مهـــلاً فإن قلبـي لا يطيق نـــزعة الملامة !!
25-08-2020, 06:13 AM
بسم الله الرحمن الرحيم














مهـــلاً فإن قلبـي لا يطيق نـــزعة الملامة !!

قـــــــال :

لا تجرح قلبي !.. فإن قلبي كالندى في الرقةً والشفافيةً .. وتلك الملامة إذا تعدت حدود الذوق واللباقة تمثل عاصفة !.. وقلبي ذاك رقيق وغيور من شدة الحزن قد بكى .. قلب عفيف يمتطي أمواج الأثير في الخفاء والحياء حتى لا يرى .. راغباً يقبل تارةً وزاهداً يرحل تارةً كالحلم في الكرى !.. فلا تجرحوا الكبرياء في قلب يخشى الملامة عند نزعة الهوى .. وتلك الصفحة البيضاء قد تلوثت بلفحة سواد تعادل الردى .. وأطراف اليراع قد أسقطت نقطة مداد من الحزن فوق جرح يكابد الجوى .. نقطة آثارها توسمت بشائبة قد تلازم العمر والمدى .. فيا ذلك الإنسان أعلم بأن السماحة كنز لا يملكه كل الورى .. وتلك الرزانة أخلاق وسلوك تعطر الصيت بألوان الشذى .. ومسميات الشهد قد لا تلتقي عند المذاق وقد لا تلتقي عند الملتقى .. ويقال في الأمثال : وسائد الحرير لا تشتكي من ثقل النسائم إذا داعبتها بلطائف الخطى .. ولكنها قد تشتكي من إثقال الرياح إذا بالغت في العنف والأذى .. وتلك القلوب إذا أخلصت تماثل الغدير في النقاء والصفاء وقت الضحى .. غدير حالم ووديع يماثل السجنجل المصقول دون خدش أو قذى .. فلا ترائي أسفاً وندماً على ذلك الذي قد جرى .. وتلك لمحة العين توحي بأنها تدمع على لحظة الهفوة والأسى .. ولكنها حيلة واهية لا تسري على أولي النهى .


أدبية الوقار قد أرغمتنا على الصمت ,, ولو قلنا حرفاً واحداً لكانت بداية الحرب .. ونحن كالفراشة الرحيمة لا نملك أجنحة الفتك .. فإذا هبت النسائم بعنف نغادر صفحة الزهرة في لمحة البصر .. حيث نعشق التحليق حراً وبعيداً عن بوائق الغدر .. فلا يجدنا صاحب اللوم عند الملامة والزجر .. وتلك عزة النفس تجعل النفس أغلى من الكنز .. ويقال مذاق الشهد يتجلى روعة عند تنقية الشهد من شوائب الزهر .. وقلبي ذاك يلتقي في حال القبول والرضا ولا يلتقي في حال التراشق بالحرف .. فيا ذلك المتعقب لآثار الأقدام فإن الملائكة لا تمشي على الأرض .. ولا تترك علاماتها فوق السحاب لأنها تمتاز بخفة الروح .. وسمة التجريح والأذى هي من سمات القبح في جنود الشياطين .. فلما لا نلتقي في بساط الأنبياء دون ذلك اللوم والتجريح ؟.. يا ذلك اللائم أعذرني إذا لم أجاريك في قدح الزناد بالمثل !.. فأنا كالطيف لا أملك الأذى في حالة المدح أو الذم .. دعني وشأني فذاك مسكني دائماً فوق السحاب .. ويقال أن الملائكة لا تدخل بيتاً تسكنه الكلاب .. ونفسي تعاتبني دوماً وتقول كيف تسامر أهلاً يعشقون الأحزان ؟. فتلك الأحزان لأهلها الذين ينقبون في مدافن الأسرار .. فيا عجباً من أقوام يتركون الورود قائمة ليقطفوا الأشواك !.. يستنكرون بسمة الثغر في الأطفال ويرقصون لبكاء الأيتام .. وها قد رحلت عن ديار يعشق أهلها لفحات النيران .. وقد تجردت من قائمة تحتوي أسماء الملائكة بجانب الأشرار .

الأديب والكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد