الكلمات الأخيرة لستيفن هوكنغ
26-03-2018, 05:14 PM
رحل عالم الكونيات الفذ ستيفن هوكينغ (1942-2018) عن عالمنا في 14 آذار (مارس) مخلفا وراءه إرثا علميا ضخما، ومسطّرا نموذجا لانتصار الإنسان على أصعب الصعاب، كيف لا و قد استطاع بالرغم من إعاقته التي شلت جميع أعضائه الحسية عن العمل أن يرقى إلى مرتبة أكبر كبار علماء الكونيات في العصر الحديث من أمثال آينشتاين، و أن يكرّم رفاته بدفنه في مقبرة عظماء إنكلترا، إلى جانب رفات نيوتن صاحب مبادئ التحريك التي غيرت وجهة تاريخ العلوم الكونية، و داروين صاحب نظرية تطور الأنواع ذائعة الصيت، التي مازالت مثارا للجدل إلى يومنا هذا.
لقد بين ستيفن هوكنغ كيف يكون التفوق العلمي مرتبطا بالقضايا العادلة، ومفتاحا لفهم طبيعة الإنسان في هذا الكون الفسيح، وكيف يكون العالم الفذ غير انعزالي بل منافحا عن قضايا الإنسانية.
و هذه بضع من كلماته الأخيرة قبل أن يودع هذه الدنيا إلى مثواه الأخير:
" الوقت أغلى ما نملك، فلنتمسك باللحظة التي نحيا و لنبدأ العمل الآن ... لقد أمضيت عمري مسافرا في رحلة عقلية عبر الكون محاولا الإجابة على بعض الأسئلة الكبرى التي طرحتها الفيزياء النظرية، ربما أكون قد أجبت على بعضها، لكن هناك الكثير مما على الأجيال القادمة أن تجد أجوبة له من خلال البحث العلمي الدؤوب.
ستجد هذه الأجيال نفسها محاصرة أيضا بكثير من الأسئلة التي لابد من الإجابة عليها حتى يستمر جنسنا البشري بالحياة على كوكب الأرض، فكيف سيمكن تأمين الطعام مثلا لمليارات من البشر الذين يأخذ تكاثرهم بالتزايد يوما بعد يوم؟ بل كيف سيمكن تأمين الماء النظيف و الطاقة المتجددة الدائمة لهم دون تلويث البيئة؟ كيف سنتصدى للأمراض المستعصية التي ما فتئت تظهر بأشكال متعددة و نجد الطريقة للوقاية منها و علاجها؟ و ماذا عن سوء منقلب مناخ الأرض الذي أصبح شبحه يهدد العالم اليوم؟
آمل أن يقدم العلم و التقانة الأجوبة على هذه الأسئلة المصيرية، لكن الأجوبة وحدها لن تكفي إذا لم تجد من يتبناها و يطبقها بدءا من الناس فرادى و حتى الدول و مؤسساتها المعنية بذلك.
من أهم منجزات عصر الفضاء، الإيحاء الذي تركه عن جنسنا البشري وعن موقعه في العالم، فعندما نرى الأرض من الفضاء تذوب الفوارق و الحدود بين الشعوب و نرى أنفسنا جميعا متحدين تحت مظلة واحدة اسمها الإنسانية، و تحت شعار واحد هو: "كوكب واحد لجنس بشري واحد" ... لقد اجتمعنا على هذا الكوكب لنحيا معا فلنتجاوز الفوارق و الحدود من خلال التسامح و الاحترام المتبادل بين الشعوب ، و لنحيا العالمية بأسمى معانيها.
لقد أمضيت عمري و كرست أعمالي لفهم العالم، لكني وجدت العالم فارغا و بلا معنى إن لم يكن فيه من أحبهم و يحبوني.
نحن جميعا أصدقاء في رحلة إلى المستقبل، فلنعمل معا لنجعل هذا المستقبل مكانا للحلم الذي طالما تشوقنا إلى تحقيقه.
كن شجاعا و قف دون رأيك مجاهدا لتتغلب على الصعاب، و ثق بأنك قادر على ذلك."



مرجع الكلمات:
YouTube: Stephen Hawking's Last Words "BE AWARE OF THE PRECIOUSNESS OF TIME"