تسجيل الدخول تسجيل جديد

تسجيل الدخول

إدارة الموقع
منتديات الشروق أونلاين
إعلانات
منتديات الشروق أونلاين
تغريدات تويتر
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية المهيدي
المهيدي
عضو فعال
  • تاريخ التسجيل : 23-07-2015
  • المشاركات : 151
  • معدل تقييم المستوى :

    9

  • المهيدي is on a distinguished road
الصورة الرمزية المهيدي
المهيدي
عضو فعال
اللغة العربية
22-09-2015, 02:30 PM
اللغة العربية هي أكثر اللغات تحدثاً ضمن مجموعة اللغات السامية، وإحدى أكثر اللغات انتشاراً في العالم، يتحدثها أكثر من 422 مليون نسمة،[2](1) ويتوزع متحدثوها في الوطن العربي، بالإضافة إلى العديد من المناطق الأخرى المجاورة كالأحوازوتركياوتشادوماليوالسنغالوإرتيريا و إثيوبيا و جنوب السودان و إيران. اللغة العربية ذات أهمية قصوى لدى المسلمين، فهي لغة مقدسة (لغة القرآن)، ولا تتم الصلاة (وعبادات أخرى) في الإسلام إلا بإتقان بعض من كلماتها.[4][5] العربية هي أيضاً لغة شعائرية رئيسية لدى عدد من الكنائس المسيحية في الوطن العربي، كما كتبت بها الكثير من أهم الأعمال الدينية والفكرية اليهودية في العصور الوسطى. وأثّر انتشار الإسلام، وتأسيسه دولاً، في ارتفاع مكانة اللغة العربية، وأصبحت لغة السياسة والعلم والأدب لقرون طويلة في الأراضي التي حكمها المسلمون، وأثرت العربية تأثيراً مباشراً أو غير مباشر على كثير من اللغات الأخرى في العالم الإسلامي، كالتركيةوالفارسيةوالأمازيغيةوالكرديةوالأردويةوالماليزيةوالإندونيسيةوالألبانية وبعض اللغات الإفريقية الأخرى مثل الهاوساوالسواحيليةوالتجريةوالأمهرية و الصومالية، وبعض اللغات الأوروبية وخاصةً المتوسطيةكالإسبانيةوالبرتغاليةوالمالطيةوالصقلية، كما أنها تُدرَّس بشكل رسمي أو غير رسمي في الدول الإسلامية والدول الإفريقية المحاذية للوطن العربي.
العربية لغة رسمية في كل دول الوطن العربي إضافة إلى كونها لغة رسمية في تشادوإريترياوإسرائيل. وهي إحدى اللغات الرسمية الست في منظمة الأمم المتحدة، ويُحتفل باليوم العالمي للغة العربية في 18 ديسمبر كذكرى اعتماد العربية بين لغات العمل في الأمم المتحدة.[6]
واللغة العربية من أغزر اللغات من حيث المادة اللغوية، فعلى سبيل المثال يحوي معجم لسان العربلابن منظور من القرن الثالث عشر أكثر من 80 ألف مادة، بينما في اللغة الإنجليزية فإن قاموس صموئيل جونسون - وهو من أوائل من وضع قاموساً إنجليزياً من القرن الثامن عشر-[7] يحتوي على 42 ألف كلمة.[8]
تحتوي العربية على 28 حرفاً مكتوباً. ويرى بعض اللغويين أنه يجب إضافة حرف الهمزة إلى حروف العربية، ليصبح عدد الحروف 29. تُكتب العربية من اليمين إلى اليسار - ومثلها اللغة الفارسية والعبرية وعلى عكس الكثير من اللغات العالمية - ومن أعلى الصفحة إلى أسفلها.
تصنيفها
تنتمي اللغة العربية إلى أسرة اللغات السامية المتفرعة من مجموعة اللغات الإفريقية الآسيوية. وتضم مجموعة اللغات السامية لغات حضارة الهلال الخصيب القديمة، مثل الأكاديةوالكنعانيةوالآراميةواللغة الصيهدية (جنوب الجزيرة العربية) واللغات العربية الشمالية القديمة وبعض لغات القرن الإفريقيكالأمهرية. وعلى وجه التحديد، يضع اللغويون اللغة العربية في المجموعة السامية الوسطى من اللغات السامية الغربية.
والعربية من أحدث هذه اللغات نشأة وتاريخاً، ولكن يعتقد البعض أنها الأقرب إلى اللغة السامية الأم التي انبثقت منها اللغات السامية الأخرى، وذلك لاحتباس العرب في جزيرة العرب فلم تتعرض لما تعرضت له باقي اللغات السامية من اختلاط.[14] ولكن هناك من يخالف هذا الرأي بين علماء اللسانيات، حيث أن تغير اللغة هو عملية مستمرة عبر الزمن والانعزال الجغرافي قد يزيد من حدة هذا التغير حيث يبدأ نشوء أيّة لغة جديدة بنشوء لهجة جديدة في منطقة منعزلة جغرافياً. بالإضافة لافتراض وجود لغة سامية أم لا يعني وجودها بالمعنى المفهوم للغة الواحدة بل هي تعبير مجازي قصد به الإفصاح عن تقارب مجموعة من اللغات [15] فقد كان علماء اللسانيات يعتمدون على قرب لغة وعقلية من يرونه مرشحاً لعضوية عائلة اللغات السامية وبُنيت دراساتهم على أسس جغرافية وسياسية وليس على أُسس عرقية ولا علاقة لها بنظرة التوراة لأبناء سام[16] وكثرة قواعد اللغة العربية ترجح أنها طرأت عليها في فترات لاحقة وأنها مرت بأطوار عديدة مما يضعف فرضية أن هذه اللغة أقرب لما عُرف اصطلاحاً باللغة السامية الأم هذه، ولا توجد لغة في العالم تستطيع الادعاء أنها نقية وصافية من عوامل ومؤثرات خارجية
توحيد اللهجات العربية
زعم أهل الأخبار أن هذه العربية هي عربية قريش وأنها لغة الأدب عند الجاهليين مستشهدين بالشعر الجاهلي لإثبات ذلك وزعموا أنه لم يكن من شاعر إلا وعرض قصيدته على قريش لتقرر سلامتها اللغوية عنه [49] وقد فندت الاكتشافات الأثرية وكتابات المؤرخين المعاصرة لتلك الفترات نظرية تغلب لسان قريش على العرب وأن كعبة مكة كانت محط رحال القبائل بل كتابات الإخباريين واللغويون القدماء تناقض نفسها لاعتمادهم على الروايات واللجوء للوضع والكذب لإثبات آرائهم [50] فلغويو العرب القدماء أرادوا رفع شأن قبيلة النبي محمد ومع ذلك يناقضون أنفسهم حين يذكرون أن النبي محمد كان يخاطب وفود العرب على اختلاف شعوبهم وقبائلهم وعلى مافي لغاتهم من اختلاف [51] منها ماورد عن علي بن أبي طالب عند قدوم وفد من قبائل نهد وتعجب علي من قدرة النبي على مخاطبة العرب بكل لهجاتهم ففي هذا تناقض صريح عن ما أورده الأخباريين انفسهم عن توحد لهجات العرب قبل الإسلام ودلالة أن اختلاف اللهجات لدرجة أنها قد لا تكون مفهومة كان امرا طبيعيا وشائعا بين العرب في تلك الأزمان [52] أما الوارد بشأن دور سوق عكاظ في تهذيب اللغة فضعيف فعمر السوق لا يتجاوز الخمسة عشر سنة قبل الإسلام وحتى لو كان له الدور المزعوم في كتابات الإخباريين، فانه لا يعتبر دلالة قطعية على دور قريش قبل الإسلام في توحيد لهجات العرب فهم كانوا مثل غيرهم من قصاد ذلك السوق [53] كذلك استفسار صحابة قرشيين عن ألفاظ وكلمات واردة في القرآن يضعف أنها لغة قريش ودأب المفسرون على الاستشهاد بلغات العرب وسؤالهم لمعرفة مااشكل عليهم فهمه من كلمات القرآن ونادراً مااستشهدوا بقريش [54] فدور قريش المزعوم في تهذيب اللغة العربية وأن لغتهم كانت لغة القرآن فرضية تنخرها التناقضات من كل جانب في كتابات اللغوييين العرب القدماء أنفسهم بالإضافة للشواهد الأثرية التي لا تبتعد عن الإسلام كثيراً وهي كتابات مدونة بعربية مختلفة عن عربية القرآن في جنوب وشمال الجزيرة [55]
ولكن يبقى السؤال عن أصل هذه اللغة فإن لم تكن لغة قريش فهي ليست لغة اللحيانيينوالأنباط وليست بلغة الحميريين بالتأكيد [56] وهناك رأي آخر ظهر في كتابات الإخباريين وهي أن هذه العربية هي عربية مضر وخصصوا مضر دون ربيعة[57] مع أن غالب من يسمون أنفسهم "علماء الأنساب" جعلوا ربيعة شخصاً وزعموا أنه أخ مضر ومع ذلك لم يتحدثوا عن لغة ربيعة ولم يترك أبناء ربيعة كتابة جاهلية بلغة كانوا يتحدثون ويكتبون بها تمكن الباحثين على الوقوف على لغتهم وما إذا كانت عربيتهم عربية القرآن ونظرية عدنان وأبنائه عصبية ظهرت بعد الإسلام ولا وجود لأثر لها قبله [58] هذه اللغة العربية هي عربية كل القبائل التي كانت تستخدم أداة التعريف "ال" عوضا عن الحرف (ن) في آخر الكلمة كما كان يفعل المتحدثين بالعربية الجنوبية القديمة أو (ها) وفق منطق المتحدثين بالعربية الشمالية القديمة. مع العلم أن كندة والمناذرة كانوا الوحيدين الذين تركوا كتابات جاهلية بعربية "ال" هذه دون سائر القبائل وهي ليست قبائل "عدنانية" ولم تدعي ذلك بعد الإسلام [59] في نفس الوقت، فإنه لا يجعلها عربية قحطانية وإن كانت قبائل كندة والمناذرة "قحطانية" في كتابات أهل الأخبار. وإن لم يعرف الباحثون أصل "عدنان" فإنهم يعرفون من أين أخذ النسابة والأخباريين قحطانهم فمصدرهم كان التوراة بشكل رئيسي وورد نص سبئي واحد عن أرض اسمها "قحطن" يملكها ملك مملكة كندة المدعو ربيعة آل ثور في أواخر القرن الثاني قبل الميلاد [60][61] ومع ذلك فإن كتابات كندة ونجد في تلك الفترة لم تكن بعربية القرآن بل كانت لغتهم "شبه سبئية" وإن استعملوا "ال" للتعريف وكتابة ملك المناذرة في بادية الشام تحوي ألفاظاً ومصطلحات تمنعها أن تعد من عربية القرآن [62] توحيد اللهجات حدث بعد تمكن الإسلام من العرب ودعوته إلى توحيد صفوفهم ونبذ الشرك، أصبح للعرب لغة واحدة تجمعهم وأصبح واجباً عليهم تعلم عربية القرآن والاهتمام بها فتغلبت لغة القرآن على ماسواها وهدم الإسلام ما كان قبله فتغيرت أسمائهم ولغاتهم بتغير دينهم ولا عبرة لكل الوارد عن وجود لعربية القرآن أو تغلبها عليهم قبل الإسلام فلا دليل أثري يثبت ذلك بصورة قطعية [63]
اللهجات العامية والفصحى
تعدد اللهجات كان موجودا عند العرب من أيام الجاهلية، حيث كانت هناك لهجة لكل قبيلة من القبائل. وقد استمر الوضع هكذا بعد مجيء الإسلام. ومن أبرز الأسباب التي أدّت لولادة لهجات عربية مختلفة في القِدم هو أن العرب كانوا في بداية عهدهم أميين لا تربطهم تجارة ولا إمارة ولا دين، فكان من الطبيعي أن ينشأ من ذلك ومن اختلاف الوضع والارتجال، ومن كثرة الحل والترحال، وتأثير الخلطة والاعتزال، اضطراب في اللغة كالترادف، واختلاف اللهجات في الإبدال والإعلال والبناء والإعراب.[70] ومن أبرز اللهجات والألفاظ: عجعجة قُضاعة أي قلب الياء جيمًا بعد العين وبعد الياء المشددة، مثل راعي يقولون فيها: راعج. وفي كرسي كرسج، وطمطمانية حِمْير وهي جعل "إم" بدل "أل" في التعريف، فيقولون في البر: أمبر، وفي الصيام أمصيام، وفحفحة هذيل أي جعل الحاء عينًا، مثل: أحل إليه فيقولون أعل إليه، وعنعنةتميم وهي إبدال العين في الهمزة إذا وقعت في أول الكلمة، فيقولون في أمان: عمان، وكشكشة أسد أي جعل الكاف شينًا مثل "عليك" فيقولونها: "عليش"، وقطْعةِ طيئ وهي حذف آخر الكلمة، مثل قولهم: يا أبا الحسن، تصبح: يا أبا الحسا، وغير ذلك مما باعد بين الألسنة وأوشك أن يقسم اللغة إلى لغات لا يتفاهم أهلها ولا يتقارب أصلها.[70]
وقد كان التواصل بين أفراد القبيلة الواحدة يَتم بواسطة لهجتها الخاصة، أما عندما يَخطب شخص ما أو يَتحدث إلى أشخاص من قبائل أخرى فيستعمل حينها اللغة الواحدة المشتركة. وقد استمر الوضع هكذا بعد مجيء الإسلام. ويُرجح أن العامية الحديثة بدأت حين الفتوحات الإسلامية، حيث أن المسلمين الجدد في بلاد الأعاجم (والتي أصبح العديد منها اليوم من البلدان العربية) بدؤوا بتعلم العربية لكنهم - وبشكل طبيعي - لم يَستطيعوا تحدثها كما يتحدثها العرب بالضبط، وبالتالي فقد حرّفت قليلاً. وفي ذلك الوقت لم يَكن الفرق واضحاً كثيراً، لكن بالتدريج حرفت العربية وتغيرت صفاتها الصوتية وتركيب الجمل فيها إلخ.. حتى تحوّلت إلى اللهجات العامية الحديثة.
الثنائية اللغوية ونتائجها
مزيج من العربية الفصحىواللهجة التونسيةوالفرنسية في ملصق مزود خدمة الإنترنت تونسي.
الثنائية اللغوية هو مصطلح يُطلق على تحدث أحد الشعوب لأكثر من لهجة (كالعامية والفصحى) في آن واحد. أما الازدواجية اللغوية فهي أن يتحدث شعب ما أكثر من لغة، وقد اختلف الباحثون بشأن تصنيف وضع العامية والفصحى في البلدان العربية كازدواجية لغوية أو ثنائية لغوية، فبعضهم يرى أنهما مختلفتان كثيراً وبعضهم يرى أن الفرق ليس جذرياً في النهاية وبالتالي يَجب ألا يُصنفا كلغتين منفصلتين (وبالتالي أن يُقال عن وضعهما "ازدواجية لغوية"). وبعض الباحثين يرون أن الثنائية اللغوية هي أمر جيد وبعضهم الآخر يرى أنها كارثة ويَجب أن تزول، حيث أنه من المُتعب للطفل أن يتعلم في المدرسة لغة غير التي يتحدثها في حياته اليومية، وأيضاً فإن وقت تعلمها سوف يؤخر تعلمه كله.[37]
يختلف الباحثون حول مستقبل الثنائية اللغوية في الوطن العربي، فيقول بعضهم أن اللغة العربية الفصحى سوف تغلب العامية وسوف تُصبح تُستخدم بشكل عام حتى خارج المعاملات الرسمية، وذلك بزيادة المادة الصوتية الفصيحة التي يتم الاستماع إليها يومياً. بالإضافة إلى الرسوم المتحركة التي سوف تساعد الأطفال على تعلم الفصحى قبل دخول المدرسة. وفي هذا الصدد، غيرت شركة والت ديزني، بداية من ملكة الثلج، دبلجة أفلامها إلى اللغة العربية الفصحى عوض اللهجة المصرية سابقاً [71].وهناك اقتراحات بتبسيط قواعد العربية الفصحى قليلاً لتسهيل تعلمها.
