النظام الجزائري القديم يلفظ أنفاسه الأخيرة في الانتخابات الرئاسية
26-03-2009, 04:55 PM
النظام الجزائري القديم يلفظ أنفاسه الأخيرة في الانتخابات الرئاسية
مع انطلاق الانتخابات الرئاسية الحالية أصبح من المؤكد أن النظام في الجزائر دخل مرحلة الموت الإكلينيكية فقد أضحي اليوم بمثابة المريض الذي لا يحي إلا بواسطة الآلات و الطرق الاصطناعية و لولا هذا لفارق الحياة و أصبح نسيا منسيا . و ما يزيد من تأكيد هذا حالة الفراغ السياسي التي أصبحت تمر بها الجزائر و اللجوء إلي تعديل الدستور من اجل ضمان بقاء بوتفليقة في السلطة . بعد أن عجز هذا النظام علي إيجاد من يخلف الرئيس و يحل محله حسب الرواية التي تم الترويج لها .و لكن الحقيقة أن هذا النظام يحتضر فالقطيعة التي حدثت بينه وبين شعبه منذ مدة طويلة أدت إلي موته و احتضاره و كل الطرق التي حاول بها البعض إنعاشه لم تنجح فحتي الشباب الجزائري الغض نشئ علي فكرة واحدة وهي الملل من هذا النظام المتعفن الذي اهلك الحرث و النسل و أدي بالبلاد إلي الويلات و أصبح أغلبية الشعب الجزائري يعرف حقيقة هذا النظام و نسبة المقاطعة المرتفعة خير دليل علي هذا . فحتي الانتخابات التي تنظم من طرف هؤلاء أصبح لا يوجد من يثق في نزاهتها .
و ما زاد من شيخوخة هذا النظام السياسية التي اتبعها الرئيس بوتفليقة مع المعارضة و حتى مع الأوجه السياسية التي كانت تمثل النظام أيام قدومه للسلطة فقد عمل الرئيس بوتفليقة علي الانفراد بالسلطة و الحكم لكي لا يكون ثلاثة أرباع رئيس و يصبح رئيس ونص و خمسة وعشريين و لكنه خلال بحثه علي ذلك النص و الخمسة و العشريين التي تنقصه قضي علي كل الخيارات و الشخصيات و المعارضة الفعالة في البلاد و حتى أوجه الاستبداد القديمة التي كانت تمثل النظام .
فقد بدا بوتفليقة و منذ توليه الرئاسة في إقصاء كل الجنرالات الذين كانوا شركاء في الرئاسة في ما قبل فاخر جلهم علي التقاعد أمثال العماري و توفي بعضهم أو أنهكه المرض كإسماعيل أو العربي بلخير و لم يبقي منهم ألا القليل في مناصبهم و لكنه خلال حملة التنظيف التي أطلقها ضد هؤلاء الجنرالات الذين تسببوا في الأزمة كان يدك أسوار هذا النظام فقد ترك أولئك مناصبهم شاغرة فانتقلت صلاحية كل السلطات في البلاد إلي فخامة رئيس الجمهورية و أصبح هو الكل في الكل في جزائر العزة و الكرامة . و مع احتضار أولائك الجنرالات و موتهم و انسحابهم من الساحة كانت أسس ذلك النظام القديم تنهار . لكن هذا لم يكفي رئيس الجمهورية فعمل في نفس الوقت علي الاستحواذ علي كل مناصب القوة و المعارضة في البلاد فاستحوذ علي حزب الأغلبية الآفلان و تم تنصيبه رئيس شرفي له و أصبح هذا الحزب الكبير فارغا من محتواه يمثل مجرد صوت للرئيس رغم أن الرئيس يدعي انه مرشح حر . و لكن هذا لم يكفي فوحد الرئيس الأحزاب الثلاثة الكبري في حلف رئاسي جمع فيه بين التوجه الوطني و الديمقراطي و الإسلامي و جمع الشامي مع البغدادي و أصبحت اكبر الأحزاب مجرد جمعيات داعمة لبرنامج الرئيس متخلية عن برامجها و توجهاتها من اجل عيون الاكسيلانس .
فأصبح الرئيس بوتفليقة رئيس و نص يملك كل السلطات و لا ينازعه عليها احد و لكن صوت المعارضة التي بقيت كان لا يزال يزعجه فقد كانت هناك بعض الأصوات الهافتة التي كانت غير راضية بما يحدث و تدعوا إلي غير ما يدعوا إليه الرئيس كأمثال جاب الله و الدكتور طالب الابراهيمي و غزالي و بن بيتور و مهري الذين كانوا يريدون إنشاء أحزاب جديدة و لكن فخامة الرئيس كان يري غير ذلك فحسبه أن الجزائر ستكون أحسن في غياب المعارضة فكم هي جميلة الجزائر عندما لا يكون فيها إلا الشياتون . و طبعا وجه سيف وزير الداخلية يزيد زرهوني علي هذه المعارضة فتم تجمد كل طلبات اعتماد الأحزاب و تم منع إنشاء أي حزب جديد و حتى الأحزاب الموجودة تم زعزعتها و تفريقها عن طريق التصحيحيات التي أصبح تظهر كل يوم من حزب لأخر فاغتصبت النهضة و من بعدها الإصلاح من الشيخ جاب الله وارتدعت باقي الأحزاب لكي لا يصيبها ما أصاب جاب الله كحزب العمال و غيره .
