تسجيل الدخول

ب. بوجمعة


فجعت عائلة بلقاسمي القاطنة بحي 9 شهداء بمدينة بواسماعيل في ولاية تيبازة، السبت، بالعثور على ابنها حسام البالغ من العمر 8 سنوات والذي اختفى عن الأنظار منذ أمسية الأربعاء الماضي، جثة هامدة تطفو على سطح مياه بحيرة بغابة الحاج بمنطقة سيدي سليمان المتاخمة للطريق السريع على الحدود بين بلديتي بواسماعيل وخميستي جنوبا.
توصلت مصالح الدرك الوطني ببواسماعيل إلى فك لغز اختفاء الطفل بلقاسمي حسام بعد رحلة بحث مضنية امتدت لأربعة أيام، حيث عثرت عليه مساء أمس في حوالي الواحدة والنصف بعد الزوال جثة تطفو فوق سطح الماء ببحيرة الحاج وسط الأحراش والغابات، حيث تم إبلاغ وكيل الجمهورية لدى محكمة القليعة الذي تابع عملية الاختفاء من يومها الاول، وحضر إلى عين المكان مرفوقا بالطبيب الشرعي والشرطة العلمية ومصالح الحماية المدنية وسط تعزيزات أمنية مشددة، بعد حوالي ساعتين ونصف من التحقيق الميداني وتحت إشراف الفرق التقنية المختصة في علم الجريمة، تم انتشال جثة الطفل حسام الذي تعرف عليه أخواه غير الشقيقين اللذان كانا برفقة مصالح الدرك ووكيل الجمهورية.

استحالة تنقل الضحية بمفرده إلى موقع البحيرة


"الشروق" التي تابعت عملية انتشال الجثة وسط حضور مئات المواطنين وبعض مستعملي الطريق، ورغم تطويق مسرح الجريمة من قبل عناصر الدرك الوطني، تمكنت من الحصول على معلومات تؤكد عدم تعرض الطفل حسام لأي اعتداء جسدي أو جنسي أو أي نوع من أنواع التعنيف، الأمر الذي يرجح إمكانية إغراقه في الماء حتى الموت، مع العلم أن مسرح الحادثة يبعد ببعض الكيلومترات عن الحي الذي يقطن به ويصعب عليه التوجه إلى ذلك المكان بمفرده، كما أن البحيرة ليست صالحة للسباحة ولم يسبق وأن توجه إليها أطفال المجمعات السكانية القريبة لهذا الغرض.
وبعد انتشال الجثة من قبل فرقة الغواصين التابعة لمصالح الحماية الميدانية ومعاينتها من قبل الطبيب الشرعي ورفع البصمات من طرف الفرقة التقنية المختصة في الجريمة تحت إشراف وكيل الجمهورية، تم نقل الجثة إلى مستشفى الدويرة لإخضاعها لعملية التشريح.
وكانت مصالح الدرك الوطني التي باشرت تحقيقات معمقة منذ إعلان خبر اختفاء حسام، حيث استعملت كل الوسائل البشرية والتقنية والكلاب المدربة، كما أوقفت ثلاثة أشخاص على خلاف مالي مع أخ غير شقيق لحسام، بالإضافة إلى حجز سيارة لفتاة تقطن بجوار منزله وحققت معهم طيلة الأيام الماضية قبل العثور على الجثة.

والد حسام: لا أتهم أحدا


نفى عمي أحمد والد الضحية حسام، أن يكون قد وجه أي اتهام لأي طرف، وقال في تصريح للشروق التي زارته أمس بعد العثور على جثة ابنه، أنه لم يوجه تهمة اختطاف أو قتل ابنه لأي طرف، وأضاف انه لا يمكن ترجيح فرضية ارتكاب جريمة في حق فلذة كبده إلا بعد انتهاء التحقيقات من قبل المصالح المعنية، وأضاف والدموع تنهمر من عينيه "ضاع مني ابني وأحسبه شهيدا من أهل الجنة، وإذا كان وراء مقتله شخص أطالب الجهات القضائية بتسليط أشد العقوبات عليه".