تسجيل الدخول تسجيل جديد

تسجيل الدخول

إدارة الموقع
منتديات الشروق أونلاين
إعلانات
منتديات الشروق أونلاين
تغريدات تويتر
 
أدوات الموضوع
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية عزف الحنين
عزف الحنين
عضو متميز
  • تاريخ التسجيل : 30-12-2008
  • الدولة : الجزائر/البويرة
  • المشاركات : 915
  • معدل تقييم المستوى :

    16

  • عزف الحنين is on a distinguished road
الصورة الرمزية عزف الحنين
عزف الحنين
عضو متميز
....صلاة الاستخارة......
11-02-2009, 06:24 PM
بسم الله الرحمان الرحيم...صلاة الاستخارة لغة وشرعاً

1- الاستخارة لغة: " طلب الخيرة في الشيء. وخار الله لك؛ أي أعطاك ما هو خير لك، واستخار الله: طلب منه الخيرة والاختيار: الاصطفاء وكذلك التخير، ويقال: استخر الله يخر لك".(1)
2- والاستخارة في الاصطلاح الشرعي: "طلب الاختيار، أي طلب صرف الهمة لما هو المختار عند الله والأولى، بالصلاة والدعاء الوارد في الاستخارة ". (2)
وبعبارة أوضح هي: عبارة عن دعاء معين ورد في السنة يقوله المسلم ويدعو به أو يأتي به بعد صلاة ركعتين من غير الفريضة، إذا عزم على فعل شيء ما، من زواج أو تجارة أو سفر أو نحو ذلك، فيطلب من الله سبحانه وتعالى أن يختار له الخير ويعينه عليه، وييسره له، ويطلب منه سبحانه أن يصرفه عما يريد إذا كان فيه شر له، وسيأتي ذكر هذا الدعاء ومزيد من التفصيل فيه.



أهمية الاستخارة في حياة المسلم وتوصية العلماء بها




إن الإنسان مخلوق ضعيف، بحاجة إلى إعانة الله تعالى في أموره كلها؛ وذلك لأنه لا يعلم الغيب، فلا يدري أين موطن الخير والشر فيما يستقبله من حوادث ووقائع؟
لذا كان من حكمة الله سبحانه ورحمته بعباده أن شرع لهم هذا الدعاء، لكي يتوسلوا بربهم ويستغيثوا به في توجيه السير نحو الخير والنفع.
وإن العبد المسلم على يقين لا يخالطه شك أن تدابير الأمور وصرفها بيد الله سبحانه وتعالى وأنه يقدر ويقضي بما شاء، في خلقه قال تعالى: ( وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ سُبْحَانَ اللَّهِ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ وَرَبُّكَ يَعْلَمُ مَا تُكِنُّ صُدُورُهُمْ وَمَا يُعْلِنُونَ وَهُوَ اللَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَهُ الْحَمْدُ فِي الْأُولَى وَالْآخِرَةِ وَلَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ) (القصص:68-70).

قال العلامة محمد بن أحمد القرطبي المالكي - رحمه الله - : (( قال بعض العلماء: لا ينبغي لأحد أن يقدم على أمر من أمور الدنيا حتى يسأل الله الخيرة في ذلك، بأن يصلي ركعتين صلاة الاستخارة)) (3).
ولقد فهم السلف الصالح هذا المعنى فكانوا يستخيرون ربهم في أمورهم كلها.

ومن الأدلة على ذلك قصة زينب رضي الله عنها في زواجها من النبي ، فقد استخارت ربها في ذلك.
عن أنس رضي الله عنه قال: (( لما انقضت عدة زينب قال رسول الله لزيد: ( فاذكرها علي). قال زيد: فانطلقت فقلت: يا زينب أبشري أرسلني إليك رسول الله يذكرك فقالت: ما أنا صانعة شيئاً حتى أستأمر ربي، فقامت إلى مسجدها ونزل القرآن. وجاء رسول الله فدخل بغير أمر )). (4)

ومعنى قول زينب: (( حتى أستأمر)) أي: حتى أستخير.
ومعنى قوله: (( إلى مسجدها)) أي: موضع صلاتها من بيتها.
ومعنى قول النبي: (( أذكرها علي؟)) أي: أخطبها لي من نفسها. (5)

قال محي الدين النووي الشافعي رحمه الله مبيناً ما في هذا الحديث من حكم وفقه قال: (( وفيه - أي في الحديث - استحباب صلاة الاستخارة لمن هم بأمر، سواء كان ذلك الأمر ظاهر الخير أم لا)). (6)

وقال النووي أيضاً: (( ولعلها استخارت لخوفها من تقصير في حقه )) (7).
والنووي رحمه الله قال هذه العبارة الأخيرة ليرفع الإشكال الذي قد يرد وهو أن الاستخارة تكون في الأمر الذي لا يعرف أهو خير أم شر؟ وأما زواج المرأة من النبي فخير لها، أي خيره ظاهر فكيف تستخيره؟ فبين ذلك رحمه الله.
هكذا كان حرصهم رضي الله عنهم على تطبيق هذه السنة في حياتنا، ونتوكل على ربنا سبحانه، فهو نعم المولى ونعم الوكيل.

ولقد أحسن من قال:

توكل على الرحمن في كل حاجة........إذ ما يرد ذو العرش أمراً بعبده
وقد يهلك الإنسان من وجه حذره......أردت فإن الله يقضي ويقدر
يصبه وما للعبد ما يتخير.............وينجو بحمد الله من حيث يحذر (8).



بيان نص دعاء ودليل صلاة الاستخارة من السنة وتخريجه وشرح معانيه الغريبة



أولاً: نص دعاء الاستخارة:
عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: ( كان رسول الله يعلمنا الاستخارة في الأمور كلها كما يعلمنا السورة من القرآن، يقول: (إِذَا هَمَّ أَحَدُكُمْ بِالْأَمْرِ فَلْيَرْكَعْ رَكْعَتَيْنِ مِنْ غَيْرِ الْفَرِيضَةِ ثُمَّ لِيَقُلْ اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْتَخِيرُكَ بِعِلْمِكَ وَأَسْتَقْدِرُكَ بِقُدْرَتِكَ وَأَسْأَلُكَ مِنْ فَضْلِكَ فَإِنَّكَ تَقْدِرُ وَلَا أَقْدِرُ وَتَعْلَمُ وَلَا أَعْلَمُ وَأَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ اللَّهُمَّ فَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ هَذَا الْأَمْرَ ثُمَّ تُسَمِّيهِ بِعَيْنِهِ خَيْرًا لِي فِي عَاجِلِ أَمْرِي وَآجِلِهِ قَالَ أَوْ فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي فَاقْدُرْهُ لِي وَيَسِّرْهُ لِي ثُمَّ بَارِكْ لِي فِيهِ اللَّهُمَّ وَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّهُ شَرٌّ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي أَوْ قَالَ فِي عَاجِلِ أَمْرِي وَآجِلِهِ فَاصْرِفْنِي عَنْهُ وَاقْدُرْ لِي الْخَيْرَ حَيْثُ كَانَ ثُمَّ رَضِّنِي بِهِ) (9).

