بكتاب المفكر تشومسكي
02-03-2009, 06:44 AM

بكتاب المفكر تشومسكي:
سيطرة شيعية على النفط .. كابوس يفزع أمريكا



غلاف الكتاب الجديد
مؤلف هذا الكتاب أحد أشهر المفكرين على مستوى العالم بل وأكثرهم إثارة للجدل ، إنه العالم اليهودي الأمريكي "نعوم تشومسكي" ، والذي وصفته منظمة "بناي بريث" اليهودية بأنه أشد مواطني الولايات المتحدة الأمريكية عداءً لإسرائيل. ووصفه البعض بأنه يهودي يكره ذاته!!.

"مداخلات.. آراء حرة في السياسات الأمريكية المعاصرة" اسم الكتاب الصادر حديثا عن الهيئة المصرية العامة وقد ترجمه للعربية دكتور محمد عناني ، ويشمل المجموعة الكاملة لأعمدة الرأي التي كتبها تشومسكي لحساب الوكالة الصحفية لجريدة "نيويورك تايمز" .
أصدر تشومسكي في الفترة التي كتب بها هذه المقالات من 2002 إلي 2007م، عددا من الكتب الهامة أيضا منها "الهيمنة"، "دول فاشلة"، و"السلطة الخطرة" وجميعها تناقش كثيرا من الأفكار الواردة في هذا الكتاب بمزيد من التفصيل.
يقول المترجم في المقدمة: كتب تشومسكي توالت في علوم اللغة والنضال السياسي، إلي جانب نشر مقالاته السياسية في الصحف الأمريكية ، ولكن الصحف التي يطلق عليها صحف المؤسسة الحكومية، وهي الصحف الأمريكية الكبري مثل "نيويورك تايمز" و"واشنطن بوست"، بدأت تحجم عن نشر مقالاته بل وأصبح بعض كتابها يهاجمونه، وكان بمقدورهم أن يتجاهلوه ولكن تجاهله مستحيل، فالصحف الأوروبية تنشر مقالاته وآلاف القراء يقبلون عليها ويرسلون رسائل تأييد لآرائه إلي جميع الصحف، وهو الذي أصبح نقطة لقاء لمن يطلق عليهم لفظ "المنشقين"، وليسوا بأقلية ولكنهم يشعرون أنهم يقفون لأسباب شتي موقف المغلوب علي أمره الذي وجد من يعبر عن رأيه بصراحة ووضوح مذهل في كل ما يكتبه تشومسكي.
يعرض الكتاب لبعض آراء تشومسكي في السياسات الأمريكية بداية من أحداث 11 سبتمبر والدروس التي لم يتعلمها الأمريكان ومرورا بالحرب علي العراق وعواقبها، ومن فلسطين يتناول جدار الفصل العنصري، وقواعد فك الاشتباك في إسرائيل/ فلسطين، ومازلنا في منطقة الشرق الأوسط نقرأ سطورا من الحرب الباردة بين واشنطن وطهران، وأخيرا نحط الرحال علي أمريكا الجنوبية لنسمع أصوات الاستقلال التي بدأت تعلن عن نفسها.

سلاح في شكل جدار
الجدار العازل
في الشأن الفلسطيني يتناول تشومسكي مسألة جدار الفصل العنصري الإسرائيلي، موضحا أن مهمة الجدار ما هو في الواقع إلا "الاستيلاء علي الأراضي الفلسطينية، وكما قال باروخ كيمرلنج، عالم الاجتماع الإسرائيلي، في غمار وصفه للحرب التي تشنها إسرائيل بغرض "قتل الكيان السياسي" للفلسطينيين، فإن هذا الجدار يساعد علي تحويل المجتمعات المحلية الفلسطينية إلي سجون".
ويوضح انه حتي قبل أن يبدأ العمل في بناء الحاجز، أشارت تقديرات الأمم المتحدة إلي أن الحواجز ومشروعات البنية الأساسية والمستعمرات الإسرائيلية قد أدت إلي وجود خمسين جيبا فلسطينيا منفصلا في الضفة. وعندما نشرت حكومة شارون خريطتها المقترحة اتضح أن الجدار من شأنه تقطيع الضفة الغربية إلي 16 منطقة معزولة ومنفصلة.
وقد تسبب الجدار في ضم بعض أخصب أراضي الضفة الغربية، ويزيد الجدار من السيطرة الإسرائيلية علي الموارد المائية الحساسة.
ويري تشومسكي انه من "المضلل" أن نطلق علي هذه السياسات صفة السياسات الإسرائيلية، بل هي سياسات أمريكية إسرائيلية، إذ لا تتحقق إلا بالدعم الذي لا يتوقف من جانب الولايات المتحدة، عسكريا، اقتصاديا، ودبلوماسيا، وكذلك أيديولوجيا.

