابن تيمية، وتلميذيه ابن القيم، وابن عبد الهادي، أنهم من أئمة الدين، وأكابر علماء المسلمين، وقد نفعوا الأمة المحمدية بعلمهم نفعاً عظيماً". (شواهد الحق ص62، وانظر: ص181، 183، 289، 292، الأساليب البديعة له ص456، 470 - 472).

ومن الأمثلة - أيضاً -: ما وصفه به أحد المناوئين المعاصرين،وهو الدكتور: علي سامي النشار بأنه:" أحد علماء السلف المتأخرين، ومفكر من أكبر مفكري الإسلام". (نشأة الفكر الفلسفي: 1/311).

رحم الله شيخ الإسلام: ابن تيمية، وأسكنه فسيح جناته.
ورحم اللهالإنصاف، فما أندره في هذا الزمن!!؟.

والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.
  • ملف العضو
  • معلومات
طوف88
عضو فعال
  • تاريخ التسجيل : 07-10-2016
  • المشاركات : 308
  • معدل تقييم المستوى :

    8

  • طوف88 is on a distinguished road
طوف88
عضو فعال
رد: المقاصد عند شيخ الإسلام ابن تيمية
01-06-2017, 05:43 PM
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أمازيغي مسلم مشاهدة المشاركة
الحمدُ لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبيَّ بعده؛ أما بعدُ:

إن الافتراء والكذب على شيخ الإسلام: ابن تيمية رحمه الله، ليس جديدا، بل هو قديم:

يا استاذي الكريم عن اي كذب و افتراء تتحدث؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

هل تنكر ان ابن تيمية سجن لسوء عقيدته،وانه استتيب عدة مرات

وكل مرة يعيد الرجوع عن توبته؟؟؟؟؟؟الى ان مات في السجن

و احل دم و مال كل من كان على عقيدته.

هذه حقائق كيف تتجاهها و تسميها كذبا و افتراءا؟؟؟؟؟؟

من الكاذب ،الذي يذكر الحقائق كما هي ام من يشكك فيها و يحاول قلبها؟؟؟؟؟
من مواضيعي 0 استفسار
  • ملف العضو
  • معلومات
أمازيغي مسلم
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 02-02-2013
  • المشاركات : 6,081
  • معدل تقييم المستوى :

    19

  • أمازيغي مسلم has a spectacular aura aboutأمازيغي مسلم has a spectacular aura about
أمازيغي مسلم
شروقي
رد: المقاصد عند شيخ الإسلام ابن تيمية
03-06-2017, 04:31 PM
الحمدُ لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبيَّ بعده؛ أما بعدُ:



يا:" بني".
يظهر بأنك ستتعبنا كثيرا لإفهامك!!؟ – رغم أن كلامنا واضح جدا- يفهمه كل عاقل منصف بتأمل يسير، وأما من يقرؤه بخلفية سابقة وأحكام مسبقة، فلن يفهمه - ولو قام الليل كله يتأمله!!؟-.

حينما كتبنا لك ولمن يحمل عقيدتك في شيخ الإسلام: ابن تيمية رحمه الله المقدمة الآتية:
{إن الافتراء والكذب على شيخ الإسلام: ابن تيمية رحمه الله، ليس جديدا، بل هو قديم: كقدم معاداةالحق للباطل، فالحاقدون على شيخ الإسلام: ابن تيمية رحمه الله قد افتروا عليه كثيرا}.
كنا نظن بأنك ستفهم هذه المقدمة بالتوضيح الذي تبعها، لكن الظاهر مرة أخرى بأنك: لم تقرأه أو لم تفهمه أو لم ترد أن تفهمه!!؟.
فإن كنت لا تدري فتلك مصيبة÷ وإن كنت تدري فالمصيبة أعظم

نحن لم ننكر بأن شيخ الإسلام: ابن تيمية رحمه الله قد سجن، ومات في سجنه، ولكن السؤال المطروح الهام جدا هو:

هل سجن شيخ الإسلام: ابن تيمية رحمه الله بحق أم سجن بسبب افتراء وكذب المعادين له والحاقدين عليه!!؟.
لا ننتظر منك جوابا، لأنه كان أمامك، فلم تره، أو رأيته، ولكنك تجاهلته!!؟.

الجواب: نجده عند أحد ألد أعدائه، وهو: القاضي المالكي:( ابن مخلوف)، حيث قال:
" ما رأينا مثل ابن تيمية حرّضنا عليه، فلم نقدر عليه، وقدر علينا فصفح عنا، وحاجج عنا".(البداية والنهاية لابن كثير: 14/54)، وذلك حين طلب الملك الناصر من ابن تيمية رحمه الله: أن يفتي في قتل بعض العلماء من الفقهاء والقضاة، فدافع عنهم رحمه الله وأثنى عليهم، وقد كان ابن مخلوف في مقابل ذلك يحرض السلاطين هو ونصر المنبجي على ابن تيمية- رحمه الله رحمة واسعة-.

ولكل عاقل منصفنقول:
اقرأ جيدا ما تحته سطر، لتعلم لماذا سجن شيخ الإسلام: ابن تيمية رحمه الله، ومات في السجن، وصدرت فيه تلك الفتاوى من مخالفيه وأعدائه!!؟.
ومن أراد تفصيلا أكثر في مسألة سجنه، فليراجع كتاب:( البداية والنهاية) للمفسر المؤرخ:" ابن كثير " رحمه الله.