بينما يرى باحثون آخرون أن اللهجات العامية سوف تتطور أو سوف تندمج في لهجة عربية واحدة، وبهذا تُشكل معاً لغة عربية واحدة كالفصحى. وهناك الكثيرون ممن يؤيدون دمج العامية والفصحى معاً بحيث تتكوّن لغة جديدة بين الاثنتين. لكن هذا الاقتراح لا يحظى بالكثير من التأييد نظراً لأن الفصحى هي لغة القرآنوالأدب.[72]. وقد تطورت اللهجة الصقلية المحكية في مالطا، فقد استبدلت المفردات العربية بأخرى إنجليزيةوإيطالية وتعتبر في وقتنا الحالي لغة منشقة عن اللغة العربية ولغة رسمية في مالطاوالإتحاد الأوروبي، وتعرف باسم اللغة المالطية
الكتابة العربية مثال على تطور نظام الكتابة العربية منذ القرن التاسع إلى القرن الحادي عشر، (1) البسملة كتبت بخط كوفي غير منقط ولا مشكّل. (2) نظام أبي الأسود الدؤلي المبكر ويَعتمد على تمثيل الحركات بنقاط حمراء تكتب فوق الحرف (الفتحة) أو تحته (الكسرة) أو بين يديه (الضمّة)، وتُستعمل النقطتان للتنوين. (3) تطور النظام بتنقيط الحروف. (4) نظام الخليل بن أحمد الفراهيدي المستعمل إلى اليوم، وهو وضع رموز مختلفة للحركات فيما تبقى النقاط لتمييز الحروف.
اللغات العربية القديمة كانت تكتب بالخطين المسندوالثمودي، ثم دخل الخط النبطي على اللغة العربية الحديثة - وقيل أنه نسبة لنابت بن إسماعيل - فأخذ ذلك الخط مكان الخط الثمودي في شمال الجزيرة، وأصبح الخط المعتمد في "لغة مضر العربية الحديثة" (نسبة إلى قبيلة مضر). أما لغة حمير "العربية الجنوبية" فحافظت على الخط المسند. هذا بينما أخذ الخط النبطي - الذي هو أبو الخط العربي الحديث - يتطور أيضًا، وكان أقدم نص عربي مكتشف مكتوبًا بالخط النبطي وهو نقش (النمارة) المكتشف في سوريا والذي يرجع لعام 328 م. وفي الفترة السابقة للإسلام كانت هناك خطوط أخرى حديثة للغة مضر مثل: الخط الحيري نسبة إلى الحيرة، والخط الأنباري نسبة إلى الأنبار. وعندما جاء الإسلام كان الخط المستعمل في قريش هو الخط النبطي المطور، وهو الخط الذي استخدمه كتّاب النبي محمد في كتابة رسائله للملوك والحكام آنذاك. ويلحظ في صور بعض تلك الخطابات الاختلاف عن الخط العربي الحديث الذي تطور من ذلك الخط. وبعض المختصين يعتبرون ذلك الخط النبطي المطور عربيًا قديمًا، وأقدم المكتشفات المكتوبة به "نقش زبد" (568م) و"نقش أم الجمال" (513م)، وأما النقوش السبئية فهي أقدم النقوش العربية والتي يرجع بعضها إلى 1000 ق.م.
الخط العربي الحديث
كان الحجازيون أول من حرر العربية من الخط النبطي، وبدأ يتغير بشكل متقارب حتى عهد الإمام علي بن أبي طالب حين بدأ أبو الأسود الدؤلي الكناني بتنقيط الحروف. ثم أمر عبد الملك بن مرواننصر بن عاصم الليثي الكنانيويحيى بن يعمر العدواني بتشكيل الحروف، فبدؤوا بعمل نقطة فوق الحرف للدلالة على فتحه، ونقطة تحته للدلالة على كسره، ونقطة عن شماله للدلالة على ضمه. ثم تطور الوضع إلى وضع ألف صغيرة مائلة فوق الحرف للفتح، وياء صغيرة للكسر، وواو صغيرة للضم. ثم تطور مجدداً للشكل الحالي في الفتح والكسر والضم.
يقول القلقشندي: "الخط العربي هو ما يسمى الآن بالكوفي، ومنه تطورت باقي الخطوط"، إلا أن البعض يوضح أن الخط العربي ذو الزوايا الحادة الذي عرف لاحقًا بالخط الكوفي ترجع أصوله إلى ما قبل بناء الكوفة بقرن من الزمان، إذ أن العربية قبل الإسلام كان تكتب بأربعة خطوط أو أقلام: الحيري والذي منه اشتق الخط الكوفي، الأنباري، المكي، والمدني، كما أن المسلمين الأوائل قاموا بتدوين القرآن بالخط المكي، وانتشر هذا الخط الموزون المُسوَّي قبل غيره، بما أن هذه الكتابة هي كتابة المصاحف الأولى التي تمت في زمن عثمان بن عفان، الذي أرسل هذه المصاحف إلى الأمصار، بما فيها الكوفة، فصارت هي القدوة في الكتابة.[74]
تنوعت الخطوط العربية وتفشت في البلاد والأمصار مع ازدياد رقعة الدولة الإسلامية وازدهار العلوموالفنون التي عبّر عنها العلماء والأدباء بلسان عربي، ومن أبرز الخطوط العربية: الخط الكوفي، خط الطومار أو الخط الطوماري وهو نوع كبير من خط النسخ، يتميز بضخامة الحجم ووضوح المعالم ودقة النهايات، وحرفا الفاءوالقاف في هذا الخط تكون أواسطها محدودة وجنباتها مدورة، خط النسخ أو الخط النسخي الذي كان يستخدمه النساخون في نسخ الكتب، الخط الأندلسي الذي تطور في بلاد الأندلس وظهرت فيه بعض مؤثرات الحروف الأفرنجيّة،[75] وغيره كثير مثل خط الثلثوالخط الفارسيوالخط المغربي.[76]
ومن الخطوط العربية ما يُعرف باسم الخطوط التفننية، ومن هذه: الطغراء والخط المثنى وخط المعمى. أما الطغراء أو الطغرى أو الطرة فهي شكل جميل يُكتب بخط الثلث على شكل مخصوص، وفي الغالب تكون مزيجًا من خط الديوانيوخط الثلث. وأصلها علامة سلطانية استعملها السلاطين العثمانيون لتوقيع الفرمنات والرسائل السلطانية، وكان أول من استعملها هو السلطان أورخان الأول بن عثمان.[77]
الأرقام
تُستخدم الأرقام العربية الغربية أو الغبارية (0، 1، 2، 3، 4، 5، 6، 7، 8، 9)، التي طورها العرب قديمًا من الأرقام الرومانية، في معظم دول شمال أفريقيا الناطقة بالعربية وكذلك في الدول الأوروبية والأمريكية. أما في مصر والدول العربية الواقعة شرقها، فتُستخدم غالبًا الأرقام السندية المعربة (۰، ۱، ۲، ۳، ٤، ٥، ٦، ٧، ۸، ۹) التي أُخذت أساسًا من الفرسوالهنود خلال العصر الذهبي للحضارة العربية الإسلامية.[78] وعند رسم أي رقم بالعربية، يوضع العدد صاحب القيمة الأقل على جهة اليمين، وذلك حتى يبقى اتجاهه المكتوب مماثلاً لأسلوب الكتابة ولطريقة النطق. وهناك حالة شاذة عن هذه القاعدة، هي مسألة ترقيم الهاتف، إذ أن أرقام الهاتف تُقرأ بالعربية من اليسار حتى اليمين. تتشابه قراءة الأرقام بالعربية مع قراءة بضعة لغات أخرى مثل اللغة الألمانية، فالعدد 24 مثلاً يُلفظ: "أربعة وعشرون" (بالألمانية: vierundzwanzig)، وفي بعض الأحيان يصح لفظ قيمة العدد الأصغر قبل الأكبر على الرغم من أن قواعد الرياضيات والعادة جرت على أن يُلفظ العدد الأكبر أولاً، مثلاً العدد 1975 يُلفظ: "ألفٌ و تسعُمِئةٍ و خمسةٌ و سبعون" في الأساس، لكن يصح القول: "خمسةٌ و سبعون و تِسعُمِئَةٍ و ألف".
النطق
تحتوي اللغة العربية (الفصحى) على 28 حرفا ثابتا يعبر كل منها عن لفظة مختلفة إضافة إلى الهمزة التي تتخذ 6 أشكال في الكتابة هي: ء أ إ ئ ؤ ئـ. لا يعد الكثير من اللغويين الألف مع الحروف لأنه لا يعبر عن لفظة معينة، إنما حركة طويلة (حرف علة). أما الواووالياء فيمكن أن يشكلا لفظة أو حركة طويلة.
علوم العربية
النحو العربي هو علم يبحث في أصول تكوين الجملة وقواعد الإعراب. فغاية علم النحو أن يحدد أساليب تكوين الجمل ومواضع الكلمات ووظيفتها فيها كما يحدد الخصائص التي تكتسبها الكلمة من ذلك الموضع، سواءٌ أكانت خصائص نحوية كالابتداء والفاعلية والمفعولية أو أحكامًا نحوية كالتقديم والتأخير والإعراب والبناء، والنحو - أي الصرف والإعراب - هو أهم العلوم العربية (يسمى "جامع الدروس العربية"). وهو أيضاً علم يُعرف به كيفية التركيب العربي صحةً وسقماً وما يتعلق بالألفاظ من حيث وقوعها فيه؛ والغرض منه الاحتراز عن الخطأ في التأليف والاقتدار في فهمه.
من الروايات الشائعة حول نشأة النحو أنه عندما اختلط العرب بالفرس والروم والأحباش وغيرهم، وبدأ الناس في البلدان المفتوحة بالدخول إلى الإسلام وتعلم العربية دون إتقانها تمامًا،[82] أصبحوا يرتكبون الأخطاء ويَلحنون. وكان قد أخذ اللحن في الظهور منذ حياة نبيالإسلاممحمد بن عبد الله، فقد روي أنه سمع رجلا يلحن في كلامه فقال: "أرشدوا أخاكم فإنه قد ضل".[83] وعن أبي الأسود الدؤلي الكناني أنه دخل على الإمام علي بن أبي طالب يومًا فوجد رقعة سوداء في يده فسأله عنها فقال: "إني تأملت كلام العرب فوجدته قد فسد، فأردت أن أضع شيئا يرجعون إليه". وبعد ذلك ألقى الرقعة إلى أبي الأسود فوجد أنه مكتوب فيها: "الكلام كله اسم وفعل وحرف، فالاسم ما أنبأ عن المُسمّى، والفعل ما أُنبئ به، والحرف ما أفاد معنى". ثم قال علي: "انحُ هذا النحو (ويُقال أن التسمية جاءت من هنا) وأضف إليه ما وقع لك". ومن هُنا بدأ أبو الأسود يُضيف إليه حتى اكتمل جزء كبير من النحو المعروف اليوم.[83][84]
ويَذهب البعض إلى أن أبا الأسود ليس من وَضع النحو بل بعض تلامذته، فبعضهم يقولون أن من وضعه هو عبد الرحمن بن هرمز، وآخرون يقولون أنه ابن عاصم، وهناك أقوال أخرى. وهناك شخص واحد يقول أن علم النحو نشأ قبل أبي الأسود، وهو ابن فارس حيث يقول: "إن هذين العِلمين قد كانا قديماً وأتت عليهما الأيام وقُلا في أيدي الناس ثم جَدّد - أي أبو الأسود - هذين العلمين". لكن هذه الآراء لا تلقى قبولاً كبيراً، فمؤرخون قلائل هم من قالوا بأن تلامذة أبي الأسود هم واضعو علم النحو (وبعض هؤلاء حتى قالوا بأن الرأي الراجح هو أن أبا الأسود هو واضع النحو)، ورأي ابن فارس لا يَستند إلى دليل تاريخي ولا يؤيده أحد من المؤرخين والباحثين القدماء.[85] على أن هناك حقيقتين دامغتين تثبتان أسبقيته:[83]
[IMG]file:///C:/DOCUME~1/ACHAT/LOCALS~1/Temp/msohtmlclip1/01/clip_image001.png[/IMG] الأولى: كثرة الروايات التي جاءت بنسبة النحو إلى أبي الأسود، حتى قاربت الإجماع.
[IMG]file:///C:/DOCUME~1/ACHAT/LOCALS~1/Temp/msohtmlclip1/01/clip_image001.png[/IMG] الثانية: ما ذكره النحاة في كتبهم من ذكر اصطلاحات نحوية وقواعد عرفت بالنقل عن البادئين الأولين، والناقلون هم أوثق الثقات كالخليل بن أحمدوأبي عمرو بن العلاء، فقد درس هؤلاء على الرجال الطبقة النحوية الثانية الذين أخذوا من تلامذة أبي الأسود، ونقلوا الرواية عنه.
يضاف إلى هاتين الحقيقتين أن كتاب سيبويه يروي عن السابقين، فإذا روى عن بعضهم فقد يصل السند إلى أبي الأسود وينتهي عنده، وهذا يدل على أنه كان واضع علم النحو الأول.
البلاغة
البلاغة في اللغة العربية كما جاء في المعجم الوسيط، هي حسن البيان وقوة التأثير، وقد وُضع علم البلاغة للعلم بالتركيب الواقع في الكلام. وقد قسم علماء اللغة هذا العلم إلى ثلاثة أقسام:[86]
علم المعاني: وهو العلم بما يحترز به عن الخطأ في تأدية المعنى الذي يريده المتكلم كي يفهمه السامع بلا خلل وانحراف.
علم البيان: وهو العلم بما يحترز به عن التعقيد المعنوي، كي لا يكون الكلام غير واضح الدلالة على المعنى المراد.
علم البديع: وهو العلم بجهات تحسين الكلام.
فالمعاني والبيان وُضعا لمعرفة التحسين الذاتي، والبديع وُضع لمعرفة التحسين العرضي. أما علم المعاني فيتناول الفصاحة والبلاغة والكلام والخبر، والفصاحة في اللغة تعني البيان والظهور، وفي الاصطلاح هي عبارة عن الألفاظ الظاهرة المعنى، المألوفة الاستعمال عند العرب، وهي تكون وصفاً للكلمة والكلام والمتكلم، يُقال: كلمة فصيحة، وكلام فصيح، ومتكلم فصيح.[87] وفصاحة الكلمة هي خلوص الكلمة من تنافر الحروف، بأن لا تكون الكلمة ثقيلة على السمع، صعبة على اللسان، ومن غرابة الاستعمال، وهي كون الكلمة غير ظاهرة المعنى، ولا مألوفة الاستعمال عند العرب، حتى لا يفهم المراد منها، لاشتراك اللفظ، أو للإحتياج إلى مراجعة القواميس.[87] أما الكلام فهو إما خبر وإما إنشاء، والخبر هو ما يحتمل الصدق والكذب،[88] أما الإنشاء فهو ما لا يحتمل صدقاً ولا كذباً، كالامر والنهي والاستفهام والتمني والنداء وغيرها.[89]
يُعرّف البيان في اللغة بأنه الكشف والظهور، واصطلاحاً هو أصول وقواعد يُعرف بها إيراد المعنى الواحد بطرق متعدّدة وتراكيب متفاوتة: من الحقيقة والمجاز، والتشبيه والكناية..، مختلفة من حيث وضوح الدلالة على ذلك المعنى الواحد وعدم وضوح دلالتها عليه.[90] وعلم البيان يعتمد على أركان ثلاثة: التشبيه والمجازوالكناية،[90] أما التشبيه فهو اصطلاحًا عقد مماثلة بين شيئين أو أكثر وإرادة اشتراكهما في صفة أو أكثر بإحدى أدوات التشبيه لغرض يريده المتكلّم، كما في قول: "زيد كالأسد"،[91] والمجاز هو في الاصطلاح نقل الكلمة عن معناها الأصلي، واستعملها في معنى مناسب لها، كاستعمال "الأسد" في "الرجل لشجاع"، والمجاز من الوسائل البيانية الذي يكثر في كلام الناس، البليغ منهم وغيرهم، وليس من الكذب في شيء كما توهّم.[92] وأما الكناية فيُقصد بها اصطلاحًا: لفظ أريد به غير معناه الموضوع له، مع إمكان إرادة المعنى الحقيقي، لعدم نصب قرينة على خلافه، وهذا هو الفرق بين المجاز والكناية، ففي الأول لا يمكن ارادة الحقيقي لنصب القرينة المضادّة له، بخلاف الثاني.[93]
يُعرّف علم البديع بأنه ذلك العلم الذي يُعرف به وجوه تحسين الكلام، والمحسنات على قسمين: معنوية ولفظية،[94] وهذه تضم السجعوطباقوالجناسوالمقابلةوالتشبيه. يتحدث علماء اللغة عن علاقة الفصاحة بالبلاغة فيقولون: تكون الفصاحة في المفرد والمركب، وتكون البلاغة في المركب وحده، فلذلك قيل "كل بليغ فصيح، وليس كل فصيح بليغاً". ويعد قول أبي تمام في مدح المعتصم عندما فتح عمورية مثالا للبلاغة:

السيف أصدق إنباء من الكتب


في حده الحد بين الجد واللعب


علم العروض والقوافي
العروض هو "علمٌ يُبحث فيه عن أحوال الأوزان المعتبرة" أو "هو ميزان الشعر به يعرف مكسورة من موزونة"، كما أن النحو معيار الكلام به يعرف معربه من منونة، وبتعبير آخر فإن العروض هو علم ميزان الشعر أو موسيقى الشعر. ويُرجع رجال التراجم الفضل في نشأة علم العروض إلى الخليل بن أحمد الفراهيدي الأزدي، أحد أئمة اللغة والأدب في القرن الثاني الهجري الذي استنبط مع صاحبه الليث بن المظفر الكناني علم العروض وأخرجاه إلى الوجود وحصرا أقسامه في خمس دوائر يستخرج منها خمسة عشر بحرا، ثم زاد الأخفش بحرا واحدا وسماه "المتدارك"، كما يذكر أن الخليل كان له معرفة بالإيقاعوالنغم وتلك المعرفة أحديث له علم العروض.[95] وإذا كان الخليل بن أحمد غير مسبوق في وضع علم العروض فإن أبا عمرو بن العلاء التميمي قد سبقه في الكلام عن القوافي وقواعدها ووضع لها أسماء ومصطلحات خاصة. يقول علماء اللغة والخبراء أن صلة العروض بالموسيقى هي صلة الفرع المتولد من الأصل، فالعروض في حقيقية أمره ليس إلا ضربا من الموسيقى اختص بالشعر على أنه مقوم من مقوماته. وإذا كان للموسيقى عند كتابتها رموز خاصة يدل على الأنغام المختلفة وللعروض كذلك رموز خاصة به في الكتابة تخالف الكتابة الإملائية التي تكون على حسب قواعد الإملاء المتعارف عليها وهذه الرموز العروضية يدل بها على التفاعيل التي هي بمثابة أنغام الموسيقى المختلفة. والكتابة العروضية تقوم على أمين أساسين هما: ما ينطق يكتب، ما لا ينطق لا يكتب؛ وتحقيق هذين الأمرين عند الكتابة العروضية يستلزم زيادة بعض أحرف لا تكتب إملائيا وحذف بعض أحرف تكتب إملائيا.[95]
يتألف المقطع العروضي من حرفين على الأقل وقد يزيد إلى خمسة أحرف والعروضيون يقسمون التفاعيل التي تتكون منها أوزان الشعر إلى مقاطع تختلف في عدد حروفها وحركاتها وسكناتها، ويبلغ عدد التفاعيل العروضية التي اخترعها الخليل عشر تفاعيل كاللأتي: فاعلن، فعولن، مفاعيلن، مستفعلن، مفاعلتن، متفاعلن، مفعولات، فاعلاتن، مستفعلات، فاعلاتن. يصل عدد بحور العروض إلى ستة عشر بحرا، وضع الخليل بن أحمد خمسة عشر منها وزاد عليها تلميذه الأخفش بحرا واحدا، وقد رتب العروضيون بحور الشعر الستة عشر على حسب اشترال كل مجموعة منها في دائرة عروضية واحدة على الوجة التالي: الدائرة الأولى وتحوي البحر الطويل، والمديد، والبسيط؛ الدائرة الثانية وتحوي البحر الوافر والكامل؛ الدائرة الثالثة وتحوي بحر الهزج، والرجز، والرمل؛ الدائرة الرابعة وتحوي البحر السريع، والمنسرح، والخفيف، والمضارع، والمقتضب، والمجتث؛ وأخيرا الدائرة الخامسة وتحوي البحرين المتقارب والمتدارك.[95]
ينقسم البيت الشعري إلى قسمين متساويين من حيث النغم والقياس الموسيقى ويعرف كل قسم بالمصراع تشبيها بمصراعي الباب أو بالشطر فيقال الشطر الأول أوالثاني كما يقال المصراع الأول أو الثاني من البيت.[95] ولما كان للتفعيلة الأخيرة من كل شطر أهميتة خاصة فقد انفردت بتسمية فالتفعيلة التي في آخر الشطر الأول من البيت تسمى "العروض" بفتح العين والتفعيلة التي في آخر الشطر الثاني تسمى "الضرب" وما عدا ذلك من تفاعيل البيت يسمى "الحشو" وهكذا.[95] مثال على تقطيع بيت شعر باستخدام علم العروض:

لا تسألي القوم ما مالي وما حسبي


وسائلي للقوم ما حزمي وما خلقي


لا تسألل قوم ما مالي وما حسبي


وسائلل قوم ما حزمي وما خلقي


مستفعلن فاعلن مستفعلن فعلن


مستفعلن فاعلن مستفعلن فعلن


اللهجات العربية
حسب معهد الصيف العالمي للغويات، فالعربية لها كثير من اللهجات عابرة الحدود عادةً، والتي يمكن تقسيمها حسب الأماكن الجغرافية إلى:
توزع اللهجات العربية الرئيسية في الوطن العربي.
[IMG]file:///C:/DOCUME~1/ACHAT/LOCALS~1/Temp/msohtmlclip1/01/clip_image001.png[/IMG] لهجات شبه الجزيرة العربية، وهي تنقسم إلى:
[IMG]file:///C:/DOCUME~1/ACHAT/LOCALS~1/Temp/msohtmlclip1/01/clip_image001.png[/IMG] اللهجة الخليجية: يتحدث بها سكان دول الخليج العربي مثل الكويتوالبحرينوقطروالإمارات العربية المتحدة، إضافة لبعض أنحاء عُمانوالسعودية.[109][110]
[IMG]file:///C:/DOCUME~1/ACHAT/LOCALS~1/Temp/msohtmlclip1/01/clip_image001.png[/IMG] اللهجة العمانية: وهي تُعرف أيضًا باللهجة العُمانية الحضرية، ويتحدث بها سكان جبال الحجر في سلطنة عُمان وبعض مناطقها الساحلية المجاورة. وكان أغلب التجار العرب القاطنين بسواحل كينياوتنزانيا يتحدثون بها إضافة إلى المسلمين من سكان تلك البلاد، إلا أن معظمهم اليوم تحول ليتحدث باللغة السواحيلية.[[IMG]file:///C:/DOCUME~1/ACHAT/LOCALS~1/Temp/msohtmlclip1/01/clip_image001.png[/IMG] اللهجة الحجازية: يتحدث بها سكان إقليم الحجاز ( مدن الطائف، والمدينة المنورة ) وسكان إقليم تهامة ( مدن جدة، مكة، ينبع، رابغ) في المملكة العربية السعودية، ويتحدث سكان هذين الإقليمين في الواقع مجموعتين من اللهجات، الأولى ينطق بها البدو من أبناء القبائل العربية وتشابه اللهجة النجدية، والثانية يتحدث بها الحضر المستوطنين للمدن وتشابه لهجة أهل الخرطوم في السودان وسكان صعيد مصر.[113]
[IMG]file:///C:/DOCUME~1/ACHAT/LOCALS~1/Temp/msohtmlclip1/01/clip_image001.png[/IMG] اللهجة النجدية: يتحدث بها سكان إقليم نجد في وسط السعودية وبعض المناطق في بادية كل من الأردنوسورياوالعراق.[111][114]
[IMG]file:///C:/DOCUME~1/ACHAT/LOCALS~1/Temp/msohtmlclip1/01/clip_image001.png[/IMG] اللهجة البحرينية: يتحدث بها البحارنة، في البحرين وبعض أجزاء المنطقة الشرقية في السعودية، إضافة لبعض أنحاء عُمان.[115]
[IMG]file:///C:/DOCUME~1/ACHAT/LOCALS~1/Temp/msohtmlclip1/01/clip_image001.png[/IMG] اللهجة الظفارية: يتحدث بها سكان منطقة صلالة وجوارها في محافظة ظفاربسلطنة عُمان.[116]
[IMG]file:///C:/DOCUME~1/ACHAT/LOCALS~1/Temp/msohtmlclip1/01/clip_image001.png[/IMG] اللهجات اليمنية: يتحدث بها سكان اليمن وجنوب غرب السعودية.[117][118]وجيبوتي، وهي تنقسم إلى عدد من اللهجات بدورها هي: اللهجة الحضرمية[119]واللهجة الصنعانية[120]واللهجة التعزية-العدنية.[[IMG]file:///C:/DOCUME~1/ACHAT/LOCALS~1/Temp/msohtmlclip1/01/clip_image001.png[/IMG] اللهجة العراقية: يتكلمها حوالي 29 مليون شخص في العراق إضافة إلى سكان إقليم الأحواز (عربستان) والمناطق الشرقية من سوريا. تظهر فيها اختلافات واضحة بطريقة النطق، فسكان جنوب البلاد ينطقونها بشكل مشابه لنطق سكان شبه الجزيرة العربيةوالخليج العربي، بينما تختلف طريقة نطق سكان الشمال بها. تتفرع منها بضع لهجات يتكلمها سكان المناطق المجاورة في سورياوإيرانوتركيا، ومن أمثلتها اللهجة المصلاوية التي يتحدث بها قرابة 7 ملايين شخص في شمال البلاد، شمال سوريا، والأقاليم السورية الشمالية (جنوب شرق تركيا حالياً).[111]
[IMG]file:///C:/DOCUME~1/ACHAT/LOCALS~1/Temp/msohtmlclip1/01/clip_image001.png[/IMG] لهجات بلاد الشام، وتتفرع منها: اللهجات السوريةواللهجات اللبنانيةوالأردنيةواللهجات الفلسطينيةواللهجة القبرصية. يتحدث بها 35 مليون شخص تقريبًا في كل من: لبنانوسورياوالأردنوفلسطينوإسرائيلوقبرصوتركيا. هي من أقرب اللهجات إلى الفصحى ومن أكثرها فهماً وتداولاً، وخصوصاً بعد الانتشار الواسع الذي حققته الأعمال الدرامية السورية. نادى بعض المفكرين والداعمين لفكرة "الوطن السوري" أو "سوريا الكبرى" باعتبار هذه اللهجة لغة مستقلة، كما نادى البعض الآخر باعتبار اللهجة اللبنانية لغة مستقلة[IMG]file:///C:/DOCUME~1/ACHAT/LOCALS~1/Temp/msohtmlclip1/01/clip_image001.png[/IMG] اللهجة المصرية: يتكلمها حوالي 80 مليون شخص في مصر، وهي تعتبر أكثر اللهجات فهمًا في الوطن العربي، وذلك بسبب الانتشار الواسع للأفلام والمسلسلات التلفزيونية المصرية بالإضافة إلى الأغاني. تتفرع منها بضعة لهجات مثل اللهجة الصعيدية، اللهجة الإسكندرانية، واللهجة القاهرية. يتجه بعض الأقباط والليبراليين المصريين إلى اعتبارها لغة مستقلة عن اللغة العربية، ويطلقون عليها اسم "اللغة المصرية الحديثة"،[123] بعد أن كانوا يطلقون عليها سابقًا "اللغة المصرية العاميه[IMG]file:///C:/DOCUME~1/ACHAT/LOCALS~1/Temp/msohtmlclip1/01/clip_image001.png[/IMG] اللهجة السودانية: يتحدث بها سكان السودان، وتتفرع منها عدة لكنات، نظراً لمساحة البلاد الشاسعة ولوجود عدد من المجموعات العرقية والقبائل المختلفة فيها، والتي تختلف طريقة لفظ كل منها لمخارج الحروف.
[IMG]file:///C:/DOCUME~1/ACHAT/LOCALS~1/Temp/msohtmlclip1/01/clip_image001.png[/IMG] اللهجة التشادية: يتحدث بها سكان تشاد بشكل رئيسي، وهي شائعة في بعض أنحاء ماليوالكاميرونوالنيجر وشمال نيجيريا وغرب السودان. يبلغ عدد متكلميها حوالي المليون، وهي تعتبر لغة تواصل مشترك في معظم أنحاء المنطقة المنتشرة فيها.[111]
[IMG]file:///C:/DOCUME~1/ACHAT/LOCALS~1/Temp/msohtmlclip1/01/clip_image001.png[/IMG] اللهجات المغاربية، وتتفرع منها: اللهجة الحسانية، اللغة المالطية، اللهجة الجزائرية، اللهجة التونسية، اللهجة الليبية، اللهجة المغربية، اللهجة الصقلية (منقرضة)، واللهجة الأندلسية (منقرضة). يتحدث بها حوالي 90 مليون شخص في كل من المغربوموريتانياوالصحراء الغربيةوالجزائروتونسوليبياوالنيجر وبعض أنحاء مالي وشمال غرب مصر. غالبًا ما يعتبر باقي العرب هذه اللهجة أبعد اللهجات عن العربية الفصحى. تأثرت هذه اللهجة باللغة الأمازيغيةوباللغة الفرنسية عبر العصور، وإن كان تأثير هاتين اللغتين مختلفاً باختلاف المنطقة.[126] كانت اللهجة الأندلسية لهجة سكان الأندلس من عرب ومستعربين (إيبيريون، قوط وسقالبة وأمازيغ)، وقد استمرت حتى القرن الخامس عشر، أما اللهجة الصقلية، فقد كان الناس يتحدثون بها في جزيرة صقلية وجنوب إيطاليا حتى القرن الرابع عشر، عندما تطورت إلى اللغة المالطية.[127]

