تسجيل الدخول تسجيل جديد

تسجيل الدخول

إدارة الموقع
منتديات الشروق أونلاين
إعلانات
منتديات الشروق أونلاين
تغريدات تويتر
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية ابن حوران
ابن حوران
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 05-02-2009
  • الدولة : الأردن/ الرمثا
  • العمر : 72
  • المشاركات : 1,896
  • معدل تقييم المستوى :

    17

  • ابن حوران is on a distinguished road
الصورة الرمزية ابن حوران
ابن حوران
شروقي
نهضة اليابان
04-10-2020, 12:26 PM
نهضة اليابان

(ثورة المايجي إيشين)


دراسات وأبحاث في التجربة الإنمائية اليابانية
الجذور التاريخية والأيديولوجية والحضارية لهذه النهضة

تحرير: ناغاي ميتشيو و ميغال أوروتشيا

ترجمة: نديم عبده وفواز خوري

أشرف على الطبعة العربية: أنطوان بطرس

تقديم: هشام الشرابي

صدر هذا الكتاب بالتعاون بين: مركز بحوث التجربة الإنمائية اليابانية/بيروت
و جامعة الأمم المتحدة/طوكيو

الناشر: شركة المطبوعات للتوزيع والنشر/بيروت

حجم الكتاب: 345 صفحة من الحجم (أكبر من المتوسط)

محتويات الكتاب:

توطئة
مقدمة الطبعة الإنجليزية
مقدمة الطبعة العربية

القسم الأول: المايجي إيشين: المنظور العام

الفصل الأول: المايجي إيشين: الخلفية السياسية
تقديم: ماريوس ب. جانسن/ جامعة برنستون/ نيوجرسي

الفصل الثاني: ثورة المايجي وتحديث اليابان
تقديم: كووابارا تاكيو/ جامعة كيوتو/ اليابان

الفصل الثالث: الاستقلال والتحديث في القرن التاسع عشر
تقديم: توياما شيجيكي/محفوظات يوكوهاما التاريخية/ اليابان

الفصل الرابع: المايجي إيشين: ثورة بورجوازية غير مكتملة
تقديم: إيغور لاتشييف/ أكاديمية العلوم في موسكو

الفصل الخامس: معنى التغييرات الثورية
تقديم: بيوتر فيدوسيف/ أكاديمية العلوم في موسكو

القسم الثاني: البيئة الدولية

الفصل السادس: تحديث اليابان من منظور العلاقات الدولية
تقديم: شيباهارا تاكوجي/ جامعة ناغويا/ اليابان

الفصل السابع: العلاقات الدولية عشية المايجي إيشين
تقديم: وان فنغ/ الأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية/بكين

القسم الثالث: السياسات والشخصية

الفصل الثامن: الوعي المفاهيمي في المايجي إيشين
تقديم: ناجيتا تتسوووه/ جامعة شيكاغو/ الولايات المتحدة

القسم الرابع: الثقافة

الفصل التاسع: المايجي: ثورة ثقافية
تقديم: فرانك ب. غيبني/ شركة دائرة المعارف البريطانية

الفصل العاشر: الوقع على الثقافة الشعبية
تقديم: إيروكاوا دايكيشي/ معهد طوكيو للاقتصاد ـ اليابان

الفصل الحادي عشر: دور الأدب في إنماء الثقافة
تقديم: لاريسا ج. فيدوسييفا/ أكاديمية العلوم في موسكو

القسم الخامس: تاريخ الفكر والتربية

الفصل الثاني عشر: التربية في أوائل فترة المايجي
تقديم: ناغاي ميتشيو/ جامعة الأمم المتحدة/طوكيو

الفصل الثالث عشر: المعرفة الغربية والمايجي إيشين
تقديم: لو وان هي/ أكاديمية تيانجين للعلوم الاجتماعية/الصين

الفصل الرابع عشر: ثورة المايجي التي لم تكتمل في التاريخ العقلاني
تقديم: تاكيدا كيوكو/ الجامعة المسيحية العالمية/طوكيو