ثانياً: تخريج النص:
الحديث: أخرجه أحمد في مسنده (11/520) (4642) والبخاري في عدة مواضع من صحيحه، فقد أخرجه في كتاب التهجد باب: ما جاء في التطوع مثنى مثنى، برقم (1162) ، الفتح (3/61 - 62) وأخرجه أيضاً في الدعوات، باب: الدعاء عند الاستخارة، برقم (6382)، الفتح (11/218، 219).
وأخرجه أيضاً في كتاب التوحيد، باب: قول الله تعالى: ? قُلْ هُوَ الْقَادِرُ ? (الأنعام: من الآية65) برقم (7390)، الفتح (13/464).
وأخرجه أبو داود في سننه، في كتاب الصلاة، باب: في الاستخارة، برقم (1583) (2/91).
وأخرجه الترمذي في سننه، في أبواب الوتر، ما جاء في صلاة الاستخارة، برقم (480) (2/345).
وأخرجه النسائي في سننه، في كتاب النكاح، باب: كيفية الاستخارة، برقم (3253) (3/3389). وأخرجه أبو يعلى في مسنده (2/411) (2082)، وابن حبان في صحيحه (3/169) (887).


ثالثاً: شرح معاني غريب الحديث:
وبعد أن بينا بعض من أخرجه لكي تطمئن النفوس على صحة الحديث نشرع الآن في بيان ما يشكل من بعض معانيه الغريبة.
قوله: (( إذا هم )) ، أي إذا قصد.
قوله: (( بالأمر )) أي: بأمر من الأمور.
قوله: (( فليركع ركعتين )): أي: ليصل، وقد يذكر الركوع ويراد به الصلاة كما يذكر السجود ويراد به الصلاة، من قبل ذكر الجزء وإرادة الكل.
قوله: (( من غير الفريضة )) يعني: النوافل: أي تكون تلك الركعتان من النافلة.
قوله: (( أستخيرك )) أي: أطلب الخير، أن تخير لي أصلح الأمرين؛ أي تختاره، لأنك عالم به وأنا جاهل.
قوله: (( وأستقدرك )): أي: أطلب أن تقدرني على أصلح الأمرين، إذ أطلب منك القدرة على ما نويته، فإنك قادر على إقداري عليه، أو أن تقدر لي الخير بسبب قدرتك عليه.
قوله: (( تسميه باسمه )) أي: تسمي أمرك وحاجتك التي قصدت الاستخارة لها في هذا الموضع.
مثلاً تقول: اللهم إن كنت تعلم أن هذا السفر خير لي، أو هذا الزواج، أو هذا النوع من التجارة، أو هذه السيارة، ونحو ذلك مما تريد.
قوله: ( في ديني ومعاشي وعاقبة أمري وعاجله وآجله) يعني: إن كان فيه خير يرجع لديني ولمعاشي وعاقبة أمري، وإنما ذكر عاقبة الأمر، لأنه رب كل شيء يهمه الرجل يكون فيه خير في ذل الحال، ولكن لا يكون خيراً في آخر الأمر، بل ينقلب إلى عكسه، فزاد في الدعاء بقوله: ( وعاقبة أمري).
قوله: ( فاقدره) بضم الدال، أي: اقض لي به وهيئه.
قوله: (فاصرفه عني)، أي: لا تقض لي به، ولا ترزقني إياه.
قوله: ( واصرفني عنه) أي: لا تيسر لي أن أفعله وأقلعه من خاطري، أي لا أهتم به ولا أهمه بعد ذلك.
قوله: ( حيث كان) أي: اقض لي بالخير حيث كان الخير.
قوله: (ثم رضني به) أي: اجعلني راضياً بذلك، أي: بخير المقدور (10).

الحواشي:


(1) لسان العرب (4/259) مادة خير.
(2) الموسوعة الكويتية (2413).
(3) الجامع لأحكام القرآن (13/202).
(4) أخرجه مسلم في كتاب النكاح، باب: زواج زينب بنت جحش ونزول الحجاب برقم (3488)، والنسائي واللفظ له (6/387) برقم (3251).
(5) حاشيتا السندي والسيوطي على سنن النسائي (6/387 - 388).
(6) شرح مسلم للنووي (9/229 - 230).
(7) شرح مسلم للنووي (9/229 - 230).
(8) ذكر هذه الآيات القرطبي في تفسيره (13/202).
(9) ونص الحديث نقلته من كتاب صحيح الكلم الطيب لشيخ الإسلام ابن تيمية، بتحقيق العلامة الألباني (ص 47 - 48) لأنه أسهل في الحفظ والفهم.
(10) انظر شرح ما سبق في: فتح الباري (11/220 - 223)، نيل الأوطار (3/88 - 90). عون المعبود (4/277)، شرح الطيبي على المشكاة (4/1245)، مرقاة المفاتيح (3/401 - 406)، عارضة الأحوذي (2/262 - 265)، تحفة الأحوذي (2/482 - 484)، العلم الهيب في شرح الكلم الطيب (ص 232 - 334).


ـ يتبع ـ
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية عزف الحنين
عزف الحنين
عضو متميز
  • تاريخ التسجيل : 30-12-2008
  • الدولة : الجزائر/البويرة
  • المشاركات : 915
  • معدل تقييم المستوى :

    16

  • عزف الحنين is on a distinguished road
الصورة الرمزية عزف الحنين
عزف الحنين
عضو متميز
رد: ....صلاة الاستخارة......
11-02-2009, 06:35 PM
(بيان مسائل حول صلاة الاستخارة من حديث جابر السابق)


المسألة الأولى: بيان الحكم الشرعي للاستخارة، فهل هي واجبة أم سنة؟

لا خلاف بين العلماء أن صلاة الاستخارة سنة وليست بواجبة، ومعنى ذلك أن من عزم على فعل أمر ما كسفر أو زواج أو تجارة يسن له أن يصلي الاستخارة قبل أن يفعل ولا يجب عليه، ولكن لا يترك هذه السنة لأن فيها خيراً كثيراً، والله يعلم الغيب والعبد لا يعلمه. فالحاصل أنها سنة مع أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (( فليركع ركعتين )) ومع ذلك حكم العلماء أنها سنة.

قال العلامة زين الدين العراقي الشافعي - رحمه الله - : ( ولم أر من قال بوجوب الاستخارة) (11).