واشنطن وطهران
يبين تشومسكي أنه في التفكير السائد في واشنطن تبرز صورة طهران باعتبارها الطرف الأقصي للهلال الشيعي المزعوم الذي يمتد من إيران إلي حزب الله في لبنان مرورا بجنوب العراق الشيعي وسوريا.
كانت القضية الرئيسية في الشرق الأوسط بالنسبة للولايات المتحدة السيطرة علي موارد الطاقة التي لا مثيل لها.. ونفوذ إيران في الهلال الشيعي يمثل تحديا لواشنطن، ومن المصادفات الجغرافية أن كبري موارد النفط في العالم توجد في المناطق التي تسودها الشيعة في الشرق الأوسط.. وأفظع كابوس في نظر واشنطن قيام حلف شيعي فضفاض يسيطر علي معظم نفط العالم ويتمتع بالإستقلال عن الولايات المتحدة.

،، 75% من الأمريكيين يفضلون
التفاوض مع إيران على ضربها ،،

وتري واشنطن أن الخطيئة الرئيسية لطهران هي تحديها لأمريكا، وعلي الرغم من قعقعة السيوف ، كما يقول تشومسكي ، فإنه يرى من المستبعد أن تقوم إدارة بوش بمهاجمة إيران، فالعالم يعارض ذلك بشده، و75 % من الأمريكيين يفضلون الدبلوماسية علي التهديدات العسكرية لإيران.
أمريكا ملاذ الإرهابيين
مخصصات أمريكية هائلة لتتبع بن لادنيطرح المؤلف سؤالا كيف نتصور العواقب إذا أخذنا بمبدأ بوش الذي اعلنه بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر بمعاملة الدول التي تؤوي الإرهابيين معاملة الدولة الإرهابية الجديرة بالقصف والقنابل وبالغزو؟
ويؤكد أن الولايات المتحدة طالما كانت ملجأ وملاذا لضروب من الأشرار الذين تؤهلهم أفعالهم للوصف بالإرهابيين والذين يقوض وجودهم مبادىء الولايات المتحدة، ويضرب مثالا لهذا بقضية رجال كوبا الخمسة الذين أدانتهم المحكمة في ميامي 2001 بتهمة عضويتهم في حلقة للتجسس.
فمنذ عام 1959 والولايات المتحدة تقوم بهجمات إرهابية ضد كوبا ، وفي سنوات حكم الرئيس كينيدي لأمريكا، كان روبرت كينيدي هو الذي يدير العمليات وكان علي رأس أولوياته أن "يذيق كوبا أشد أهوال الأرض" .
وفي عام 1989 أصدر بوش الأول عفوا عن أورلاندو بوش وهو من أشهر الإرهابيين المعارضين لكاسترو وكان متهما بتدبير تفجير قنبلة في طائرة مدنية كوبية راح ضحيتها 73 شخصا.
وعندما أدرك عملاء كوبا أن الولايات المتحدة سوف تؤوي الإرهابيين المناهضين لكاسترو بدأوا يتسللون إلي شبكات هؤلاء. ويشير المؤلف إلي أنه مازال يعيش في الولايات المتحدة بعض الذين يعتبرهم مكتب التحقيقات الفيدرالية ووزارة العدل من الإرهابيين الخطرين، وهم هانئون يواصلون تدبير المؤمرات وتنفيذ الجرائم.

من يتولى إدارة العالم؟
يؤكد تشومسكي أن الولايات المتحدة تسعي دائما لإقامة نظام حكم يقبل الطلبات الأمريكية الإسرائيلية، ويضرب مثالا علي ذلك أنه توجد في وزارة الخزانة الأمريكية هيئة تسمي " الرقابة علي الأرصدة الأجنبية" وهي مكلفة بمهمة التحقيق في العمليات المشبوهة لنقل الأموال، وذلك عنصر جوهري من عناصر "الحرب علي الإرهاب". ولدي هذه الإدارة 120 موظفا، وفي مارس 2004 أخبرت الإدارة الكونجرس أنه حتي نهاية عام 2003 كان أربعة من هؤلاء الموظفين – فقط – مكلفين بالتفرغ لمتابعة أموال أسامة بن لادن وصدام حسين، وكان ما يقرب من 24 يتولون تنفيذ الحظر المفروض علي كوبا.
ويتساءل المؤلف لماذا تخصص الخزانة الأمريكية هذا القدر من الطاقة لخنق كوبا ، بحيث تزيد هذه المخصصات عما توفره ل"الحرب علي الإرهاب" ؟ الإجابة هي أنها ترى أن النجاح في تحدي الولايات المتحدة أمر لا يطاق، بل ويشغل مرتبة أعلى بكثير في قائمة الأولويات من القضاء علي الإرهاب!!