القسم السادس: المجتمع والاقتصاد والتكنولوجيا

الفصل الخامس عشر: التاريخ الاقتصادي لفترة الإعادة
تقديم: نيشيكاوا شونساكو و سايتو أوسامو/ جامعة كييو وجامعة هيتو تسوباشي/ طوكيو

الفصل السادس عشر: الإعادة وتاريخ التكنولوجيا
تقديم: يوشيدا ميتسوكوني/ جامعة كيوتو/ اليابان

الفصل السابع عشر: من انتقال التكنولوجيا الى الاستقلال التكنولوجي
تقديم: هاياشي تاكيشي/ معهد الاقتصاديات النامية ـ طوكيو

توطئة

في العام 1868 وبعد 215 عاما من عزلة اختيارية متعمدة في عصر الإقطاع، ومن ثم قرارها الدخول في عصرٍ جديد، شهدت اليابان تجربة لعلها من التجارب الاستثنائية في تاريخ البشر. فقد تفجرت الطاقات اليابانية على العالم الخارجي ملتهمة في طريقها كل ما كان يجري في العالم أو حتى ما كان يعتمل في الفكر البشري، وكانت تلك عملية أشبه بتحطيم زجاج غرفة مضغوطة وإفلات الطاقات من عقالها، على حد تعبير الكاتب الإنجليزي (آرثر كوستلر).

وخلال عقدين من الزمن، ولربما أقل، استطاع المصلحون في عهد المايجي أن يرموا جانباً قروناً من المسلمات، وأن يحلوا محلها أفكاراً وتصورات جديدة.

وها نحن اليوم ـ بعد أكثر من مائة وأربعين عاماً من نجاح التجربة اليابانية في التحديث وصعود اليابان الى مصاف الدول العظمى، وخاصة في الميادين الاقتصادية والصناعية والمعلوماتية ـ عاجزون عن الإتيان بمثال آخر موازٍ له. وبلغ من سرعة وروعة هذا التطور، أن علماء التاريخ والاجتماع ما زالوا عاجزين عن الاتفاق حول حقيقة ما جرى في اليابان.

وتشكل بحوث الكتاب ـ الذي بين أيدينا ـ وهو حصيلة مؤتمر دولي انعقد بهدف تقويم الحدث الهام في تاريخ اليابان وتجربتها في التحديث، مجموعة لمختلف نواحي الحياة الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والتربوية التي تواجه بلداً يسعى الى النمو. والمصاعب التي واجهها كما قام بتحليلها خبراء ينتمون الى عقائد سياسية مختلفة. ومن هنا أهميته وتكامله، وأن تعميمه سوف يشكل مساهمة هامة في ميدان الجدل الفكري الدائر حول مصاعب التنمية في منطقتنا العربية.

نسأل الله أن يوفقنا في تقديمه بشكل يساعد القارئ والمتصفح العربي لأخذ الفائدة.

يتبع
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية ابن حوران
ابن حوران
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 05-02-2009
  • الدولة : الأردن/ الرمثا
  • العمر : 72
  • المشاركات : 1,896
  • معدل تقييم المستوى :

    17

  • ابن حوران is on a distinguished road
الصورة الرمزية ابن حوران
ابن حوران
شروقي
رد: نهضة اليابان
06-10-2020, 07:02 PM
مقدمة الطبعة العربية

كتب هذه المقدمة المفكر العربي الراحل: هشام شرابي أستاذ التاريخ في جامعة جورج تاون الأمريكية

في منتصف القرن التاسع عشر حدثت في اليابان (ثورة المايجي) التي كان لها أكبر الأثر ليس في تاريخ اليابان فحسب بل أيضاً، كما بينت أحداث القرن العشرين في تاريخ العالم بأكمله. من جراء هذه (الثورة) تحولت اليابان بظرف فترة لا تتجاوز حياة جيل. من مجتمع زراعي إقطاعي محافظ الى دولة عصرية صناعية حديثة. وأصبحت في النصف الأول من القرن العشرين قوة عسكرية كبرى، ثم بعد الحرب العالمية الثانية، قوة اقتصادية عظمى لا تجاريها سوى الولايات المتحدة والمجموعة الأوروبية.

