اللغة العربية.. المسيرة والصمود
30-04-2017, 01:45 PM
اللغة العربية.. المسيرة والصمود

أ. د. جابر قميحة

الحمدُ لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبيَّ بعده؛ أما بعدُ:ُ



ليس مِن همِّنا: أن نُحاول البحث في أعماق التاريخ عن أولية اللغة العربية، وأولية شَكلها الكتابي، فذلك من مهمات علماء اللغة وفقهائها، على أن هذا - من الناحية العملية - لن يفيدنا شيئًا في بحثنا هذا.
ولكن هناك حقيقتان لا يستطيع أحد إنكارهما، وهما:

1)إناللغة العربيةفي أولياتها – وهي: مرحلة الطفولة الباكرة، التي ترجع إلى ما قبل الإسلام بقرون مديدة - هذه اللغة في سنوات الميلاد والحَبو، لم تكن بالصورة التي كانت عليها في أوائل القرن السابع الميلادي الذي نزل القرآن في نهاية العقد الأول منه، بل كانت في صورة أبسط، وأقل مستوى، وأقل مُفرَدات.

2)إنه كان هناك - مِن فَجرِ نشوء هذه اللغة - لهجات خاصة متعدِّدة بتعدُّد القبائل، وتباعُد أماكن وجودها في الجزيرة العربية[1]، ونشأ عن هذا التعدد فروق لغوية تمثَّلت فيما يأتي:

أ-شكل الكلمات في بعض حروفها؛ كاستبدال الحِميريِّين الألف والميم بالألف واللام (أل) أي أداة التعريف؛ فالحديث الشريف: ((ليس من البر الصيام في السفر))، يُكتَب وينطق هكذا: ((ليس من أمبر أمصيام في أمسفر)).

ب-نُطق الكلمات؛ كاستِبدال الشين بالكاف، فيُقال:"عيناش" و"جيدش" بدلاً من "عيناك" و"جيدك"، وهذا ما يُسمى بالكشكشة، ومثل: استبدال الجيم بالياء إذا جاء في الكلمة عين، فكلمتا "على" و"عشى" تصبحان "علج" و"عشج"، وهذا ما يسمى بالعجعجة.

جـ-الدلالات المعنوية للكلمات: فكلمة أدفأ تعني جلب الدفء، ولكنها بلُغة كنانة تَعني القتل[2].

وبتضام هذه الدلالات بعضها إلى بعضها الآخر نشأ ما يُسمى "بالمشترك اللفظي" الذي يَعني أن تكون الكلمة واحدة، ولها معانٍ متعدِّدة؛ ككلمة العين التي تعني: الناظرة، والبئر، والرجل العظيم، والجاسوس... إلخ.
••••
ولكن هذه الفروق اللغوية لم تقف عقبةً أمام التِقاء القبائل العربية على "اللغة الأم" التي استكملت عناصر نُضجِها قبل نزول القرآن بقرن من الزمان - على الأقل - والتي تمثَّلت في لغة قريش التي تُعتبَر "لغة مثالية" انصهرت فيها جميع اللهجات واللغات العربية، لغة تمثَّلت ما اقتبسته من لهجات القبائل الوافدة على مكة وعكاظ، لغة تزوَّدت بما تخيَّرته من ألسنة أهل اليمن وحوران والنبط والقبط والروم ومصر والعجم والسريان والحبش، لغة صهَرها القريشيون في بوتقتِهم، وحوَّلوا ما استقرضوه إلى ألفاظ عربية، فواصلت اللغة النموذجية تطورها - واستعارات ما ينقصها مما أخذته من لغات الشعوب البعيدة والنائية، ومن لهجات الأقوام العربية المتاخمة والقريبة"[3].

ويرى الدكتور إبراهيم أنيس أن هذه اللغة توافَرَ لها الشرطان الأساسيان اللذان لا تكون اللغة مشتركة إلا بهما، وهذان الشرطان هما:
أ-أن تمثِّل مستوى لغويًّا أرقى من لهجات الخطاب في غالب الأحوال، ومن ثم يتخذها الناس مقياسًا لحسن القول، وإجادة الكلام.