معضلات السيطرة
يرى المؤلف أن في العالم الآن مواجهة بين ثلاثة مراكز اقتصادية عالمية: الولايات المتحدة، أوروبا، وشمال شرقي آسيا، في شكل جديد لنظام عالمي "ثلاثي الأقطاب" واصل ظهوره التدريجي علي مدي الأعوام الثلاثين الأخيرة.
وتعتبر الولايات المتحدة بلا نظير في أحد أبعاد المواجهة، وهو البعد العسكري وليس في غيره. وتتحرك الأقاليم الثلاثة المذكورة في إطار المنافسة على السلطة وذلك على الرغم من الروابط المعقدة التي تربطها معا ومصالح "النخبة" التي تشترك فيها إلى حد كبير.
ومبعث قلق واشنطن هو أن الأقاليم المتكاملة مثل أوروبا أو شمال شرقي آسيا، قد تسعي إلي انتهاج سبيل أكثر استقلالا وتصبح بذلك ما كان يسمي "القوة الثالثة" في إبان أعوام الحرب الباردة.

مغامرات طائشة
يوضح تشومسكي أنه منذ الحرب العالمية الثانية والقلق يساور راسمي الخطط في الولايات المتحدة خشية اتجاه أوروبا وآسيا إلي تحقيق المزيد من الاستقلال.. كما إن أمريكا اللاتينية أيضا تزداد استقلالا في كل يوم، وتقوم الآن آسيا والأمريكتان بتدعيم الروابط بينهما، في الوقت الذي نري فيه الدولة العظمي الحاكمة وهي التي شذت عن الجميع، تستهلك قواها في مغامرات طائشة في الشرق الأوسط.
والتكامل الإقليمي في آسيا وأمريكا اللاتينية قضية حساسة ولكنها تمثل من منظور واشنطن عالما متمردا قد بدأ يخرج عن نطاق سيطرتها. ولا تزال الطاقة بطبيعة الحال العامل الذي يحدد المسار في كل مكان إلي جانب كونه مدار النزاع.
وتعتبر الحركات الشعبية المتنامية، خصوصا في الجنوب وإن كانت تتمتع بمساندة متزايدة في البلدان الصناعية الغنية، الأسس التي تستند إليها هذه التطورات في اتجاه المزيد من الاستقلال وتلبية احتياجات الأغلبية العظمي من السكان.


علي حافة الإنفلات
يبين الكاتب أن نصف الكرة الأرضية الغربي من فنزويلا إلي الأرجنتين، بدأ يخرج عن نطاق السيطرة، وقد جاءت إلى السلطة في معظمه حكومات تمثل يسار الوسط بل إن السيطرة لا تكاد تعتبر قائمة علي بلدان أمريكا الوسطى التي لا تزال تعاني من عواقب ما يسمى "الحرب علي الإرهاب" التي شنها الرئيس ريجان.
وفي أمريكا الجنوبية يزداد بشدة نشاط السكان الأصليين ونفوذهم خصوصا في بوليفيا وإكوادور، وكلاهما من كبار منتجي النفط، فهؤلاء إما يعارضون إنتاج النفط والغاز أو يطالبون بسيطرة الدولة عليه.

،، فنزويلا توفر 15% من
واردات النفط ، وتلك مشكلة واشنطن ،،

والمشكلة الشائكة الأولي في المنطقة أمام واشنطن هي فنزويلا التي توفر 15 % من واردات النفط في الولايات المتحدة، والرئيس تشافيز يبدي ذلك اللون من الاستقلال الذي تعتبره الولايات المتحدة تحديا لها، علي نحو ما حدث مع فيدل كاسترو.

أمريكا اللاتينية واستقلالها

نفط فنزويلا يهدد أمريكاتعود أمريكا الجنوبية اليوم لتأكيد استقلالها، فمن فنزويلا إلي الأرجنتين يهب جانب كبير من المنطقة للتخلص من تركة السيطرة الخارجية التي خلفتها القرون الماضية وما ساعدت علي إرسائه من أشكال اجتماعية قاسية.
وقد بدأت آليات السيطرة الإمبريالية في فقد فاعليتها دلالة علي التحول إلي الاستقلال، وتضطر واشنطن الآن إلي قبول وجود حكومات لو كانت قد وجدت في الماضي لحفزت واشنطن علي التدخل أو الانتقام.
حيث تقوم البرامج الاقتصادية الاجتماعية الجارية حاليا في أمريكا اللاتينية بإلغاء الأنساق القديمة التي كانت فيها النخب والاقتصادات في أمريكا اللاتينية مرتبطة بالدول الإمبريالية.
ومن الطبيعي أن تكره واشنطن هذا التحول كراهية شديدة للأسباب التقليدية، فالولايات المتحدة كانت تتوقع أن تعتمد علي أمريكا اللاتينية باعتبارها قاعدة آمنة للموارد والأسواق وفرص الاستثمار. وعلي نحو ما يؤكد واضعو الخطط إن خرج نصف الكرة الأرضية الغربي عن سيطرة الولايات المتحدة فكيف تأمل في مقاومة العصيان خارج هذه المنطقة؟







دع الأيام تفعل ما تشـاء وطب نفسا إذا حكم القضاء
ولا تجزع لحادثة الليــالي فمـا لحوادث الدنيـا بقـاء