ونزيدكم من الشعر بيتا:
ها هو الصوفي المعاصر المشهور:( يوسف النبهاني) يقول:
" وابن تيمية هذا هو إمام كبير، وعَلَم عِلمٍ شهير من أفراد أئمة الأمة المحمدية الذين تفتخر بهم على سائر الأمم، ولكنه مع ذلك غير معصوم من الخطأ والزلل...وابن تيمية وإن أخطأ في هذه المسائل المعدودة، فقد أصاب في مسائل لا تعد ولا تحد، نصر بها الدين المبين، وخدم بها شريعة سيد المرسلين صلّى الله عليه وسلّم، على أن بعض ما نسب إليه من تلك المسائل أنكر صحة نسبتها إليه بعض العلماء الأثبات...".( شواهد الحق: ص:52).

مرة أخرى:
ليقرأ كل عاقل منصف ما تحته سطر، ليعرف منزلة شيخ الإسلام: ابن تيمية رحمه الله حتى عند المنصفين من مخالفيه، وكذب مسائل نسبت إليه!!؟.

لعل فيما سبق كفاية لكل عاقل منصف طالبللحق بصدق، وأما غيره، فلن نتعب أنفسنا لإقناعه، وندعه وما يشتهيه ويهواه!!؟.

ختاما:
نهمس بكلمة هامة في أذنك وأذن كل من يحمل عقيدتك في شيخ الإسلام: ابن تيمية رحمه الله ، فإليكموها تامة غير منقوصة:
اعتقدوا ما شئتم في شيخ الإسلام: ابن تيمية رحمه الله، واكتبوا فيه ما يحلو لكم، ننبهكم فقط لأمر هام جدا، وهو:

أعدوا للسؤال جوابا، وللجواب صوابا: يوم تقفون خصوما لشيخ الإسلام: ابن تيمية رحمه الله بين يدي الجبار المجيد:يوم يحصل ما في الصدور!!؟:
[يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ].
[قُلِ اللَّهُمَّ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ أَنْتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبَادِكَ فِي مَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ. وَلَوْ أَنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا وَمِثْلَهُ مَعَهُ لَافْتَدَوْا بِهِ مِنْ سُوءِ الْعَذَابِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَبَدَا لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ].
[وَبَدَا لَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا كَسَبُوا وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ].

رحم الله شيخ الإسلام: ابن تيمية، وأسكنه فسيح جناته.
والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.
  • ملف العضو
  • معلومات
طوف88
عضو فعال
  • تاريخ التسجيل : 07-10-2016
  • المشاركات : 308
  • معدل تقييم المستوى :

    8

  • طوف88 is on a distinguished road
طوف88
عضو فعال
رد: المقاصد عند شيخ الإسلام ابن تيمية
04-06-2017, 10:02 AM
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أمازيغي مسلم مشاهدة المشاركة
الحمدُ لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبيَّ بعده؛ أما بعدُ:



اقتباس:
يا:" بني".
!!!!!!!!!!!!

اقتباس:
هل سجن شيخ الإسلام: ابن تيمية رحمه الله بحق أم سجن بسبب افتراء وكذب المعادين له والحاقدين عليه!!؟.
لا ننتظر منك جوابا، لأنه كان أمامك، فلم تره، أو رأيته، ولكنك تجاهلته!!؟.
اكيد سجن بحق و الف حق،و الا لماذا صار يعترف و يتوب حتى صار يقول

اني اشعري؟؟؟؟

لو كان هو على حق و غيره على باطل لتمسك علنا برايه و عقيدته

و رفض صراحة الانصياع لعقيدة يعتقدها باطلة.

اما اسلوب المراوغة فهذا ليس من صفاة من هو على حق،و مظلوم.



الجواب: نجده عند أحد ألد أعدائه، وهو: القاضي المالكي:( ابن مخلوف)، حيث قال:

اجبتك في ردي على مضوعك الاخر موقف المستشرقين، قلت لك

هل قرات للعلامة ابن حجر الهيتمي و ما قاله في ابن تيمية ام لا؟؟؟؟؟

و ازيدك اقرا ما ذكره الذهبي في شيخه ابن تيمية،الذهبي من اقرب المقربين

للابن تيمية،فاذا كان ذاك رايه في شيخه فما عسانا ان نقول نحن.

المحاججة ليست بالمكابرة و العناد،و الالتفاف على الحقائق كما تفعله انت

امة باكملها شهدت بسوء عقيدة ان تيمية و فسادها،كذبتموها كلها خدمة

لسخص واحد.

هل هذا انصافا؟؟؟؟
من مواضيعي 0 استفسار
  • ملف العضو
  • معلومات
أمازيغي مسلم
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 02-02-2013
  • المشاركات : 6,081
  • معدل تقييم المستوى :

    19

  • أمازيغي مسلم has a spectacular aura aboutأمازيغي مسلم has a spectacular aura about
أمازيغي مسلم
شروقي
رد: المقاصد عند شيخ الإسلام ابن تيمية
07-06-2017, 10:13 AM
الحمدُ لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبيَّ بعده؛ أما بعدُ:

طوف راه يقول على بن تيمية الله يرحمو:

{أكيد سجن بحق و ألف حق، وإلا لماذا صار يعترف ويتوب حتى صار يقول: إني اشعري؟؟؟؟.
لو كان هو على حق وغيره على باطل، لتمسك علنا برأيه وعقيدته،
ورفض صراحة الانصياع لعقيدة يعتقدها باطلة}.

