٭ مـوقـف رائـع مـن تـواضع العُـلمـاء
08-06-2017, 05:17 PM

٭ مَوْقِفٌ رَائِـعٌ مِنْ تَـوَاضُعِ الْعُلَمَـاءِ


كَـتَب الشيخ يوسف القرضاوي كتابا كاملاً عَـن الإمام محمد الغَـزالي رحمه الله ، وكان عُـنوانه : ( الشيخ الغَـزالي كَمَا عَـرفتُه .. رِحلَة نصف قَـرن ) .

وفي أحد فُصول الكتاب ، وتحت عُـنوان ( الاعـتراف بالفضل لإخوانه ) ، كتب يقـول :
ومن فضائل الغَـزالي ودلائل إخلاصه : اعـترافه بالفضل لإخوانه ، والإشادة بمواهـبهم ومواقفهم وفضائلهم .
( ... ) وكثيرا ما نَـوّه بشخصي الضعـيف في المؤتمرات والندوات ، وأنا أحد تلاميذه ، ويقول : « اسألوا يوسف ، فهو أولى منّي » !
وفي الصيف الماضي كُـنا في ألمانيا ، وكُـنّا نتحدث في إحدى القضايا العِـلمية ، وأَحَـالَ عَـليَّ الإجابة فيها ، فلمّا فـرغـتُ فاجأني ، بل أَخجَلني بقوله أمام الملأ ، كبار الأساتذة :
« لقد كان يوسف تلميذي فيما مضى ، وأمّا اليوم فأنا تلميذه » !
وهـذه منزلة لا يرقى إليها إلاّ الصادقون ، وأحسبُه منهم ، والله حسيـبه ، ولا أزكيه عَـلى الله عـزّ وجلّ .
إنّ كبير القـدر لا يُصغِّـره تنويهُه بقدر غَـيره ، بل يزيده عَـظمة ، ويرفعُـه مكانًا عَـليًّا ، أمّا الصغَـار فلا يعـرفون قـدر الكبار ، ولو عَـرفوه لخشوا أن يتحدثوا عَـنه ، فيشعُـر الناس بصغَـرهم .
وَلَيْسَ يَعْـرِفُ لِي فَضلي ولا أدَبي --- إلاّ امْـرُؤ كَانَ ذَا فَـضْلٍ وَذَا أَدَبِ







* * * * * *


« رَبِّ اغْـفِـرْ لِي وَلأَِخِي وَأَدْخِلْـنَا فِي رَحْمَتِـكَ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ »

التعديل الأخير تم بواسطة ** رشاد كريم ** ; 17-08-2017 الساعة 07:12 PM