وقال الحافظ ابن حجر - رحمه الله - : ( فكأنهم فهموا أن الأمر فيه للإشارة فعدلوا به عن سنن الوجوب، ولما كان مشتملاً على ذكر الله والتفويض إليه كان مندوباً والله أعلم) (12).


وقال محي الدين النووي الشافعي - رحمه الله -: ( صلاة الاستخارة سنة) (13).


وقال العلامة عبد العزيز ابن باز - رحمه الله -: ( صلاة الاستخارة سنة) (14).


ومما يدل على أنها سنة حديث الأعرابي الذي أتى يسأل النبي صلى الله عليه وسلم ما يجب عليه من الفرائض، وهو الحديث الذي من مسند طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه قال: (( جاء رجل إلى رسول الله من أهل نجد ثائر الرأس نسمع دوي صوته ولا نفقه ما يقول، حتى دنا من رسول الله ، فإذا هو يسأل عن الإسلام، فقال رسول الله : ( خمس صلوات في اليوم والليلة) فقال: هل عليّ غيرهن؟ قال: (لا، إلا أن تطوع)، قال رسول الله : ( صيام شهر رمضان ) قال: هل عليّ غيره؟ فقال: ( لا إلا أن تطوع) قال: وذكر له رسول الله الزكاة، فقال: هل عليّ غيرها؟ قال: ( لا، إلا أن تطوع). قال: فأدبر الرجل وهو يقول: والله لا أزيد على هذا ولا أنقص منه. فقال رسول الله : (أفلح إن صدق) (15).


والشاهد من الحديث قول النبي صلى الله عليه وسلم : (خمس صلوات في اليوم والليلة).

فدل على أن الفرض من الصلاة انحصر في هذه الفروض الخمس، وما سواها نفل.

قال بدر الدين العيني الحنفي - رحمه الله - : ( فأما الاستخارة فدل على عدم وجوبها للأحاديث الصحيحة الدالة على انحصار فرض الصلاة في الخمس) (16).


وقال العراقي: (( ودل على عدم وجوب الاستخارة ما دل على عدم وجوب صلاة زائدة على الخمس في حديث: هل علي غيرها؟ قال: ( لا إلا أن تطوع) )) (17).


ولكن هذا الدليل يصلح للاستدلال به على عدم وجوب ركعتي الاستخارة، فهو صرف الأمر في حديث جابر إلى الندب، وبقي الأمر في الدعاء على ظاهره يدل على الوجوب يحتاج إلى صارف.


وبيّن الحافظ رحمه الله كيف أن الدعاء مندوب أيضاً وليس بواجب وذلك كما في قوله السابق قبل قليل وهو قوله: ( فكأنهم فهموا أن الأمر فيه للإشارة فعدلوا به عن سنن الوجوب، ولما كان مشتملاً على ذكر الله والتفويض إليه كان مندوباً والله أعلم) (18) اهـ.


ومعنى كلام الحافظ رحمه الله أن الصارف للأمر شيئان:

الأول منهما: أن العلماء فهموا أن الأمر في قوله: (( فليركع ركعتين من دون الفريضة ثم يقول )) فهموا أن الأمر فيه من باب المشورة، لا من باب الإلزام، أي: يشير عليهم النبي صلى الله عليه وسلم إلى الأفضل، وذلك كأن ننصح رجلاً ما يريد وجهة ما فنقول له: اذهب من ذاك الطريق الغربي فهو أيسر لك، فالمشورة هنا واضحة أنها للإلزام والوجوب؛ فكأن النبي صلى الله عليه وسلم يشير عليهم وينصحهم بالاستخارة.
والثاني منهما: حيث إن الأمر هنا في باب الدعاء، وأصل الدعاء من باب الندب والاستحباب كان هذا كذلك ، وحيث إن هذا الدعاء فيه تفويض الأمر لله، وترك الأمر له كان ندباً والله أعلم.

المسألة الثانية: فيم تكون الاستخارة؟

تكون الاستخارة في الأمور المباحة كالزواج والتجارة المباحة وغيرها، وكذلك تكون الاستخارة في المندوبات إذا حصل للمرء بينها تعارض، كأن يحتار الرجل بين أمرين فيختار الأصلح منهما والأقرب نفعاً ثم يستخير الله فيه.
ولا تكون الاستخارة في ترك المحرمات والمكروهات، فلا يستخير أحد هل يسرق أو لا؟
كما أنها لا تكون في الواجبات وصنائع المعروف، مما هو معروف خيره ونفعه، فلا يستخير أحد هل يصلي الظهر أو لا؟ لأن ذلك واجب عليه، فهي إذن في الأمور التي لا يدري العبد وجه الصواب والخير والنفع فيها، أما الواجبات وصنائع المعروف كالعبادات فلا حاجة للاستخارة فيها.
وقد يستخير الإنسان في شيء يتعلق بالعبادة، وذلك مثل السفر للحج، فيستخير الله هل يسافر هذه السنة؛ وذلك لاحتمال عدو أو فتنة؟ واختيار الرفقة هل يرافق فلاناً أم لا؟ (19).

قال الحافظ ابن حجر: ( قال ابن أبي جمرة: فإن الواجب والمستحب لا يستخار في فعلهما، والحرام والمكروه لا يستخار في تركهما، فانحصر في الأمر المباح، وفي الأمر المستحب إذا تعارض منه أمران أيهما يبدأ به ويقتصر عليه ) (20).
ولا تحتقرن شيئاً في الأمر فاستخر الله في الأمر الصغير والكبير، والعظيم والحقير مما يشرع الاستخارة فيه (فرب حقير يترتب عليه الأمر العظيم) (21).

الحواشي:

(11) فتح الباري (11/221 - 222).
(12) فتح الباري (11/221 - 222).
(13) المجموع (3/546).
(14) مجموع فتاوى ابن باز (3/546).
(15) أخرجه البخاري في كتاب الإيمان برقم (46 ) الفتح (2/142)، ومسلم واللفظ له في كتاب الإيمان برقم (100) مسلم بشرح النووي (1/119 - 120)، وأبو داود في سننه (391) (1/104)، والنسائي برقم (457) (1/246).
(16) عمدة القارئ (7/233).
(17) الفتح (11/221).
(18) الفتح (11/222).
(19) انظر هذه المسألة في: كشاف القناع (1/419)، الأذكار للنووي (ص 112)،عمدة القارئ (7/233 - 234)، نيل الأوطار (3/88)، تحفة الأحوذي (2/482)، غاية المرام (5/528)، الفتح الرباني (5/52).
(20) فتح الباري (11/220).
(21) فتح الباري (11/220).
(22) الفتح (11/220).