ب-وهي كذلك - كما يَرى هنري سويت - لا يستطيع السامع أن يَحكم على المنطقة التي ينتمي إليها المتكلم بهذه اللغة[4].
••••
وبناءً على ما سبق، يبدو الخلاف الذي ثار قديمًا وحديثًا ومؤداه: هل نزل القرآن بلغة قريش خاصة؟، أم باللغة العربية المشتركة آنذاك؟[5]، أقول: يبدو هذا الخلاف لفظيًّا، فلهجة قريش الخاصة كانت تمثِّل اللغة المشتركة لقبائل العرب كلها؛ وذلك لعوامل مُتعدِّدة أهمها:

1)العامل الديني؛ فمكة هي: مركز الكعبة، وبيت الله الحرام؛ حيث يحج العرب، ويَفِدون إليها بالآلاف كل عام.

2)العامل الاقتصادي؛ فقد كانت مكة مركزًا تجاريًّا مهمًّا في الجزيرة العربية، ومنها كانت تنطلق القوافل في رحلتي الشتاء والصيف.

3)العامل الاجتماعي والأدبي؛ فقد كانت قريش موضع توقير وتبجيل بين القبائل العربية، وذلك أصلاً ناتج عن مكانتها الروحية، فقصدت قريش للتحكيم في القضايا والدماء بين القبائل، والسفارة بينها للسلام وحقن الدماء.
وبقرب مكة كانت تقوم سوق عكاظ كل عام، وهي: سوق تجارية أدبية يتبارى فيها الشعراء والأدباء والخطباء وما نقل إلينا من أخبارها، وما طرح فيها من شعر وخطب جاء بلغة قريش، فساعد ذلك على إنمائها، وانتشارها، وسيادتها[6].

4)العامل اللغوي الفني؛ فقد كانت هي: أفصَح اللغات لخلوِّها من العيوب النطقية واللغوية التي أشرنا من قبل إلى بعضها، مثل: عنعنة تميم، وتلتلة بهراء، وكشكشة ربيعة، وكسكسة مضر، وعجرفية ضبة، واستنطاء اليمن، وعجعجة قضاعة[7].

ويُعلِّل ابن خلدون فصاحة لغة قريش:"ببُعدهم عن بلاد العجم من جميع جهاتهم، ثم من اكتنفهم من ثقيف وهذيل وخزاعة وبني كنانة وغطفان، وبني أسد وبني تميم، وأما من بعد عنهم ربيعة ولخم وجذام وغسان وإياد، وقضاعة وعرب اليمَن المُجاورين لأمم الفرس والروم والحبَشة، فلم تكن لغتهم تامة الملَكة بمخالطة الأعاجم، وعلى نسبة بُعدهم من قريش كان الاحتجاج بلغاتهم في الصحة والفساد عند أهل الصناعة العربية"[8].

ولعلَّ هذا هو ما قصد إليه أبو بكر الصديق رضي الله عنه بقوله:
"وقريش هم أوسط العرب في العرب دارًا، وأحسنه جوارًا، وأعربه ألسنة"[9].
••••
وليس معنى ذلك: أن قريشًا فرضت لهجتها على العرب - كما هي - ضربة لازب، بل تمَّ ذلك عفويًّا وتدريجيًّا على مدى طويل، وتقبُّل نفْس واقتناع.

ولا يعني ذلك أن لهجة قريش في صورتها الكاملة المستقلة تحوَّلت كما هي إلى اللغة العربية المشتركة، بل هي: لهجة قريش الصافية مطعمة - كما ألمعنا من قبل - بكلمات من لهجات الآخرين، وهذا ما أبرزه السيوطي في قوله: "كانت العرب تَحضر المواسم في كل عام، وتحج إلى البيت في الجاهلية، وقريش يسمعون لغات العرب، فما استحسَنوه من لغاتهم تكلموا به، فصاروا بذلك أفصح العرب، وخلَت لغتهم من مستبشع اللغات، ومستقبح الألفاظ"[10].