لغات تستخدم الأبجدية العربية


هناك عدد من الدول تستخدم الأبجدية العربية في كتابة لغاتها وتستعمل عادةً أبجدية مشتقة من العربية بإضافة حروف عربية غير مستخدمة من قبل العرب أنفسهم كي تقوم بالاشتمال على جميع مخارج ونطق الأحرف لهذه اللغات.
استخدم المتحدثون باللغات غير المكتوبة سابقا الأبجدية العربية كأساسٍ كتابيٍ للغاتهم الأم. وأتى هذا من كون اللغة العربية لغتهم الثانية، أو لغة كتاب وحيهم، أو كون الأبجدية العربية الأبجدية الوحيدة التي اتصلوا بها.
بالإضافة إلى ذلك، ولأن أغلب التعليم كان دينيا في وقتٍ من الأوقات، فقد كان المسلمون من غير العرب يكتبون بالأبجدية العربية أي لغةٍ يتحدثون بها. وأدى هذا إلى جعل الكتابة العربية الكتابة الأكثر استعمالا خلال العصور الوسطى.
من أبرز اللغات التي تستخدم الأبجدية العربية في الزمن الحالي: اللغة الفارسية (بالفارسية: فارسی؛ أو زبان فارسی) المنتشرة في إيران وبعض أنحاء آسيا الوسطى؛ اللغة الكردية (بالكردية عربية الأبجدية: کوردی) المنتشرة في شمال العراق والمناطق المجاورة؛ اللغة الأردوية (بالأردوية: اردو) في باكستانوالهند، ولغات عديدة أخرى
تأثير العربية في اللغات الأخرى
امتد تأثير العربية (كمفردات وبُنى لغوية) في الكثير من اللغات الأخرى بسبب قداسة اللغة العربيةبالنسبة للمسلمين إضافة إلى عوامل الجوار الجغرافي والتجارة (فيما مضى). هذا التأثير مشابه لتأثير اللغة اللاتينية في بقية اللغات الأوروبية. وهو ملاحظ بشكل واضح في اللغة الفارسية حيث المفردات العلمية معظمها عربية بالإضافة للعديد من المفردات المحكية يوميا (مثل: ليكن== لكن، و، تقريبي، عشق، فقط، باستثناي == باستثناء). اللغات التي للعربية فيها تأثير كبير (أكثر من 30% من المفردات) هي:
الأرديةوالفارسيةوالكشميريةوالبشتونيةوالطاجيكية وكافة اللغات التركيةوالكرديةوالعبريةوالإسبانيةوالصوماليةوالسواحيليةوالتيغرينيةوالتجريةوالأوروميةوالفولانيةوالهوسيةوالمالطيةوالبهاساوديفيهي (المالديف) وغيرها. بعض هذه اللغات ما زالت يستعمل الأبجدية العربية للكتابة ومنها: الأردووالفارسيةوالكشميريةوالبشتونيةوالطاجيكية والتركستانية الشرقية والكرديةوالبهاسا (بروناي وآتشيهوجاوة).
دخلت بعض الكلمات العربية في لغات أوروبية كثيرة مثل الألمانية، الإنكليزية، الإسبانية، البرتغالية، والفرنسية، وذلك عن طريق الأندلس والتثاقف طويل الأمد الذي حصل طيلة عهد الحروب الصليبية. ومن الكلمات الأوروبية والتركية ذات الأصل العربي:

من وكبيديا

تحيات المهيدي
التعديل الأخير تم بواسطة المهيدي ; 22-09-2015 الساعة 02:34 PM
  • ملف العضو
  • معلومات
تأمل عقل
مشرف سابق
  • تاريخ التسجيل : 07-05-2009
  • الدولة : الجزائر
  • المشاركات : 1,869
  • معدل تقييم المستوى :

    17

  • تأمل عقل will become famous soon enough
تأمل عقل
مشرف سابق
رد: اللغة العربية
05-10-2015, 06:00 AM
شكرا على الموضوع
لكن قيمة اللغة العربية لاتتعدى ارتباطها بالقرءان الكريم ،ماعدا ذلك مجرد كلام انشائي ب\اسلوب خبري،
مادامت الإبداعات التي تكتب باللغة العربية ولاتترجم الى لغات العصر لايمكن مشاركتها في اي مناسبة علمية ،فهي لغة لم تعش هذا الزمان الا لأن القرءان الكريم هو مفتاح الإسلام ،
لاتوجد لغة مقدسة ،وللاسف في شمال افريقيا وفي الجزائر خاصة خطبتي الجمعة والعيدين باللغة العربية وحتى مع ناس لايفهمونها وهم الأمازيغ بمختلف ألينتهم،العربية لغة كانت وكانت عندما كان من يتقنها ماكان,,,,,
  • ملف العضو
  • معلومات
تأمل عقل
مشرف سابق
  • تاريخ التسجيل : 07-05-2009
  • الدولة : الجزائر
  • المشاركات : 1,869
  • معدل تقييم المستوى :

    17

  • تأمل عقل will become famous soon enough
تأمل عقل
مشرف سابق
رد: اللغة العربية
05-10-2015, 06:03 AM
شكرا على الموضوع
لكن قيمة اللغة العربية لاتتعدى ارتباطها بالقرءان الكريم ،ماعدا ذلك مجرد كلام انشائي ب\اسلوب خبري،
مادامت الإبداعات التي تكتب باللغة العربية ولاتترجم الى لغات العصر لايمكن مشاركتها في اي مناسبة علمية ،فهي لغة لم تعش هذا الزمان الا لأن القرءان الكريم هو مفتاح الإسلام ،
لاتوجد لغة مقدسة ،وللاسف في شمال افريقيا وفي الجزائر خاصة خطبتي الجمعة والعيدين باللغة العربية وحتى مع ناس لايفهمونها وهم الأمازيغ بمختلف ألينتهم،العربية لغة كانت وكانت عندما كان من يتقنها ماكان,,,,,
  • ملف العضو
  • معلومات
MOULAY TAM
زائر
  • المشاركات : n/a
MOULAY TAM
زائر
رد: اللغة العربية
05-10-2015, 09:50 AM
السلام عليكم ورحمة الله

***** *****

أما بعد ...

ما أراه أن اللغة العربية هي لغة القرآن بعد أن كانت لغة القوم الذين أنزل فيهم حينها وذالك لما جاء في القرآن الكريم بعد
بسم الله الرحمن الرحيم ( إنا أنزلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون ) صدق الله العظيم
وما جاء في تفسير القرطبي للآية الكريمة :

[ ص: 105 ] قوله تعالى : إنا أنزلناه قرآنا عربيا يجوز أن يكون المعنى : إنا أنزلنا القرآن عربيا ; نصب " قرآنا " على الحال ; أي مجموعا . و " عربيا " نعت لقوله " قرآنا " . ويجوز أن يكون توطئة للحال ، كما تقول : مررت بزيد رجلا صالحا ، و " عربيا " على الحال ، أي يقرأ بلغتكم يا معشر العرب . أعرب بين ، ومنه الثيب تعرب عن نفسها .

**** ****

وقال تعالي : بعد
بسم الله الرحمن الرحيم ( فإنما يسرناه بلسانك لتبشر به المتقين وتنذر به قوما لدا ) صدق الله العظيم

وفي تفسير القرطبي للآية الكريمة :
قوله تعالى : فإنما يسرناه بلسانك أي القرآن ؛ يعني بيناه بلسانك العربي وجعلناه سهلا على من تدبره وتأمله ، وقيل : أنزلناه عليك بلسان العرب ليسهل عليهم فهمه . لتبشر به المتقين وتنذر به قوما لدا اللد جمع الألد وهو الشديد الخصومة ومنه قوله تعالى : ألد الخصام


والله أعلم ووفقكم الله لما يحبّه ويرضاه
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية المهيدي
المهيدي
عضو فعال
  • تاريخ التسجيل : 23-07-2015
  • المشاركات : 151
  • معدل تقييم المستوى :

    9

  • المهيدي is on a distinguished road
الصورة الرمزية المهيدي
المهيدي
عضو فعال
رد: اللغة العربية
05-10-2015, 12:10 PM

اللغات المقدسة هي لغة متحدثة ومتعلمة لأسباب دينية، متحدثي اللغة عادةً يتحدثون لغة آخرى في حياتهم اليوميةالعربية الفصحى، لغة القرآن كتاب المسلمين المقدس؛ وهي لغة حية وهي اللغة الرسمية للعرب تستخدم في التعلم والكتابة وتختلف عن اللهجات السائدة حاليا في الشارع العربي اختلافا ليس بالكبير. ويعد الدين الإسلامي مرتبطا ارتباطا أساسيا باللغة العربية.
تعد اللغة العربية هي اللغة الرسمية في الجزائر منذ دستور 1963. بالإضافة إلى اعتبار اللغة الأمازيغية لغة قومية (en)‏ منذ التعديل الدستوري لـ 8 ماي 2002. العربية و الأمازيغية ينطقها حوالي 99% من الجزائريين، حيث يتحدث 72% منهم بالعربية بينما 27% بالأمازيغية[3]. أما اللغة الفرنسية فهي تُستخدم على نطاق واسع في الدولة الجزائرية، كالمجالات الثقافية و الإعلام والتعليم في الجامعات، و ذلك على خلفية الاستعمار الفرنسى للجزائر.، فالفرنسية تعد لغة شبه رسمية في الجزائر رغم عدم وجود ذكر لها في اي من المناشير الرسمية للدولة.
حسب آراء الباحثين «إن اللغة التي يتم التحدث بها في البيت و الشارع هى خليط بين اللهجة الجزائرية والكلمات الفرنسية[4]. " فإن الحالة اللغوية في الجزائر مرتبطة بسياقات و مراكز اجتماعية كثيرة نتيجة لتعدد اللغات و الصعوبة التي تتضمنها"[4]
اللغة العربية
كباقي الدول العربية ليس هناك من يتكلم العربية الفصحى في الشارع الجزائري إلا في الإعلام كالصحافة و التلفزيون أو في التعليم كالجامعات و المدارس القرآنية و المساجد أو هيئات الدولة كالدبلوماسية أو في الإقتصاد كالكتابة على السلع و المراسلات الرسمية. و هي مدرجة في البرنامج التعليمي من السنة الأولى دراسي.
يتحدث اللهجات العربية المختلفة حوالى 72% من مجموع سكان الجزائر. ويفهم أغلبية السكان بنسب متفاوتة العربية الفصحى .
وفى الجزائر ، فإن اللغة العربية المستخدمة في التحدث تختلف كثيرا عن تلك المستخدمة في الكتابة. ومجموعة مفردات متغيرة بشكل كبير. وتتضمن في داخلها اختلافات هامة، فاللهجة الجيجلية، على وجه الخصوص، جديرة بالملاحظة حيث يتم استبدال نطق حرف «القاف» بحرف (ك)، بالإضافة إلى كثرة الكلمات المستعارة من اللغة الأمازيغية، كما تظهر اللهجات الساحلية التأثير الذي وقع عليها من اللهجة الأندلسية القادمة مع اللاجئين من الأندلس. وتعتبر اللهجة الجزائرية جزء من مجموعة اللهجات المغاربية.وفى الصحراء الكبرى يتم التحدث بالكثير من اللهجات البدوية القديمة التي تندرج تحت اسم اللهجة الصحراوية،إلى جانب استخدام بعض اللاجئين الصحراويين في مدينة تندوف للهجة الحسانية.
و قد استخدم معظم اليهود في الجزائر لهجات عربية خاصة بهم مجمعة تحت اسم "العربية اليهودية".
و بعد استقلال الجزائر عام 1962 كانت العربية تدرس فقط المدارس القر’نيو و الزوايا أو المدارس التي كانت تديرها حمعية العلماء المسلمين و هي قليلة قررت الحكومة الجديدة تحت رئاسة أحمد بن بلة بتعميم تدريس اللغة العربية في المدارس الحكومية و محاولة الرفع من مستوى اللغة العربية فإستعانت بمعلمين من المشرق العربي خصوصا مصر و سوريا. ولكن يقول مارتن ريج كوهين الكاتب في صحيفة "تورنتو ستار" أن معظم المعلمين لم يكونوا مؤهلين[5].وفى عام 1963 كان عدد من يستطيعون قراءة اللغة العربية يقدر ب 300.000 من اصل1.300.000 متعلم.و يشير محمد بن رباح مؤلف كتاب "بقاء اللغات و انتشارها:اللغة الفرنسية في الجزائر" إلى أن خلال ذلك العام "كانت الكفاءة اللغوية في اللغة العربية الفصيحة ضعيفة"[6].وتضيف مليكة الرباعى معامرى "بالرغم حلول عام 2009 إلا أنه لا يوجد اتقان للغة العربية حتى في المراحل التعليمية المتقدمة"و أن " اللهجات العربية لا يمكنها إبراز الأفكار في الكتابة"[4].
ومع حلول عام 2012 بقيت أجيال الإستعمار الفرنسى لا تتقن اللغة العربية[7]. بالرغم من توفير الدولة لدورات تعليمية و فتح أقسام لمحو الأمية
اللهجات الأمازيغية