ـ يتبع ـ
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية عزف الحنين
عزف الحنين
عضو متميز
  • تاريخ التسجيل : 30-12-2008
  • الدولة : الجزائر/البويرة
  • المشاركات : 915
  • معدل تقييم المستوى :

    16

  • عزف الحنين is on a distinguished road
الصورة الرمزية عزف الحنين
عزف الحنين
عضو متميز
رد: ....صلاة الاستخارة......
11-02-2009, 06:37 PM

المسألة الثالثة: ما الحكمة من تشبيه صلاة الاستخارة بالسورة من القرآن؟


المراد بهذه المسألة معرفة الحكمة التي قال لأجلها جابر رضي الله عنه قال: (كان النبي صلى الله عليه وسلم يعلمنا الاستخارة في الأمور كلها كالسورة من القرآن).

فشبّه جابر رضي الله عنه تعليمهم النبي صلى الله عليه وسلم صلاة الاستخارة والدعاء كما كان يعلمهم السورة من القرآن.
وقيل: ( وجه التشبيه عموم الحاجة في الأمور كلها إلى الاستخارة كعموم الحاجة إلى القراءة في الصلاة) (22).

أي كما أنه يحتاج إلى قراءة القرآن في الصلاة، فكذلك يحتاج إلى الاستخارة في الحياة.

هذا ( فيه إشارة إلى الاعتناء التام البالغ بهذا الدعاء، وهذه الصلاة لجعلها تلوين للفريضة والقرآن) (23).

ولعل هناك حكمة أكبر ومعنى أغزر في هذا التصوير والتشبيه وهي: عدم جواز الابتداع في صلاة الاستخارة وهيئتها بشكل عام، وألفاظ دعائها بشكل خاص، فلا تدخل الألفاظ المستحدثة، والأفعال المبتدعة فيها، ويجب الاقتصار على ما ورد النص به من قول وفعل.

فيكون المعنى والحكمة: كما أنه لا يجوز التغيير في القرآن عموماً ومطلقاً، فلا يزاد فيه، ولا ينقص منه، كذلك صلاة الاستخارة وألفاظها لا يزاد فيها ولا ينقص منها كالسورة من القرآن تماماً، والله أعلم.

وهذا من معجزاته صلى الله عليه وسلم، فقد حذر من ذلك بإشارة لطيفة، ومع ذلك فقد استحدثت اليوم أنواع مبتدعة وجديدة للاستخارة، كاستخارة الكف والفنجان والأبراج وغير ذلك كما سيأتي طرحه في مبحث مستقل بإذن الله تعالى.

قال العلامة محمد بن عبد الله بن الحاج المالكي رحمه الله وهو يتحدث عن عدم جواز إضافة شيء إلى الاستخارة ليس منها، فبعد أن منع ذلك ونبه عليه قال: ( فيا سبحان الله ! صاحب الشرع اختار لنا ألفاظاً منتقاة جامعة لخيري الدنيا والآخرة حتى قال الراوي للحديث في صفتها على سبيل التخصيص والحض على التمسك بألفاظها وعدم العدول إلى غيرها ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا الاستخارة في الأمور كلها كما يعلمنا السورة من القرآن ) والقرآن قد علم أنه لا يجوز أن يغير ولا يزاد فيه ولا ينقص منه، وإذا نص فيه على الحكم نصاً لا يحتمل التأويل لا يرجع لغيره) اهـ (24).


المسألة الرابعة: متى تشرع صلاة الاستخارة ؟
أو متى يبدأ وقتها ؟


المراد بهذه المسألة: تحديد الوقت الذي تشرع في الاستخارة، يبدأ وقت الاستخارة عند العزم على فعل شيء من الأشياء، والإقدام على أمر من الأمور المباحة.

ويدل على ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث السابق من رواية جابر رضي الله عنه حيث جاء فيه: ( إذا همّ ) ؛ أي: إذا قصد وعزم.

وقيل: إذا ورد على قلبه الخاطر للفعل أو فعل الشيء فإنه يستخير فيظهر له ببركة الدعاء والصلاة ما هو خير له.

ولكن الاستخارة عند العزم على الأمر والتصميم على فعله وقبل الشروع أرجح؛ لأن الخواطر التي ترد على القلب كثيرة، فلو استخار في كل ما بدا له وخطر على قلبه لضاعت عليه أوقاته.(25)

ومما ينبغي التنبه له أن المستخير حال استخارته ينبغي أن يكون خالي الذهن غير متعصب لأمر بعينه، أي: لا يميل لهواه ورغبته، بل يتجرد من ذلك ويكل الأمر لله سبحانه ليظهر له الخير فيما عز وأراد.

الحواشي:

(22) الفتح (11/220).
(23) المصدر السابق.
(24) المدخل (4/37 - 38).
(25) الفتح (11/220).
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية حورية الجزائر
حورية الجزائر
عضو متميز
  • تاريخ التسجيل : 13-11-2008
  • الدولة : الجزائر
  • العمر : 35
  • المشاركات : 590
  • معدل تقييم المستوى :

    16

  • حورية الجزائر is on a distinguished road
الصورة الرمزية حورية الجزائر
حورية الجزائر
عضو متميز
رد: ....صلاة الاستخارة......
11-02-2009, 06:40 PM
شكرا جزيل
وجعل الله عملك في ميزان الحسنات
لايلهيك الابحار فى النت عن الصلاة
فالصلاة في وقتها خير من الدنيا وما فيها
.....
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية عزف الحنين
عزف الحنين
عضو متميز
  • تاريخ التسجيل : 30-12-2008
  • الدولة : الجزائر/البويرة
  • المشاركات : 915
  • معدل تقييم المستوى :

    16

  • عزف الحنين is on a distinguished road
الصورة الرمزية عزف الحنين
عزف الحنين
عضو متميز
رد: ....صلاة الاستخارة......
11-02-2009, 06:40 PM
المسألة الخامسة: هل لابد من تخصيص ركعتين لصلاة الاستخارة أم تحصل مع النوافل؟

المراد بهذه المسألة: هل إتيان دعاء الاستخارة دبر النوافل وذلك كالرواتب مثلاً، كأن يصلي المرء راتبة الظهر، وهي: أربع ركعات قبل الظهر، وركعتان بعدها، أو راتبة المغرب وهي ركعتان بعد صلاة المغرب، فلو صلى المسلم راتبة المغرب واستخار بعدها، فهل ذلك كاف ومجزئ أم لابد من أن يصلي ركعتين خاصتين لكي يستخير بعدهما؟
الصحيح الراجح في هذه المسألة - والله أعلم - أنه إن صلى نافلة من النوافل مع نية الاستخارة أجزأه ذلك بإذن الله تعالى، ولكن عليه أن يعقد العزم والنية على أنه يريد بهذه الصلاة النافلة والاستخارة معا قبل الشروع في النافلة.

قال محي الدين النووي - رحمه الله - : (والظاهر أنها تحصل بركعتين من السنن الرواتب، وبتحية المسجد وغيرها من النوافل).


