ثقــــــــــــــــــــــــــافة الانقلاب
02-04-2007, 11:08 AM


لا ادري من أين أبدا ولا اعلم أين انتهي في موضوعي هذا
الذي أدق فيه ناقوس الخطر المحدق
من هذا الإحباط المتنامي والمتلاطم الأمواج
وكأنه بحر هائج يشبه الأعاصير التي نشاهدها بالعين
أو هو بركان قادم
أو زوبعة لها دلالاتها تزحف وتأتي لكي تقتلع الأخضر واليابس

قيل أن العلماء يورثون العلم
و أهل الصناعة والتكنولوجيا يورثون ما وصلوا إليه من اكتشافات
وأبحاث
ومن نظريات تدرس في أرقى الجامعات
حتى ولو احتكروا ردحا من الزمن ثقافة المعلومة
من باب الأسرار التي أوصى بها الدين فعملوا بها وقلناها نحن
ولو نظرنا وتفحصنا حالنا وتمعنا في الأمر جيدا
لوجدنا أن حكامنا منذ عدة عقود لم يورثوا إلا ثقافة الانقلاب
ويطبقون بصرامة
كلما جاءت امة لعنت أختها
وكأنه هذا هو قدرنا أو هذا ما أوصى به ديننا
رغم أن الإسلام بريء من كل هذه الأشكال
التي يستحي الإنسان الحر أن يصنفها وان يضعها في موضع غير موضعها
فأي حكم ودماؤنا مستباحة
وأي حكم وأراضينا محتلة
وأي حكم وأعراضنا مهانة تباع في سوق النخاسات
ويأتي من المرتزقة أو ممن ألفوا التطبيل والتزوير والتزمير
ليقول لنا بل وليرسخ في أذهاننا
مقولة الحكم الراشد ولايرعوي ولايستحي
ياله من هبوط ومن تدني
أرواح تزهق كل يوم وبطون أمهات حمل تبقر
وآلاف الناس ترحل وبيوت تهدم أمام أعين الكاميرات ولا وجود لهذا الحاكم
الذي تتحرك مشاعره فقط بلوحة التحكم
عندما تمس الحاشية بسوء
او تمر هبة ريح امام قصر
من القصور
لكن عندما يتعلق الأمر بالرعية
فالقي في البحر ولا تسال
أحزاب مجهريه ومنظمات وجمعيات تدعي نصرة الشعب
واغلب ممثليها مدربون و مخرجون من مكاتب المخابرات
وكل لقاءاتهم وجلساتهم تصور بل وتدار من خلف الستارات
ويأتي من لا يستحي
ليصور لنا بل وليدرس من دون قدرة لنا الديمقراطية في أبشع صورها
أين هي الديمقراطية عندما نجد وزيرا للداخلية مثلا تقام المجاز في عهده
بل والفضائح كذلك تعلن على أعلى المستويات
ولا تحرك مشاعره ولا يستقيل من منصبه
أي ديمقراطية عندما نرى الداخلية تلقي بزمامها في عقد المؤتمرات الحزبية
وأي ديمقراطية عندما نراها تميل ميلا إلى الإطاحة بشخصية واستبدالها ببغاء وتدعم ذلك
على الهواء
إنها ببساطة ثقافة الانقلاب صنعها انقلابيون
وورثوها إلى أجيال من الصعب التخلص منها
أيها الأحرار في العالم أينما كانت مواقعكم
هلموا جميعا لنزرع ثقافة التغيير وثقافة التسامح
ولنرسم لأجيالنا التي ستلعن حتما كل من انقلب وزرع ثقافة الانقلاب
وكل من زور إرادة الشعب الذي يئن منذ عقود
ونسطر بأقلامنا ثقافة التداول بعيدا عن مكاتب المخابرات وبعيدا عن ثقافة الانقلابات
بل بإرادتنا الحرة
النابعة من رحم الشعب ومن آلامه وجراحه
المدوية في وجه كل معتدي
المستصرخة بقول كلمة الحق الواقفة في وجه الظلم والطغيان