يتكلم قسم من الجزائريين الأمازيغية بشتى لهجاتها في العديد من مناطق البلاد و هي تتمركز بشكل ملحوظ في منطقة القبائل و جبال الأوراس كما يستخدمها الطوارق (أماريغ الصحراء) في الصحراء الكبرى.و كانت تستخدم اللغة الأمازيغية في عموم الجزائر حتى قدوم الفينيقيون ،حيث شهدت تلك المرحلة استخدام كتابة التيفيناغ.و على الرغم من انتشار البونيقية و اللاتينية و العربية فيما بعد إلا ان اللغة الأمازيغية ظلت اللغة الاساسية للجزائريين حتى هجرات بنو هلال في القرن الحادي عشر.

و يتحدث الجزائريون واحدة من لهجات اللغة الأمازيغية[،حاليا اللغة العربية هى اللغة الرسمية للجزائر مع تكريس اللغة الأمازيغية لغة قومية في التعديل الدستوري الإخير
و تتضمن اللغة/اللهجة الأمازيغية المستخدمة في الجزائر الاتى:
في الشمال

اللهجة القبائلية:و يتحدث بها 5 ملايين شخص معظمهم في منطقة القبائل و المناطق المحيطة بها و ذلك لهجرة القبائليين خارج منطقة القبائل للجزائر و أوروبا و الذين يقدر عددهم ب 8 ملايين شخص[10].
الشاوية:يتحدث بها 4.000.000 شخص في جبال الأوراس[11].
الشناوية: يتحدث بها 56.300 شخص في منطقة الظهرة خصوصا في جبل شنوة في غرب الجزائر فقط بالقرب من ولاية تيبازة بالإضافة إلى مدينة شرشال ومدينة الشلف وتشبها لهجة بني مناصر المستخدمة في غرب و جنوب منطقة جبل شنوة و يتحدث بها 55.250 شخص ،ولذلك تعامل اللغتين كلهجة واحدة[12].
أمازيغية البليدة: و تستخدم في ولاية البليدة.
لهجة مطماطة: و تستخدم في بعض قرى منطقة الونشريس.
في أقصى الشمال الغربي
بنى سنوس و بنى سعيد هما لهجتا اللغة الأمازيغية المستخدمتان في قرى مختلفة في مدينة تلمسان[13][14].
في الصحراء الكبرى

لهجة تومزابت:و تستخدم في منطقة مزاب.
لهجة توات و جورارا (و يطلق عليها موقع إثنولوج اسم" تزناتيت"ولكن هذا الاسم يستخدم للدلالة على معظم لهجات قبيلة زناتة).
لهجة بلدية تقرت و بلدية تماسين.
اللهجة الطوارقية للمتواجدون بجبال الهقار.
اللغة الفرنسية

اللغة الفرنسية هى لغة التواصل المشترك في الجزائر و هى جزء من المناهج التعليمية المتقدمة ، كما انها مستخدمة بشكل كبير (يجيد كل جزائري تمدرس في المدارس الحكومية و وصل للثانوية القراءة والكتابة باللغة الفرنسية ، و الباقي يتحدثها و يفهمها على العموم).و تشير تقديرات إثنولوج أن 111.000 شخص يتحدث بالفرنسية كلغتهم الأصلية معظمهم من الأوروبيين الذين سكنوا او ولدوا في المغرب العربي عموما و في الجزائر خصوصا إبان الاستعمار الفرنسى (الأقدام السوداء)،أو ممن تربوا في كنف المتحدثين بالفرنسية..و تستخدم اللغة الفرنسية بشكل كبير في الإعلام والتجارة، كما تستخدم يوميا على نطاق واسع في المدن الكبيرة بشكل مزدوج مع اللهجة الجزائرية للغة العربية (إزدواجية لغوية) .
و تقول مليكة الرباعى معامرى مؤلفة كتاب (متلازمة اللغة الفرنسة في الجزائر) أن "اللغة الفرنسية مازالت اللغة المسيطرة على الأعمال و الدوائر المهنية"و أن"من المذهل استمرار وجود تخصصات معينة في التعليم الرسمى و الأبحاث تتم باللغة الفرنسية ، بالإضافةإلى هيمنة اللغة الفرنسية على قطاع اقتصادى كبير و قطاعات الصناعة و الصحافة"[4] .
و تعتبر اللغة الفرنسية هى اللغة الاجنبية الأكثر دراسة في الدولة ، ويستطيع اغلب الجزائريين فهمها والتحدث بها على الرغم من عدم استخدمها عادة في الحديث اليومى .و منذ اعلان استقلال الجزائر تحاول الحكومة اتباع سياسة تعريب التعليم ; المراكز الحكومية ما جعل أنصار الأمازيغية يطالبون بإدراجها في الإستعمالات الرسمية مثلها مثل العربية . تأثرت اللغة الفرنسية في الجزائر بعد سياسة التعريب و أشعلت صراعات ثقافية بن الجزائريين.
تظل جميع المقررات العلمية والتجارية الجامعية تدرس باللغة الفرنسية. و في أوائل التسعينيات ، وبعد جدال عنيف حول استبدال اللغة الفرنسية بالإنجليزية في النظام التعليمى ، بدأت المدارس في دمج اللغة الإنجليزية و الأمازيغية مؤخرا في المناهج ليتعلمها الطفل مبكرا مع بداية تعلمه كيفية الكتابة باللغة العربية. مع أن الفرنسية كانت تعلم بداية من العام الأول للمرحلة التعليمية المتوسطة.
و لم تنضم الجزائر للمنظمة الدولية للفرانكوفونية ،أو المنظمة الدولية للدول المتحدثة بالفرنسية[5].
تاريخ اللغة الفرنسية في الجزائر

يقول محمد بن رباح مؤلف كتاب (بقاء اللغات و انتشارها:اللغة الفرنسية في الجزائر) أن "موقف الجزائريين نحو اللغة الفرنسية هو موقف معقد وذلك بسبب التاريخ الحديث"[6].
وعلى حد قول ابن رابح قفد مثلت اللغة الفرنسية أثناء فترةالإستعمار الفرنسى التي امتدت من عام 1830 إلى عام 1962 " نوعا من الأستغلال الأجنبى الذي وجب مقاومته "، و لكن اللغة الفرنسية"ساهمت بكونها أداة لزيادة وعى الشعب و دعمه لتلك المقاومة" لأنها نقلت قيم الحرية و المساواة و الإخاء العالمية إلى الجزائر[6].و قد عاش حوالى مليون متحدث بالفرنسية في الجزائر أثناء فترة الإستعمار،طور خلالها المستوطنون الأوروبيون لهجة مميزة.وقد كانت اللغة الفرنسية هى اللغة الأم لليهود الجزائريين.و في عام 1963 كان هناك 1.300.000 شخص متعلم منهم مليون شخص يستطيعون قراءة الفرنسية ، ومن إجمالى تعداد سكان الجزائر يوجد 6 ملايين شخص يتحدثون الفرنسية[6].
و في الستينيات من القرن الماضي ،و بعد الاستقلال ،بدأ الساسة الجزائريون في تنفيذ حملة التعريب لاستبدال اللغة الفرنسية باللغة العربية الفصحى[15].و في الفترة من نهاية السبعينيات إلى بداية التسعينيات من القرن الماضي،كانت الحكومة الجزائرية تقوم بتدريس اللغة الفرنسية كلغة اجنبية أولى إجباريا لطلاب الصف الرابع من المرحلة الإبتدائية.و في سبتمبر من عام 1993 قامت وزارة التعليم الإبتدائى و الثانوى بجعل اللغتين الإنجليزية و الفرنسية اختياريتن ، حيث يقوم الطلاب باختيار إحداهما كلغة أجنبية أولى يرغب في دراستها،و قد قام أغلبية الطلاب باختيار اللغة الفرنسية[6].و يقول المعارضون لثنائية اللغة العربية ـ الفرنسية في الجزائر أن اللغة الفرنسية هى لغة المستعمر[6].
و يضيف ابن رباح "من وجهة النظر الكمية فإن الجزائر اليوم هى ثانى أكبر مجتمع متحدث بالفرنسية في العالم" وأن "التعريب ، تلك السياسة اللغوية التي استخدمت لإزاحة اللغة الفرنسية بالكامل ،قد فشلت[6]". ففى عام 1990 كان هناك 6.650.000 شخص يتحدثون بالفرنسية، منهم 150.000 شخص ضمن المستوى الأول و 6.500.000ضمن المستوى الثاني.وفى عام 1993 كان هناك 49% من 27.3 مليون فرد يتحدثون الفرنسية،في الوقت الذي اشارت فيه استطلاعات الرأى إلى أن 67%من الجزائريين سيتحدثون الفرنسية بحلول عام 2003[6].و قد أجرى معهد العباسة استطلاعا للرأى على 1400 أسرة جزائرية في أفريل عام 2000 عن استخدامهم للغة،و كانت النتيجة أن 60 % منهم يتحدثون و / أو يفهمون اللغة الفرنسية.و قد استخدم المعهد تلك النتيجة لتمثل 14 مليون جزائري في عمر السادسة عشر أو أكبر[6].يضيف ابن رباح أن تلك الاستطلاعات تؤكد الإتجاه نحو زيادة انتشار اللغة الفرنسية في الجزائر[6].
و تقول معامرى أن في عام 2009 و مع انتشار القنوات الفضائية التي تحمل برامج ترفيهية فرانكوفونية فإن اللغة "تشهد إعادة إحياء"[4].و تضيف معامرى "مع مرور السنوات تراجعت الحكومة و أعادة تقديم اللغة الفرنسية"[4].
"من وجهة النظر الكمية،فإن الجزائر اليوم هى ثاني أكبر مجتمع متحدث بالفرنسية" على حد تعبير بن رباح[6].
اللغة الإنجليزية

نظرا لمكانة اللغة الإنجليزية كلغة تواصل عالمية فإنه يتم تدريسها بداية من السنة الأولى للمرحلة التعليمية المتوسطة.و بالرغم من ذلك فإن عدد قليل جدا من الجزائريين يتحدثون بها أغلبهم من الشباب.
و تقوم الحكومة الجزائرية بتدريس اللغة الإنجليزية إلزاميا كلغة أجنبية ثانية لطلاب الصف الرابع من المرحلة المتوسطة منذ نهاية السبعينيات من القرن الماضي.وفى سبتمبر من عام 1993 قامت وزارة التعليم الإبتدائى و الثانوى بجعل اللغتين الإنجليزية و الفرنسية اختياريتن ،و يقوم الطلاب باختيار إحداهما كلغة أجنبية أولى يرغب في دراستها[6].و تقول وزارة التربية والتعليم أنه قد تم التشجيع على دراسة الإنجليزية لأنها "لغة المعرفة العلمية"[6].
وفى الفترة من 1993 و 1997 ،ومن بين 2 مليون طفل في المرحلة التعليمية، نسبة من اختار دراسة الإنجليزية تقع بين 0.33% و 1.28%،النتيجة الإحصائية التي وصفها محمد بن رباح "الضئيلة"[6].
لغات جنوب الصحراء الكبرى الأفريقية[عدل]

