تسجيل الدخول

-على طاولة العمليات الجراحية،امراة شابة تعاني من الآم الزائدة الدودية،اضواء خافتة وعاديةجدا وجو، هادئ،....وموسيقى حالمة.....لا مشرط...ولا ابر ....بل وغابت ارمادةالأدوات الجراحيةالتقليديةالمرعبة،
-فقط انبوب،طويل قابل للضبط والتطويع ، ....يرسل في حلق المريضة في اتجاه الامعاء على طول الأنبوب الهضمي....بدون وجود ولا الطبيب نفسه داخل القاعة......ولكن فقط انسان آلي"ربو" بدون رأس حتى..فقط بذراعين يتمفصلان في كل الاتجاهات،..الآلة تنطلق وتشتغل في صمت،سريعة ودقيقة،..وفي مجرد العشرات من الدقائق زمنا،...الزائدة الدودية قدتم استئصالها،..واخراجها من التجويف البطني.....
-الجراح يجلس ،مرتاحا في قاعة مجاورة، ويراقب باطمئنان وهدوء، العملية على شاشة أمامه......
-هذا هو ماسيكون حقيقة في عشر سنوات قادمة وربما أقل.....وهذا هوالسيناريو،والطريقةالتي ستجرى بها ،عدد كبير من العمليات الجراحية،بدون جراحة وفتح للبطن اذن بدون اثار وندوب،..وعاهات مستديمة..أي بدون جراحة ولا "جراح"...تقريبا،..ثورة مزدوجة ...تكذب"الفريد فيلبو" الجراح الشهير الذي قال سنة1839 ،".....الجرح والألم هما شيئان لا ينفصمان يبقيان دائما،مطبوعين في ذهن كل مريض خضع للمعالج بالجراحة..".
-الجراحة بدون "فتح..وتجريح.. بالمشرط"،لم تعد حلما بعيدا، وخياليا،....فمنذ بضع اسابيع،نجح البروفيسور(جاك مارسو)،رئيس مصلحة الجراحة قسم الجهازالهضمى والغدد،..في مستشفى ستراسبورغ بفرنسا،.باستئصال،للكيس الصفراوى(La vesicule bilière)بدون فتح للبطن نهائيا،وذلك بالاستعانة بمنظار دقيق،ولين،.... تم ادخاله،عن طريق فتحة الجهازالتناسلي،..الىبطن المريضة-(le monde du 27 avril2007)..وقبل ذلك بأيام قام فريق طبي امريكي،بجامعة "كولومبيا" بنيويورك(la Columbia University de New York) ،قام بنفس العملية تقريبا عن طريق المرور بالجهازالتناسلي الى التجويف البطني ..ولكن استعان ببعض التقنيات الجراحية التقليدية، وفي الهند بالمعهد الأسياوي لامراض الجهازالهضمي ب"حيدر أباد"(l'Asian Institute of Gastroenterology d'Hyderabad) ، باستئصال واستخراج الزائدةالدودية عن طريق الأنبوب الهضمي، ولكن أيضا بالاستعانة بتقنية تقليدية،...ومحاولات أخرى على هذا المنوال جرت في انجلترا،البرتغال،الو-م-أ،(بوسطن- بورتلاند وهيوستن)....
-..الجراحة تكشف عن ثورتها الثانية، يردد "جاك مارسو"(Jacques Marescaux)، بحماسة، فبعد الجراحة بواسطةالمنظار Chirurgie laparoscopique, ou mini-invasive.التي ظهرت الى الوجود في نهاية سنة 1980 محدثة قطيعة مع، مع التقنيات التقليدية القديمة،التي تقيم فيها موهبة الجراح وبمهارة وبراعة استعماله لضربات المشرط،الجراحي.وتتمثل في اجراء فتحات صغيرة لا تتعدة طولها 10 ملليمترات،في جسم المريض، ..واستعمال هذه الفتحات لا دخال اجهزة وادوات جراحية دقيقة وصغيرة...(COELIOSCOPIE) وهذه الطريقة مستعملةاليوم على نطاق واسع.....من طرف الجراحين...خاصة في جراحة الجهاز الهضمى ..وامراض النساء..وأمراض الجهاز والمسالك البولية..