وقال رحمه الله: (لو دعا بدعاء الاستخارة عقب راتبة صلاة الظهر مثلا أو غيرها من النوافل الراتبة والمطلقة سواء اقتصر على ركعتين أو أكثر أجزأ).


وقال زين الدين العراقي - رحمه الله- : ( إن كان همه بالأمر قبل الشروع في الراتبة ونحوها ثم صلى من غير نية الاستخارة وبدا له بعد الصلاة الإتيان بدعاء الاستخارة فالظاهر حصول ذلك).

وقال الحافظ ابن حجر - رحمه الله -: ( إن نوى تلك الصلاة بعينها وصلاة الاستخارة معاً أجزأ بخلاف ما إذا لم ينو) (26).

وقال المناوي رحمه الله تعالى: (والأكمل الاستخارة عقب صلاة ركعتين بنيتها).(27)


وقال في عون المعبود: ( من غير الفريضة ) بيان للأكمل ونظيره تحية المسجد وشكر الوضوء).(28)


والدليل على جواز ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم: (( من غير الفريضة )) فهذا المنطوق مفهومه أنها تحصل بعد النافلة، أما بعد الفرض فلا تجزئ، فلو صلى فريضة الصبح - مثلاً - واستخار بعدها لم يكن عمله صحيحاً.


المسألة السادسة: من عزم على الاستخارة بعد الانتهاء من صلاة النافلة، وأراد أن يأتي بدعاء الاستخارة بعد الصلاة فهل يستخير أم يعيد الصلاة؟

المراد بالمسألة: من صلى نافلة من النوافل ثم عرض له طلب الاستخارة لأمر من الأمور وهو ممن يقصد الاستخارة بعد صلاة ركعتين، فهي يكفيه صلاة النافلة التي صلاها أم يعيد صلاة أخرى؟

الظاهر - والله أعلم - أنه يعيد ركعتين لأجل الاستخارة غير التي صلاها منذ قليل؛ وذلك لأنه لابد من وجود الإرادة والنية؛ أي نية الاستخارة قبل الشروع أو الانتهاء من الصلاة؛ وذلك لعموم حديث النبي صلى الله عليه وسلم: ( إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى).

قال الحافظ ابن حجر - رحمه الله - : ( ويبعد الإجزاء لمن عرض له الطلب بعد فراغ الصلاة لأن ظاهر الخبر أن تقع الصلاة والدعاء بعد وجود إرادة الأمر) (29).

قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: (ولا يقال دعاء الاستخارة إذا صلى تحية المسجد، أو الراتبة ولم ينوه من قبل؛ لأن الحديث صريح بطلب صلاة الركعتين من أجل الاستخارة فإذا صلاهما بغير هذه النية لم يحصل الامتثال).(30)

الحواشي:

(26) الأذكار: (ص 112)، نيل الأوطار (3/88)، الفتح (11/221).
(27) فيض القدير (1/576).
(28) عون المعبود (4/287).
(29) فتح الباري (11/221).
(30) مجموع رسائل وفتاوى ابن عثيمين (14/218).
ـ يتبع ـ
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية عزف الحنين
عزف الحنين
عضو متميز
  • تاريخ التسجيل : 30-12-2008
  • الدولة : الجزائر/البويرة
  • المشاركات : 915
  • معدل تقييم المستوى :

    16

  • عزف الحنين is on a distinguished road
الصورة الرمزية عزف الحنين
عزف الحنين
عضو متميز
رد: ....صلاة الاستخارة......
11-02-2009, 06:43 PM


المسألة السابعة: أين يقال دعاء الاستخارة قبل السلام أم بعده؟


المقصود بهذه المسألة: أن دعاء الاستخارة الذي جاء في حديث جابر رضي الله عنه يقال بعد السلام والانتهاء من الصلاة أم قبل السلام؟


الأمر في هذه المسألة فيه سعة، فمن ذكر الدعاء بعد التشهد وقبل السلام فذلك جائز وهو ترجيح شيخ الإسلام أحمد بن عبد السلام بن تيمية رحمه الله حيث قال: ( يجوز الدعاء في صلاة الاستخارة وغيرها قبل السلام وبعده، والدعاء قبل السلام أفضل؛ فإن النبي صلى الله عليه وسلم أكثر دعائه كان قبل السلام، والمصلي قبل السلام لم ينصرف، فهذا أحسن، والله تعالى أعلم) (28).

ومن أتى بالدعاء بعد السلام - أيضاً - جاز له ذلك، والأرجح والأقرب والله أعلم أن الدعاء يكون بعد السلام والانتهاء من الصلاة، وذلك ظاهر في حديث النبي صلى الله وعليه وسلم كما مر في حديث جابر حيث قال: ( فليركع ركعتين من غير الفريضة ثم يقول: اللهم إني أستخيرك ...).

فقول النبي صلى الله عليه وسلم: ( ثم يقول) يدل على تأخير الدعاء عن الصلاة؛ لأن (ثم) في اللغة تفيد الترتيب مع التراخي، أي: يصلي أولاً ثم يذكر الدعاء.

قال الشوكاني - رحمه الله -: ( والحديث - أي حديث جابر - يدل على مشروعية صلاة الاستخارة والدعاء عقيبها، ولا أعلم في ذلك خلافاً) (29).

وقال الحافظ ابن حجر: (هو ظاهر في تأخير الدعاء عن الصلاة، فلو دعا به أثناء الصلاة احتمل الأجزاء، ويحتمل الترتيب على تقديم المشروع في الصلاة قبل الدعاء فإن موطن الدعاء في الصلاة السجود أو التشهد) (30).

وقال الشيخ العلامة عبد العزيز ابن باز رحمه الله لما سئل عن موضع دعاء الاستخارة ومتى يكون قال: (والدعاء فيها - أي في صلاة الاستخارة - يكون بعد السلام كما جاء بذلك الحديث الشريف) (31).

وبأرجحية وقوع دعاء الاستخارة بعد السلام أفتى أعضاء اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء - وفق الله القائمين عليها - برئاسة الشيخ الوالد عبد العزيز بن باز رحمه الله تعالى حيث ورد على اللجنة العلمية للإفتاء السؤال الآتي:

(س): هل دعاء الاستخارة يكون قبل التسليم أم بعد التسليم والخروج من الصلاة؟

(ج): (دعاء الاستخارة يكون بعد التسليم من صلاة الاستخارة) (32).


الحواشي:

(28) مجموع فتاوى شيخ الإسلام (23/177).

(29) نيل الأوطار (3/89).

(30) فتح الباري (11/222).

(31) مجموع فتاوى ابن باز (2/236).

