صواريخ ولد عباس وقوائم "الذيابة"!
08-11-2017, 04:18 AM



قادة بن عمار


قال جمال ولد عباس ساخرا ومحذّرا خصومه السياسيين عقب العودة من رحلة رسمية قادته إلى روسيا، إنه عاد وبحوزته الكثير من الصواريخ!
بمعنى أن الزعيم السياسي لجبهة التحرير أو من يعتقد نفسه كذلك، لا يرى نفسه فقط مجرد طبيب محكوم عليه بالإعدام وزميل في الجامعة لأنجيلا ميركل، وإنما أيضا صاروخا عابرا للقارات!
مثل هذه التصريحات هي التي تجعل رئيس الهيئة الوطنية لمراقبة الانتخابات عبد الوهاب دربال يقول إن الحملة تبدو "خجولة" حتى الآن، لكنها خجولة من تصرفات ولد عباس وتصريحاته ومن الطريقة التي يدير بها بقية رؤساء الأحزاب السياسيين مهرجاناتهم التي تنفع أن تكون مصدرا للتهريج.
وإلا بماذا يمكننا تفسير بعض الخرجات الغريبة والشاذة لعدد من رؤساء القوائم أو من ينوب عنهم، مثل رئيس حزب سياسي "ظالم" يعِد الناس بتطبيق العدالة في البلاد، ورئيسة حزب "مطلقة" تجعل من الدفاع عن قانون الأسرة وحماية المرأة هدفها الأساسي، وسياسي آخر يعرف القاصي والداني أنه فاسد ابن فاسد ومع ذلك يتغنى بالشفافية مُلحا على محاسبة لصوص المال العام؟!
قبل أيام، تساءل الناس عن سرّ إقدام بعض الشباب والمراهقين عن تعليق ذئبٍ ميت على لوحة مخصصة لإلصاق صور المرشحين وأسمائهم؟ والواقع أن هذا الفعل وإن كان مرفوضا وغير إنساني بالكامل فهو يعبِّر عن الطريقة التي يفكر بها الجزائريون في السياسيين عامة، حيث لا يرونهم سوى جماعة من الذئاب، بعضها متكتل داخل أحزاب وجمعيات، وبعضها الآخر عبارة عن ذئاب منفردة!
هذه الذئاب السياسية لم تعُد بارعة ولا في حاجة أصلا حتى إلى تغيير جلدها مع كل انتخابات أو التستُّر في ثياب حِملان وديعة، طالما غاب من يحاسب، واستقال من يتابع، ولم يعُد مجديا دورُ من ينتقد، ليقوم هؤلاء "الذيابة" بطرح أنفسهم للاستمرار في حكم الغابة، والواقع أن الأصداء القادمة من عدة بلديات وولايات تشير إلى ترشح كثير من الفاسدين والمفسدين، وناهبي المال العام، وكثير من ذوي الأخلاق السيئة، ومن هم بلا أخلاق أصلا، في قوائم تحمل شعارات الشفافية والنزاهة والعدالة.. فهل رأيتم سلوكا يدعو إلى الخجل من العملية السياسية برمَّتها أكثر من هذا في البلاد؟
حتى السلطة، كانت تعتقد أنها حين تُنصِّب إماما ورِعا على رأس هيئة لمراقبة الانتخابات فهي تسهم في تنظيفها دون أن تعلم أن الوسخ بلغ أشدَّه والتلوُّث السياسي والحزبي وصل مداه، فلم يعد ممكنا تنظيفُه بوسائل بسيطة أو بأدوات لا فاعلية لها، وإنما يحتاج إلى تطهير حقيقي أصعب حتى من تحلية مياه البحر برمَّته!