تسجيل الدخول

روبورتاج: كريمة خلاص

صحافية بقسم المجتمع في جريدة الشروق اليومي

واقع مرعب وخطر عظيم يتربص بحياة الجزائريين في محلات العطارة وبعض الصيدليات التي تعرض مكملات غذائية، عالجت حسب ما تدعيه كل الأمراض والأعراض ولم تترك داء إلا ووجدت له الدواء، والصادم في الأمر أن كل هذا بأثمان بخسة تبدأ من 50 دج وتصل إلى أسعار جنونية تناهز مليوني سنتيم.. فعلا إنه الواقع المر الذي جمع بين كل المتناقضات، دكاكين تبيع السموم في ظل تكتم تام للمصالح المعنية، فوزارة الصحة تلقي بالمسؤولية على مصالح التجارة وهذه الأخيرة تلتزم الصمت وتتجاهل الواقع المر والضحية في كل هذا مواطنون احتال عليهم بائعو الأوهام فتعلقوا بقشة النجاة علّها تكون خلاصهم.
"الشروق" قامت بجولة بسيطة في محلات العاصمة اكتشفت خلالها مأساة المرضى الذين يتدفقون على مختلف المحلات ظنّا منهم أن العشبة التي لا تفيد لا تضر وهو منطق خاطئ تماما برأي المختصين، فالأعشاب قد تكون سامة وقاتلة فمن يعي ويدرك حجم الكارثة؟
لم يكن استنطاق هؤلاء التجار وبعض الصيادلة سهلا فالكشف عن هويتنا جعلهم يرفضون وجودنا والحديث إلينا ولو كزبائن وهو ما جعلنا نتكتم مع البقية...
أسعار بخسة لمكملات غذائية تعالج السكري والضغط الدموي وحصى الكلى والأرق والإرهاق والعجز الجنسي والبدانة وغيرها تتراوح ما بين 100دج وألف دينار وأحيانا أخرى تصل إلى مليوني سنتيم.
حتى الصيدليات التي تتحفظ على بيع بعض العلامات أكد لنا العديد من مسيريها أنهم يستقبلون طلبات كثيرة من المواطنين بحثا عن مقويات وفيتامينات لمقاومة التعب والإرهاق والقلق وغيرها لكنهم أكدوا على تسويق ما توفر منها على رخصة للتسويق أما ما دون ذلك فهم يرفضونه.

بلقسام: طالبنا بجعل المكملات الغذائية ضمن صلاحياتنا
أكد ممثل وزارة الصحة سليم بلقسام أن هذه الأخيرة تنسق مع وزارة الاتصال قصد وضع حدّ للترويج الإعلامي للطب البديل والتداوي بالأعشاب على ضوء الأحداث الأخيرة التي تناولت المكملات الغذائية بشكل إعلامي مفرط.
وأضاف المتحدث أن التنسيق سيكون مع سلطة الضبط لحماية المواطن وصحته وتأطير العمل الإعلامي باحترافية.
وأضاف بلقسام من غير المعقول ما نراه من توجيه وإشهار للعديد من الأطباء والمراكز العلاجية في داخل الوطن وخارجه.
أكد ممثل وزارة الصحة سليم بلقسّام أنّ المبدأ في الأمر أنّ لكل قطاع صلاحيات محدّدة وأن مراقبة الأدوية تقع على عاتقهم بينما المكملات الغذائية من صلاحيات وزارة التجارة.
واعتبر المتحدث الواقع الحالي غير طبيعي، مضيفا أنّه منذ بلورة المشروع التمهيدي لقانون الصحة أدرجت بنود جديدة تتعلق بوضع عدد من المواد شبه الصيدلانية والمكملات الغذائية ضمن صلاحيات وزارة الصحة، حيث إن هذه الأخيرة يجب أن تستوفي كافة الشروط التي يحددها التنظيم للتأكد من سلامتها ونجاعتها على غرار الفحوص والاختبارات الدقيقة لتجنب أي ضرر قد يلحق بالمواطن.
وركز المتحدث أنه في حال المصادقة على مشروع قانون الصحة سيتم القضاء على هذه الفوضى وستقف وزارة الصحة بالمرصاد لكل من تخول له نفسه التلاعب بصحة المواطن.

وأضاف أن هذه الإجراءات جاءت بناء على نظرة توافقية لاقتراحات تقدّم بها المهنيون خلال الجلسات الوطنية للصحة.
وعاد بلقسّام بالحديث إلى مسألة سحب المكمل الغذائي "رحمة ربي" الذي جرى، حسبه، بتنسيق حكومي ووزاري بين وزارتي الصحة والتجارة، حيث وجّهت وزارة الصحة يوم 10 ديسمبر تعليمة لمديري الصحة تطبيقا لقرار السحب الصادر.
وأضاف ممثل وزارة الصحة أن الصيدليات لها الحق في بيع المواد شبه الصيدلانية والمكملات الغذائية بصفة عادية شريطة أن تكون لشركات معروفة وتنشط بصفة قانونية وأن تحترم المنتجات المقاييس.