حتى سنة 1866 عاشت اليابان في أحضان نظام إقطاعي كامل وحضارة يابانية خالصة في انقطاع تام عن العالم الخارجي. وفجأة، حدث التغير الداخلي، حدث بشكل عز نظيره في تاريخ الأمم، إذ قامت قيادة جديدة استلمت السلطة دون إراقة دماء وأعادت مركز الإمبراطور وقررت إنهاء العزلة اليابانية وبناء الدولة الموحدة والاقتصاد الصناعي القائم على النموذج الأوروبي. وهكذا خلال عقد أو عقدين من الزمن تمكنت اليابان من إحداث تغيير في المجتمع والدولة فاق بشموليته وجذريته ما حققته الثورة الفرنسية في آخر القرن الثامن عشر.

من الصعب تفسير التجربة اليابانية بشكل قاطع ونهائي، إلا أن هناك عوامل وراء هذه التجربة يمكن تحديدها، وأهمها (كما لخصها كووابارا تاكيدو أستاذ التاريخ في جامعة كيوتو، في دراسته) هي التالية:

ـ الموقع الجغرافي النائي الذي وفر لليابان الحماية ضد الغزو الخارجي وضد الاستعمار الغربي وسهل لها بعد الثورة مواصلة سياسة الانعزال النسبي.

ـ قيام عملية التحديث بمبادرة ذاتية وباستقلال تام عن أية سلطة خارجية استعمارية.

ـ التجانس الإثني والثقافي للمجتمع الياباني.

ـ امتداد سلام شامل في اليابان على مدى 250 سنة قبل قيام (المايجي) مما أدى الى تكوين نظام بيروقراطي في عهد (توكو غاوا) السابق للثورة يندر أن يكون له مثيل في العالم.

ـ التربية الشعبية والنسبة العالية للمتعلمين (43% للرجال و15% للنساء) عند قيام الثورة.

ـ انتشار اللغة الواحدة بين جميع اليابانيين.

ـ الوحدة الوطنية والاستقرار الاجتماعي اللذان غذيا الاعتماد الذاتي والأساليب العملية في التعامل السياسي والاقتصادي وأضعفا النزاعات العقائدية والفلسفية والدينية بين اليابانيين.

ـ القدرة على التكيف مما ساعد على نمو (روح صناعة تقدمية وديناميكية) تختلف كل الاختلاف عن الروح الزراعية والقبلية المحافظة.

ـ غياب العامل الديني عن السياسة وضعف النظام الطبقي بالمقارنة مع البلدان الصناعية المتقدمة.

قدمت الأبحاث التي يتألف منها هذا الكتاب في مؤتمر دولي عقد تحت رعاية جامعة الأمم المتحدة في اليابان وشارك فيها عددٌ من الكتاب والأخصائيين اليابانيين والصينيين والروس والأمريكيين. وتشكل هذه الأبحاث بمجموعها عرضاً متكاملاً لتجربة التحديث اليابانية من منطلقات مختلفة.

فيعالج القسم الأول ثورة (المايجي) على الصعيدين السياسي والاجتماعي، ويتناولها القسم الثاني من منظور العلاقات الدولية والعلاقات الخارجية. ويتألف القسم الثالث من دراسة شاملة للوعي المفاهيمي الذي رافق إصلاحات (المايجي). ويركز القسم الرابع على الثورة الثقافية ودور الأدب في تكوين الثقافة العليا والثقافة الشعبية. ويعالج القسم الخامس الإصلاحات التربوية التي تم إنجازها بعد الثورة مباشرة، ويحلل صيغ المعرفة الغربية التي تم نقلها في الفترة الأولى الحاسمة. أما القسم السادس والأخير فيعالج العوامل الرئيسية في عملية انتقال التكنولوجيا وتحقيق المقدرة الصناعية المستقلة لليابان.