-هذا "فتح جديد"، ومرحلة،اخرىقد انطلقت مع الجراحة بدون جرح وفتح للجسم المريض،..باختراق وتتبع الفتحات والمسالك الطبيعية للجسم:الفم- الفرج -الشرج- المسالك البولية.....الخ، وايجابيات هذه الطريقةالجديدة هي خاصة،التخلص من الازعاج الذي يتركه أثرالجرح علىالجسم،شفاء والتئام لجرح الداخلي بسرعة كبيرة ، الانخفاض الهائل في حدة الألم ،ومضاعفات، والأثار الثانوية للعملية الجراحية،...الاستهداف السهل لبعض الأعضاء في الجسم خاصة لدى الأشخاص البدناء...وأخيرا وخاصة نتيجة استيتيكية،مريحة بغياب الجرح علىالجسم.. ( cicatrice apparente )،
-في البداية فان هذه الجراحة الخفية سوف تقتصر على العمليات، الخفيفة ،(حجارة الحويصل الصفراوي-الزائدة الدودية-الأورام الحميدة للكبد-والغدد...واعضاء اخرى...)قبل ان يتم تعميمها الىباقي الأمراض،الخطيرة والممتدة الىاكثرمن عضو، ...وخاصة بعض امراض السرطان.....
-"الجراح الآلي"قد أثبت جدارته منذ مدة،...فأول انسان آلي دخل غرفةالعمليات كان ذلك منذ عشر سنوات ....واليوم يعد عددهم بالمئات على مستوى العالم ...ونصفهم في الو-م-أ ،فقط، ويعمل الجراح الآلي بنظام التشغيل عن بعد، يتحكم فيه طبيب اختصاصي
،يتابع الوضع على شاشة أمامه...ولديه ذراعين متمفصلين حول جسمه،يعملان بحركتين متوافقتين مع عمل المفص،والممسك...والذراع الثالثة تمتد متوجة بكاميرا، جاعلة الحركة الانسانية اكثر دقة، وسلامة وامان، ويتوفر على نظام آلي يقوم بامتصاص الاهتزازات، والاضطرابات في الحركة،التي يضبطها بدقة متناهية، ولكن هذه الآلت مدربة على النمط القديم للجراحة بالمنظار، مما يعني ضرورة رسكلتها من جديد للتوافق مع متطلبات، الطريقة المتجددة،التي تستعمل انابيب طويلة ولينة،حوالي 1،5 متر ،تستلزمها الجراحة بدون احداث فتحة جراحية بجسم المريض، وهناك ادوات واجهزة اخرى مرافقة، ومناسبة، وبرامج مختصة تكون ضرورية من أجل النجاح،والوصول بهذا الجراحة الواعدة الى التطبيق العملي...
- وحتى خلفيتها، العلمية تعتبر ثورة جديدة عن طريق استغلال تقنيان،وخواص عالم"الحقيقةالافتراضية"،والفكرة هي أن تبني انطلاقا من صور منتجة، بتقنية التصوير الطبقي بالأشعةالمقطعية(TDM)،والتصوير بطريقة الرنين المغناطيسي(IRM) ،نسخة ثلاثية الأبعاد عن العضو، اوالجزء المريض من الجسم،والذي سيخضع للجراحة، وتظهر عليه،بالألوان ، خريطة بالأوردة والشرايين،وكذلك الجزاء الشحمية،والمناطق الورمية،المحتملة، وبهذه الطريقة تصبح عملية محاكاة العملية الجراحية ممكنة،في العالم الافتراضي واعادتها عدة مرات،مسبقا الى غاية الحصول على الطريقةالمثلى لاجراء العملية في الواقع،وأهم من ذلك ان الاسقاط والتطابق بين العمليةالافتراضية،والعملية الحقيقية عن طريق مزج الصور الخيالية بالحقيقية،خلال الجراحة،وهذا يسمح بتحسين العمليةالحقيقية، بضبط،واحداث التغييرات الضرورية في كل مرة...
-البروفيسور جاك ماريسوا، مقتنع تماما ، ان الجراح في المستقبل سيكون ، بمثابةالمخرج علىخشبةالمسرح،الذي يحضر،ويديرالعمليةالجراحية بكاملها عن بعد وبعد تحضير مسبق ومحكم،..مستعينا في ذلك ببرامج،الاعلام الآلي،..وهذا تطور باهر، والدقة الاستثنائية،لحركات الرجل الآلي بالاضافة،للتقنيات المتطورةفي التصويروالأشعة الطبية

ولنا ان نتساءل اين نحن مما يحدث....
تابعت عملية فصل توأمين في مستشفى بارني منذ حوالي سنة وكانت الاخبار تتوالى مباشرة بين الحين والاخر على التلفزيون...
رئيس الفريق الطبي على المباشر في نشرة الثامنة يقول:..وقد تفاجأنا لوجود قلب مشترك بينهما اثناء عملية الفصل ...لذا قد استدعينا مختصا في جراحة القلب...الفريق الاول اتم عمله والفريق الثاني سيكمل العملية...
يوم الغد:....توفي التوأم ......
الصحة يا الصحة...اذا غابت الصحة وين رايح نلقاها....