وربما كان أقدم نص في هذا المعنى هو: قول قتادة: "كانت قريش تجتني - أي تختار - أفضل لغات العرب، حتى صار أفضل لغاتها لغتها فنزل القرآن بها"[11].

وكانت اللهجة القريشية - بالمفهوم السابق - أي الفصحى العربية - ذائعة مُنتشرة قبل نزول القرآن بكثير، والدليل على ذلك أن أقدم النصوص الأدبية التي وصلت إلينا كأحدثها في مضامينه وطوابعه الفنية واللغوية[12].
••••
وكان نزول القرآن بمَثابة الضمان الإلهي لبقاء اللغة العربية الواحدة؛ فقوله تعالى: ﴿إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ﴾، يمنح الضمان للغة العربية التي نزل بها هذا الكتاب الكريم.

ومن ناحية أخرى:أصبح العرب والمسلمون ينظرون إلى اللغة العربية الفصحى نظرة تقدير وتبجيل؛ لأنها: الوعاء الذي يحفظ كتاب الله، لذلك تطلعت كثير من الشعوب الإسلامية التي تتكلم بلغات غير العربية إلى محاولة تحقيق أملٍ - طالما كانت تتطلَّع إلى تحقيقه بعاطفة دينية قوية – وهو: أن تتحدَّث باللغة العربية الفصحى، وأن تتخذها لسانًا لها؛ لأن هذه اللغة هي: لغة القرآن الكريم الذي يتعبدون ويتقربون إلى الله بتلاوته، فتوجَّهت بعض شعوب العالم الثالث إلى نشر اللغة العربية بها، تمهيدًا لاتخاذها لغة رسمية لها، وما ذلك إلا لأنها: لغة القرآن الكريم[13].

وكان القرآن بما دعا إليه من قيم دينية وتربوية واجتماعية ونفسية هو: خير مُنقِذ للأمة العربية من ظلمات الكفر والجهل والضياع والتفتُّت التي كانت تتردَّى فيها، وبه صارت الأمة خير أمة أخرجت للناس، بعد أن دكَّت مركزَي الجبرية والظلم والفساد؛ دولتي الفرس والروم.

وأصبح البيان القرآني مثلاً أعلى لمن ينشد البلاغة والحكمة وإعجاز الأسلوب، وغذى القرآن الأساليب العربية بكثير من التراكيب والصور الجديدة، وأصبح الشعراء والخطباء العرب يُطعِّمون بيانهم بكثير من آياته وألفاظه.

ثم نزحَت اللغة العربية من شبه الجزيرة مع الفتوح الإسلامية، واستقرَّت في بيئات معمورة جديدة كانت آهلة بسكان يتكلَّمون لغات مُتباينة، بعضها كان قريب الشبه بلغة الفاتحين، والأخرى لا تكاد تمتُّ إليها بصِلة، وبدأ الصراع اللغوي يتخذ صورًا مختلفة في تلك البيئات المفتوحة؛ فهو هزيل حينًا، وعتيق حينًا آخر، حتى تمَّ الفتح، واستقرت المملكة العربية، وكان أن انتظمت اللغة العربية تلك النواحي التي تأثَّرت بالثقافة العربية الإسلامية، والتي تُعرف الآن بالأمم العربية الشقيقة، وقد نزحت اللغة العربية إلى تلك البيئات المتعددة في صورتين؛ إحداهما: موحَّدة منسجمة، وتلك هي الآثار الأدبية والقرآن الكريم، تلك اللغة النموذجية التي نمت وازدهرت قبل الإسلام في بيئة مكة، وما حولها.

والأخرى: تَشتمِل على تلك الصفات الكلامية التي امتازت بها لهجات القبائل المتباينة إبان الفتوح الإسلامية[14].