اللغة البلبالية الموجودة في واحة تبلبالة بالصحراء الكبرى هى احدى أشكال لغة السوناي المتأثرة باللغة الأمازيغية و التي تستخدم بشكل واسع بالجنوب بالقرب من النيجر.و الداوساك هي لغة شمالية اخرى تنتمي لمجموعة سوناي و تستخدم في مناطق بأقصى الجنوب، وينتشر المتحدثون بها من البدو بطول مساحة واسعة في شمال مالي.
كما يوجد بضعة ألاف من متحدثى اللغة الهوسية في الجنوب.
الفينيقية
تم استقدام اللغة الفينيقية إلى الجزائر، خصوصا في شكلها البونيقى الذي استخدم في شمال أفريقيا، على يد النفوذ القرطاجي، فقد كانت لغة ذات أثر على المنطقة حيث تعلمها القديس أوغسطينوس و أقتبس منها بعض العبارات.و بالرغم من ذلك فقد فقدت تلك اللغة مكانتها لصالح اللغة اللاتينية و لم يتبقَ منها شيء سوى بعض أسماء للأماكن.
اللاتينية
كانت اللغة اللاتينية هي لغة الأحتلال الروماني (روما القديمة) و كانت تستخدم على نطاق واسع في المدن الساحلية،و يشهد أوغسطين أن اللغة اللاتينية كانت تسحب البساط من تحت أقدام اللغة البونيقية.و مع ذلك فقد انحسرت اللاتينية لصالح اللغة العربية و الأمازيغية بعد الفتح الأموي تاركة بعض الألفاظ الدخيلة في كل من اللغتين.
التركية العثمانية
جلب الحكم العثماني الأقلية المهيمنة التركية (حكم النخبة) إلى الجزائر بعد القرن السادس عشر و تمركزوا في المدن الكبيرة.و لفترة كانت اللغة التركية العثمانية لغة حكومية أساسية.و مع ذلك ،و بمرور الوقت تم استيعاب الأتراك تدريجيا و أصبحت العائلات المنحدرة من أصول تركية، و التي لا تزال تعيش في الجزائر، لا تتحدث تلك اللغة.
لغات أخرى
اللغة الإسبانية اليهودية: كان يتحدث بها بعض الجزائريين اليهود، خصوصا حول مدينة وهران، و كانت تستخدم بلهجة تطواني، و لكن معظمها استبدل إلى الفرنسية خلال فترة الإستعمار.
الكلمات الدخيلة من لغات حوض البحر المتوسط:و هي مزيج من العديد من لغات البحر المتوسط، و كانت بداية انتشارها كوسيلة تواصل مع الأجانب في الموانيء بما فيهم عبيد السجون و الخونة الأوربيون الذين انضموا إلى الجهاد البحرى الإسلامي (القرصنة البربرية).و بعد عام 1830 بدأت تختفي تلك اللغة و حلت محلها اللغة الفرنسية.
اللغة الأسبانية لها تاريخ طويل في وهران و التي احتلها الأسبان في الفترة من 1509 إلى 1790 ،و قد تركت بعض الأثر في لهجة تلك المدينة. كما تحدث بها ذوو الأقدام السوداء النازحين من سواحل الأسبانية للبحر المتوسط .و يتحدث بالأسبانية الصحراويين الذين يعيشون في مخيمات اللاجئين في منطقة تندوف.
يقول محمد بن رباح "بحلول عام 2007 كانت عملية التعريب قد اكتملت أو أوشكت على الكمال" في كل من وزارة العدل ووزارة الشؤون الدينية، ومكاتب التسجيل في المبانى الإدارية الجزائرية[16]. ويضيف بن رباح بأن عملية التعريب قد أثرت على التعليم و لكن "بدرجة أقل"[16]. و كانت الوثائق الرسمية للوزارات التي لم تتأثر بشكل كامل أو جزئي بعملية التعريب تكتب باللغة الفرنسية، ويتم منح نسخة مترجمة إلى العربية عند الحاجة[16]. يضيف بن رباح أنه بحلول عام 2007 "تقلص استخدام اللغة الفرنسية في عدد من المجالات العليا منذ العهد الإستعماري عندما شغلت اللغة مواقع غير هامة في الإعلام والتعليم والحكومة والإدارة"[17].
في حدود عام 1997 أصدرت الحكومة الجزائرية قوانين تمنع الموظفين من التحدث علانية بأى لغة غير العربية، ودعى القانون بفرض غرامة على الموظفين الذين يصدرون وثائق حكومية بغير اللغة العربية. كما أمرت الحكومة بإصدار جميع الكتب و إلقاء المحاضرات بالعربية و تدريج المحاضرات الفرنسية، وأمرت أن يكون البث التليفزيونى باللغة العربية[5]. وفي عام 1997 قال وزير التربية الوطنية سليمان الشيخ أن اللغة الفرنسية تحتاج إلى التدريج لأنها تمنع اللغة العربية من الظهور ولأنها تقود الجزائريين بعيدا عن اللغة الإنجليزية، لغة التجارة العالمية والكمبيوتر والعلوم[5].
يقول بن رباح أنه بداية من عام 1962 بدأ الانتقال من اللغة الفرنسية إلى اللغة العربية الأدبية في النظام التعليمي، وبحلول عام 2007 بدأ التعريب يؤثر في التعليم الإبتدائي و الثانوي، بينما ظل التعليم الجامعي الفرنسي دليل على المستوى الإجتماعي الراقي، و مازالت الفرنسية هي اللغة المستخدمة في الدراسات العلمية[16]


تحيات الأستاذ
المهيـدي
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية المهيدي
المهيدي
عضو فعال
  • تاريخ التسجيل : 23-07-2015
  • المشاركات : 151
  • معدل تقييم المستوى :

    9

  • المهيدي is on a distinguished road
الصورة الرمزية المهيدي
المهيدي
عضو فعال
رد: اللغة العربية
06-10-2015, 07:59 AM
لا يخفى على ذي لُبٍّ ما للغةِ العربية من أهميةٍ عظمى؛ في كونها لغة القرآن الكريم والسنة المطهرة، وكونها جزءًا من ديننا، بل لا يمكنُ أن يقومَ الإسلام إلا بها، ولا يصح أن يقرأَ المسلم القرآنَ إلا بالعربية، وقراءة القرآن ركنٌ من أركانِ الصلاة، التي هي ركن من أركانِ الإسلام.
وتزداد أهميةُ تعلمِ اللغة العربية حين بَعُد الناس عن الملكةِ والسليقة اللغوية السليمة؛ مما سبَّبَ ضعف الملكات في إدراكِ معاني الآيات الكريمات؛ مما جعل من الأداةِ اللغوية خيرَ معينٍ على فهم معاني القرآن الكريم والسنة المطهرة، وقد نبَّه ابنُ خلدون على ذلك بقوله:
"فلمَّا جاء الإسلامُ، وفارقوا الحجاز... وخالطوا العجمَ - تغيرت تلك الملكةُ بما ألقى إليها السَّمعُ من المخالفاتِ التي للمستعربين من العجم؛ والسمع أبو الملكات اللسانية؛ ففسدت بما أُلقي إليها مما يغايرها لجنوحِها إليه باعتبارِ السمع، وخشي أهلُ الحلوم منهم أن تفسدَ تلك الملكة رأسًا بطولِ العهد؛ فينغلق القرآنُ والحديث على الفهوم، فاستنبطوا من مجاري كلامِهم قوانين لتلك الملكة مطَّردة شبه الكليات والقواعد، يقيسون عليها سائرَ أنواعِ الكلام، ويلحقون الأشباه منها بالأشباه"[1].
ومما يدلُّ أيضًا على أهميةِ اللغة العربية في فهمِ الكتاب العزيز حرصُ العلماءِ في العصورِ المتقدمة على التأليفِ في إعراب القرآن ومعانيه، بل إنَّ بعض هذه الكتبِ منها ما يُسمى بـ"معاني القرآن"؛ مما يوحي بأهميةِ الإعراب في فهم المعاني، والدليل على ذلك ما جاء في "كشفِ الظُّنون"؛ لحاجي خليفة، حين عَدَّ (إعراب القرآن) علمًا من فروعِ علمِ التفسير.
واللغة عمومًا - أي لغة كانت - لها ثلاث وظائف، هي:
أنَّ اللغةَ هي الركنُ الأول في عمليةِ التفكير.
وهي وعاءُ المعرفة.
وهي الوسيلةُ الأولى للتواصلِ والتفاهم والتخاطب، وبثِّ المشاعر والأحاسيس.