التعليق:
هذا يسموه:" موسكوتشو محروق!!؟".
عيش تشوف، عيش تسمع!!؟.
آخر عيطة:
قالك أسيدي:" شيخ الإسلام: ابن تيمية رحمه الله: يعترف ويتوب حتى صار يقول: إني اشعري!!؟".
الله يرحم الشيباني والشيبانية:
واش من لاشان تيليفيزي شفت فيها هذا الشو توب!!؟.

أسكو في هذيك ليميسيون: قالولكم واش من كتاب من كتابات نتاع بن تيمية اعترف فيه هذ الاعتراف الأنكروايابل والأنكرواصون معاه!!؟.
أيها القراء الكرام – ونحن في شهر الكرم-:
أللي لقى هذاك الاعتراف في كتاب من كتابات نتاع بن تيمية: يفليكسيهولنا.
الله يرحم والدينا ووالديكم.
ألا بروشان.
  • ملف العضو
  • معلومات
طوف88
عضو فعال
  • تاريخ التسجيل : 07-10-2016
  • المشاركات : 308
  • معدل تقييم المستوى :

    8

  • طوف88 is on a distinguished road
طوف88
عضو فعال
رد: المقاصد عند شيخ الإسلام ابن تيمية
10-06-2017, 08:03 AM
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أمازيغي مسلم مشاهدة المشاركة
الحمدُ لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبيَّ بعده؛ أما بعدُ:

طوف راه يقول على بن تيمية الله يرحمو:

{أكيد سجن بحق و ألف حق، وإلا لماذا صار يعترف ويتوب حتى صار يقول: إني اشعري؟؟؟؟.
لو كان هو على حق وغيره على باطل، لتمسك علنا برأيه وعقيدته،
ورفض صراحة الانصياع لعقيدة يعتقدها باطلة}.

التعليق:
هذا يسموه:" موسكوتشو محروق!!؟".
عيش تشوف، عيش تسمع!!؟.
آخر عيطة:
قالك أسيدي:" شيخ الإسلام: ابن تيمية رحمه الله: يعترف ويتوب حتى صار يقول: إني اشعري!!؟".
الله يرحم الشيباني والشيبانية:
واش من لاشان تيليفيزي شفت فيها هذا الشو توب!!؟.

أسكو في هذيك ليميسيون: قالولكم واش من كتاب من كتابات نتاع بن تيمية اعترف فيه هذ الاعتراف الأنكروايابل والأنكرواصون معاه!!؟.
أيها القراء الكرام – ونحن في شهر الكرم-:
أللي لقى هذاك الاعتراف في كتاب من كتابات نتاع بن تيمية: يفليكسيهولنا.
الله يرحم والدينا ووالديكم.
ألا بروشان.


اجل،سجن على حق ومن ابرز التهم التي وجهت اليه قوله بالتشبيه

و التجسيم في حق الله عز وجل و هذا ثابت في كتبه و في اقواله.

كما رجع عن عقيدته كذا مرة ومنها ادعاءه انه شافعي مرة و اخرى اشعري،لان اهل السنة

الاشاعرة ينزهون الله عن الجسمية و الحد،واعترافه مذكور في مرجع

من مراجع جهة من اتباعه و مؤيديه، بل جل مذهبهم قائم على كتبه و عقيدته.

فلا داعي لمحاولة المراوغة والتشكيك في ادعائه .

فاسلوب التعجيز لا ينفع يا استاذ.

فهذا كتاب الجامع لسيرة شيخ الإسلام ابن تيمية خلال سبعة قرون طبعة مجمع الفقه الاسلامي

بجدة السعودية،وقدم له الشيخ بكر ابو زيد،يشهد بصدق هذه الوقائع،فاقرا و تدبر.
















صحى فطورك استاذ.
من مواضيعي 0 استفسار
  • ملف العضو
  • معلومات
أمازيغي مسلم
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 02-02-2013
  • المشاركات : 6,081
  • معدل تقييم المستوى :

    19

  • أمازيغي مسلم has a spectacular aura aboutأمازيغي مسلم has a spectacular aura about
أمازيغي مسلم
شروقي
رد: المقاصد عند شيخ الإسلام ابن تيمية
18-06-2017, 04:57 PM
الحمدُ لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبيَّ بعده؛ أما بعدُ:

لعلم الجميع:

إن الشبهات التي ينثرها بعضهم ليستبالأمر المستغرب عندنا، فإن هؤلاءلم ولا ولن يأتوا أبدا وبتاتا بطعن جديد!!؟، بل هو:" مجرد تكرار واجترار لطعون المستشرقين، و: عند جهينة الخبر اليقين!!؟".
ولأجل ذلك:


نلتمس من الجميع من الآن فصاعدا: أن لا يعتبروا ردودنا جوابا على هؤلاء، بل القصد: دحض شبهات المستشرقين أصالة، ومن نقلها عنهم تبعا فقط!!؟.


{ إننا نتفهم تماما حرص هؤلاء على مهاجمة ما يسميه :" طوف وأمثاله" بالوهابية، وكذا تهجمه على شيخ الإسلام: ابن تيمية رحمه الله، ومحاولات طعنه في صحيحي البخاري ومسلم، ودفاعه عن الصوفية القبورية والروافض الشيعة مع تلميع صورة المستشرقين الناشرين لضلال هؤلاء وأولئك!!؟.
والأدهى والأمر:
تصحيحه لدين اليهود والنصارى المحرفين!!؟، بينما نحن المسلمون نعتقد كفرهم دون أدنى ريب أو شك!!؟ ، وهذا الأمر يكفي للإعراض عنه}.
إن ما يعجبني فيمن يحاورني وهو يخالفني: أن يكون صريحا في إبداء عقيدته الحقيقية، أما أن يتظاهر بالإسلام، لينشر شبهاته حوله، وهو يخفي عقيدته الحقيقية التي فضحها:" تصحيحه لدين اليهود والنصارى المحرفين!!؟، فهذا ما أمقته، ويسقط فاعله من عيني، ويدعوني للإعراض عنه إلا فيما حالات نادرة نرى فيها حسن الرد عليه.

وبما أن وجهه الحقيقي قد ظهر بعد أن أرخينا له عنان النقاش، فليعلم وليعلم كل القراء بأننا سنعرض عنه بعد انكشاف حقيقته إلا إذا رأينا فائدة في التعقيب عليه مما لا بدا منه، فغرضه من ردوده قد انكشف، ولن نشتغل به إلا بمقدار اضطرار المشرف على الهلاك للميتة، فهو وأمثاله يأخذون من وقتنا النفيس: ما نحن في أمس الحاجة إليه لإفادة القراء الأفاضل، فلا يتوهمن هو أو غيره: إذا رأى منا إعراضا عنه بأن سبب ذلك هو:" عجز أو تهرب!!؟"، لأن ما يجب أن يعلمه هو وأمثاله بأنهم يكررون ويجترون نفس الشبهات التي بثها أسلافهم: إمعانا في محاربة دعوة التوحيد والسنة:[ والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون].
فليعتقد هؤلاء ما شاؤوا، وليكتبوا ما يحلو لهم، وعند الله تلتقي الخصوم.
[ وإن غدا لناظره قريب!!؟].

ونعود للتعليق على مشاركته رقم:(8)، فنقول بتوفيق الله:

لقد ظن هذا المتذاكي بأنه قد ظفر بنقل يعجزنا به!!؟، ولكن:" على نفسها جنت براقش!!؟"، فقد فضح نفسه بتعمده التلبيس والتدليس: إمعانا في التضليل، حيث أنها أخذ من المصدر الذي اعتمد عليه ما يوافق هواه، وأخفى الحق عن القراء، وتلك صفة ممقوتة ذميمة، وسيأتي البرهان على تدليسه وتلبيسه!!؟.
وظن هذا المتذاكي بأن كثرة التلوين والأسهم، ستكون حيلة ناجعة لتمرير ما يهواه ويشتهيه بتوجيه القارئ إلى ما يريد تمريره بهواه، ولكن:" حبل الكذب قصير!!؟".
وإلى بيان تلبيس وتدليس الكولاج!!؟.
الكذب والاختلاق على شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في مسألة رجوعه عن عقيدته!!؟.


كيف يكون شيخ الإسلام: ابن تيمية رحمه الله أشعريا، وقد رد على عقائد الأشاعرة في مسائل عديدة كما سيأتي بيانه!!؟.
يقول المؤرخ المشهور:المقريزي في:(الخطط :2/358-359)- بعد عرضه لنشأة المذهب الأشعري وانتشاره على يد بعض العلماء والسلاطين ما يأتي:

" فكان هذا هو السبب في اشتهار مذهب الأشعري وانتشاره في أمصار الإسلام، بحيث نسي غيره من المذاهب وجهل، حتى لم يبق اليوم مذهب يخالفه إلا أن يكون مذهب الحنابلة- أتباع الإمام أبي عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل- رضي الله عنه-، فإنهم كانوا على ما كان عليه السلف: لا يرون تأويل ما ورد من الصفات- إلى أن كان بعد السبعمائة من سني الهجرة: اشتهر بدمشق وأعمالها: تقي الدين أبو العباس أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام ابن تيمية الحراني، فتصدى للانتصار لمذهب السلف، وبالغ في الرد على مذهب الأشاعرة، وصدع بالنكير عليهم وعلى الرافضة وعلى الصوفية".

فليتأمل كل عاقل منصف تصريحالمؤرخ المشهور: المقريزي بأن شيخ الإسلام: ابن تيمية رحمه الله قد:" بالغ في الرد على مذهب الأشاعرة "، ليتبين له بأن متذاكي آخر زمن، لم يكن إلا مدلسا ملبسا !!؟.
ومن أراد التفصيل في ردود شيخ الإسلام: ابن تيمية رحمه الله على الأشاعرة، فليرجع إلى مباحث كتاب:(موقف ابن تيمية من الأشاعرة) للشيخ: عبد الرحمن بن صالح المحمود، ومما ورد فيه كعناوين لتلك المباحث ما يأتي:

الفصل الثاني: في منهج ابن تيمية العام في الرد على الأشاعرة، وهذا الفصل مـن أهم فصول الرسالة، وفيه عرض للقضايا العامـة التي ناقش فيها شيخ الإسلام الأشاعرة، والتي لا تختص بباب معين من أبواب العقيدة، مثل:( مسألة أن الكتاب والسنة فيهما ما يغني عما ابتدعه هؤلاء، وحجية خبر الآحاد في العقيدة، وعلم الكلام المذموم، وكون مذهب السلف أعلم وأحكم وأسلم، وجهل الأشاعرة بمذهب السلف، وإرجاع أقوالهم إلى أصولها الاعتزالية والكلامية، وأنه لا تعارض بين العقل والنقل، والرد على متأخري الأشاعرة بأقوال شيوخهم، وتناقض الأشاعرة وما وقع فيه أعلامهم من الحيرة والشك، ثم رجوع بعضهم إلى الحق، ثم بيان تسلط الملاحدة من الفلاسفة والقرامطة عليهم لضعف ردودهم عليهم، وأخذهم بأصول أهل الكلام الباطل)، وكل مسألة من هذه المسائل يذكر لها شيخ الإسلام أمثلة متعددة.
الفصل الثالث: وموضوعه: ردود شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله عليهم تفصيلا، ويشمل عدة مباحث:
المبحث الأول: ردوده عليهم في مسألة توحيد الألوهية والربوبية، ويدخل في هذا المبحث بعض المسائل مثل:( مسألة أول واجب على المكلف، ومفهوم التوحيد عند الأشاعرة، وبيان خطئهم وتقصيرهم في مسألة توحيد الربوبية، وإغفالهم لتوحيد الألوهية).
المبحث الثاني: في الأسماء والصفات، وقد احتوى هذا المبحث على مسائل كثيرة جدا تتعلق بأسماء الله، والصفات التي أثبتها الأشاعرة، والصفات التي نفوها، وكيف رد عليهم شيخ الإسلام طويلا، وخاصة في المسائل الكبرى:( كمسألة العلو والاستواء، والصفات الفعلية، كالنزول والمجيء والغضب والرضا، والصفات الخبرية وغيرها).
المبحث الثالث: في القضاء والقدر، وبعض المسائل المتعلقة به، وردوده عليهم في ذلك.
المبحث الرابع: في الإيمان، وميلهم إلى الإرجاء وردوده على أقوالهم.

وقد أسند المؤلف ردود شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله على الأشاعرة إلى مؤلفاته بالمجلد والصفحة لمن أراد التحقق.

وأما بخصوص الرد على شبهة تراجعه عن عقيدته رحمه الله إلى مذهب الأشاعرة، فإليكم بيانا كافيا شافيا وافيا يبطل تلك الكذبة المختلقة!!؟، ننثره بين يدي طالب الحق طبعا: الذي يكفيه دليل، وأما صاحب الهوى، فلن يقنعه ألف دليل!!؟، ومما أصله أهل الحق أن:" الجاهل يعلم، وصاحب الهوى ليس لنا عليه سبيل"،[ والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم].
فإلى البيان الكافي الشافي الوافي بتوفيق الله:

جاء في كتاب:(الجامع لسيرة شيخ الإسلامابن تيمية خلال سبعةقرون:1/39-47)، لمؤلفيه:"محمد عزيز بن شمس وعلي بن محمد العمران"،(الناشر: دار عالم الفوائد – مكة/ الطبعة: الثانية، شوال 1422 هـ/عدد الأجزاء: 1).
وهو الكتاب نفسه الذي نقل منه الكولاج ما يهواه ويشتهيه، وحذف ما يكشف كذبه وتلبيسه وتدليسه!!؟، فقد نقل منه بداية المبحث، وترك آخره وفيه الخلاصة التي تكشف كذبه!!؟.

{* وههنا موضع ينبغي تحريرُه، وهو:
ما استشكلَه كثيرون؛ إذ ورد في بعض المصادر أن الشيخ -رحمه الله- قد كتب كتابًا فيه عقيدةٌ تُخالِفُ ما دعا إليه وأفتى به طول حياته؛ بل وسُجِن من أجله، فنقول -تحريرًا لهذا الموضع، ودحضًا لمن تتنازعه الأهواء والشُّبَه-:
هذا الرجوع قد جاء عند كلٍّ من:
1 - تلميذه ابن عبد الهادي (744) كما في:(العقود الدرية: 197) نقلًا عن الذهبي.
2 - الذهبي (748) -تلميذه -كما نقله عنه ابن عبد الهادي (السابق) ونصُّه:
" ... وجرَت أمور طويلة، وكُتِبَ إلى الشام كتاب سلطاني بالحطِّ عليه، فقُريء بالجامع وتألم الناسُ له، ثم بقي سنةً ونصفًا (أي: سنة 707) وأُخرج، وكتب لهم ألفاظًا اقترحوها عليه، وهُدِّد وتُوعِّد بالقتل إن لم يكتبها. وأقام بمصر يُقرىء العلم ويجتمع عنده الخَلْقَ. . ." اهـ.
3 - ابن المعلم (725) في:"نجم المهتدي ورجم المعتدي" (نسخة باريس رقم 638)، والنويري (733) في:"نهاية الأرب -كما في الجامع 181 - 182 "، وفيه أن هذا المجلس كان بعد حضور الأمير حسام الدين مهنّا (ربيع الآخر / 707) وأخرج الشيخ (يوم الجمعة 23 / ربيع الأول / 707).
ثم نقل النويري مضمون ما في الكتاب الذي يحكي ما في المجلس، وأنه (أي: الشيخ) ذَكَر أنه أشعري، وأنه وضع كتابَ الأشعري على رأسه، وأنه رجع في مسألة (العرش والقرآن والنزول والاستواء) عن مذهبه -مذهب أهل السنة- وكان الكتاب تاريخ (25 / ربيع الأول / 707).
ثم عُقِد مجلسٌ آخر، وكتب فيه نحو ما تقدم في (16 / ربيع الآخر / 707) وأُشْهِد عليه.
4 - أما البرزالي (739) -رفيقه- فلم يذكر في حوادث هذه السنين شيئًا (الجامع: 213 - 215).
5 - ذكر الدواداري (بعد 736) في:"كنز الدرر- الجامع: 239): أنهم عقدوا له مجلسًا آخر في (12 / ربيع الآخر / 707) بعد ذهاب الأمير حسام الدين، ووقع الاتفاق على تغيير الألفاظ في العقيدة وانفصل المجلس على خير.
6 - لم يذكر ابن كثير (774) -تلميذه- في "البداية والنهاية" شيئًا من أمر رجوعه ذلك.
7 - ذكر ابن رجب (795) في: "الذيل- الجامع: 476 - 477 " نحو ما ذكره ابن عبد الهادي في "العقود" فقال: "وذكر الذهبي والبرزالي وغيرهما أن الشيخ كتب لهم بخطه مُجملًا من القول وألفاظًا فيها بعضُ ما فيها؛ لمَّا خاف وهُدِّد بالقتل".
ولم يذكر نص الكلام، ولا الكتاب.
8 - لم يذكر المقريزي (845) في "المقفَّى الكبير- الجامع: 507 " شيئًا من خبر الرجوع ولا الكتاب.
9 - ذكر الحافظ ابن حجر (852) في "الدرر الكامنة- الجامع: 536 - 537 " نحو ما ذكره النويري في:"نهاية الأرب"، ثم عزا ابن حجر ما نقلَه إلى "تاريخ البرزالي"!.
10 - ذكر ابن تَغْري بَرْدي (874) في "المنهل الصافي- الجامع:
576 " نحو ما ذكره الحافظ ابن حجر، وسياق نَقْلِه يدل أنه ينقل من كتاب لكمال الدين ابن الزملكاني -وعداؤه للشيخ معروف- فيه ترجمةٌ للشيخ، وقد نقل منها -أيضًا- في:"النجوم الزاهرة- الجامع: 580 ".