إن إصدار هذه الأبحاث باللغة العربية من قبل مركز بحوث التجربة الإنمائية اليابانية في بيروت يشكل حدثاً هاماً في ساحة الفكر العربي وخطوة عملية هامة سيكون لها أثرها الكبير في الحوار القائم حول التنمية والتغيير في العالم العربي. والمركز هو ربما الوحيد بين المعاهد ومراكز البحث في العالم العربي الذي يتوجه الى (الشرق) والتجربة اليابانية بخاصة وليس الى الغرب ليستمد منه الدروس غير الغربية لتطبيقها في عملية التحديث.

ودافع المركز من دراسة اليابان وثورة (المايجي) ليس الرغبة في جعل اليابان نموذجا يستبدل به النموذج الغربي (الذي سارت عليه البلدان العربية منذ عصر النهضة) بل السعي لتفهم الفلسفة اليابانية وأدواتها والأساليب التي مكنتها من اقتناء التكنولوجيا الغربية وبناء المقدرة الذاتية على استعمالها دون الوقوع تحت هيمنة الغرب.

ومن هنا السؤال الذي يطرحه المركز ويحاول أن يستمد الإجابة عليه من خلال هذه الأبحاث.

ما هي الدروس في التجربة اليابانية التي يمكن للعالم العربي استخلاصها في نهاية القرن العشرين للخروج من حالة التبعية والتخبط والدخول في مرحلة جديدة من النمو والتغيير والحداثة؟
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية ابن حوران
ابن حوران
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 05-02-2009
  • الدولة : الأردن/ الرمثا
  • العمر : 72
  • المشاركات : 1,896
  • معدل تقييم المستوى :

    17

  • ابن حوران is on a distinguished road
الصورة الرمزية ابن حوران
ابن حوران
شروقي
رد: نهضة اليابان
12-10-2020, 01:43 PM
الفصل الأول: المايجي إيشين: الخلفية السياسية

تقديم: ماريوس ب. جانسن/ جامعة برنستون/ نيوجرسي

تعتبر إعادة (المايجي) نقطة تحول فاصلة في التاريخ الياباني. فعلى الرغم من أن الأحداث الفعلية لعام 1868 لم تكن أكثر من انتقال للسلطة ضمن الطبقة الحاكمة القديمة، فإن هذه العملية الأكثر شمولاً والتي يُطلق عليها (إعادة المايجي) أدت الى وضع حد لهيمنة طبقة المحاربين وتحول الهيكلية اللامركزية للعهد الإقطاعي الحديث في عصوره المبكرة ـ الى دولة مركزية تحت سلطة الملك التقليدي والذي أصبح الآن ملكاً عصرياً.

وقد اتخذ زعماء حركة الإعادة سلسلة من الخطوات الحازمة لبناء المنعة الوطنية ووضعوا بلادهم بسرعة على الطريق المؤدية الى القوة الإقليمية والعالمية. والواقع أن (إعادة المايجي) تعتبر حدثاً هاماً بالنسبة لتاريخ اليابان وشرقي آسيا والعالم. ولا يسمح ضيق المكان لإيفاء هذا الحدث الهام مع التسلسل الزمني، لكن سنحاول الإحاطة به من باب التزود الثقافي.

إيضاح معلوماتي تاريخي (ليس من الكتاب): المايجي (الحكومة المستنيرة) اسم أطلق على فترة الحكم التي بدأها الإمبراطور (موتسو هيتو1867) وكان يُلقب ب (مييجي تينو)، بعد وفاة والده الذي كان امتداداً لحكم أسرة حكمت اليابان 300 سنة أسسها رجل قوي اسمه (توكوغاوا 1570) وهو أحد ثلاثة رجال في تاريخ اليابان يحفظون وحدة البلاد.