(32) فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث والإفتاء (8/162).
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية عزف الحنين
عزف الحنين
عضو متميز
  • تاريخ التسجيل : 30-12-2008
  • الدولة : الجزائر/البويرة
  • المشاركات : 915
  • معدل تقييم المستوى :

    16

  • عزف الحنين is on a distinguished road
الصورة الرمزية عزف الحنين
عزف الحنين
عضو متميز
رد: ....صلاة الاستخارة......
11-02-2009, 06:47 PM

المسألة الثامنة:
هل تجوز قراءة دعاء الاستخارة من كتاب أم لابد من حفظ هذا الدعاء؟


إن بعض الناس قد يحتج لتركه صلاة الاستخارة بعدم حفظه لدعائها وأنه لا يستطيع حفظه لطوله.


ويقال لمثل هذا: إن استطعت أن تحفظ الدعاء فذلك خير لك وأنفع، وإن لم تستطع حفظه، فلا يكلف الله نفساً إلا وسعها، ويجوز لك أن تقرأ الدعاء من كتاب مفتوح من كتب الأدعية وهي متوفرة، أو تكتبه في ورقة تقرأ منها بعد الصلاة، فالأمر فيه سعة ولله الحمد على تيسيره.


ومع كثر تطبيق هذه السنة وتكرارها يحفظ الدعاء تلقائياً مع مرور الأيام.

وبجواز قراءة دعاء الاستخارة من كتاب ما، أفتت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء، فقد سئلت اللجنة سؤالاً نصه:

(س):
بالنسبة إلى صلاة الاستخارة لعمل ما، أو حاجة ما أو أي شيء؛ هل يشترط أن أحفظ الدعاء الوارد عن النبي محمد عليه الصلاة والسلام (دعاء الاستخارة) أم يمكن قراءته في الكتاب فقط وبعد أداء الصلاة؟


فكان الجواب كما يلي:

( إن حفظت الدعاء للاستخارة أو قرأته من الكتاب فالأمر في ذلك واسع، وعيك الاجتهاد في إحضار قلبك والخشوع لله، والصدق في الدعاء..) (33).

المسألة العاشرة: هل تجزئ صلاة الاستخارة بعد الفريضة؟


المراد بهذه المسألة: إن صلى الفرض كصلاة الفجر مثلاً ثم دعاء بدعاء الاستخارة فهل يجزئ ذلك ويجوز أم لا؟


ويقال في تفصيل هذه المسألة: إن دعا بدعاء الاستخارة بعد أداء صلاة الفرض فلا يجزئه ذلك، ومعنى لا يجزئ: أي: لم يقع منه الفعل الصحيح للعبادة، فلم تقبل منه.

والدليل على ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم في صفة صلاة الاستخارة: ( فليركع ركعتين من غير الفريضة).

فقوله:
( من غير الفريضة) قال بدر الدين العيني - رحمه الله -: ( دليل على أنه لا تحصل سنة صلاة الاستخارة بوقوع الدعاء بعد صلاة الفريضة لتقييد ذلك في النص بغير الفريضة) (34).


وقال العلامة محمد بن عبد الرحمن المباركفوري رحمه الله في شرح قول النبي صلى الله عليه وسلم:
(من غير الفريضة):

( فيه دليل على أنه لا تحصل سنة صلاة الاستخارة بوقوع الدعاء بعد صلاة الفريضة) (35).

وقال الحافظ ابن حجر: ( فيه احتراز عن صلاة الصبح مثلاً) (36).


الحواشي:

(33) فتاوى اللجنة الدائمة (8/161).
(34) عمدة القارئ (1/233).
(35) تحفة الأحوذي (2/482).
(36) فتح الباري (11/221)، وانظر مرقاة المفاتيح (3/402).


ـ يتبع ـ
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية عزف الحنين
عزف الحنين
عضو متميز
  • تاريخ التسجيل : 30-12-2008
  • الدولة : الجزائر/البويرة
  • المشاركات : 915
  • معدل تقييم المستوى :

    16

  • عزف الحنين is on a distinguished road
الصورة الرمزية عزف الحنين
عزف الحنين
عضو متميز
رد: ....صلاة الاستخارة......
11-02-2009, 06:49 PM
المسألة التاسعة: هل هناك آيات أو سور معينة مخصوصة لصلاة الاستخارة؟


لا يوجد دليل ما يدل على قراءة سور أو آيات معينة مخصوصة بصلاة الاستخارة؛ لذا فالصحيح في المسألة أن المسلم إذا صلى الاستخارة يقرأ الفاتحة في الركعتين ثم ما تيسر له من القرآن، فيقرأ ما يحفظ من كتاب الله دون تحديد أو تقييد لشيء معين فيه، فهذا هو الصواب.

واستحب النووي رحمه الله أن يقرأ في الأولى بعد الفاتحة (قل يا أيها الكافرون) وفي الثانية (قل هو الله أحد) (37).

قال العراقي: ( ما ذكره النووي مناسب ، لأنهما سورتا الإخلاص فناسب الإتيان بهما في صلاة المراد منها إخلاص الرغبة ، وصدق التفويض ، وإظهار العجز ) (38).

واستحب بعض السلف أن يزيد على القراءة بعد الفاتحة في الركعة الأولى بقوله تعالى:

(وربك يخلق ما يشاء ويختار ما كان لهم الخيرة سبحان الله وتعالى عما يشركون * وربك يعلم ما تكن صدورهم وما يعلنون * وهو الله لا إله إلا هو له الحمد في الأولى والآخرة وله الحكم وإليه ترجعون ) الآيات في سورة القصص، وفي الركعة الثانية بقوله تعالى: (وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمراً أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالاً مبينا) الآية في سورة الأحزاب. (39 ).

قال ابن حجر: ( والأكمل أن يقرأ في كل منهما السورة والآية الأوليين في الأولى والأخريين في الثانية ) (40)، فكأنه رحمه الله رأى الجمع بين القولين ، لأنه مناسب وإن لم يرد.

وهذا الذي استحبه بعض أهل العلم من آيات أو سور معينة لا يلتفت إليه، لأنه لا يجوز تقييد ما أطلقه الشرع، ولا تخصيص العموم إلا بدليل، والاستحباب حكم شرعي يحتاج لدليل.

قال العلامة زين الدين العراقي - رحمه الله -: ( لم أجد في شيء من طرق أحاديث الاستخارة تعيين ما يقرأ فيها) (41).

قال ابن حجر رحمه الله: ( قال شيخنا في شرح الترمذي: لم أقف على دليل ذلك ولعله ألحقهما بركعتي الفجر والركعتين بعد المغرب ).(42)

ولما سئل العلامة عبد العزيز بن باز رحمه الله عن صفة صلاة الاستخارة قال: ( وصفتها أنها تصلى ركعتين مثل بقية صلاة النافلة، يقرأ في كل ركعة فاتحة الكتاب وما تيسر من القرآن ثم يدعو) (43).

تأمل قوله - رحمه الله-: ( فاتحة الكتاب وما تيسر من القرآن) فإنه في غاية الأهمية والحكمة.