وكان لهذه اللهجات الخاصة مكان في التعامل اليومي بين الناس في أغانيهم، وفي أسواقهم وتعاملهم الأسريِّ، إلا أن اللغة الأدبية "ظلت موحَّدة في البيئات العربية الجديدة زمنًا طويلاً لم يُصِبها إلا القليل من التغيير حين استقلَّت هذه البيئات بعضها عن بعض، ولكن كانت دائمًا مفهومة وفي متناول المثقَّفين من الناس، كما ظلت الآثار الأدبية القديمة نماذج تُحتذى ويعتز بها"[15].
••••
واتسع نطاق اللغة العربية في العصر الأموي، فدخلت العربية مجالاً جديدًا هو: مجال التأليف؛ إذ لم يعرف المجتمع التأليف بالعربية إلا في هذا العصر، ولعل من الطريف: أن يكون ابن المقفع المتوفَّى سنة 142 من أوائل من استخدموا اللغة العربية كلغة كتابة، وقد ترجم مِن البهلوية إلى العربية مجموعة من الكتب منها "خداي نامة"؛ أي: "أخبار الملوك"، وكتاب "كليلة ودمنة"، وكان على كل من يعيش في الدولة الإسلامية، ويرغب في الإسهام بالتأليف: أن يتعلم العربية ليُترجم إليها، أو يكتب بها، أو يَفهم المأثور الذي كتب بها، ولا شك أن استخدام العربية في مستويات جديدة دفع إلى تجديدات لغوية بعيدة المدى؛ فسيبويه يتحدث عن الاسم والفعل والحرف كاصطلاحات ذات معنى محدَّد، وخلع على هذه الكلمات مدلولاً علميًّا، وهو حين يتحدث عن الهمس والجهر والمخارج: إنما يَبتكر اصطلاحات يستقيها وينتقيها من خضمِّ لغة الحديث، ويستخدمها كاصطلاحات علمية، مُحدِّدًا معناها تحديدًا يتفق مع طبيعة الاصطلاح العلمي، وكذلك فعل الخليل عندما اكتشف أوزان الشعر العربي؛ كالطويل والخفيف والكامل... إلخ، فقد أخذ هذه الكلمات من لغة الحياة العامة، واستخدمها استخدامًا حدَّد له دلالة جديدة، وفي كل فروع المعرفة نجد ظهور اصطلاحات علمية مع ظهور العلم نفسه.

وفي القرن الرابع الهجري: كانت العربية تعلمًا من الكتب، لا بمُخالطة الأعراب، ولذا ظهرت مجموعة من الكتب؛ منها: كتاب قدامة بن جعفر "جواهر الألفاظ"، وكتاب "الألفاظلابن السكيت، وكتاب "الألفاظ الكتابية" لعبدالرحمن الهمذاني، وكلها كتب تعليمية من القرن الرابع الهجري.

وابتداءً من القرن الخامس الهجري: بدأت السيطرة الفارسية والتُّركية على أجزاء الوطن العربي، فأعلن السلجوقيُّون في الشطر الشرقي من الدولة الإسلامية: اتخاذ الفارسية لغةً رسمية، وكَثُرت المؤلفات بالفارسية، وإن لم تتخلَّ هذه المؤلفات عن المصطلحات العربية.

وفي غير هذه المنطقة كانت السيطرة العثمانية إلى القرن التاسع عشر، فكانت التركية هي: اللغة الرسمية؛ لغة الإدارة والوظائف والدواوين، والمادة الأساسية في كل المدارس، حتى بعد دخول الإنجليز مصر، وإن بدؤوا يُزيحونها من المدارس تدريجيًّا، وكانت العربية في المدارس الحديثة تدرس مع الدين في سياق واحد، فبعض المدارس كان يُسمِّي هذه المادة الواحدة: "نحو وصرف ومُطالعة وتوحيد وواجبات العبادة والأدب"، وظل الأزهر يؤدِّي دورًا مهمًّا في حماية الدين والعربية.
••••
وهكذا ارتبطت اللغة العربية الفصحى طوال هذه الفترة التي بلغت قرابة عشرة قرون - بالطبقات غير الحاكمة في المجتمع؛ فالمتحدِّثون بالعربية كانوا يمثلون الطبقات المحكومة، وكانت العناصر الحاكمة من أصول غير عربية.

كما ارتبطت دراسة العربية الفصحى في الوجدان الشعبي بدراسة الدين، وأصبح رجل الدين والمتخصص في العربية شخصًا واحدًا هدفه: الدين، ووسيلته: العربية[16].
••••
وفي العصر الحديث: تعرَّضت اللغة لمؤامرات متعددة لنَخرِ بُنيانها، بل لنَحرها، والقضاء عليها، وإحلال البديل أو البدائل لتحتل مكانها، وبذلك يتسع المجال للقضاء على الإسلام نفسه، بالقضاء على لغة كتابه، ودستوره العظيم.

وأنا لست من أنصار: "التفسير التآمُري للتاريخ" وهو: تفسير يخلع على كل دعوة غربية، أو تصرُّف أجنبي، أو اجتهاد شخصي من الآخرين في أمورنا وعلومنا صفة "التآمر" المنبثق من سوء النية، وما أقوله: لا يعني أن هذا التفسير خاطئ تمامًا، فهناك - ولا شك - مؤامرات حيكت وتحاك ضد الإسلام والمسلمين والعروبة والعربية... ما زلنا نعيش آثارها المنكودة حتى الآن، ولكن مصدر الخطأ في هذا التفسير هو: التعميم الحاد في الحكم بالتآمرية على كل ما يصدر عن هؤلاء!!؟.

وأعود فأكرِّر أن حكمي هذا لا ينفي وجود هذه النزعة عند كثيرين من الغربيين، ومَن يسير على دربهم من عرب، وحتى يستقيم الحكم على الدعوة أو العمل بالتآمُرية لا بد من الاستئناس بأمور متعدِّدة أهمها:

1-المواقف السابقة للشخص من قيمنا ولغتِنا وقضايانا، فلا يقيم الجديد إلا في ظل السوابق والعطاءات السابقة.

2-التحقُّق من طبيعة العمل المطروح، أو الدعوة المعروضة، ودراستها دراسة موضوعية جادَّة، لمعرفة طبيعتها وأبعادها وآثارها ونتائجها.

3-تجنُّب عمومية النظر، وتعميم الحكم، بل ينظر إلى "الشخص الفرد" وعمله المنسوب إليه، ولا يحكم عليه كجزء من تيار أو اتجاه أو مذهبية حكم عليها مسبقًا بالإدانة[17].
••••
وفي العصر الحديث: نهضت دعوات "لإصلاح اللغة العربية وتيسيرها والنهوض بها"، فمِن هذه الدعوات: ما كان وراءه حسْنُ النية والحرص على ازدهار العربية، بصرف النظر عن قيمة مضمون الدعوة، ومن هذه الدعوات: ما كان تآمُريًّا، يهدف إلى هدم العربية وتخريبها، وإن ادعى أصحابها نقيض ذلك!!؟.