الإطار العام

لقد سبقت الأزمة السياسية التي عصفت باليابان في الستينات من القرن التاسع عشر صعوبات داخلية شديدة ومخاطر خارجية. فقد شهدت الأعوام (1830ـ 1844) سلسلة من الانتفاضات، حينما تمزقت اليابان نتيجة المجاعات التي حصدت الكثير من الضحايا في المناطق الوسطى والشمالية من البلاد. أضف الى ذلك انعدام الكفاءة الإدارية وعدم الاستجابة لتشجيع المقاومة الشعبية.

اندلعت مجموعة من الثورات في تلك الفترة، أكثرها أهمية تلك التي قادها ضابط كونفوشي مثالي من الساموراي في أوزاكا يُدعى (أوشيو هايها شيرو) والذي أدت دعوته الحماسية للعصيان المسلح الى جعله بطلاً في نظر المؤرخين اللاحقين.

كما نشبت عدة ثورات للفلاحين وأعمال شغب في المدن، وأصبحت تلك العدوى تنقل تلك الثورات من مكان لمكان في البلاد، غير أن المطالب في كل ثورة لم تكن لتصوغ برنامجاً واضحاً، فقد كانت كل انتفاضة أو ثورة تقف وراء مطالب جزئية، تختلف عن الثورات الأخرى.

استجابت الحكومة اليابانية في عام 1841 لتلك المطالب وصاغتها بما سمي (إصلاحات تمبو) من خلال مقترح قدمه عضو (الروجو: مجلس الحكماء) واسمه (ميزونو تاداكوني). وجاء في المقترح: الحد من البذخ لرجال الدولة، وإيقاف الهجرة من الريف الى المدن، والحد من ممتلكات الإقطاعيين وتوزيعها على السكان.

لم تنجح تلك المقترحات في كل الأقاليم، فثار الإقطاعيون وتبرموا من فقدانهم امتيازاتهم التي اعتبروها حقوقاً تنسجم مع الوفاء التاريخي للماضي. أدى هذا الوضع الى ضعف الحكم المركزي، وضعف معها القدرة على تحصيل الضرائب والصرف على الأجهزة الحكومية أو تقوية الجيش، مما خلق شعوراً عاماً بعدم قدرة البلاد على صد أي خطر قادم من الخارج، سيما وأن هزيمة الصين في (حرب الأفيون 1838ـ1842) كانت ماثلة أمام اليابانيين.

كان الرد على هذا الخطر الظاهر متأثراً بتيارات عدة تعمل في الفكر الياباني. فالاطلاع الواعي على أحوال الغرب كان نتيجة الإقبال على تعلم الثقافة الغربية والذي بدأ جدياً في نهاية القرن الثامن عشر، ونتج عنه فيض من ترجمات للكتب التي أدخلها الهولنديون الى البلاد. وكانت المؤلفات في اللغة الصينية التي جاء بها تجار صينيون الى (ناجازاكي) أسهل استيعاباً بالنسبة لليابانيين المتعلمين.

أحس مجموعة من المفكرين اليابانيين أن هذا الكم من المعارف والمعلومات التي تدخل البلاد دون رقابة ستؤثر على الهوية العرقية اليابانية، فانتشر ما عُرف ب (كوكو غاكو) أي التشديد على التعليم الوطني، ورفع شعار تبناه أغلبية المثقفين (تبجيل الإمبراطور، طرد البرابرة).

فتح المرافئ والمشاركة السياسية الأوسع

كانت صناعة القرارات التي أسس لها (توكوغاوا) تنحصر برجال وزعامات مرتبطين بهيئة تُسمى (الباكوفو) ولم يكن لرؤساء الإقطاعيات أو حتى زعماء العشائر الذين لم يرتبطوا بتلك الهيئة حق التصويت وإبداء الرأي. وخلال موجة الانتفاضات تحالف الإقطاع مع المنتفضين، وإن كانت أسباب معارضتهم تختلف.


