على الكذب عوّدونا....
10-03-2017, 10:30 PM
على الكذب عوّدونا....
حتى ونحن نيام ’ نحلم كذبا.. حتى ونحن صيام عند الإفطار نفطر كذبا’’ ونحن نتوضأ تهيئا للصلاة قطرات الماء نذرفها كذبا.. ونحن نصلي نسبح تيها في مستنقعات الكذب.. وإذا ما سترنا عوراتنا نسترها بما يصف ويكشف من نسيج الكذب.. وإذا ما تعطّرنا فبنقيع الكذب .. ناهيك عن معاملاتنا وسلوكياتنا ومواعيدنا وعهودنا ومواثيثقنا كذب على كذب وبالكذب ختم وبالعشرة بصمنا..إلآ ما رحم ربي......
سبحان الله ..أي مجتمع آل إليه حال العرب اليوم..’ ولأي أمة ننتمي إن لم نكن من المسلمين.. وعلى أي قطعة من قطع الأرض المتجاورة نعيش ..’ لم يبق أمامنا إلا القمر إن استطعنا إليه سبيلا
بل حتى القمر ذاته ملئ كذبا وأحيط بجدار سميك صلب من الكذب
فأين المفر وأين المستقر ’ وإلى متى نبقى على هذا المنوال .., ليلنا تسرمد وفجرنا خنس بل هو في المهد وئد ...
على الكذب عوّدونا فأمسينا كاذبين وإن صدقنا ..’ ألم تعلم وأن الكذب قد ملّنا فتبرأ منا كما تبرأت من قبل منا الرداءة..
طعامنا.. شرابنا.. لباسنا.. حديثنا.. جمعا كذب على كذب ..’ حتى أديم الأرض المغبون لم يسلم من مبيدات الكذب ’ فكان حصاده زقوما وحشفا وسوء كيل ....مسكينة بهائمنا فأي ذنب اقترفت وعليه عوقبت’ ألأنها كانت ترعى حشيشا أخضرا ويابسا ذات صباح وحين حلّ المساء حُصد وراح’ فأصبح عليه بناء شاهق يحرسه الإسمنت...
وأسفي عليك يا بهائم كنت لنا ذات ضرع فكنا لك الزرع’ ..
أسواق ملتهبة تلتهب’ كنار وعُد بها أبو لهب..’ عهودنا كاذبة مواعيدنا غائبة ..’ موائدنا خالية ’ ملساء السطح’ يزينها بدل الرغيف المحتشم سوء وأردأ صنف من الملح
من نحن ومن هم..؟’ يا أسفًا على أمم غابرة كانت حين تبرم عهدا تفي به ولو مكرهة..’ كانت حين تراعي أناسها توفر لهم شيئا من ماء الوجه وفيه من الرضا والقناعة والسلام ..’ فلا يشتد وقع الجوع على النفس ولا تهزل [ الأغنام] ...
أينما وجهت وجهك ترى أمَّ العجب العجاب ’ وكأننا والحال هذا حُكم علينا بما جاء به الكتاب ’ ولعلني أؤكد وأن هذا الوضع نتيجة إبتعادنا عمّا أمر به رب الأرباب [ ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوالعلهم يرجعون].
أي والله وأضحى الجار لا يأمن الجار’ والأخ والشقيق أعداء فيما بينهما’ أهينت الأم واحتقرت ’ وذُل الوالد وجف ماء وجهه’ الصدق مات والوفاء قُبر’ المانة ضُيعت بها أبشر’ سحت يمشي مختالا ضاحكا’ حرام يسري محتالا فاجرا’ فقط أمر لم أره وهو قاب قوسين منا أو ادنى وهو أن الذئاب من الحيوان لم ترتع كما كانت ذات يوم بيننا وقد عُوضت بضباع من بني البشر ’ دخان بلا نار ’ وسموم ضاقت بها صدور الصبية من الأطفال الصغار ’
سفه’ لؤم’ وقاحة’ استخفاف’ استصغار..’ لا الكبير يرحم الصغير ولا الصغير يوقر الكبير..’ كل يغني عن ليلاه..’ كل تائه لا يعلم مستقره وحدوده ومنتهاه’ لغط’ غلط’ هذا يرفع وذاك يحط’ تمشي وقد تبرأ منك الأمان ’ تسمع ما لم ينزل الله به من سلطان’ تخشى على شرفك ’ على عِرضك ’ على المحتشمة المؤمنة إن هي لحاجة خرجت تقضيها..’ أبواب بيوتنا’ سياج نوافذنا و شرفاتنا
حديد حديد حديد ..., وكأننا في أقفاص داخلها حيوانات مفترسة .
فبراءة مني إليك أيتها الحيوانات ظلمناك وقد برّأنا أنفسنا
يا الله... يا الله.. يا الله لطفا بعبادك المؤمنين حقا’ لطفا ببهائمك.. لطفا بالشيوخ الركع والأطفال الرضع’ وبحرائرنا من المكر والخداع والنار التي ألسنتها إياهن تلسع .
