الأسلحة النارية
23-09-2020, 03:18 PM
لأسلحة النارية


من الخطأ القول أن مخترع البارود هو راهب ألماني يُدعى (برتولد شوارتز Berthold Schwarz) والحقيقة أن العرب هم الذين أدخلوا طريقة تحضيره الى أوروبا بعد أن حصلوا عليها من الصينيين. وقد نجح الأوروبيون في تدارك تخلفهم في هذا المضمار، فتوصلوا بسرعة الى استعمال الأسلحة النارية في ميادين القتال. وخلال حصار مدينة (شيوجيا) عام 1380، استعمل أهالي البندقية المدافع لأول مرة.

والبارود الأسود (وهو خليط من الكبريت، والنطرون (ملح البارود) ومسحوق الفحم)، لم يكن يُستعمل فقط لإطلاق الصواريخ أثناء الاحتفالات، بل في المدافع الجبلية والمنجنيق اللذين انتشرا بين سائر جيوش العالم. وكانا يُستعملان لإلقاء كرات من الحديد والأحجار. غير أنهما كانا ثقيلي الوزن ويشغلان مكانا كبيرا بالنسبة لتأثيرهما الضعيف. ولذلك تسابقت الدول على صنع نوع من الأسلحة الخفيفة سهلة الاستعمال. وهي نوع من البنادق يطلق بفتيلة ملتهبة، ونوع آخر بفوهات سميت (البارودة) وتحشى أو تعمر من الأمام.

وفي منتصف القرن الخامس عشر، استعملت سائر جيوش أوروبا الأسلحة النارية مع تركيبها أيضا على السفن الحربية. ثم تطورت هذه الأسلحة بإدخال تعديلات عليها، فمثلاً: قاذفة الأحجار تحولت الى مدفع بعد إطالة ماسورتها. والبارودة خف وزنها فأصبحت بندقية وقصرت ماسورتها فتحولت الى (طبنجة). وفي عام 1637 استعملت لأول مرة القنبلة اليدوية وهي عبارة عن مقذوف يحتوي على شحنة من البارود ينفجر بمجرد اصطدامه بجسم صلب.

وفي منتصف القرن التاسع عشر، تم تركيب خزان متحرك بالمدافع والبنادق وتم تهيئته لحشوه من الخلف.