فتبيَّن من هذا العَرْض أن:
1 - من المؤرخين: من لم يذكر القِصَّة ولا المكتوب أصلًا!!؟.
2 – ومنهم: من أشار إليها إشارة فقط دون تفصيلٍ للكتاب الذي كتبه، مع ذِكرهم ما صاحبَ كتابته تلك من التخويف والتهديد بالقتل.
3 – ومنهم: من فصَّلها وذَكَر نصَّ المكتوب، لكن دون ذكرهم لما صاحَبَ ذلك من تهديد وتخويف بالقتل!!؟.

وعلى هذا؛ يمكننا القول:
إن ابن المعلم والنويري قد انفردا من بين مُعاصِري الشيخ بقضية رجوعه، وسياق ما كتبه، وتابعهما على ذلك بعض المتأخرين، وعليه فيمكن تجاه هذه القضية: أن تُتخذ أحد المواقف التالية:

1 - أن نكذِّب كلَّ ما ذكره المؤرِّخون جملة وتفصيلًا، ونقول: إن شيئًا من ذلك لم يكن.
2 - أن نُثْبِت أصلَ القِصَّة، دون إثبات أيّ رجوعٍ عن العقيدة، ولا المكتوب الذي فيه المخالفة الصريحة لما دعا إليه الشيخ قبل هذا التاريخ وبعده.
3 - أن نُثْبِت جميعَ ما انفردَ به ابنُ المعلم والنُّويريُّ من الرجوع والكتابة.