لكن لم يعد الرأي حكراً على (الباكوفو: الهيئة المرتبطة بالإمبراطور) فقد تم إشراك (الدايميو: الهيئة العليا لممثلي الإقطاعيين)، وهذا الإجراء الذي سبق سنة تولي (المايجي) الحكم، لم يرضي حراس النظام القديم، فتم تطهير كبار الإقطاعيين وعملائهم في مقاطعة (كيوتو)، وإعدام ثمانية منهم بقطع رؤوس ستة منهم كالمجرمين، وذلك على يد رئيس الحكومة (إي ناوسوكي)، مما أدى الى اغتياله في آذار/مارس 1860 من حملة السيوف في مقاطعة (ميتو).

وقد أدت تلك الاضطرابات لاحتجاج القوى الأجنبية التي ظهرت فجأة لتكون وكأنها مؤيدة للمطالب الجماهيرية، مما دفع الحكومة لتقديم تنازلات منها فتح المرافئ، والتوقف عن التهديد بطرد الأجانب.

كما اتسمت تلك الفترة باضطراب في السياسة الخارجية، حيث كانت تختفي بعثات دبلوماسية يابانية بالكامل، يُعتقد أنه كان يتم تصفيتها بحجة تسريب معلومات للخارج وطلب المعونة الخارجية.

موالون نشطون

أدى اغتيال (إي ناوسوكي) عام 1860 الى بدء فترة من العنف غيرت الخلفية التي ارتكزت عليها سياسات العهد القديم من (توغوكاوا). وكان اللاعبون النشطون في هذه المرحلة هم من أنصار الشرعية، لكنهم لم يكونوا من رتب وأوضاع اجتماعية رفيعة، بل كانوا من أوضاع اجتماعية متواضعة أطلقوا على تنظيمهم اسم (الشيشي: أي الرجال ذو الأهداف الرفيعة).

لقد كان هؤلاء يعيشون على حدود الطبقة الحاكمة وحدود باقي اليابانيين، مما أتاح لهم حرية التحرك بمجالات أوسع، وقد تلقى هؤلاء علومهم في مدارس خاصة، كانوا يتحركون بحذر شديد، مع ذلك استطاعوا أن يستقطبوا حولهم أطيافاً واسعة من اليابانيين الذين أعلنوا تفانيهم من أجل حماية وطنهم ورمزه (الإمبراطور).

استطاع (الشيشي) أن يؤثر في سياسة الأقاليم، وكبحت من تأثير الإقطاع، وأصبحت ظاهرتهم مقترنة بالقوة والعنف لمواجهة خصومهم، فكانوا يهاجمون الموانئ للحد من التدفق الأجنبي الذي نُظر إليه كمسئول عن إشعال الفتن، ووجد في كل مكان مقابر لضحاياهم. ولم يسلم تنظيمهم من منافسات فيما بينهم فقد كان يتم تصفية مجموعات منهم من باب المؤامرة والمؤامرة المضادة.

يتبع في هذا الباب
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية ابن حوران
ابن حوران
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 05-02-2009
  • الدولة : الأردن/ الرمثا
  • العمر : 72
  • المشاركات : 1,896
  • معدل تقييم المستوى :

    17

  • ابن حوران is on a distinguished road
الصورة الرمزية ابن حوران
ابن حوران
شروقي
رد: نهضة اليابان
14-10-2020, 10:29 AM
تابع لما قبله

التنافس الإقليمي

رغم أنه كان بإمكان التنظيمات النشطة والمسلحة، زعزعة نظام الحكم في اليابان، خصوصا تشكيلات (حملة السيفين)، لكنهم لم يستطيعوا فعل ذلك لأنهم عجزوا عن لم شملهم في مختلف مقاطعات اليابان، من جهة، ومن جهة أخرى لم يرغبوا في التعاون مع الأجنبي، كما لم يرغب قسمٌ منهم في التوجه نحو المجهول، فرأى بعضهم حماية مؤسسة الملك والإصلاح من داخلها.

