تغالبُ عيني . . . !
18-01-2018, 08:58 AM
تغالبُ عيني . . . !

بسم الله الرحمن الرحيم


تغالبُ عيني دمعهــا وهــو أغلبُ
وتشرقُ في صدري همومٌ وتغربُ
وأرثي على أوقاتِ عمــرٍ أضعتها
على كدرٍ والقـــــلبُ فيها معـــذَّبُ
وتبسلُ نفسٌي بين قـــوسٍ وحربةٍ
وداهيــةٍ فيــها أصيــــحُ وأنــــدبُ
عواذلُ نفسي ألفتِ اليومَ شاهـداً
علــى زمــنٍ فيــه العتـــابُ المحبّبُ
على زمـنٍ سادتْ به شرعةُ الخنَى
وصـارَ به المغــوار من كــانَ يلعبُ
وصــارَ دليـــلَ الناس قِــنٌّ قمامــةٌ
يشكّك في النقل الصحيحِ ويكذبُ
فكان غرابــاً حولــهُ ألـــفُ جــاهـلٍ
يقودهـــمُ نحو المهــاويْ وينــعبُ
تموتُ من اللأواء في الشام أعينٌ
وفينا مواتٌ لم يحسّوا ويغضبوا
فيا وجعـــي من كــلّ همّ سُقيـتـــهُ
على أمّـةٍ ســالتْ دمـاها وتشجبُ
على أمــةٍ مسلــوبةِ الحقِّ والقنــا
مجافيــةً عن ربــها كيفَ تغلــبُ !
تصرَّمــــت الأيــامُ وانثــــالَ عقدها
وصرتُ كبيــرَ الهــمِّ والهــمُّ متعـبُ
على أيِّ فجر تستنيــر قصائدي !؟
إذا كان نــُورُ الفجـــرِ يرديهِ غيهبُ
لك الحمدُ ما كانتْ شكاتي لغيركم
وما كان بثـّي نحــو غيـــركَ مذهبُ
لك الحمدُ والألطـــافُ منــكَ تلفّني
إذا مــا ادلهمّــت بي خطوبٌ تلهّبُ
لك الحمدُ ما اعتاضَ الفؤاد بغيركم
وإنْ مسَّـــه ضـــرٌّ ولو كان يَصعــبُ
فيا عوضــي عــن كــلِّ شيء تركتــهُ
ويا أمـــلـي فيـــما أرجّــــي وأطلــبُ
ويا فالقَ الإصباحِ والحبِّ والنــوى
ويــا رازقـــاً أبـــوابــــهُ لا تـــحـجَّـبُ
ويا راحمـــاً ضعفي وقلَّـــةَ حيـلتي
ويا غافـــراً ذنـبي الذي كنتُ أذْنِــبُ
من جودكَ اللهــم يمّمــت حاجــتــي
أُعَـــزُّ بذلّـــي إنْ سجــدتُ وأقـــــــرُبُ
وعودتنـــي الإحسانَ دومـــاً ومــنَّـةً
وأنتَ كـــريمٌ حيــنَ تــدعـــى وتُرغبُ
أعنِّي علـــى قولٍ مــن الحقِّ ثابــــتٍ
أردُّ بـــــه دينـــاً يُضــــاعُ ويُنــهَـــــبُ
منقول