صوت الكمان
16-03-2014, 10:15 AM
الكاتب أمل دنقل
المزمور الثامن

(شَجَوِيَّة)
لماذا يُتابعُني أينما سرتُ صوتُ الكَمَان؟
أُسافرُ في القاطرات العتيقة،
(كي أتحدَّثَ للغرباء المسنين)
أرفعُ صوتي ليطغى على ضجَّةِ العجلات
وأغفو على نبضات القطار الحديديةِ القلب
(تهدر مثل الطواحين)
لكنها بغتةً. تتباعدُ شيئًا فشيئا
ويصحو نداءُ الكمان!
***
أسيرُ مع الناس في المهرجان
أُصغى لبوقِ الجنودِ النُّحاسيّ
يملأُ حلقي غبارُ النَّشيدِ الحماسيّ
لكنني فجأةً.. لا أرى!
فجأةً تتلاشى الصفوفُ أمامي
وينسرب الصوتُ مبتعدًا
ورويدًا.. رويدًا يعودُ إلى القلبِ صوتُ الكمان..!
لماذا إذا ما تهيأتُ للنوم يأتي الكمان..
فأُصغي له آتيًا من مكان بعيد
فتصمتُ همهمةُ الرِّيحِ خلفَ الشبابيك،
نبضُ الوسادة في أذني
تتراجعُ دقاتُ قلبي،
وأرحلُ في مدنٍ لم أَزُرْها
شوارعُها فضةٌ
وبناياتُها: من خيوطِ الأشعة
ألقي التي واعدتني على ضفَّةِ النَّهرِ واقفةً!
وعلى كتفيها يحطُّ اليمامُ الغريبُ
ومن راحتيها يغطُّ الحنانُ!
***
أُحبُّكِ صارَ الكمانُ كُعوبَ بنادِق!
وصارَ يمامُ الحدائق
قنابلَ تسقطُ في كلِّ آن
………………….
وغابَ الكمان!
من اكتب كي لا تكون وحيدا