قتيلان وجريح في "محرقة" بالمركب السياحي لسيدي فرج
20-11-2017, 04:13 AM



ر.ملاح / راضية مرباح


خلف حريق مهول شب بالجناح "H" بالمركب السياحي بسيدي فرج غرب العاصمة، الأحد، في حدود الساعة التاسعة والنصف صباحا، قتيلان (شاب وشابة) ينحدران من العاصمة وجريح، فيما تمكنت مصالح الحماية المدنية من إجلاء نزلاء بشقق مجاورة وإنقاذهم من الموت المحقق، بعد أن حاصرتهم ألسنة اللهب والدخان الأسود الكثيف الذي غطى جميع مداخل الشقق.
مباشرة بعد عملية إخماد الحريق وإجلاء جثث الضحيتين، تسللت "الشروق"، إلى مكان وقوع الكارثة التي استيقظ عليها نزلاء مركب سيدي فرج، وبالضبط "الدوبلاكس" رقم 324 بالجناح "H"، المشكل من طابقين أرضي يتكون من قاعة استقبال، مطبخ، حمام وشرفة، وطابق علوي يتكون من غرفتين للنوم، والتي تحولت إلى رماد بالكامل، إذ أتت ألسنت النيران على كل ما هو موجود من أثاث وتجهيزات بما فيها السلالم الخشبية الرابطة بين الطابقين.

أحد الضحيتين توفي وهو يحاول إنقاذ الآخر
وروى أحد الناجين من الحادثة لـ"الشروق"، أنه بمجرد تفطنه لوجود الحريق بالجناح الذي ينزل فيه، هب إلى الخروج من الشقة، حينها كانت ألسنة النيران قد حاصرت رواق الطابق الأول المؤدي إلى جميع الشقق بالجناح ""H، ولحسن الحظ تمكن من النجاة بنفسه بأعجوبة كبيرة بعد تدخل أعوان المركب الذي تمكنوا من إجلائه إلى الطابق الأرضي من خلال مساعدته بسلم حديد .
وأضاف المصدر، أنه وهو بصدد محاولة النجاة والنزول إلى الطابق الأرضي، سمع صراخ الضحيتين بالشقة رقم 324 وهما يصارعان من أجل الخروج من الشقة، غير أن ألسنة النيران كانت قد امتدت إلى جميع أنحاء الشقة وسط خروج دخان جد كثيف، مؤكدا أن أحد الضحيتين (شاب بالغ حوالي 36 سنة) تمكن من الخروج والوصول إلى الرواق الخارجي، غير أنه عاد أدراجه مجددا من أجل إنقاذ من كان موجودا معه بالشقة (شابة تبلغ حوالي 25 سنة)، ليلقى حتفه بعد دقائق من ذلك بسبب هول الحريق .

الشقة رقم 324 والشهود العيان
وعاينت "الشروق" داخل طابقي الدوبلاكس رقم 324، مخلفات الحريق الذي أتى على كل ما هو موجود داخل الشقة، إذ تحولت التجهيزات والمفروشات وحتى السلالم الخشبية إلى رماد بالكامل، فيما رصدنا جهاز التسخين ( bain d’huile) الذي كان مثبتا بالقرب من سريرين بقاعة الاستقبال، وهو الذي يرجح أن يكون سبب الشرارة الكهربائية التي أدت إلى الانفجار .ووصف شهود عيان هول الحادثة وصراخ النازلين بشقق الجناح وهم يحاولون النجاة بأنفسهم قبل أن تمتد ألسنة النيران، خاصة وأنه دخان أسود كثيف غطى الرواق الرئيسي بالكامل .

المكلف بالإعلام لدى مديرية الحماية المدنية لـ"الشروق":
نرجح فرضية شرارة كهربائية بكابل متعدد المآخذ
رجحت مصالح الحماية المدنية فرضية حادث الانفجار الذي وقع صبيحة الأحد، بالمركب السياحي لسيدي فرج، إلى حتمية حدوث شرارة كهربائية، خاصة وان الشقة محل الحادث تفتقد للربط بغاز المدينة، فيما تم العثور على قارورتين من غاز البوتان سليمتان داخل المطبخ الذي لم يتعرض هو الآخر لأي امتداد لألسنة النيران، فيما أمر وكيل الجمهورية فتح تحقيق في القضية بعد ما عرف الموقع زيارة طارئة له ولوزير السياحة.
وحسب المكلف بالإعلام لدى مديرية الحماية المدنية لولاية الجزائر الملازم الأول خالد بن خلف الله، في تصريح لـ"الشروق"، فإن الحادث سجل في حدود التاسعة و45 دقيقة من صبيحة الأحد أين تلقت مصالحهم وقتها نداء النجدة، حيث تم تجنيد للغرض 4 شاحنات، وأخرى ذات سلم ميكانيكي فضلا عن 3 سيارات إسعاف واحدة طبية، وفور وصول أعوان الحماية المدنية إلى موقع الحادث بالشقة رقم 325، وقفوا على آثار الانفجار المتبوع بالتهاب ألسنة النيران التي تم اخمادها، في حين تم انتشال ضحيتين من جنسين مختلفين تعرضتا للتفحم، ويتعلق الأمر برجل يبلغ من العمر 36 سنة وسيدة ذات 25 سنة بالتقريب بالإضافة إلى رجل آخر تعرض لجروح نقل من طرف مصالح الحماية إلى مستشفى زرالدة، فيما تم إخماد الحريق بالشقة التي تضم طابقين على شكل "الدوبلاكس".
وعن أسباب الانفجار المتبوع بالحريق، أكد بن خلف الله أنها تبقى تنتظر نتائج التحقيق الذي أمر بفتحه وكيل الجمهورية الذي نزل بالموقع للمعاينة قبل أن يلتحق به وزير السياحة، في حين يؤكد المتحدث أن الشقق المتواجدة بموقع الحادث تنعدم لغاز المدينة، الأمر الذي يزيح فرضية انفجار الغاز، خاصة وان قارورتين لغاز البوتان ظلتا سليمتين داخل المطبخ بعد الحادث، حيث لم تمسهما النيران التي لم تزحف إلى الموقع، في حين تبقى فرضية الشرارة الكهربائية الأكثر قربا للمعقول، حيث تؤكد كافة تصريحات السكان والمجاورين لموقع الحادث، انه يمكن لـ"الكابل" المتعدد المآخذ "رالونج" قد حمل طاقة اكبر أدت إلى الضغط وبالتالي الانفجار.