فالأول: دَفعٌ بالصدر، والثالث: إثبات للمنفردات والشواذ وتقديمها على الأشهر والأكثر.
والذي يثبت عند النقد ويترجَّح هو: الموقف الثاني: أن الشيخ كتب لهم عبارات مُجْمَلة -بعد التهديد والتخويف- لكن ليس فيها رجوع عن عقيدته، ولا انتحال لعقيدةٍ باطلة، ولا كتاب بذلك كلِّه، وذلك لأسبابٍ عديدة هي:
1 - أن هذا الكتاب مخالف لعقيدة الشيخ، التي كان يدعو إليها ويُناضل عنها طوال حياته، قبل هذه الحادثة وبعدها.
2 - أنه لا يوجد في كتاباته ومؤلفاته أيُّ أثرٍ لهذا الرجوع، أو إشارة إلى هذا الكتاب أو إلى ما تضمنه، ولو كان قد حصل منه شيء من الكتابة لهم بذلك، لكان حقيقًا بعد ظهوره على أعدائه -على الأقل- وتمكنه منهم بعد انكسار الجاشنكير ورجوع الناصر أن يطلب هذا الكتاب، أو ينفيه عن نفسه.
3 - أن الشيخ -رحمه الله- قد حصلت له مضايقات كثيرة في مسائل عديدة قبل هذا التاريخ وبعده، سُجن من أجلها وعوتب، فلم يُعرف عنه أنه رجع عن شيء منها، بل غاية أمره: أن يسكت عن الإفتاء بها مُدة، ثم يعود إلى ذلك ويقول:" لا يسعني كتمان العلم": كما في مسألة الطلاق (العقود: 325)، فكيف يكتب لهم هذه المرَّة ما يناقض عقيدة أهل السنة، ويقرر مذهب أهل البدع!!؟.
وما شأن الخصوم عند الشيخ -رحمه الله- إلَّا كما وصفهم هو بنفسه لما قيل له:" يا سيدي قد أكثر الناسُ عليك!".
فقال:" إنْ هم إلا كالذباب، ورَفَع كَفَّه إلى فيه، ونفخ فيه". (العقود: 268).
ووَصَف الذهبي ثباتَ الشيخ أمام خصومه، فقال:"... حتى قام عليه خلق من علماء مصر والشام قيامًا لا مزيد عليه ... وهو ثابت لا يُداهن ولا يحابي، بل يقول الحق المرَّ الذي أداه إليه اجتهادُه وحِدَّةُ ذهنه وسَعَةُ دائرته في السنن والأقوال".
وهذا كلُّه ينبِيك عن مدى صدق ذاك التراجع وذاك المكتوب!!؟.
4 - ومما يفتّ في عضد هذه الأكذوبة: أن جماعةٌ طلبوا من الشيخ أن يقول: إن هذا الاعتقاد الذي كتبه وناظر من أجله الخصومَ هو: اعتقاد أحمد بن حنبل -يعني: وهو مذهب متبوع، فلا يُعترض عليه-.
فلا يرض الشيخ بهذا؛ بل يصدع بأن هذا هو معتقد سلف الأمة جميعهم، وليس لأحمدَ اختصاصٌ بذلك. (العقود: 218 - 219، 242).
5 - إن أقصى ما يمكن قوله في كتابة الشيخ لهم: إنها كتابة إجمالية في مسائل العقيدة بما لا يُنافي الحق والصواب، وانظر نماذج لبعض ما كان يستعمله الشيخ مع خصومه، ليدحرهم ويَكْبِتهم وفي أنفسهم ما فيها، في (العقود: 212، 215، 240 - 241).
ولم يستطع الأعداء أن يجبروه على كتابة أكثر من ذلك الإجمال، ثم وجدوا أنه لا فائدة في إشاعة ذلك المكتوب عنه بالوجه الذي كتبه، فزوَّروا عليه كلامًا، ثم زوَّروا عليه توقيعه، وأشهدوا عليه جماعة، لِيَتمَّ لهم ما أرادوا.
وقضية الكذب والتقوَّل والتزوير على الشيخ: باتت من أشهر خصال
أعدائه، انظر ذلك في مواضع كثيرة في (العقود: 200، 204، 207، 209، 328).
قال البرزالي في الموضع الأول عن خصومه: "وحرفوا الكلام، وكذبوا الكذب الفاحش".
وقال في الموضع الثاني: "واختلفت نقول المخالفين للمجلس، وحرَّفوه، ووضعوا مقالة الشيخ على غير موضعها، وشنّع (1) ابنُ الوكيل وأصحابُه بأن الشيخ قد رجع عن عقيدته، فالله المستعان".
وقال الشيخ -نفسه- في الموضع الثالث: " وكان قد بلغني أنه زُوِّر عليَّ كتاب إلى الأمير ركن الدين الجاشنكير، يتضمن ذكر عقيدةٍ محرَّفة، ولم أعلم بحقيقته، لكن علمت أن هذا مكذوب".
وقال الشيخ في الموضع الرابع: "أنا أعلم أن أقوامًا يكذبون عليّ، كما قد كذبوا عليّ غير مرة. . .".
وقال ابن عبد الهادي في الموضع الأخير: "وعَظُم التشنيع على الشيخ -يعني في مسألة شد الرحل- وحُرِّف عليه، ونُقل عنه ما لم يقله".
كما ضُبِط عليهم الكذب والتزوير وتحريف الكلام في مواضع أخرى كثيرة (2)، فليس غريبًا: أن يزوِّروا عليه هذه المرة ما زوَّروا، ويُشهدوا عليه شهادة الزور.
6 - ومما يؤيد كَذِب هذه الأخْلُوقة: أن هذا الكتاب الذي زعموا كُتِب سنة (707)، فكيف يصح هذا، وهم يطالبونه في سنة (708) بكتابة شيءٍ بخطه في المسألة نفسها!!؟.
فإنه لما جاءه المشايخ التدامرة نحو سنة (708) وقالوا: "يا سيدي قد حمَّلونا كلامًا نقوله لك، وحلَّفونا أنه ما يطَّلِع عليه غيرنا: أن تنزِلَ لهم عن مسألة العرش ومسألة القرآن، ونأخذ خطك بذلك، نوقف عليه السلطان ونقول له: هذا الذي حَبَسْنا ابن تيمية عليه، قد رجع عنه، ونَقْطع نحن الورقة (3).
فقال لهم الشيخ:" تدعونني أن أكتب بخطي أنه ليس فوق العرش إله يُعبد، ولا في المصاحف قرآن، ولا لله في الأرض كلام!!؟"، ودقَّ بعمامته الأرضَ، وقام واقفًا ورفع برأسه إلى السماء، وقال:" اللهم إني أشهدك على أنهم يدعونني أن أكفر بك وبكتبك ورسلك، وأن هذا شيءٌ ما أعمله ... "، ثم دعا عليهم.
ولما قالوا له:" كل هذا يعملونه حتى توافقهم، وهم عاملون على قتلك أو نفيك أو حبسك"، فقال لهم: " أنا إن قُتِلت كانت لي شهادة، وإن نفوني كانت لي هجرة ... ". فيئسوا منه وانصرفوا (4).
فلو كان لهم كتاب بخطه في تلك المسائل -كما زعموا- لم يطلبوا منه أن يكتب لهم بخطه كتابًا آخر، فخلصنا أنه لم يكن معهم في المرة الأولى إلا الكذب والتزوير والتحريف.
__________
(1) كذا بالمطبوع.
(2) انظر "التسعينية": (1/ 111)، و "الإخنائية": (ص / 104 - 105)، وانظر "موقف ابن تيمية من الأشاعرة": (1/ 179 - 180 الحاشية) للشيخ عبد الرحمن المحمود.
(3) فهذا يدل أنهم قد يئسوا من رجوعه عن عقيدته، فغاية ما أرادوه أَخذ شيءٍ: بخطه يعذرهم عند السلطان في حَبْسه، لكن حتى هذا لم يظفروا به من الشيخ -رحمه الله-.
(4) ذكره إبراهيم بن أحمد الغياني خادم شيخ الإسلام. انظر: "الجامع": (ص / 147 - 148).
  • ملف العضو
  • معلومات
طوف88
عضو فعال
  • تاريخ التسجيل : 07-10-2016
  • المشاركات : 308
  • معدل تقييم المستوى :

