خُواء ."*"
22-10-2017, 09:02 PM
يبعث صديقي برسالة يخبرني فيها : عزيزتي، و صديقتي التي تُدهشني كل يوم.
فكّرت طويلا قبل كتابة هذه الرسالة، ولكنني قررت أن أكتب لك ببساطة؛ كما تحبين أنتِ ...
َ
هل حدث شيء ما يا صديقتي؟
أرجوكِ لا تتسرعي بالإجابة، أنا لديّ الوقت الكثير ، و يمكنك الإجابة متى ما شئت، لكن إياكِ و القول بأن لاشيء قد حدث، ثم لقد سئمت من جملتك الدائمة : الأشياء التي نرغب بمعرفتها عن الآخر فلنتركها و شأنها.
َ
كما أتمنى أن تُخبريني عن هذا النظام الجديد الذي أصبحتِ تعيشين عليه و فيه ، و تغرقين فيه و أنا أقف موقف المُشاهد فقط. أخبريني عن أسرار ذهابك للفراش في الساعة العاشرة مساء كل ليلة من آخر أسبوعين، و اختفائك طوال الليل، لتظهرين في أول الصباح عند الساعة السابعة ، و كأنكِ خيط شمس!
إن في الأمر شيء، لا يمكن لصديقتي أن تنام الليل كما ينام الجميع؛ إن صديقتي، و هي أنتِ ، إعتادت على الأرق و السهر ، توقفت عن النوم ليلا ، إنني أعرف أن صديقتي تُخرج الكتب من خزانتها و تقرأ، ثم تكتب، ثم تخرج لتمشي، أو تذهب لتتأمل شجرة تنبت عند منزلها ، و لكنها لا تنام.
ثم أنها كانت تخاف النوم ...
تُرا هل يحدث أن وقعتْ صديقتي في حب النوم فجأة؟
لا تحدث الأشياء فجأة عند صديقتي؛ إنها تقلق من الأمور التي تحدث فجأة، إنها تظن بأن مايحدث فجأة، يحدث لينفجر، كما أنها تعتقد أن الأمر الوحيد الذي يحدث فجأة هو الموت، رغم أن حتى هذا الأمر له تأويلات أخرى و متفرقة.
َ
أنا أشعر بالقلق حيال أمر صديقتي، أقول لعلها تمر بنوبة من الإكتئاب أو نوبة رؤية كل الأشياء عادية، باهتة و باردة؛ لأنني أتذكر الحديث الأخيرالذي دار بيننا ، كانت فيه صديقتي تتحدث و الصوت يخرج منها باردا ، حتى أن ملمس صديقتي يومها كان مختلفا؛ ملمس إنطفاء شمعة!
ثم أعود للتفكير : ما الذي إنطفأ في صديقتي؟
أي رف فيها قد وقع، و ما الحاجيات التي تجمدت و بردت فيها؟
صديقتي : حين تُنهين قراءة رسالتي، تعالي، أنا في مكاني الذي تعرفينه جيدا. تعالي و معك كل الإجابات، و لا تأتي لتسمعيني قصيدة، فأنا أريد أن أسمع حكاية أو قولي قصّة.
َ
*صديقك المزعج(i) /الكائن الخياليّ،المنتصف في توقيعك السابق، الساكن عند آخر شلال النهر.
إني اذوب في الجحيم صديقي أو ما أطلقته عنك الوتين ..أراني أنحدر في الهاوية أتمنى يا صديقي أن تغفر لي الندوب الظاهرة واللاظاهرة لم أتعمد إحداث كل هذه الكوارث العابرة لديك .
كنت تظن بانك تستطيع إخفاء الوجع لكنك مخطئ، مثلما أخطأُتُ_أنا_كثيرا يوم هربت و مازلت أهرب ظنّا مني أن ما نهرب منه لا يظهر على أجسادنا ، و أنه يمكننا أن نُخفي كل الثقوب بثوب أو قطعة قماش أو حتى كريم من كريمات التجميل القذرة.