الوكالة الوطنية للدواء وحدها القادرة على المراقبة
أكد كدّاد عبد اللطيف رئيس قسم الصيادلة بالفيدرالية الجزائرية للصيادلة في حديثه للشروق أنّ الوكالة الوطنية للدواء هي وحدها القادرة على مراقبة هذه المكملات الغذائية وكذا التجهيزات الطبية ومواد التجميل ذات العلاقة والتأثير المباشر على صحة المواطن.
وأضاف أن بيع هذه المنتجات يتطلب رخصة تسويق قانونية.
وأضاف المتحدث أن نسبة قليلة جدا من المواطنين الذين يقصدون الصيدليات لهذا الغرض لأن أغلبهم يلجأ إلى محلات بيع الأعشاب وبعض تجار "الكابة".
وطالب المتحدث بضرورة أن تدمج مسألة مراقبة هذه المنتجات بوزارة الصحة من خلال الوكالة الوطنية لمراقبة الدواء الوحيدة القادرة على هذه المهمة والتحرك لكبح استفحالها.

نقابة الصيادلة: مكملات غذائية تحتوي على مواد مسرطنة ومواد محظورة


أوضح رئيس النقابة الوطنية للصيادلة بلعمبري مسعود أنّهم كصيادلة يطالبون منذ سنوات بتقنين القطاع وأنهم تلقوا وعودا من وزارة الصحة بإدماج مطالبهم في مشروع قانون الصحة الجديد وهو ما تم فعلا في انتظار المصادقة عليه.
وأضاف بلعمبري أن تجربة المكمل الغذائي "رحمة ربي" هي التي كشفت الفراغ القانوني وأصبح من العاجل جدا إيجاد الحلول لها.
وأضاف أن مراقبة الصيدليات أمر سهل جدا ويمكن التحكم فيه لكن الخطر والصعوبة تكمن في المحلات المنتشرة كالفطريات والاستيراد الحر بسبب نقص التأطير القانوني.
واستطرد المتحدث أحيانا نحس أن هناك تداخلا في الصلاحيات وأحيانا أخرى نحس أن هناك تهربا من المسؤولية.
وأكد المتحدث وجود مكملات غذائية في السوق الجزائرية مجهولة المكونات تباع بأثمان متفاوتة تبدأ من 50 دج وتصل أحيانا إلى 20 ألف دج، مؤكدا أن رحمة ربي الموجه لمرضى السكري ليس الوحيد في السوق لكن الضجة والترويج الإعلامي الخطير الذي صاحبه جعل الإقبال عليه كبيرا وضاعف حجم الخطر الممكن أن يتسبب فيه.
ودعا إلى ضرورة وضع حد للترويج لبائعي الأحلام والأوهام مؤكدا على أن الجزائر والجزائريين مطالبون بضرورة الاختيار بين الطب الحقيقي أو الشعوذة والدجل.
وعن خطورة هذه المكملات أكد المتحدث أن بعضها يحتوي على مواد مسرطنة وبعضها يحتوي على مواد محظورة وسحبت في العديد من الدول لكن هؤلاء استغلوا ضعف الرقابة للترويج لها، بالإضافة إلى عدم التحديد الدقيق للكميات المستعملة في التركيبة.

خياطي: مكملات غذائية تحتوي على الجيلاتين وتسبب أمراضا قاتلة


أكد رئيس "الفورام" البروفيسور خياطي أنّ أغلب المكملات الغذائية يجهل تركيبتها أو أنها تتوفر على معلومات مغلوطة وغير صحيحة فأحيانا يشار إلى أن المنتج يحتوي على سكر وهو يحتوي على مادة سكرية أخرى هي "سبارتام" لا يوجد هنالك ضوابط تحكم هذا المجال.
وأبان خياطي عن أضرار ومضاعفات قاتلة لهذه المكملات الغذائية التي قد يتناولها أصحابها بإفراط ولمدة طويلة مؤكدا ضرورة تناولها باستشارة من الطبيب وبعد الخضوع لتحاليل.
ومن بين ما قد تتسبب فيه، حسبه، هي التعرض للفشل الكلوي والأزمات القلبية والتنفسية والانسداد في الشرايين وغيرها من العوارض الأخرى.
وكشف خياطي أن بعض المكملات الغذائية التي تسوق في الجزائر تحتوي على مواد محظورة على غرار الجيلاتين المستخلص من عظام الخنزير، مؤكدا على التحليل الدقيق من قبل وزارة التجارة بعتاد حديث لأن الأجهزة التقليدية قد لا تكتشف كثيرا من المواد والعناصر.

نعم مواد صيدالانية غير مراقبة والمشكل الكثير يقبل عليها بقوة
حتى أنهم أحدثوا لها قنوات تشهر المنتجات بأثمان مختلفة
الحذر مطلوب من المواطن