السبعة الأكثر رواية للحديث
12-08-2019, 06:59 AM


قال الإمام السيوطي رحمه الله في ألفيته:


المكثرون في رواية الأثر ... أبو هريرة يليه ابن عمر
وأنس والبحر كالخدري ... وجـــــابـــــر وزوجـــة النــــــــبي


المكثرون في رواية الأثر: أي الذين أكثروا في رواية الحديث النبوي، والمكثر هو الذي روى فوق الألف وهؤلاء عددهم سبعة، وأوَّلهم أبو هريرة عبد الرحمن بن صخر رضي الله عنه، ويليه أحد العبادلة الأربعة الكبار عبد الله بن عمر بن الخطاب، ثم راوية الإسلام أنس بن مالك خادم الرسول، ومن بعده زوجة النبيِّ صلى الله عليه وأم المؤمنين السيدة عائشة، ومن بعدها ابن عم رسول الله وحبر الأمة وترجمان القرآن عبد الله بن عباس، ثم الإمام الكبير جابر بن عبد الله، وأخيرًا الإمام المجاهد مفتي المدينة أبو سعيد الخدري، وهم كما يلي:


1- أبو هريرة:


هو أبو هريرة الدوسي الأزدي اليمامي من دوس بن عدنان بن عبد الله بن زهران، في اسمه واسم أبيه عدة أقوال أشهرها عبد الرحمن بن صخر، وقيل: عبد شمس، وقيل: عبد عمرو، وكنيته أبو هريرة وهو مشهور بها، لهرة كان يحملها، وكان رسول الله يدعوه أبا هر، وأمه ميمونة بنت صبيح، نشأ يتيمًا في الجاهلية ثم قدم المدينة وأسلم سنة سبع من الهجرة.

كان أبو هريرة -رضي الله عنه- من عبَّاد الصحابة، فكان يكثر من الصلاة والصيام وقيام الليل والذكر، وكان أحد الحفاظ المعدودين من الصحابة، وأكثرهم رواية للحديث، فقد روى عن النبي صلى الله عليه وسلم خمسة آلاف وثلاثمائة وأربعة وسبعون (5374)حديثًا، نقلها عنه أكثر من ثمانمائة رجل بين صحابي وتابعي.

توفي أبو هريرة رضي الله عنه في المدينة سنة سبع وخمسين من الهجرة وهو الأرجح، وقيل غير ذلك، ويوم وفاته كان له من العمر ثمانٍ وسبعون سنة.


2- عبد الله بن عمر بن الخطاب:


هو عبد الله بن عمر بن الخطاب بن نفيل بن عبد العزى القرشي العدوي، يكنى أبا عبد الرحمن، وأمه زينب بنت مظعون، ولد سنة ثلاث من البعثة النبوية، وأسلم بمكة مع أبيه وهو صغير، وهاجر معه إلى المدينة، وشهد الخندق، وما بعدها من المشاهد مع النبي صلى الله عليه وسلم، كما شهد غزوة مؤتة واليرموك وفتح مصر وفتح إفريقية.

هو من أعظم رواة الحديث، وأحد العبادلة الأربعة، وله ألفا وستمائة وثلاثون (2630) حديثًا، كما كان من أعلم الصحابة بمناسك الحج، وأفتي الناس ستين سنة، وكان شديد التحري والتوقي في فتواه، وتوفي رضي الله عنه بمكة سنة ثلاث وسبعين، وهو ابن أربع وثمانين سنة، وهو المشهور بين المؤرخين، وقيل غير ذلك، وهو آخر من مات بمكة من الصّحابة.


3- أنس بن مالك:


هو الإمام، المفتي، المقرئ، المحدث، راوية الإسلام ، أنس بن مالك بن النضر الأنصاري الخزرجي النجاري من بني عدي بن النجار، وكنيته أبو حمزة، وأمه أم سليم بنت ملحان، ولد قبل الهجرة بعشر عشر سنين، وقيل: بتسع، وقيل: بثماني، وهو من كبار الصحابة، خدم النبي صلى الله عليه عشر سنين، وروى عنه علمًا جمًا، وله من رواية الحديث 2286 حديثًا.

تُوُفِّي رضي الله عنه بالبصرة، سنة ثلاث وتسعين من الهجرة، وهو الأشهر عند المؤرخين، وكان آخر من مات بالبصرة من الصحابة رضوان الله عليهم.