هوامش:
[1]لمعرفة كيف تكونت اللهجات ارجع إلى الصفحات من 18 إلى 22 من كتاب "في اللهجات العربية"؛ للدكتور إبراهيم أنيس.
[2]تَذكر بعض الروايات التاريخية أن خالد بن الوليد حينما أسر بني يربوع من تميم في حروب الردة، كان الجو باردًا جدًّا، فنادى في حراس الأسرى "أدفِئوا أسراكم" فقتَلهم الحراس؛ لأنهم كانوا من كنانة، وأدفأ في لغة كنانة تعني القتل؛ تاريخ الطبري (3 / 378).
[3]ريمون ودنير طحان: اللغة العربية وتحديات العصر (ص: 17).
[4]انظر: د. إبراهيم أنيس: "مستقبل اللغة المشتركة" (ص: 8)، وانظر كذلك: "المرونة في اللغة العربية"؛ بحث للأستاذ عبدالحميد حسن، وخصوصًا الصفحات (127 - 1299)، وهو منشور في مجلد الدورة التاسعة والعشرين للمجمع اللغوي بالقاهرة (1962 - 1963).
[5]- انظر في تفاصيل هذا الخلاف البحث القيم الذي كتبه الدكتور حسن عيسى أبو ياسين بعنوان: "الفصحى بين نظريتين؛ نظرية القدماء، ونظرية المحدثين" من ص: 3 إلى ص: 23 من مجلة جامعة الملك سعود، م / 3 - الآداب - 1414).
[6]ومن أشهر الأخبار الأدبية التي تُنوقلت عن عكاظ: قصة احتكام الخنساء وحسان بن ثابت إلى النابغة الذبياني في شعرها، وما دار بينه وبينهما؛ (انظر المرزباني: الموشح 82 - 844)، وانظر كذلك: شوق ضيف: العصر الجاهلي (ص: 133).
[7]انظر: د. إبراهيم بيومي مدكور: في اللغة والأدب (ص: 32).
[8]مقدمة ابن خلدون (ص: 1072).
[9]لسان العرب، مادة (عرب) (4: 2865).
[10]المزهر في علوم اللغة (1 / 128) (والنص نسَبَه السيوطي إلى الفراء).
[11]لسان العرب: السابق: الصفحة نفسها.
[12]ضيف: العصر الجاهلي (ص: 137).
[13]وأشهر وأخلص مَن قام بمحاولات جادة في هذا الشأن: الرئيس الباكستاني ضياء الحق - رحمه الله - فقد كان يحرص على نشر العربية في باكستان على نطاق واسع، تمهيدًا لاتخاذها اللغة الرسمية للبلاد بدلاً من الأوردية والإنجليزية، ومن حسناته: "إنشاء الجامعة الإسلامية العالمية بإسلام آباد في نوفمبر 1980 بالتعاون مع جامعة الملك عبدالعزيز بجدة لتخريج القضاة والعلماء الذين يعملون في حقل الدعوة الإسلامية، وإنعاش اللغة العربية التي زادت أهميتها في الأيام الأخيرة"؛ "د. محمود محمد عبدالله: اللغة العربية في باكستان 112 - 124"؛ وقد أنشئ في الجامعة بعد ذلك معهد مستقل للغة العربية، وكان لي شرف التدريس في هذه الجامعة لمدة خمس سنوات (1984 - 1989).
[14]أنيس: في اللهجات العربية (ص: 23).
[15]السابق: الصفحة نفسها.
[16]انظر في تفصيل هذه المسيرة التاريخية: د. محمود فهمي حجازي: "اللغة العربية عبر القرون" (ص: 52 - 68)، وكذلك: جرجي زيدان: "الفلسفة اللغوية والألفاظ العربية" (34 - 38)، وانظر كذلك (ص: 9 – 11) من محاضرة الدكتور محمود حافظ "اللغة العربية في مؤسسات التعليم العام والتعليم العالي، ووسائل النهوض بها في مصر"، وهي منشورة في كتاب الموسم الثقافي السادس لمجمع اللغة العربية الأردني.
[17]كالحكم على كل المستشرقين بأنهم جميعًا يُمثِّلون تيارًا يهدف إلى القضاء على الإسلام والعربية، مع أن فيهم من قدم أعمالاً جليلة للإسلام والعربية؛ مثل المستشرقة "زيغريد هونكة" في كتابها (شمس العرب تشرق على الغرب)، ومثل ليوبولد فايس الذي كتب: روح الإسلام، والطريق إلى مكة، وقد قادته دراسته العميقة للإسلام إلى إعلان إسلامه، وسُمي باسم (محمد أسد)؛ انظر: جابر قميحة: آثار التبشير والاستشراق على الشباب المسلم (15 - 22).