كان هناك فريقان مؤثران في بعض المقاطعات الهامة مثل (ساتزوما الثانية) و(تشوشو التاسعة) و (ميتو الحادية عشرة) و (توسا التاسعة عشرة)، كان في هذه المقاطعات أعدادٌ متفاوتة من (الساموراي) والتي وإن بدا أنها وحدات مندمجة، فقد كانت ذات حدود طبيعية متميزة في المقاطعات، وكان قسمٌ من (الساموراي) يخفي امتعاضه من العهد القديم، ولكن كان هذا الامتعاض تقل فاعليته عندما تُحسب امتيازات تلك الطبقة ومصالحها، فيكون خيارها عدم الإسهام في هدم النظام.

تسابقت عدة مقاطعات في اقتراح تعديلات على النظام، فكانت تنظم مسيرات عسكرية يشترك فيها ممثلو البلاط. ولم تكن الإصلاحات التي تمت مقنعة.

قام (الشوغن: الحاكم الإقليمي) الشاب (إيو موشي) بزيارة إمبراطور (كيوتو) متقدما بكل خضوع تقليدي الى الإمبراطور ليحصل منه على تفويض بالحكم، وكان لدلالة تلك الزيارة، الاعتراف بكيوتو كعاصمة بديلة، وإبقاء التقليد القديم. وبعد وفاة هذا الحاكم الشاب عام 1866، أصبح التوجه الى (كيوتو) تقليداً.

لكن الأمر الذي كان محركاً مهماً للتغيير، هو ضعف الحكام في تنفيذ وعودهم بطرد الأجانب (الغرب)، حيث عجزت المدفعية اليابانية بقصف السفن الأجنبية القريبة من شواطئ (تشوشو وساتسوما)، والذي ردت عليه السفن الأجنبية بقوة هائلة، أدرك اليابانيون من خلالها تخلفهم وعجزهم عن الإيفاء بوعودهم. وحاول القادة ترتيب صفوفهم بعد الإحساس بالخطر الخارجي.

تحالف قوات الإعادة

كانت مطالب الأجانب بفتح الموانئ، وما يرافقها من اتفاقيات، بمثابة جرس إنذار، عجل من التفاف عموم الشعب مع تشكيلات واسعة من (الساموراي)، وفي الوقت الذي كانت أصابع الاتهام في تردي الأوضاع تتجه الى الحكومة، فقد برزت قيادات محنكة من مجموعة من المقاطعات، استطاعت خداع الحكومة، بالتظاهر أنها تسير وِفق رغباتها، فقد قدمت الحكومة استقالتها، بناء على اتفاق تم مع القوات الزاحفة من الثوار، يقضي بإعادة تشكيل الحكومة بشكل ائتلافي، لكن القوات الزاحفة، كانت قد عملت بالسر مع الإمبراطور للتخلص من نفوذ الحكومة، وما أن استقالت الحكومة، حتى استصدر الثوار أمراً إمبراطورياً فزحفوا بقواتهم على المقاطعات كافة، ولم يلقوا مقاومة تُذكر. وقد أخذ هذا الزحف اسم (الجيش الإمبراطوري)، في حين من كان ضده هم الإقطاعيون ومجلس البرلمان (الدايميو). وكان انتصارهم في حزيران/يونيو 1869.

من الإعادة الى الثورة

في أثناء الزحف، أصدرت الحكومة المفوضة في 6/4/1869، ميثاقاً إمبراطوريا من خمسة بنود، هدفه تطمين (الدايميو) باستمرار دورهم في النظام. وقد صيغ الميثاق بذكاء بالعموميات. فوعد بالتئام المجالس لتسيير عجلة الدولة، وتحدث عن فرص كاملة لجميع أفراد الشعب والرسميين على السواء، وشدد على إلغاء (عادات الماضي الشريرة) وبناء كل شيء على (قوانين الطبيعة العادلة) وعلى السعي وراء المعرفة (في كافة أنحاء العالم) من أجل (تقوية أسس الحكم الإمبراطوري). هذا (الميثاق العهد) أظهر كيف يمكن لوثيقة واحدة أن تضطلع بأدوار متعددة.

