العرصاء ( شاهد طفولة و دعامة حياة ) - اولاد انقال -
28-07-2020, 11:37 AM
بسم الله الرحمان الرحيم.

العرصاء ( شاهد طفولة و دعامة حياة ) - اولاد انقال -

اجبن الناس من يتنكر للزمان و المكان و فضل الاخرين عليه . ثلاثية الزمان و المكان وفضل الاخرين .. هي دعامة حياة قدمتها لنا حصون - العرصاء - الاربعة و وقعتها شواهد اولاد انقال، فصارت تفاصيلها بالنسبة لنا ادق من نقطة عنبر في صحن مرمر على جبين ماضينا و صلنا العقد السادس من العمر. ستون عاما مضت من ماضينا باحداثها و حلوها و مرها الا انها لم تجرؤ على نزع تاريخ المكان من اذهاننا.

فم العرصاء لم يكن ملكا لها و نحن نتناغم مع طفولتنا و براءتنا بل كان محط اقدامنا ركضا و مشيا و هرولة، فصار ملكا لماضينا الا ان هذا الفم كان ممرا غير ءامن في بعض الاوقات، عندما تسكرنا نشوة اللعب فتدب حنيته في اجسادنا دبيب الصهباء في الاعضاء و فجاة يدخل منه الحاج عبد الله او الحاج احمد او الحاج محمد .رحمهم الله اجمعين فيتوقف اللعب على غير اشباع موعده و يتسلل كل واحد منا الي ركن يقيه هيبة الثلاثة الكبار حتى و هم قد لا يلقون لنا بالا.. لان التربية وقتها لم تكن مجرد شعار بل كانت هدفا ساميا بيد الرجال و التوجيه و الارشاد و الضرب لو اقتضى الامر ليس بيد والديك فحسب بل يتجاوزهما الي يد الثلاثة الكبار.

الحديث عن ( ميشار الجامع ) هو حديث عن اسمى معاني الكرم .ابوابه لا تغلق و موعد الاكل و الشرب لا تمييز فيه اذ على جفنة واحدة قد يلتقي الاهل و الضيوف . ضيوف من جملتهم الفقهاء و الاعيان الي جانب المجاديب و عابري السبيل و غيرهم كل ذلك لم يكن الا لوجه الله دون طمع او ترقب مقابل مادي او معنوي، هكذا كان ميشار الجامع - زاوية اطعام و تعليم و عابري السبيل، لكن غير معلنة لان الامر يتعلق بوجه الله ... ما اعظم العرصاء.. و هي تحتضن اول مكان تلقينا فيه تعليمنا الي جانب تربيتنا.. علمتنا العرصاء و رجالها، كيف نلقي السلام و نرتب الكلام و نفرق بين السبابة و الابهام.

قصة العرصاء لها فصول تحتاج الي مجلدات و احبار كي ندخل تفاصيل اثرها في تعليمنا و تربيتنا و توجيهنا... قصة العرصاء ليست قصة حب او غراميات، ابدا بل هي قصة اجل و اسمى من كل ذلك.. قصة العرصاء قصة رجال و حياة .قصة تربية و تعليم و توجيه و ارشاد. قصة كتب فصولها و جسدها على ارض الواقع رجال نسيانهم ظلم و تنكر لحقائق و تذكرهم يستوجب الترحم عليهم و وقفة اجلال و اعتراف ليس ارضاءا لزيد او عمر فنحن اكبر من ان نمجد الاموات لارضاء الاحياء بل نترحم علي رجال نحن نعرف عظمة ما قدموه لنا و ندرك اننا ضعفاء عاجزين على رد الجميل خاصة و هم قد فارقوا الحياة ليبقى اجل ما يمكن تقديمه لهم هو الدعاء لهم بالرحمة و المغفرة . رحمهم الله اجمعين ( الحاج محمد محجوبي/ الحاج عبد الله محجوبي/ الحاج احمد محجوبي / الحاج بوفلجة محجوبي / ابا دريس محجوبي / و ابا جلول محجوبي - ربي يشفيه و اعتقد هو اصغر اخوته... اهي يا عرصاء - كان - من دخلك فهو ءااااامن.

تقبلوا تحايا العراب النبيل.
كلما ادبني الدهر اراني نقص عقلي
و كلما ازددت علما زادني علما بجهلي


امضاء الامام الشافعي
التعديل الأخير تم بواسطة العراب النبيل ; 28-07-2020 الساعة 11:39 AM