    8

  • طوف88 is on a distinguished road
طوف88
عضو فعال
رد: المقاصد عند شيخ الإسلام ابن تيمية
24-06-2017, 05:50 AM
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أمازيغي مسلم مشاهدة المشاركة


اقتباس:
{ إننا نتفهم تماما حرص هؤلاء على مهاجمة ما يسميه :" طوف وأمثاله" بالوهابية، وكذا تهجمه على شيخ الإسلام: ابن تيمية

قلت لك و اعيد ان اول من هاجم الوهابية البدعية التكفيرةالضلالية

هم اهلها،ثم كبار علماء الامة الاسلامية و حفاظها،فلا داعي لتجاهل هذه

الحقيقة،ثم الامر كذلك بالنسبة لابن تيمية،حتى الحنابلة المنصفين

تبرؤوا منه و برؤوا مذهبهم منه،لمخالفاته الكثيرة له،زد ان العقيدة

البدعية الوهابية هي نفس عقيدة ابن تيمية،فهما وجهان لعملة واحدة،فالكل

يعلم وهذا لم يعد سرا خافيا على احد،ان العقيدة الوهابية عقيدة منحرفة

و فاسدة ،مبنية على تجسيم الله عز وجل.

فالوهابية جعلوا الله جسما و جعلوا له اعضاء جارحة،وشبهوه بخلقه،وجعلوا له طولا

وعرضا،وجعلوا له جهة يشار اليه بالاشارة الحسية،واجلسوه بذاته،و انزلوه بذاته

و هرولوه،واضحكوه والبسوه سروالا،وجعلوه يتكلم بحرف و صوت،و جعلوه شابا امردا

ذو شعر جعد،له حذاء من ذهب...الخ من هذه الترهات و العياذ بالله.

فالوهابية تعبد شابا امردا من دون الله عز وجل،و يدعون زورا و بهتانا ان عقيدتهم

المنحرفة،عقيدة توحيد و عقيدة السلف.

اقتباس:
طعنه في صحيحي البخاري ومسلم،
في ما يخص الصحيحين اكرر ان ارباب المذاهب و جملة من علماء الاسلام طعنوا في

احاديث موجودة في الصحيحين،وهذا امر لم يعد خافيا على احد،فكفاك تهويلا و

عويلا .
اقتباس:
والأدهى والأمر:
تصحيحه لدين اليهود والنصارى المحرفين!!؟
ياسفني ان اقلك يا كولاج ان ابن تيمية من الذين شهدوا بعدم تحريف اليهود و النصارى

فان كان و لبد فعليك بمقته هو الاخر.

إ
اقتباس:
ن ما يعجبني فيمن يحاورني وهو يخالفني: أن يكون صريحا في إبداء عقيدته الحقيقية، أما أن يتظاهر بالإسلام، لينشر شبهاته حوله، وهو يخفي عقيدته الحقيقية
انا صريح كل الصراحة في عقيدتي،فانا جزائري على مذهب الامام مالك مذهب الغالبية

الساحقة من الجزائريين الاحرار،الذين لم يبدلوا الاصل الطيب بالشجرة الخبيثة الوهابية.

وعقيدتي هي عقيدة الامام الاشعري،عقيدة السواد الاعظم من المسلمين في هذا العالم

فهل يعقل ان اخفي عقيدة امة باكملها،عقيدة تنزه الله عز وجل عن كل نقص و تقدره حق

قدره؟؟؟؟؟

فالعب على غير هذا الوتر يا كولاج،لانه لا يفيدك في شيئ.



اقتباس:
فليتأمل كل عاقل منصف تصريحالمؤرخ المشهور: المقريزي بأن شيخ الإسلام: ابن تيمية رحمه الله قد:" بالغ في الرد على مذهب الأشاعرة "، ليتبين له بأن متذاكي آخر زمن، لم يكن إلا مدلسا ملبسا !!؟.
المقريزي ذكر نشاط ابن تيمية في القرن السابع حيث كان يرد على الاشاعرة،لكنه لم

يتطرق لقضية رجوع ابن تيمية عن عقيدته ابدا،و تلك كانت وهو مسجون في اخر عمره.

فلماذا تريد ان توهم القارئ ان المقريزي نفى قصة رجوع ابن تيمية عن عقيدته؟؟؟؟

اليس هذا من التدليس الذي تتهمني به؟؟؟؟؟

والدليل ان المقريزي لم يتطرق لقصة الرجوع،ما جاء في كتاب الجامع لسيرة ابن تيمية

و انت نقلت ذلك بنسخك و لصقك و رقمته ب8 فارجع اليه.

ثم كما ترى بعينك ان المقريزي لم يذكر الامام الاشعري،الا بخير و تقدير و احترام

بل يترحم عليه و يترضى،و شهد ان عقيدته كانت وسطا لا هي تنفي و لا هي تجسم مثل

الوهابية الحشوية.
.















اقراء جيدا و افهم و كفاك تهم غيرك بالتدليس.

لي عودة لاتمام ردودي.
من مواضيعي 0 استفسار
مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع


الساعة الآن 10:11 PM.
Powered by vBulletin
قوانين المنتدى