وقال أعضاء اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء برئاسة العلامة عبد العزيز بن باز رحمه الله وقد سئلوا:

هل تقرأ سور أو آيات معينة في صلاة الاستخارة؟

قالوا: ( أما القراءة فيها بالفاتحة وما تيسر بعدها من القرآن سورة كاملة أو بعض سورة) (44).


خلاصة: إن عدم تقييد صلاة الاستخارة بسورة أو آيات معينة - سوى الفاتحة - هو الذي يناسب حكمة الشرع وسهولته ويسره؛ وذلك لأن هذه الصلاة مطلوب تطبيقها والاعتناء بها من كل الناس، والناس درجات: منهم من يحفظ القرآن ومنهم من يحفظ آيات أو سوراً معينة من قصار السور، فلو حددها الشرع وقيدها بسور معينة قد لا يكون كل الناس يحفظون هذه الآيات أو السور المخصوصة بهذه الصلاة، وحينئذ يحرم كثير من الناس تطبيق هذه السنة العظيمة والتي يوفق الله بها كثيراً من البشر إلى الخير، ولكن لما شرعت هذه الصلاة وترك أمر القراءة فيها مفتوحاً للناس دل على تيسير الأمر لهم، فكل منهم يقرأ ما يحفظ ليمكنه تطبيق هذه السنة واستخارة الله عز وجل في شؤون الحياة.


فتقييد صلاة الاستخارة بآيات معينة فيه نوع تضييق على المسلمين، والدين العبادات فيه مبناها على اليسر والسهولة، فالله عز وجل الذي أوحى إلى نبيه تشريع هذه الصلاة والدعاء كان قادراً على تقييدها بآيات معينة لكنه سبحانه بحكمته وتيسيره للناس، ورحمة بهم ترك الأمر لهم يختارون ما يشاءون من كتابه، فلله الحمد والمنة، فتأمل.


الحواشي:

(37)- "الأذكار" ص(180).
(38)- "الفتوحات الربانية" (3/354).
(39)- "تفسير القرطبي" (13/307) والموسوعة الفقهية (3/245).
(40)- فتح الباري (11/185).
(41)- عمدة القاري (7/235).
(42)- فتح الباري (11/185).
(43) مجموع فتاوى ابن باز(2/236).
(44) فتاوى اللجنة الدائمة (8/161).

ـ يتبع ـ
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية عزف الحنين
عزف الحنين
عضو متميز
  • تاريخ التسجيل : 30-12-2008
  • الدولة : الجزائر/البويرة
  • المشاركات : 915
  • معدل تقييم المستوى :

    16

  • عزف الحنين is on a distinguished road
الصورة الرمزية عزف الحنين
عزف الحنين
عضو متميز
رد: ....صلاة الاستخارة......
11-02-2009, 06:52 PM

المسألة الحادية عشرة: ما حكم صلاة الاستخارة في أوقات النهي؟


هناك أوقات معينة نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن الصلاة فيها، فهل يجوز أداء صلاة الاستخارة في مثل هذا الوقت المنهي عنه؟


وجاءت هذه الأوقات الثلاثة في حديث عقبة بن عامر الجهني رضي الله عنه قال:
( ثلاث ساعات كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ينهانا أن نصلي فيهن، أو أن نقبر فيهن موتانا: حين تطلع الشمس بازغة حتى ترتفع، وحين يقوم قائم الظهيرة حتى تميل الشمس، وحين تضيف الشمس للغروب حتى تغرب) (41).

ومعنى قول النبي صلى الله عليه وسلم:
(حين تطلع الشمس بازغة حتى ترتفع) أي: أول ما تطلع، فالوقت وقت نهي إلى أن ترتفع قيد رمح، وكذلك بعد صلاة الفجر وقت نهي عن الصلاة إلى أن ترتفع قيد رمح، حينها يجوز التنفل كصلاة الضحى والاستخارة.

ومعنى قوله:
(حين يقوم قائم الظهيرة) أي: حين تكون الشمس في كبد السماء أي وسطها عند الظهيرة حتى تزول وتميل بعدها يدخل وقت الظهر.

ومعنى قوله:
(حين تضيف الشمس للغروب) أي: تميل للغروب. (42). فبعد صلاة العصر وقت منهي عنه، وكذلك حين تبدأ الشمس في الغروب يكون النهي ساعتها آكد.

فهذه الأوقات نهي عن الصلاة فيها إلا لضرورة، كمن نام عن صلاة العصر أو الفجر واستيقظ في هذه الأوقات المنهي عنها جاز له أن يصلي لأن هذا الوقت بالنسبة له وقت أداء الصلاة المفروضة عليه.

فالأفضل للمسلم أن لا يؤدي صلاة الاستخارة في هذه الأوقات المنهي عنها كبعد العصر أو الفجر، ولكن إن اضطر إلى صلاة الاستخارة بأن كان الأمر عاجلاً لا يمكن ولا يحتمل التأخير جاز له الاستخارة وإن كان الوقت وقت نهي؛ كأن يحتاج إلى شراء سيارة بعد صلاة العصر ولا يستطيع التأجيل إلى بعد غروب الشمس فحينئذ يجوز له الاستخارة لأنها تكون حينئذ من ذوات الأسباب التي يشرع فعلها في وقت النهي مثل تحية المسجد وصلاة الجنازة، وكسوف الشمس، فلو مات ميت واحتجنا إلى الصلاة عليه بعد العصر ودفنه حينئذ جاز الصلاة عليه، ولو كسفت الشمس بعد صلاة العصر جازت صلاة الكسوف وإن كان الوقت وقت نهي؛ لأن هذه الصلوات من ذوات الأسباب، أي: التي لها سبب يدفع لفعلها في وقت النهي؛ وكذلك صلاة الاستخارة إذا كان الذي يستخير لأجله يفوت بانتهاء وقت الكراهة.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله -: (ذوات الأسباب تفعل في وقت النهي، فقد كتبنا فيما تقدم في الإسكندرية وغيرها كلاماً مبسوطاً في أن أصح قولي العلماء وهو مذهب الشافعي وأحمد في إحدى الروايتين عنه، اختارها أبو الخطاب).(43)


ثم قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله -: ( وذوات الأسباب كلها تفوت إذا أخرت عن وقت النهي مثل: سجود التلاوة، وتحية المسجد وصلاة الكسوف، ومثل الصلاة عقب الطهارة كما في حديث بلال، وكذلك صلاة الاستخارة إذا كان الذي يستخير له يفوت إذا أخرت الصلاة (44).

إذن فإذا كان الذي يستخير له يفوت عليه إن أخرت الصلاة حتى ينتهي وقت النهي جاز له الاستخارة في وقت النهي، والله أعلم.

