خيبتكــــــــم لن تبررها شماعة أعداء الدين
09-03-2015, 12:55 PM
ان امة ديدن كبارها والمحسوبين على النخبة من معتلي المنابر والدعاة، الباس الحق بالباطل وتزييف الحقائق والتنكر للواقع في مكابرة بهلوانية لن تقوم لها قائمة الى يوم الدين ، هي حقيقية بائسة يكشفها اللغط الروتيني وتذكي غلائلها المناسبات المختلفة
دون تحفظ يمكن وصف الامر على انه مراهقة فكرية وطقطقة لا تنش ذبابة تبتعد كل البعد عن الموضوعية ، عندما تناقلت قبل ايام المواقع والصحف احصائيات العنف ضد المراة وقبلها احصائيات حرمان الانثى في الجزائر من حقها في الميراث لم نجد ولا صوتا نطق ولو بشكل فاتر يستنكر من تفاقم هذه الظواهر التي لا تمت لا الى الاسلام ولا الى الانسانية بصلة لكن كلما تحدثنا عن قوانين تحمي المراة و تضيق على الرجل مساحة حرية ظلمه وتعديه عليها بوجه حق وبدونه ها نحن نجد الاصوات تتعالى من كل صوب وحدب حتى من الجنس الانثوي ذاته
ان الامر يا اولي الالباب وذوي النهى يحتاج الى وقفة منصفة تتجاوز الخطاب الشمولي الهاضم في طياته الكثير من الوقائع وتناسيها وتركها عالقة دون حل والتغطية عليها بتصوير الهدف الاعظم المتمثل في اقامة شرع الله والحفاظ على مكانة المراة التي منحها الاسلام وكل الكلام المعروف، فكل ما يسعى هؤلاء لتحقيقه لن يتحقق الا بالعودة الى تلك المسائل التي يردون الطمس عليها وتجاوزها والتقليل من شانها ففيها ومنها يدرس العاقل سبب هذا النكوص .
ولسان حال كل مدافعة عن حقوق المراة وهي تحيا حياة مستقرة هانئة رزقها مبسوط باذن الله ورسالتها في المجتمع سارية بالفعل وانجازاتها الميدانية تتحدث عنها، اقول ما اسهل ان تقف على منابر الجمعيات او على مصاطب المدرجات الجامعية او حتى خلف شاشة الحاسوب وتتبجح بحياتها الرغيدة، لكن لانها تحمل هم الامة فعلا تجاوزت النظرة السطحية البالية المعتمدة على مجرد اللغط والتغني بتعاليم الشريعة وترديد الاسطوانة المعروفة الاسلام كرمني والاسلام جعلني ملكة وانا كل يوم في عيد ! فكل هذا الكلام سهل الترديد خاصة ان كان من خلف الزجاجة، لعمري رب مدافعة على حقوق المراة حياتها افضل واكثر استقرارا واكثر احتراما وكرامة من مكابرة خرقاء تطبل للرجال تفلحسا تعود بعده الى نفسها بخفي حنين ، خاصة ان كانت سلوكاتها المناقضة لاقوالها نمطية يفرضها عليها الواقع الذي تتجاوزه حمقا ومكابرة .

فليفهم هؤلاء انه ليس كل من طالب اليوم بحقوق المراة هو بالضرورة منبهر بحضارتهم ومعجب بقوانينهم وبما هم عليه من تفتح وحريات حد الشذوذ ومن قال بهذا الكلام لعمري هو قاصر فهم ، ورب مطالب بحقوق المراة اكثر غيرة وحسرة على امته التي اكتسحت فيها عقلية نصرة الدين والانبراء له بالقول لا بالفعل وبلغت فيها الهوة بين التطبيق والنص ذروتها، هنا يتجلى الفارق الحقيقي بين من يبحث فعلا عن حلول تعالج الواقع وتقلص البون بين ما وصلت اليه الامم الاخرى وما هي عليه امتنا وبين من يحلق بمثاليات النص الشرعي الذي انحرف به التطبيق البشري انحرافا يقتضي قرونا لتقويمه .
متى يستفيق هؤلاء من سباتهم ويدركوا ان حقوق المراة التي وضعتها حكومة بغض النظر عن اهدافها وافقت عليها نسبة معتبرة من الحمق والغباء وضع جميع افرادها في سلة واحدة ونعتهم بالتغريبيين والطاعنين في الدين والمنبهرين بالغرب ، انما من بين من وافقوا عليها مظلومات هضمت كل حقوقهن لا يتطلعن في هذه الحياة سوى لحياة كريمة ترقى بهن الى صنف البشر ومن بين من وافق عليها رجال سهروا وسبروا اغوار مجتمعهم وعرفوا مكامن العيب فيه وتجاوزوا بمراحل النظرة السطحية المتجاهلة لواقعها.
ولكم في النهاية ان تصنفوا النسبة الضيئلة المتبقية ضمن من انبهروا بحياة الغرب ومن اعداء الاسلام وهلم جرا من الطعون المعهودة .




لا يهم ان يفهم كلامي من طرف الجميع فليس الجميع همه الافادة بقدر ما تهمه امور اخرى ...

[SIGPIC][/SIGPIC]