وهذا القدرُ من أهميةِ اللغة مشتركٌ بين بني الإنسان وبين اللغات كافة في كلِّ مكان وزمان، إلا أنَّ اللغة العربية امتازت عن سائرِ لغات البشر بأنها اللغةُ التي اختارها الله - سبحانه وتعالى - لوحْيه؛ لما تمتازُ به من مميزات.
وسنذكر في هناا أهميةَ اللغة العربية، ويمكن أن نلخصَ أهميتها بالنِّقاط التالية:
أولاً: أن البيان الكامل لا يحصل إلا بها: ولذا لم ينزل القرآنُ إلا باللغةِ العربية؛ قال - تعالى -: ﴿ بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ ﴾ [الشعراء: 195]، فدلَّ ذلك على أنَّ سائر اللغات دونها في البيان.
ولقد أوضح هذا المعنى أبو الحسين أحمد بن فارس المتوفى سنة (395 هـ)، حيث قال: "فلما خَصَّ - جل ثناؤه - اللسانَ العربيَّ بالبيانِ، عُلِمَ أن سائر اللغات قاصرةٌ عنه، وواقعة دونه"[2].
وقد يقول قائل: قد يقعُ البيان بغيرِ اللسان العربي؛ لأنَّ كلَّ مَنْ أفهمَ بكلامِه على شرط لغته، فقد بيَّن؟
فيُقال له: إن كنتَ تريد أنَّ المتكلِّم بغير اللغة العربية قد يُعْرِبُ عن نفسِه حتى يُفْهِمَ السامعَ مرادَه، فهذا أخسُّ مراتب البيان؛ لأنَّ الأبكم قد يدلُّ بإشاراتٍ وحركات له على أكثر مراده، ثم لا يسمَّى متكلمًا، فضلاً عن أن يُسمَّى بَيِّنًا أو بليغًا، وإن أردت أنَّ سائر اللغات تُبِينُ إبانةَ اللغة العربية، فهذا غَلط، وقد بيَّن السيوطي - رحمه الله - في "المزهر"وجهَ الغلط قائلاً: "... لأنَّا لو احتجنا إلى أنْ نعبر عن السيفِ وأوصافه باللغةِ الفارسية، لما أمكننا ذلك إلا باسمٍ واحد؛ ونحن نذكرُ للسيفِ بالعربية صفاتٍ كثيرة، وكذلك الأسد والفرس وغيرهما من الأشياءِ المسميات بالأسماء المترادفة، فأين هذا من ذاك؟! وأين سائرُ اللغات من السَّعةِ ما للغةِ العرب؟! هذا ما لا خفاءَ به على ذي نُهية"[3].
ثانيًا: أن اللغة العربية تُعد مفتاح الأصلين العظيمين؛ الكتاب والسنة:
فهي الوسيلةُ إلى الوصولِ إلى أسرارهما، وفهم دقائقهما، وارتباط اللغة العربية بهذا الكتابِ المُنَزَّل المحفوظ جعلها محفوظةً ما دام محفوظًا، فارتباطُ اللغةِ العربية بالقرآن الكريم كان سببًا في بقائها وانتشارها، حتى قيل: لولا القرآن ما كانت عربية؛ ولهذا السبب عني السَّلفُ بعلومِ اللغة العربية، وحثُّوا على تعلمِها، والنَّهل من عبابها، وإليك بعض أقوالِهم التي تدلُّ على أهميةِ العربية:
من أقوال السلف في أهمية اللغة العربية:
1- يقول عمرُ بن الخطاب - رضي الله عنه -: "تعلَّموا العربيةَ؛ فإنها من دينِكم، وتعلَّموا الفرائضَ؛ فإنها من دينكم"[4].
2- وكتب عمر إلى أبي موسى الأشعري - رضي الله عنهما -: "أمَّا بعد، فتفقهوا في السنةِ، وتفقهوا في العربية، وأَعْرِبُوا القرآنَ فإنه عربي"[5]، وفي توجيهِ عمر هذا أمران:
الأول: الدعوةُ إلى فقهِ العربية.
والثاني: الدعوةُ إلى فقهِ الشَّريعة.
وبيَّن شيخُ الإسلام سببَ قول عمر: "تفقهوا في السنةِ، وتفقهوا في العربية"؛ حيث قال: "لأنَّ الدِّينَ فيه فقهُ أقوال وأعمال، ففقه العربية هو الطريقُ إلى فقه الأقوال، وفقه الشريعة هو الطريقُ إلى فقه الأعمال"[6].
3- وقال عبدالله بن عباس - رضي الله عنهما -: "ما كنتُ أدري ما معنى: ﴿ فَاطِرِ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ ﴾ [الأنعام: 14] حتى سمعتُ امرأةً من العربِ تقول: أنا فطرتُه؛ أي: ابتدأته"[7]، وقال: "إذا خَفِيَ عليكم شيءٌ من القرآنِ، فابتغوه في الشِّعرِ؛ فإنَّه ديوانُ العرب"[8].
وقوله: "فأجلها عندي مقيم الألسن" هذا بالنسبةِ إلى علومِ الآلة، فاللغةُ أهمُّها، وإلا فإنَّ أهمَّ العلوم: علمُ العقيدة وعلم الدِّيانة، وقد رد بعضُ العلماءِ على هذه الأبيات كابن عبدالبر قائلاً:
يعني: العلم الصحيح هو مقيم الدين، مقيم العبادة، ودليله أنَّ نبي الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - بقي عشر سنين بمكة لا يدعو إلا إلى علم العقيدةِ، الذي هو أساسُ كل علم وأصل العلوم، وبقيةُ العلومِ تتفرَّعُ عنه، فعلمُ العقيدة والشريعة هو أهمُّ ما يجب على المسلم أن يتعلَّمه.
5- وقال الشعبي: "النحو كالملحِ في الطعام لا يُستغنى عنه"، وروى أبو نعيم في رياضةِ المتعلِّمين عن ابن شبرمة، قال: "زين الرِّجال النحو، وزين النِّساء الشَّحم".
6- وقال شيخُ الإسلام ابن تيمية: "إنَّ الله لما أنزل كتابَه باللسان العربي، وجعل رسولَه مبلغًا عنه الكتاب والحكمة بلسانه العربي، وجعل السَّابقين إلى هذا الدين متكلِّمين به، ولم يكن سبيل إلى ضبط الدِّينِ ومعرفته إلا بضبط هذا اللسان، صارت معرفته من الدِّين، وأقرب إلى إقامةِ شعائر الدين..."[11].
وفي الكلامِ السَّابقِ لشيخ الإسلام ما يدلُّ على أنَّ بين اللغة العربية والعقيدة الإسلامية ارتباطًا وثيقًا، لا يماثله رباطٌ آخر في أي من المجتمعاتِ القديمة والمعاصرة؛ لأنَّ اللغة العربية هي لغةُ الإسلام، ولغة كتابه العزيز، ولغة رسوله محمد - صلَّى الله عليه وسلَّم - ولذا فإن الاهتمامَ والعناية بها إنما هو استكمال لمقوم من مقومات العقيدة الإسلامية، التي نجتمعُ جميعًا على إعزازِها، والدعوة إليها.
وانطلاقًا من هذا المفهوم، فإنَّ تعلم اللغة العربية والاهتمام بها ليس مهنة تعليمية، أو قضية تعليمية فحسب؛ وإنما هو قضية عقدية، ورسالة سامية نعتز بها.
7- ويقول الرازي: "لما كان المرجعُ في معرفة شرعِنا إلى القرآنِ والأخبار، وهما واردان بلغةِ العرب ونحوهم وتصريفهم، كان العلم بشرعنا موقوفًا على العلم بهذه الأمور، وما لا يتمُّ الواجبُ المطلق إلا به - وكان مقدورًا للمكلف - فهو واجب"[12]، وبيَّن الإسنوي في الكوكبِ الدري علةَ هذا الكلام بقوله: "لأنَّ علمَ أصول الفقه إنما هو أدلة الفقه، وأدلةُ الفقه إنما هما الكتابُ والسنة، وهذان المصدران عربيان، فإذا لم يكن الناظرُ فيهما عالمًا باللغةِ العربية وأحوالها، محيطًا بأسرارها وقوانينها، تعذر عليه النَّظرُ السليم فيهما، ومن ثَمَّ تعذَّرَ استنباط الأحكام الشرعية منهما"[13].
9- ويقول الشافعي: "لا أُسأل عن مسألةٍ من مسائل الفقه، إلا أجبت عنها من قواعدِ النحو"[14]، وهذا يدلُّ على تمكنِه - رحمه الله - في العربية، وقال أيضًا: "ما أردت بها - يعني: العربية - إلا الاستعانةَ على الفقه"[15]، وقال: "من تبحَّرَ في النحوِ، اهتدى إلى كلِّ العلوم"،وتُنسبُ هذه المقولةُ أيضًا للكسائي.
10- "واجتمع الكسائي ومحمد بن الحسن الشيباني صاحب الإمام أبي حنيفة، فقال الكسائي: من تبحَّر في علمِ النحو، اهتدى إلى سائر العلوم، فقال له محمد: ما تقولُ فيمن سها في سجودِ السهو، هل يسجد مرة أخرى؟ قال: لا، قال: لِمَ ذا؟ قال: لأنَّ النحاة يقولون: المصغَّر لا يُصغر، قال محمد: فما تقول في تعليقِ العتق بالملك؟ قال: لا يصحُّ، قال: لِمَ؟ قال: لأنَّ السيل لا يسبق المطر"[16].
ومما يدلُّ أيضًا على اهتمام السَّلفِ بالعربية أنَّ الكسائي - رحمه الله - تعلَّم النحوَ وقد كبر سنُّه، وبيَّن العصامي - رحمه الله - في "سمط النجوم العوالي في أنباءِ الأوائل والتوالي" سببَ ذلك؛ حيث قال: "وسببه أنه مشى يومًا حتى أعيا، فجلس وقال: عييتُ، فقيل له: لحنتَ، قال: كيف؟ قيل: إن كنت أردت التَّعبَ، فقل: أعييت، وإن كنت أردت انقطاع الحيلة، فقل: عييت بغيرِ همز، فأنف من قولِهم: لحنت، واشتغل بالنحو حتى مهر وصار إمام وقته، وكان يؤدب الأمين والمأمون، وصارت له اليد العظمى، والوجاهة التامة عند الرشيدِ وولدَيْه، وتوفي محمد بن الحسن والكسائي في يومٍ واحد سنة سبع وثمانين ومائة، ودُفِنا في مكان واحد، فقال الرشيد: ها هنا دفن العلمُ والأدب، وقصة الكسائي مع سيبويه في مسألة: فإذا هو هي، أو إياها، شهيرةٌ لا نطولُ بذكرِها"[17] [18]؛ ولذا قال الشافعي: "من أراد أن يتبحرَ في النحوِ، فهو عيال على الكسائي"[19].
11- والجرمي يقول: "أنا منذ ثلاثين سنة أفتي النَّاسَ في الفقهِ من كتابِ سيبويه"[20]، فلمَّا بلغ المبردَ هذا الكلامُ قال: "لأنَّ أبا عمر الجرمي كان صاحبَ حديث، فلما عرف كتابَ سيبويه تفقَّه في الحديث؛ إذ كان كتاب سيبويه يُتعلَّم منه النَّظرُ والتفسير"[21].
12- وقال محمد بن الحسن: "خلَّف أبي ثلاثين ألف درهم، فأنفقتُ نصفَها على النحوِ بالري، وأنفقتُ الباقي على الفقه"[22]، وقال عنه الشَّافعي: "لو أشاء أن أقول: تنزل القرآن بلغةِ محمد بن الحسن لقلتُ لفصاحتِه، وقد حملت عنه وقر بختي"[23].
13- بل أُثر عن أبي الريحان البيروني قوله: "لأنْ أُشتم بالعربيةِ خير من أُن أمدحَ بالفارسية"[24]، وهذا يدلُّ على حبِّهم للعربية، واعتزازهم بها.
14- والفارابي يبرِّر مدحَه العربية بكونها من كلامِ أهل الجنَّة؛ حيث يقول: "هذا اللسانُ كلامُ أهل الجنة[25]، وهو المنزَّه بين الألسنةِ من كلِّ نقيصة، والمعلَّى من كلِّ خسيسة، والمهذَّب مما يُسْتَهجن أو يُسْتَشْنع"[26].
ثالثًا: أنَّ بالعلم باللغة العربية تحصل إقامةُ الحجة على الناس:
وهذا داخلٌ في عموم قول الله - تعالى -: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ ﴾ [النساء: 135]، فلا يمكن أن يكونَ الإنسانُ شاهدًا لله إذا لم يكن فاهمًا لما يشهدُ به؛ لأنَّ العلمَ شرطٌ في الشهادة؛ لقول الله - تعالى -: ﴿ وَمَا شَهِدْنَا إِلَّا بِمَا عَلِمْنَا وَمَا كُنَّا لِلْغَيْبِ حَافِظِينَ ﴾ [يوسف: 81]، ولقوله - تعالى -: ﴿ إِلَّا مَنْ شَهِدَ بِالْحَقِّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ ﴾ [الزخرف: 86]، فلا يمكن أن يشهدَ الشَّاهدُ بما لا يعلمه ولا يفهمه، ولا بد أن يكونَ الإنسانُ فاهمًا لما يشهد به؛ حتى تقبلَ شهادتُه على ذلك.
والله - تعالى - جعل هذه الأمَّةَ شاهدةً على الناس؛ كما قال - تعالى -: ﴿ وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا ﴾ [البقرة: 143]، ولا يمكن أن تتمَّ الشهادة على النَّاسِ إذا كنت لا تفهم ما تشهد به، وليس هناك وسيلة للاطلاعِ من خلالها على أحوالِ النَّاس وما كذبوا به أنبياءهم إلا القرآن، والقرآنُ بلسان عربي مبين، فإذا لم تفهم هذا، فلا يمكن أن تكونَ شاهدًا على الناس، فإذا جاء نوحٌ يوم القيامة يخاصمُه قومُه، فقالوا: ما جاءنا من بشيرٍ ولا نذير، فقال: بلى، قد مكثتُ فيكم ألف سنة إلا خمسين عامًا، فيُقال: من يشهدُ لك؟ فيقول: محمدٌ وأمته، فإذا كنتَ لا تفهم الآياتِ التي جاءت في قصةِ نوح، فلا يمكن أن تكونَ من الشهداءِ على هذا؛ لأنَّ الشهادةَ من شرطِها العلم.
رابعًا: أن اعتياد التكلم باللغة العربية يؤثِّر في العقلِ والخلق والدين:
يقول شيخُ الإسلام ابن تيميَّة - رحمه الله تعالى -: "اعلم أنَّ اعتياد اللغةِ يؤثر في العقلِ والخلقِ والدِّينِ تأثيرًا قويًّا بينًا، ويؤثر أيضًا في مشابهةِ صدرِ هذه الأمَّةِ من الصَّحابةِ والتابعين، ومشابهتهم تزيد العقلَ والدينَ والخلقَ"[27].
وقال أيضًا: "معلومٌ أنَّ تعلمَ العربية وتعليمَ العربية فرضٌ على الكفاية، وكان السَّلفُ يؤدِّبون أولادَهم على اللَّحنِ، فنحن مأمورون أمرَ إيجابٍ أو أمرَ استحبابٍ أن نحفظَ القانون العربي، ونُصلح الألسن المائلة عنه، فيحفظ لنا طريقة فهم الكتاب والسنَّة، والاقتداء بالعرب في خطابها، فلو تُرك النَّاسُ على لحنِهم، كان نقصًا وعيبًا"[28].
وقال أبو هلال العسكري: "فعلم العربية على ما تسمعُ من خاص ما يحتاجُ إليه الإنسانُ لجماله في دنياه، وكمال آلته في علومِ دينه"[29]، وقال الشَّافعي: "من نظر في النَّحو، رقَّ طبعُه"[30].
خامسًا: أنَّ اللغةَ العربية والمحافظة عليها من الدين، وهي خصيصة عظيمة لهذه الأمة:
قال عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -: "تعلَّموا العربيةَ؛ فإنَّها من دينِكم"[31]، وقال شيخُ الإسلام ابن تيمية: "فإنَّ نفسَ اللغة العربية من الدِّين، ومعرفتها فرضٌ واجب؛ فإن فهم الكتاب والسنة فرض، ولا يفهم إلا بفهمِ اللغة العربية، وما لا يتمُّ الواجب إلا به فهو واجب، ثم منها ما هو واجبٌ على الأعيان، ومنها ما هو واجبٌ على الكفاية"[32].
ويقول السيوطي׃ "ولا شكَّ أنَّ علم اللغة من الدين؛ لأنه من الفروضِ الكفايات، وبه تُعرفُ معاني ألفاظ القرآن والسنة"[33].
وقال ابنُ فارس في "الصاحبي في فقهِ اللغةوسنن العرب في كلامها" "فلذلك قلنا: إنّ علم اللغة كالواجب عَلَى أهل العلم، لئلاَّ يحيدوا فِي تأليفهم، أَوْ فتياهم عن سَنن الاستواء، وكذلك الحاجة إِلَى علم العربية فإن الإعراب هو الفارق بَيْنَ المعاني؛ ألا ترى أن القائل إذا قال: "ما أحسن زيد" لَمْ يفرّق بَيْنَ التعجب والاستفهام والذمّ إِلاَّ بالأعراب؛ وكذلك إِذَا قال: "ضرب أخوك أخانا" و"وَجْهُك وجهُ حُرّ" و"وجهُك وجهٌ حرٌ" وَمَا أشْبَه ذَلِكَ من الكلام المشْتَبه"[34].
سادسًا: أنَّ اللغة العربية مصدرُ عزٍّ للأمة:
لا بد من النظرِ إلى اللغة العربية على أنها لغةُ القرآن الكريم والسنة المطهرة، ولغةُ التشريع الإسلامي؛ بحيث يكون الاعتزازُ بها اعتزازًا بالإسلام، وتراثه الحضاري العظيم، فهي عنصرٌ أساسي من مقوماتِ الأمة الإسلامية والشخصية الإسلامية، والنظر إليها على أنها وعاء للمعرفةِ والثقافة بكلِّ جوانبها، ولا تكون مجردَ مادةٍ مستقلة بذاتها للدراسة؛ لأنَّ الأمَّةَ التي تهمل لغتَها أمةٌ تحتقر نفسَها، وتفرضُ على نفسِها التبعية الثقافية.