4- عائشة أم المؤمنين:


عائشة بنت أبي بكر الصديق الصديقة بنت الصديق أم المؤمنين، زوج النبي صلى الله عليه وسلم، وأشهر نسائه وأحبهن إليه ، تكنى أم عبد الله، وأمها أم رومان بنت عمير بن عامر، ولدت بعد المبعث بأربع سنين أو خمس، تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي بكر قبل الهجرة بسنتين، وقيل: بثلاث، وكان عمرها حينئذ ست سنين، وقيل: سبع، وبنى بها وهي بنت تسع سنين بالمدينة، في السنة الثانية من الهجرة.

كانت السيدة عائشة رضي الله عنها أفقه نساء المسلمين، وأعلمهن بالدين والأدب، ومن المكثرين رواية للحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم، فلها ألفا ومائتا وعشرة (2210) حديث، مات عنها النبي صلى الله عليه وسلم وهي بنت ثماني عشرة سنة، وكانت ممن غضب لسيدنا عثمان بعد مقتله، فكان لها في هودجها بموقعة الجمل موقفها المعروف، وتوفيت رضي الله عنها سنة سبع وخمسين، وقيل: سنة ثمان وخمسين من الهجرة وصلى عليها أبو هريرة، ودفنت بالبقيع.


5- عبد الله بن عباس:


هو عبد الله بن العباس بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي الهاشمي، أبو العباس، الحبر البحر، ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأبو الخلفاء ، حبر الأمة وترجمان القرآن ، فقيه العصر، إمام التفسير، وأحد العبادلة الأربعة، يكنى أبا العباس، أمه أم الفضل لبابة بنت الحارث الهلالية، ولد بمكة، قبل الهجرة بثلاث سنوات، وقيل بخمس، والأول أرجح.

نشأ ابن عباس رضي الله عنه في بدء عصر النبوّة ، وصحب النبي صلى الله عليه وسلم نحوًا من ثلاثين شهرًا، وروى عنه 1660 حديث، وذكر أنه روى 1696حديثًا ، وكان له عند موت النبيّ صلى اللَّه عليه وسلم ثلاث عشرة سنة ، وقيل غير ذلك، وقد شهد مع علي الجمل وصفين، وتوفي رضي الله عنه بالطائف سنة ثمانٍ وستين هجريًا، وكان عمره عند وفاته إحدى وسبعين سنة، وهو الأشهر عند المؤرخين.


6- جابر بن عبد الله:


هو الإمام الكبير، المجتهد، الحافظ، جابر بن عبد الله بن عمرو بن حرام الأنصاري السلمي من بني سلمة بن الخزرج، يكنى أبا عبد الله، وقيل: أَبُو عبد الرحمن، وقيل: أبو محمد، وأمه أنيسة، أونسيبة بنت عقبة بن عدي، وأبوه عبد الله بن عمرو بن حرام الصحابي الجليل الذي استشهد في غزوة أُحد، وهو من السابقين في الإسلام، شهد بيعة الرضوان، وشهد العقبة الثانية مع أبيه وهو صبي.
كان رضي الله عنه من المكثرين الحفاظ للسنن، وروى عن النبي وأبي بكر وعمر وعلي، وله ألف وخمسمائة وأربعون (1540)، وكانت له حلقة في المسجد النبوي يعلم فيها الناس ويفقههم في دينهم، وكُفّ بصره رضي الله عنه في آخر عمره، ومات بالمدينة، سنة ثمان وسبعين، وقيل غير ذلك، وصلى عليه أبان بن عثمان.

7- أبو سعيد الخدري:


هو الإمام، المجاهد، مفتي المدينة ، سعد بن مالك بن سنان، أبو سعيد الأنصاري الخدري وهو مشهور بكنيته، كان رضي الله عنه من مشهوري الصحابة وفضلائهم، وأحد الفقهاء المجتهدين، ومن المكثرين في الرواية، فقد روى عن النبي صلى اللَّه عليه ألف ومائة وسبعون (1170) حديث، كما كان من المجاهدين مع رسول الله وغزا معه اثنتي عشرة غزوة، وأول مشاهده الخندق، وتوفي بالمدينة سنة أربع وسبعين من الهجرة، وقيل غير ذلك.

قصة الإسلام