مكانة المرأة في الجاهلية
28-08-2015, 08:20 AM
مكانة المرأة في الجاهلية
كان الحارث بن عوف المري سيداً من سادات العرب في الجاهلية، وكان معتداً بنفسه، قال لصاحبه (خارجة بن سنان)، هل تعتقد أن هناك من العرب من يردني إذا ذهبت إليه خاطباً ابنته؟ قال: نعم، أوس بن حارثة الطائي.. وكان الوقت هو من أوقات حروب (عبس وذبيان)، فقال لغلامه: هيئ لي فرسي وانطلق مع صاحبه (خارجة ابن سنان) حتى أتى دار (أوس الطائي).
رحّب أو س بهما وقال: ما جاء بك؟ قال: جئت خاطباً، فأجابه: لستُ هنا، وانصرف عائدا الى زوجته...
قالت: مَن رجُلٌ وقف عليك فلم تُطل ولم تُكلمه؟
قال: ذاك سيد العرب الحارث بن عوف
قالت: فما بالك لم تستنزله؟
قال: إنه استحمق، جاءني خاطباً
قالت: أفتريد أن تزوج بناتك؟
قال: نعم
قالت: فإذا لم تزوج سيد العرب فَمَن؟
قال: قد كان ذلك
قالت: فتدارك ما كان منك، والحقه فرده واعتذر منه أنك غضبت من سوء تقديمه لنفسه، ففعل وعاد الحارث
دعا ابنته الكبرى وقال: يا بنية هذا الحارث بن عوف سيد من سادات العرب، جاءني طالبا خاطبا، وقد أردت أن أزوجه منك.
قالت: لا تفعل يا أبي، لأني امرأة في وجهي ردة وفي خلقي بعض العهدة، ولست بابنة عمه فيرعى رحمي، وليس بجارك في البلد فيستحي منك، ولا آمن أن يرى مني مكروها فيطلقني.
قال: قومي بارك الله فيكِ... واستدعى الوسطى
قالت: مثل ما قالت أختها، وزادت إني خرقاء وليس بيدي صنعة فأخاف أن يطلقني..
استدعى الصغرى وكانت أجملهن فقالت: والله أنا الجميلة وجها والتي بيدها صناعة وبنت الحسب، فإني قبلت به زوجاً، فإن طلقني فلا بارك الله به... فزوجهما وهيأ لهما بيتاً في دياره
فلما اختلى الحارث بها وأراد أن يمد يده
قالت: مه .. أعند أبي وأخوتي هذا؟ والله ما لا يكون
فارتحل بها حتى كان ببعض الطريق أراد مواصلتها..
فقالت: أكما يُفعلُ بالأَمة الجُليبة؟ أو السبية الأخيذة؟ لا والله حتى تنحر الجُزُر وتذبح الغنم وتدعو العرب وتعمل كما يُعمل لمثلي... ففعل كما أرادت من ذبح واحتفال... وجاءها فقالت:
أتفرغ لنكاح النساء والعرب تقتل بعضها (حرب عبس وذبيان).. أخرج لهؤلاء القوم فأصلح بينهم ثم ارجع الى أهلك فلن يفوتك...
فخرج الحارث مع صاحبه (خارجة بن سنان) فأصلحا بين القوم وحملا الديات وكانت ثلاثة آلاف بعير على ثلاث سنوات.
هذا يدلل على كيفية استشارة العرب لبناتهم ومكانة المرأة وحسن رأيها، سواء الأم أم البنات
كان الحارث بن عوف المري سيداً من سادات العرب في الجاهلية، وكان معتداً بنفسه، قال لصاحبه (خارجة بن سنان)، هل تعتقد أن هناك من العرب من يردني إذا ذهبت إليه خاطباً ابنته؟ قال: نعم، أوس بن حارثة الطائي.. وكان الوقت هو من أوقات حروب (عبس وذبيان)، فقال لغلامه: هيئ لي فرسي وانطلق مع صاحبه (خارجة ابن سنان) حتى أتى دار (أوس الطائي).
رحّب أو س بهما وقال: ما جاء بك؟ قال: جئت خاطباً، فأجابه: لستُ هنا، وانصرف عائدا الى زوجته...
قالت: مَن رجُلٌ وقف عليك فلم تُطل ولم تُكلمه؟
قال: ذاك سيد العرب الحارث بن عوف
قالت: فما بالك لم تستنزله؟
قال: إنه استحمق، جاءني خاطباً
قالت: أفتريد أن تزوج بناتك؟
قال: نعم
قالت: فإذا لم تزوج سيد العرب فَمَن؟
قال: قد كان ذلك
قالت: فتدارك ما كان منك، والحقه فرده واعتذر منه أنك غضبت من سوء تقديمه لنفسه، ففعل وعاد الحارث
دعا ابنته الكبرى وقال: يا بنية هذا الحارث بن عوف سيد من سادات العرب، جاءني طالبا خاطبا، وقد أردت أن أزوجه منك.
قالت: لا تفعل يا أبي، لأني امرأة في وجهي ردة وفي خلقي بعض العهدة، ولست بابنة عمه فيرعى رحمي، وليس بجارك في البلد فيستحي منك، ولا آمن أن يرى مني مكروها فيطلقني.
قال: قومي بارك الله فيكِ... واستدعى الوسطى
قالت: مثل ما قالت أختها، وزادت إني خرقاء وليس بيدي صنعة فأخاف أن يطلقني..
استدعى الصغرى وكانت أجملهن فقالت: والله أنا الجميلة وجها والتي بيدها صناعة وبنت الحسب، فإني قبلت به زوجاً، فإن طلقني فلا بارك الله به... فزوجهما وهيأ لهما بيتاً في دياره
فلما اختلى الحارث بها وأراد أن يمد يده
قالت: مه .. أعند أبي وأخوتي هذا؟ والله ما لا يكون
فارتحل بها حتى كان ببعض الطريق أراد مواصلتها..
فقالت: أكما يُفعلُ بالأَمة الجُليبة؟ أو السبية الأخيذة؟ لا والله حتى تنحر الجُزُر وتذبح الغنم وتدعو العرب وتعمل كما يُعمل لمثلي... ففعل كما أرادت من ذبح واحتفال... وجاءها فقالت:
أتفرغ لنكاح النساء والعرب تقتل بعضها (حرب عبس وذبيان).. أخرج لهؤلاء القوم فأصلح بينهم ثم ارجع الى أهلك فلن يفوتك...
فخرج الحارث مع صاحبه (خارجة بن سنان) فأصلحا بين القوم وحملا الديات وكانت ثلاثة آلاف بعير على ثلاث سنوات.
هذا يدلل على كيفية استشارة العرب لبناتهم ومكانة المرأة وحسن رأيها، سواء الأم أم البنات