و بعد كل الانتصارات التي حققها الرئيس بوتفليقة الذي أصبح علي رأس السلطة في الجزائر بلا منازع . بل و أصبح الممثل الوحيد و الأخير لذلك النظام القديم الذي يحكم الجزائر منذ الاستقلال أصبحت الساحة السياسية في الجزائر خالية من أي مركز قوة أخر غير الرئيس بوتفليقة و خالية حتى من أي معارضة قد تشكل نواة لنظام جديد أو توجه جديد في مرحلة ما بعد بوتفليقة. وأصبحت الانتخابات الرئاسية في الجزائر و بعدة مدة عشرة سنوات فقط من اعتلاء الرئيس لسدة الحكم خالية من المترشحين بعد أن كانت زاخرة بالأسماء الثقيلة سنة 99 و أصبح من الضروري بقاء الرئيس في الحكم لأطول مدة مخافة الفوضى التي ستعم البلاد من بعده بسبب غياب البدائل و لا اقصد بالبدائل الكفاءات القادرة علي تحمل هذه المسؤولية و لكن البدائل التي يأتي بها لتشغل هذا المنصب . فماذا سيحدث يا تري بعد رحيل بوتفليقة عن الحكم و هل سيكون هناك من يخلفه وهل سيقبل الشعب بهذا الخليفة أم أن الفوضى ستعم البلاد بسبب الفراغ السياسي الذي أصبح يعم البلاد لا قدر الله. الأكيد أن بوتفليقة بقدر ما خدم مصلحته من اجل البقاء في الحكم بقدر ما ادي بالجزائر إلي مشارف الفوضى بسبب إفراغه الساحة السياسية من أي معارضة أو شخصيات قد تحل محله بعد رحيله. فمن سيخلفك يا بوتفليقة يا تري
diego
مع انطلاق الانتخابات الرئاسية الحالية أصبح من المؤكد أن النظام في الجزائر دخل مرحلة الموت الإكلينيكية فقد أضحي اليوم بمثابة المريض الذي لا يحي إلا بواسطة الآلات و الطرق الاصطناعية و لولا هذا لفارق الحياة و أصبح نسيا منسيا . و ما يزيد من تأكيد هذا حالة الفراغ السياسي التي أصبحت تمر بها الجزائر و اللجوء إلي تعديل الدستور من اجل ضمان بقاء بوتفليقة في السلطة . بعد أن عجز هذا النظام علي إيجاد من يخلف الرئيس و يحل محله حسب الرواية التي تم الترويج لها .و لكن الحقيقة أن هذا النظام يحتضر فالقطيعة التي حدثت بينه وبين شعبه منذ مدة طويلة أدت إلي موته و احتضاره و كل الطرق التي حاول بها البعض إنعاشه لم تنجح فحتي الشباب الجزائري الغض نشئ علي فكرة واحدة وهي الملل من هذا النظام المتعفن الذي اهلك الحرث و النسل و أدي بالبلاد إلي الويلات و أصبح أغلبية الشعب الجزائري يعرف حقيقة هذا النظام و نسبة المقاطعة المرتفعة خير دليل علي هذا . فحتي الانتخابات التي تنظم من طرف هؤلاء أصبح لا يوجد من يثق في نزاهتها .
و ما زاد من شيخوخة هذا النظام السياسية التي اتبعها الرئيس بوتفليقة مع المعارضة و حتى مع الأوجه السياسية التي كانت تمثل النظام أيام قدومه للسلطة فقد عمل الرئيس بوتفليقة علي الانفراد بالسلطة و الحكم لكي لا يكون ثلاثة أرباع رئيس و يصبح رئيس ونص و خمسة وعشريين و لكنه خلال بحثه علي ذلك النص و الخمسة و العشريين التي تنقصه قضي علي كل الخيارات و الشخصيات و المعارضة الفعالة في البلاد و حتى أوجه الاستبداد القديمة التي كانت تمثل النظام .
فقد بدا بوتفليقة و منذ توليه الرئاسة في إقصاء كل الجنرالات الذين كانوا شركاء في الرئاسة في ما قبل فاخر جلهم علي التقاعد أمثال العماري و توفي بعضهم أو أنهكه المرض كإسماعيل أو العربي بلخير و لم يبقي منهم ألا القليل في مناصبهم و لكنه خلال حملة التنظيف التي أطلقها ضد هؤلاء الجنرالات الذين تسببوا في الأزمة كان يدك أسوار هذا النظام فقد ترك أولئك مناصبهم شاغرة فانتقلت صلاحية كل السلطات في البلاد إلي فخامة رئيس الجمهورية و أصبح هو الكل في الكل في جزائر العزة و الكرامة . و مع احتضار أولائك الجنرالات و موتهم و انسحابهم من الساحة كانت أسس ذلك النظام القديم تنهار . لكن هذا لم يكفي رئيس الجمهورية فعمل في نفس الوقت علي الاستحواذ علي كل مناصب القوة و المعارضة في البلاد فاستحوذ علي حزب الأغلبية الآفلان و تم تنصيبه رئيس شرفي له و أصبح هذا الحزب الكبير فارغا من محتواه يمثل مجرد صوت للرئيس رغم أن الرئيس يدعي انه مرشح حر . و لكن هذا لم يكفي فوحد الرئيس الأحزاب الثلاثة الكبري في حلف رئاسي جمع فيه بين التوجه الوطني و الديمقراطي و الإسلامي و جمع الشامي مع البغدادي و أصبحت اكبر الأحزاب مجرد جمعيات داعمة لبرنامج الرئيس متخلية عن برامجها و توجهاتها من اجل عيون الاكسيلانس .
