هل في مصر فن راقي حقا؟
17-07-2018, 07:03 PM

هل في مصر فن راقي حقا؟
الحمد لله رب العالمين وكفي والصلاة والسلام علي النبي الأمين وبعد..
يتحفنا أهل الفن بأفلام ومسلسلات تحتقر الدين وأهله مثل " مسلسل "غرابيب سود" ونري ان حال الفن السينمائي والغنائي في مصرنا الحبيبة في عصر الانفتاح لأمر يدمي القلب ويثير الشفقة..
فلغة العنف والجنس واستباحة المحرمات هي اللغة السائدة تجاريا الآن.
وهذا أمر يؤدي لتدني أخلاق الناس وانحرافهم عن دينهم.
هذا إن لم نختلف أن الفن سلاح ذو حدين .
فقد يرتقي بحياة الناس ويدعوهم للتمسك بالفضيلة والخير وكل الأخلاق الحميدة التي حث عليها الله ورسوله –صلي الله عليه وسلم- أو يؤدي بها وأبنائها من الشاب إلي الحضيض!!
والفنان أيا كان نوع الفن الذي يقوم به صاحب رسالة ومبدأ.
وإلي هنا الكلام جميل لا غبار عليه شرعًا .
ولكن ليس كل ما يشتهيه المرء يدركه .
فن اليوم وخصوص الفن السينمائي والغنائي والمسرحي فن أكثره هابط ..فاحش ..بذي.
يخالف الدين والتقاليد ويحارب الفضيلة ويعين علي نشر الرذيلة.
بيد أننا لا نهاجم الفن كفن .
ولكن نسأل كل لبيب وغيور على دينه ووطنه.
هل في مصر فن راقي حقاً؟
وهل فن هذه الأيام حلال أم حرام؟
ولسنا في حاجة لذكر أسماء الفنانين والفنانات أو المطربين والمطربات ولا حتي الراقصين والراقصات فأخبار انحطاطهم ودياتتهم وصورهم المبتذلة العارية تملأ الصحف والمجلات التي أفردت لهم مساحات هائلة للتنويه عن أخبارهم وسيرتهم العطرة لمن أراد الحياة الدنيا وتتحفنا بمناسبة وغير مناسبة للحديث عنهم وعن فنهم وما قدموه لوطنهم وأمتهم العربية !!
ولا عجب إن عظم الخطب وظن البعض أن فن التمثيل والغناء والموسيقى والرقص إلي أخره...
يسمو بالنفس البشرية إلى أفاق عالية من الرقي والتطور لأنهم يعبروا عن وجدان الأمة ومن أسباب نهضتها !!
وأصبحت تلك المجلات والصحف تتهافت علي السبق الصحفي ونشر أحدث أعمالهم وربما فضائحهم من أجل زيادة التوزيع علي حساب ما ينفع الناس في دينهم ودنياهم...
نعم هناك بعضهم ممن رحم ربي منهم ممن ينأي بنفسه عن هذا الإسفاف والانحطاط بعد توبتهم ورجوعهم إلي الحق ولا يشاركون إلا فيما يرضي الله تعالي ولا يخرج عن حدود وهم يشكرون علي ذلك.
وأكرر لا يخرج عن حدوده لا بتبرج ولا تزين، ولا بارتداء حجاب علي الموضة السارية الذي لا ينطبق عليه شروط الحجاب الشرعي لا من قريب ولا من بعيد بأي صلة ولا بخلوة أو اختلاط فاحش محرم وما اشبه ذلك مما يتطلبه هذا الفن من تنازلات !!
ونعود للسؤال هل في مصر فن راقي حقا؟
الجواب: قطعا لا
ومن يعترض نسأله .
ما شرعيته فن هذه الأيام علي هذه الصورة الفجة ؟
الفن الذي يدعو للحب والعشق والجنس والعنف ألي أخره.
هل هذا هو الطريق المستقيم والراقي الذي يدعونا إليه أرباب الفن وأهله ..الم يقل تعالي(وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (153) )- الأنعام
فهل هذا ما أوصاكم به ربكم أن تدعوا للحب والرومانسية والخلاعة والفجور والإباحية!!
وهل ما نراه من لمس وغمز وعري وتقبيل بين الممثلين والممثلات من الجنسيين أمر مقبول شرعا؟!
هل لأن المخرج يريد هذا والسيناريو يتطلب ذلك نبيح الحرام بين رجل وامرأة لا رابط بينهما إلا رباط الفن!!
هل هو رباط مقدس أمر به الله ورسوله –صلي الله عليه وسلم-؟
هل مارسه الصحابة الكرام وأباحه الفقهاء الأربعة لأنه ضرورة والضرورات تبيح المحظورات!!
يقولون الفن واقعية!!
هكذا أباحوا الحرام باسم الفن.أيها السادة المعترضون مالكم كيف تحكمون؟
إن ما ترفضه أنفسكم السوية لبناتكم ونسائكم في واقع الحياة من عري وإباحية جهارا نهارا أمام الناس هو نفسه ما نرفضه نحن من فسق وفجور باسم الفن .
وتعلمون أن الغريزة الجنسية من أخطر غرائز الإنسان والزواج صار من الصعوبة بمكان لتكاليفه الفلكية من شقة ومهر وشبكة ..الخ
فلماذا تفسدون أخلاق الأمة وشبابها باسم الفن ؟!!
وأنا لا أدري ما عيب الفن الذي لا يخرج عن حدود الله تعالي ؟
الفن أياً كان نوعه الذي ينمي العقل والفكر ويحبب النفس إلي الدين ويدعوا إلي الفضيلة والأخلاق والورع والتقوي ..
أيها السادة المدافعون عن الفن .
ما المانع عندما تنزل مصيبة علي رأس البطل ان يكون المشهد دخوله للمسجد وصلاة ركعتين والابتهال إلي الله بالدعاء أو الجلوس وترتيل القرآن.
ولماذا لا يعرف كتاب السيناريو والمخرجين إلا طريق الكباريه ليتجرع الخمر ويسكر ويعربد .
هل هذه الصورة تعبر عن فن راقي يسمو بالنفس البشرية أم هو فن يخاطب الغرائز وشهوات النفس المهلكة؟!!
أيها السادة المدافعون عن فن هذه الأيام العجاف التي اختلطت فيه المفاهيم..
نسألكم أن كان الفن واقعية هل يفعل غالبية الشعب المصري هذا؟1
أنها إهانة لشعب يحب دينه حتي النخاع .
وبعد... أننا جميعا يوم القيامة أمام ساحة العدل الربانية في ارض المحشر واقفون عاريا كما ولدتنا أمهاتنا لا مال ولا جاه ولا مركز ولا شهرة , ولا شيء البتة من زينة الحياة الدنيا ينفع المرء
وكل إنسان علي نفسه رهينة ...
كل إنسان تشهد عليه جوارحه بما كان يعمل في دار الغرور.فأين المفر أيها المعترضون؟
قال تعالي : (وَيَوْمَ يُحْشَرُ أَعْدَاءُ اللَّهِ إِلَى النَّارِ فَهُمْ يُوزَعُونَ (19) حَتَّى إِذَا مَا جَاءُوهَا شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وَأَبْصَارُهُمْ وَجُلُودُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (20))-فصلت
وكتبه/ سيد مبارك