اكتشف النظام أنه من اللازم أن يكون ميالاً الى إبعاد نفسه عن الممارسات الأنانية التي وصمت النظام السابق، وبنفس الوقت تفادى الإيحاء بأية تغييرات جذرية، فكان يطلب من الناس أن يمارسوا أعمالهم كالمعتاد، ويوجه الشكر الى المجاهدين (كما كان تسميتهم شائعة).

يقول كاتب هذا البحث (ماريوس. ب. جانسن): أن تسلسل الإصلاحات بهذه الطريقة يوحي بأنه جرى تطبيق ذكي لخطة شاملة موضوعة قَبلاً. ثم يستدرك قائلاً: ليس هناك أي دليلة تبين أنه توجد جهة تنسق تلك الخطط الذكية، وإنما كانت الأحداث والتغييرات المتتالية تدفع بظهور حلول لها بالضرورة.

وسنحاول تلخيص ما حدث بعيداً عن تدوين الأسماء للأشخاص والمناطق لصعوبة تذكرها أو الاستفادة من ذِكرها:

ـ وجدت حكومة جديدة، أكثر موظفيها من الشباب، لم يكن لهم مكانة اجتماعية ذات نفوذ في مقاطعاتهم. لكن القوة الفعلية المحركة استمدت بالفعل من وجود أشخاص منتقيين بعناية من المقاطعات يتمتعون بنفوذ اجتماعي ولهم القدرة على التوجيه والتأثير بمجريات الأمور.

ـ في عام 1871، استقر الرأي أن يتجول عددٌ من الأشخاص ذوو النفوذ، في عدد من بلدان العالم المتقدم، بهدف دراسة إنشاء المؤسسات وهياكل تنظيمات الدولة، وعادوا بعد سنتين في عام 1873.

ـ بعد الاكتمال السيطرة على المقاطعات، تم تبسيط نظام الرتب العسكرية، بعد أن كان نظاماً معقداً ينضوي تحته نصف مليون من الساموراي، فأصبح يشمل ثلاث فئات، بأسماء مختلفة. [ وهذا الوضع سيجعل الرتب العليا من الساموراي فيما بعد بالتحرك للثورة].

ـ تم تقليص عدد المقاطعات من 250 مقاطعة الى 50 محافظة.

ـ تم حل تنظيم الساموراي ودمجهم بالجيش، وتخفيض رواتب الفئة العليا منهم. فثار السموراي في عام 1877 ثورة كبرى تم تصفيتها وهزيمتها.

ـ تم تشريع القوانين ودخول اليابان طريقها لأن تصبح دولة حديثة، على غرار توصيات الصفوة التي تجولت بالعالم.

ـ كان الإمبراطور بحاجة لتكوين طبقة جديدة من النبلاء تحيط به، وما أن جاء عام 1884، حتى أصبح في اليابان 913 بيتاً قد منح لقب الأرستقراطية، خلفاً لطبقات النبلاء القديمين.

ـ توقف الملك وأسرته عن تملك الأراضي وترك لمجلس الحكومة باقتطاع الإقطاعيات لرجال الدولة بعد أن يأخذ منهم تعهداً على أن يكونوا (مضيفين للفلاحين) وليس مالكين لهم.

ـ أحس اليابانيون العاديون بأنهم هم الكاسبون من ثورة (المايجي)، فلقد أدت المساواة في التعليم وحرية التنقل ودفع الضرائب الى الإحساس بالعدل.

ـ لم تكن المبالغ المعطاة للنبلاء وللأرستقراطيين الجدد، تميزهم كثيراً عن باقي الشعب ـ رغم قلتهم ـ فقد كان من المألوف أن يُرى نبيلٌ يعيش حياة الفقراء، أو يعيش في أحيائهم.

هذه الصورة الخاطفة والسريعة تبرز بوضوح غرابة وصعوبة وصف وتصنيف فترة الإعادة في التاريخ الياباني.

انتهى الفصل الأول

يتبع
مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 


الساعة الآن 12:10 AM.
Powered by vBulletin
قوانين المنتدى