فأصبح الرئيس بوتفليقة رئيس و نص يملك كل السلطات و لا ينازعه عليها احد و لكن صوت المعارضة التي بقيت كان لا يزال يزعجه فقد كانت هناك بعض الأصوات الهافتة التي كانت غير راضية بما يحدث و تدعوا إلي غير ما يدعوا إليه الرئيس كأمثال جاب الله و الدكتور طالب الابراهيمي و غزالي و بن بيتور و مهري الذين كانوا يريدون إنشاء أحزاب جديدة و لكن فخامة الرئيس كان يري غير ذلك فحسبه أن الجزائر ستكون أحسن في غياب المعارضة فكم هي جميلة الجزائر عندما لا يكون فيها إلا الشياتون . و طبعا وجه سيف وزير الداخلية يزيد زرهوني علي هذه المعارضة فتم تجمد كل طلبات اعتماد الأحزاب و تم منع إنشاء أي حزب جديد و حتى الأحزاب الموجودة تم زعزعتها و تفريقها عن طريق التصحيحيات التي أصبح تظهر كل يوم من حزب لأخر فاغتصبت النهضة و من بعدها الإصلاح من الشيخ جاب الله وارتدعت باقي الأحزاب لكي لا يصيبها ما أصاب جاب الله كحزب العمال و غيره .
و بعد كل الانتصارات التي حققها الرئيس بوتفليقة الذي أصبح علي رأس السلطة في الجزائر بلا منازع . بل و أصبح الممثل الوحيد و الأخير لذلك النظام القديم الذي يحكم الجزائر منذ الاستقلال أصبحت الساحة السياسية في الجزائر خالية من أي مركز قوة أخر غير الرئيس بوتفليقة و خالية حتى من أي معارضة قد تشكل نواة لنظام جديد أو توجه جديد في مرحلة ما بعد بوتفليقة. وأصبحت الانتخابات الرئاسية في الجزائر و بعدة مدة عشرة سنوات فقط من اعتلاء الرئيس لسدة الحكم خالية من المترشحين بعد أن كانت زاخرة بالأسماء الثقيلة سنة 99 و أصبح من الضروري بقاء الرئيس في الحكم لأطول مدة مخافة الفوضى التي ستعم البلاد من بعده بسبب غياب البدائل و لا اقصد بالبدائل الكفاءات القادرة علي تحمل هذه المسؤولية و لكن البدائل التي يأتي بها لتشغل هذا المنصب . فماذا سيحدث يا تري بعد رحيل بوتفليقة عن الحكم و هل سيكون هناك من يخلفه وهل سيقبل الشعب بهذا الخليفة أم أن الفوضى ستعم البلاد بسبب الفراغ السياسي الذي أصبح يعم البلاد لا قدر الله. الأكيد أن بوتفليقة بقدر ما خدم مصلحته من اجل البقاء في الحكم بقدر ما ادي بالجزائر إلي مشارف الفوضى بسبب إفراغه الساحة السياسية من أي معارضة أو شخصيات قد تحل محله بعد رحيله. فمن سيخلفك يا بوتفليقة يا تري
diego
من مواضيعي
0 التغذية: نصائح وحيل حول الأكل الصحي اهمالها قد يسبب لنا مشاكل صحية لا نعرف اين سببها؟
0 فوضى سينوفاك الصينية.. لقاح واحد و3 نتائج متضاربة
0 "نوع آخر مثير للقلق".. سلالات كورونا المتحورة تنتشر في 50 بلدا
0 إجراء تغييرات إيجابية: نصائح وحيل للتغذية السليمة ولتقوية الاعصاب
0 هل لديك وزن زائد؟ نستطيع مساعدتك
0 يؤثر نظامك الغذائي على صحتك: كيفية الحفاظ على التغذية الجيدة
0 فوضى سينوفاك الصينية.. لقاح واحد و3 نتائج متضاربة
0 "نوع آخر مثير للقلق".. سلالات كورونا المتحورة تنتشر في 50 بلدا
0 إجراء تغييرات إيجابية: نصائح وحيل للتغذية السليمة ولتقوية الاعصاب
0 هل لديك وزن زائد؟ نستطيع مساعدتك
0 يؤثر نظامك الغذائي على صحتك: كيفية الحفاظ على التغذية الجيدة