الحواشي:

(40) فتح الباري (11/221)، وانظر مرقاة المفاتيح (3/402).
(41) أخرجه مسلم واللفظ له برقم (1926)، وأبو داود برقم (2192)، والترمذي برقم (1030)، والنسائي برقم (559)، وابن ماجة برقم (1519).
(42) شرح النووي على مسلم (6/354). المعنى الأخير فقط.
(43) يعني: عند طلوع الشمس وعند غروبها، وانظر مجموع فتاوى شيخ الإسلام (23/210)
(44) مجموع فتاوى شيخ الإسلام (23/210، 213 - 214، 215).
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية عزف الحنين
عزف الحنين
عضو متميز
  • تاريخ التسجيل : 30-12-2008
  • الدولة : الجزائر/البويرة
  • المشاركات : 915
  • معدل تقييم المستوى :

    16

  • عزف الحنين is on a distinguished road
الصورة الرمزية عزف الحنين
عزف الحنين
عضو متميز
رد: ....صلاة الاستخارة......
11-02-2009, 06:55 PM
المسألة الثانية عشرة: ماذا يفعل المستخير بعد الاستخارة؟



معنى المسألة: هل يبني اختياره على المنام، أم على انشراح الصدر، أم يُمضي ما اتفق له؟

يعتقد كثير من الناس أو بعضهم أن المستخير إذا استخار ربه في شيء عليه أن ينتظر حتى يرى مناماً في نومه، وبناء على الرؤيا التي يراها يفعل أو لا يفعل، وهذه خرافة لا أصل لها من الدين، ولا تبنى الأحكام الشرعية على المنامات، فمتى استخرت الله لعمل ما، توكل على الله واستمر وأقدم على ما تريد.


أما انشراح الصدر للمضي في الأمر بعد الاستخارة فقد اختلف فيه العلماء:

1ـ فمنهم من منعه مطلقا كالإمام عز الدين ابن عبد السلام حيث قال: (يفعل ما اتفق) (1)، واستدل بأحد طرق حديث ابن مسعود: ((ثم ليعزم)) ومعناه: يمضي في الأمر فإن تيسر له وسهل فهو مختار له، وإلا صرف عنه إلى غيره.

وممن منع انشراح الصدر محمد بن علي كمال الدين الزملكاني - رحمه الله- حيث قال: (إذا صلى الإنسان ركعتي الاستخارة لأمر، فليفعل بعدها ما بدا له، سواء انشرحت نفسه له أم لا، فإن فيه الخير وإن لم تنشرح نفسه ) قال: ( وليس في الحديث انشراح النفس) (2).


2ـ ومن العلماء من اشترط انشراح الصدر مطلقا منهم النووي حيث قال: (وإذا استخار مضى بعدها لما ينشرح له صدره) (3) واستدل بحديث رواه بن السني من حديث أنس مرفوعا بلفظ: ((إذا هممت بأمر فاستخر ربك فيه سبع مرات ثم انظر إلى الذي يسبق إلى قلبك فإن الخير فيه)) قال العراقي: (لكن الحديث ساقط لا حجة فيه) (4)، وقال ابن حجر في الفتح: (وهذا لو ثبت لكان هو المعتمد لكن سنده واه جدا) (5).


وممن قال بانشراح الصدر ابن عثيمين رحمه الله حيث قال: (ثم بعد ذلك إن انشرح صدره بأحد الأمرين بالإقدام أو الإحجام فهذا المطلوب يأخذ بما ينشرح به صدره فإن لم ينشرح صدره لشيء وبقى مترددا أعاد الاستخارة مرة ثانية وثالثة) (6).


3ــ ومنهم من فصّل وجمع بين القولين وهو الراجح والله أعلم، وذلك أنه لابد مع انشراح الصدر أن يقترن معه خلو النفس من الذي تهواه، والقيد الأخير هو الذي جعل المانعين من نفي الانشراح وعدم الاعتبار به، وبهذا يكون هذا القول وسط بين القولين الماضيين.


ولهذا عرّف العلماء انشراح الصدر بقولهم: (عِبَارَةٌ عَنْ مَيْل الإِْنْسَانِ وَحُبِّهِ لِلشَّيْءِ مِنْ غَيْرِ هَوًى لِلنَّفْسِ ، أَوْ مَيْلٍ مَصْحُوبٍ بِغَرَضٍ ، عَلَى مَا قَرَّرَهُ الْعَدَوِيُّ) (7).

قال القرطبي في تفسيره : (قال العلماء: وينبغي له أن يفرغ قلبه من جميع الخواطر حتى لا يكون مائلا إلى أمر من الأمور، فعند ذلك ما يسبق إلى قلبه يعمل عليه، فإن الخير فيه إن شاء الله) (8).

قال ابن تيمية: (فإذا استخار الله كان ما شرح له صدره وتيسّر له من الأمور هو الذي اختاره) (9).

قال ابن حجر: (والمعتمد انه لا يفعل ما ينشرح به صدره مما كان له فيه هوى قوي قبل الاستخارة) (10).

قال علي القاري: (ويمضي بعد الاستخارة لما ينشرح له صدره انشراحا خاليا عن هوى النفس فإن لم ينشرح لشيء فالذي يظهر أنه يكرر الصلاة حتى يظهر له الخير) (11).

وقال الشوكاني: (فلا ينبغي أن يعتمد على انشراح كان له فيه هوى قبل الاستخارة ، بل ينبغي للمستخير ترك اختياره رأساً ، وإلا فلا يكون مستخيراً لله بل يكون مستخيراً لهواه) (12).


(الخلاصة):

فتبين من اختلاف العلماء أن ضابط معرفة المضي في الأمر بعد الاستخارة يكون بعد انشراح الصدر انشراحا خاليا من هوى النفس حتى لا يكون اختياره تابعا لهوى في نفسه، لأن فيه جمعا بين كلام العلماء وهو مقتضى الحال، والله أعلم.

الحواشي:

(1) الفتح (11/223).

(2) طبقات الشافعية الكبرى (9/206).
(3) الفتح (11/187).
(4) تحفة الأحوذي (2/593).
(5) الفتح (11/187).
(6) شرح رياض الصالحين (1/792).
(7) حاشية العدوي على الخرشي (1 / 38)، وابن عابدين (1 / 643)، والفتوحات الربانية (3 / 357)، والمغني (1 / 769).
(8) تفسير القرطبي (13/307).
(9) مجموع الفتاوى (10/539).
(10) الفتح (11/187).
(11) مرقاة المفاتيح (4/470).
(12) نيل الأوطار (3/ 317).


ـ يتبع ـ
مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 


المواضيع المتشابهه
الموضوع
كيفية الاغتسال من دم الحيض والفرق بين دم الحيض الاستحاضة كيفية صلاة الاستخارة
عقوبة تارك صلاة الفجر
الساعة الآن 06:48 PM.
Powered by vBulletin
قوانين المنتدى