يقول مصطفى صادق الرافعي - رحمه الله - مبينًا هذا: "ما ذلَّت لغةُ شعبٍ إلاَّ ذلَّ، ولا انحطَّت إلاَّ كان أمرُه في ذَهابٍ وإدبارٍ، ومن هذا يفرضُ الأجنبيُّ المستعمر لغتَه فرضًا على الأمَّةِ المستعمَرة، ويركبهم بها، ويُشعرهم عظمتَه فيها، ويستلحِقهم من ناحيتِها، فيحكم عليهم أحكامًا ثلاثةً في عملٍ واحدٍ؛ أمَّا الأول: فحَبْس لغتهم في لغته سجنًا مؤبَّدًا، وأمَّا الثاني: فالحكمُ على ماضيهم بالقتلِ محوًا ونسيانًا، وأمَّا الثالث: فتقييد مستقبلهم في الأغلالِ التي يصنعها، فأمرُهم من بعدها لأمره تَبَعٌ"[35].
وعلى هذا؛ ينبغي لمن يعرفُ العربيةَ ألا يتكلَّم بغيرِها، وكره الشافعي ذلك، وينبغي لمن دخل الإسلامَ من الأعاجمِ أن يتعلَّمَ العربية.
سابعًا: أن الجهل باللغة من أسباب الزيغ:
فالضعف في علومِ العربية سببُ ضلال كثير من المتفقِّهة؛ قال ابنُ جني: "إنَّ أكثر مَن ضلَّ من أهل الشريعة عن القصدِ فيها، وحاد عن الطريقةِ المثلى إليها، فإنما استهواه واستخفَّ حلمَه ضعفُه في هذه اللغةِ الكريمة الشريفة التي خُوطِب الكافَّةُ بها"[36].
وقال عمرو بن العلاء لعمرو بن عبيد لما ناظره في مسألةِ خلود أهل الكبائر في النَّار، احتجَّ ابنُ عبيد أنَّ هذا وعْد الله، والله لا يخلفُ وعْدَه - يشير إلى ما في القرآنِ من الوعيد على بعضِ الكبائر بالنَّار والخلود فيها - فقال ابنُ العلاء: من العُجْمة
ومن ذلك قول من قال في حديث: ((لا تسبُّوا الدَّهر؛ فإنَّ الله هو الدهر، يقلِّبُ الليلَ والنهار))[40]؛ بأنَّ فيه مذهب الدهرية، وهذا جهل، فإنَّ المعنى: لا تسبوا الدَّهرَ إذا أصابتكم مصائب، ولا تنسبوها إليه، فإنَّ الله هو الذي أصابكم، فإنكم إذا سببتم الدهرَ، وقع السبُّ على الفاعل لا على الدهر.
قال الشاطبي - رحمه الله - بعد أن ذكرَ الأمثلة السابقة: "فقد ظهر بهذه الأمثلةِ كيف يقعُ الخطأ في العربيةِ في كلام الله - سبحانه - وسنة نبيه - صلَّى الله عليه وسلَّم - وأنَّ ذلك يؤدِّي إلى تحريفِ الكلم عن مواضعِه، والصحابة - رضوان الله عليهم - براءٌ من ذلك؛ لأنهم عربٌ لم يحتاجوا في فهمِ كلامِ الله - تعالى - إلى أدواتٍ ولا تعلم، ثم من جاء بعدهم ممن هو ليس بعربي اللسان تكلَّفَ ذلك حتى علمه"[41].
أهمية العربية في فهم الحديث:
معرفةُ العربية شرطٌ في المحدِّث؛ قال ابنُ الصلاح: "وحق على طالبِ الحديث أن يتعلَّمَ من النَّحوِ واللغة ما يتخلَّصُ به من شين اللحن والتحريف ومعرتهما"[67]، وروى الخطيب عن شعبة قال: "من طلب الحديثَ ولم يبصر العربيةَ كمثل رجلٍ عليه برنس وليس له رأس"[68]، وروى أيضًا عن حماد بن سلمة قال: "مثل الذي يطلبُ الحديثَ ولا يعرف النَّحوَ مثل الحمارِ عليه مخلاة ولا شعيرَ فيها"[69].
وقد روى الخليلي في "الإرشاد" عن العباسِ بن المغيرة عن أبيه قال: جاء عبد العزيز الدراوردي في جماعةٍ إلى أبي ليعرضوا عليه كتابًا، فقرأ لهم الدراوردي، وكان رديء اللسانِ يلحن، فقال أبي: "ويحك يا دراوردي أنت كنتَ إلى إصلاح لسانك قبل النظرِ في هذا الشأن أحوج منك إلى غير ذلك"[70].
ويقول الحافظُ أبو الحجَّاج يوسف بن الزكي المِزِّي (ت742هـ) في مقدمِة كتابه "تهذيب الكمال في أسماء الرجال": "ينبغي للناظرِ في كتابنا هذا أن يكونَ قد حصَّل طرفًا صالحًا من علمِ العربية؛ نحوها ولغتها وتصريفها، ومن علم الأصول والفروع، ومن علم الحديث والتواريخ وأيام الناس".
أهمية اللغة العربية للفقيه:
جَعَل علماءُ أصولِ الفقه من شروط المجتهد أن يكون عالمًا بأسرارِ العربية، وبخاصة علم النحو؛ لأنَّ الشريعةَ عربية ولا سبيل إلى فهمِها إلا بفهمِ كلام العرب، وما لا يتمُّ الواجبُ إلا به فهو واجب، كما ذكر ذلك صاحبُ "المحصولِ في أصول الفقه" حيث يقول: "مسألة في شرائط المجتهد: أعلم أن شرط الاجتهاد أن يكون المكلف بحيث يمكنه الاستدلال بالدلائل الشرعية على الأحكام، وهذه المكنة مشروطة بأمور: أحدها: أن يكون عارفاً بمقتضى اللفظ ومعناه؛ لأنه لو لم يكن كذلك لم يفهم منه شيئاً؛ ولما كان اللفظ قد يفيد معناه لغة وعرفاً وشرعاً وجب أن يعرف اللغة والألفاظ العرفية والشرعية"[71].
وقد شرطه الجماهيرُ من الأصوليين؛ كالشافعي والغزالي والجويني والآمدي والقرافي والفتوحي والطوفي والشوكاني وغيرهم.
بل نجدُ ابنَ حزم - رحمه الله - يصرحُ بوجوب تعلم النحو للمفتي؛ حتى لا يقعَ في الخطأ، وإضلال النَّاسِ جراء الفهمِ السَّقيمِ للنصوص.
تنبيه: ذكر بعضُ العلماء أنَّ معرفةَ متون مختصرة في علومِ العربية تكفي للمجتهد، وهذا القولُ غير صحيح، بل لا بد من التضلع في اللغةِ لمن أراد الاجتهاد؛ يقول الشوكاني - رحمه الله -: "ومن جعل المقدارَ المحتاج إليه في هذه الفنونِ هو معرفة مختصر من مختصراتِها، أو كتاب متوسط من المؤلفاتِ الموضوعة، فيها فقد أَبْعَد، بل الاستكثار من الممارسةِ لها، والتوسع في الاطلاعِ على مطولاتِها مما يزيدُ المجتهد قوةً في البحث، وبصرًا في الاستخراج، وبصيرة في حصولِ مطلوبه، والحاصلُ أنه لا بد أن تثبتَ له الملكة القوية في هذه العلوم، وإنما تثبت هذه الملكة بطولِ الممارسة، وكثرة الملازمة لشيوخِ هذه الفنون"[72].
وهذا هو ما يفهم من كلامِ الصَّحابةِ والسلف وأقوال اللغويين؛ أنه ليس المقصود من تعلم اللغة العربية الاقتصار فقط على القواعدِ الأساسية التي تتوقَّفُ وظيفتها على معرفةِ ضوابط الصحة والخطأ في كلام العرب؛ وإنما المقصودُ من تعلمِ اللغة العربية لدارس الكتاب والسنة والمتأمل فيهما هو فهم أسرارها، والبحث عن كلِّ ما يفيدُ في استنطاق النَّصِّ، ومعرفة ما يؤديه التركيبُ القرآني على وجه الخصوص؛ باعتباره أعلى ما في العربيةِ من بيان، وقد نبَّه على هذه الخاصيةِ الزَّجاجيُّ في كتابه "الإيضاح في علل النحو"؛ حيث يقول: "فإن قِيل: فما الفائدةُ في تعلم النحو؟ فالجوابُ في ذلك أن يُقال: الفائدة فيه للوصولِ إلى التكلم بكلامِ العرب على الحقيقة صوابًا غير مبدل ولا مغير، وتقويم كتاب الله - عزَّ وجلَّ - الذي هو أصل الدِّينِ والدنيا والمعتمد، ومعرفة أخبار النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - وإقامة معانيها على الحقيقة؛ لأنَّه لا تفهم معانيها على صحةٍ إلا بتوفيتِها حقوقها من الإعراب"[73].
وليعلم أنه بمقدارِ التضلُّعِ من علومِ العربية مع العلوم الأخرى المشروطة، يكون قرب المجتهد من الفهمِ الصحيح للنصوص؛ قال الإمامُ الشافعي - رحمه الله -: "وما ازداد - أي: المتفقه - من العلمِ باللسان الذي جعله الله لسان من خَتَم به نبوته، وأنزل به آخرَ كتبِه، كان خيرًا له"[74].
وقال الشاطبي - رحمه الله -: "وإذا فرضنا مبتدئًا في فهمِ العربية فهو مبتدئ في فهم الشَّريعة، أو متوسطًا فهو متوسطٌ في فهم الشريعة، والمتوسط لم يبلغْ درجةَ النهاية، فإذا انتهى إلى الغايةِ في العربية كان كذلك في الشَّريعة، فكان فهمه فيها حجة، كما كان فهمُ الصحابة وغيرهم من الفصحاءِ الذين فهموا القرآن حجةً، فمن لم يبلغ شأوهم، فقد نقصه من فهمِ الشريعة بمقدار التقصير عنهم، وكل من قصر فهمه لم يكن حجة، ولا كان قوله مقبولاً"[75].
ولكن العلماء يفرِّقون بين طبيعةِ العمل الاجتهادي؛ فمنه ما يتعلَّقُ باستنباطِ المصالحِ والمفاسد مجردًا من اقتضاءِ النُّصوص لها، وإنما العلم بمقاصدِ الشريعة، فهذا العلمُ لا يلزمُ له معرفة واسعة في العلومِ العربية، وإنما يلزمُ العلم بمعرفةِ مقاصد الشريعة، وإن تعلق الاستنباط بالنصوص الشرعية، فلا بد من اشتراطِ العلم بالعربية[76].
فالعربية إذًا وسيلةٌ من وسائلِ الاهتداء إلى بعضِ الأحكام الفقهية من نصوصِ الشريعة، وقد نبَّه العلماءُ الأوائل على هذه الأهميةِ في استنباط الأحكامِ الشرعية،
مميزات اللغة وخصائصها:
اللغةُ العربية ذات ميزات عديدة، فهي أوسعُ اللغات وأصلحها؛ في جمع معانٍ، وإيجازِ عبارة، وسهولةِ جريٍ على اللسان، وجمالِ وقْعٍ في الأسماع، وسرعةِ حفظ.
ومن مميزات لغتنا الجميلة ما يلي:
1- سعة اللغة العربية:
مفرداتها وفيرة، وكلُّ مرادفٍ ذو دلالة جديدة، فالأسدُ له أسماء كثيرة لكلِّ واحد منها معنى يختصُّ به، وللناقةِ كذلك، وما من حيوان أو جماد أو نبات إلا وله الكثير من الأسماءِ والصفات، مما يدلُّ على غنى هذه اللغةِ الرائعة، ولأنواعِ الحزن والترح والأسى معانٍ متعددة، ولليوم الآخر - على سبيل المثال - أكثر من ثمانين اسمًا، عددها ابنُ قيم الجوزية - رحمه الله - في مدارج السالكين، لكلٍّ منها سبب ومعنى يختصُّ به، وهذا ما لا نجدُه في أكثر اللغات الأخرى.
قال الإمام الشافعي - رحمه الله -: "لسانُ العربِ أوسع الألسنة مذهبًا، وأكثرها ألفاظًا، ولا نعلمه يحيط بجميعِ علمه إنسانٌ غير نبي، ولكنَّه لا يذهبُ منه شيء على عامَّتها، حتى لا يكونَ موجودًا فيها مَنْ يعرِفه، والعلمُ به عند العربِ كالعِلم بالسُّنة عند أهلِ الفقه، لا نعلم رجلاً جمع السنن فلم يذهب منها عليه شيء، فإذا جمع علم عامة أهل العلم بها أتى على السُّنن، وإذا فُرّق عِلْم كلِّ واحد منهم، ذهب عليه الشيءُ منها"[85].
وأكثر مواد اللغة العربية غير مستعملة، وكثيرٌ منه غير معروف؛ قال الكسائي: "قد دَرَس من كلامِ العرب كثير"[86]، وقال أبو عمرو بن العلاء: "ما انتهى إليكم مما قالت العربُ إلا أقله، ولو جاءكم وافرًا، لجاءكم علمٌ وشعر كثير"[87]، وذكر الزبيدي في مختصر "العين" أنَّ عدةَ مستعمَلِ الكلامِ كله ومهمله ستة آلاف ألف وتسعة وخمسون ألفًا وأربعمائة (6059400)؛ والمستعملُ منها خمسةُ آلافٍ وستمائة وعشرون (5620)، والمهمل ستة آلاف ألف وستمائة ألف وثلاثة وتسعون (6600093).
وذكر عبدالغفور عطار أنَّ المستعملَ في العربية في عصرِنا الحاضر لا يكادُ يزيد على عشرةِ آلاف مادة، مع أنَّ "الصِّحاحَ" للجوهري يضم أربعين ألف مادة، و"القاموس" ستين ألف مادة، و"التكملة" ستين ألف مادة، و"اللسان" ثمانين ألف وأربعمائة، و"التاج" عشرين ومائة ألف مادة؛ حتى قال السيوطي: "وأين سائرُ اللغاتِ من السَّعة ما للغة العرب؟!"[88].
ومع أنَّ المستعمل من موادِّ اللغة العربية ليس إلا أقل القليل منها، فإنها لم تضقْ عن حاجة الإنسان وتجاربه، وخواطره وعلومه، وفنونه وآدابه؛ بل وسعت روافدَ الحضارةِ والعلوم غير المعروفة عند العربِ في أزهى العصور الإسلامية، حتى صار لسانُ حالِ لغتنا الحبيبة
- ولغتنا قائمة على جذور متناسقة لا تجدها في اللغات الأخرى قاطبة:
فالفعلُ الماضي ذهب، ومضارعه يذهبُ، وأمره اذهب، من جذرٍ واحد، أمَّا مثيله في الإنجليزية فماضيه "went" ومضارعه وأمره "go" كلمتان مختلفتان كليًّا، وخذ مثلاً الفعل "cut" بمعنى قطع، يقطع، اقطع، تجده رسمًا واحدًا في الأزمنةِ الثلاثة كلِّها، وتضطر إلى وضعِها في جملٍ كي تعرفَ الزَّمنَ لكلٍّ منها، بينما زمن الفعل في العربية معروف.
- إنَّ اللغةَ العربية تميز بين المذكر والمؤنث، سواء في العددِ أو في غيره، بعكس اللغاتِ الأخرى، وتسيرُ العربية على عنصرِ المخالفة للتمييزِ بين المؤنَّثِ والمذكر في العدد، وليس في هذا تعقيدٌ ما دام هناك نظامٌ مطرد.
- وقال الخفاجي في "سر الفصاحة": "وقد خبرني أبو داود المطران - وهو عارف باللغتين العربية والسريانية - أنه إذا نقلَ الألفاظ الحسنة إلى السرياني، قبُحت وخسَّت، وإذا نُقل الكلام المختار من السرياني إلى العربي، ازداد طلاوةً وحُسنًا"[89].
وفي هذا دليلٌ على ما تمتلكه اللغةُ العربية من طاقاتٍ هائلة، ومؤهلات مطلقة: صوتية، وصرفية، ومعجمية، ونحوية، وبلاغية، ودلالية.
ومن الطَّريفِ ما ذكره محمد الخضر حسين قال: "كتب (جون فرن) قصةً خيالية بناها على سياح يخترقون طبقاتِ الكرة الأرضية حتى يصلوا أو يدنوا من وسطِها، ولما أرادوا العودةَ إلى ظاهرِ الأرض بدا لهم هنالك أن يتركوا أثرًا يدلُّ على مبلغِ رحلتهم، فنقشوا على الصخرِ كتابة باللغة العربية، ولما سُئل (جون فرن) عن اختيارِه للغة العربية، قال: إنها لغةُ المستقبل، ولا شكَّ أنه يموتُ غيرها، وتبقى حية حتى يرفع القرآن نفسه".
وسنورد بعضَ ما قاله الغربُ عن ميزات لغتنا، (والفضل ما شهدت به الأعداءُ):
1- قال المستشرق المجري عبدالكريم جرمانوس: "إنَّ في الإسلامِ سندًا هامًّا للغة العربية أبقى على روعتِها وخلودها، فلم تنل منها الأجيال المتعاقبة، على نقيضِ ما حدث للغاتِ القديمة المماثلة كاللاتينية؛ حيث انزوت تمامًا بين جدرانِ المعابد، ولقد كان للإسلامِ قوة تحويل جارفة أثرت في الشعوبِ التي اعتنقته حديثًا، وكان لأسلوبِ القرآن الكريم أثرٌ عميق في خيالِ هذه الشعوب، فاقتبست آلافًا من الكلماتِ العربية، ازدانت بها لغاتها الأصلية، فازدادت قوةً ونماءً، والعنصرُ الثاني: الذي أبقى على اللغةِ العربية هو مرونُتها التي لا تُبارى، فالألماني المعاصر مثلاً لا يستطيع أن يفهمَ كلمةً واحدةً من اللهجةِ التي كان يتحدث بها أجدادُه منذ ألف سنة، بينما العربُ المحدثون يستطيعون فهمَ آداب لغتِهم التي كتبت في الجاهليةِ قبل الإسلام"[90].
2- وقال المستشرق الألماني "يوهان فك": "إنَّ العربيةَ الفصحى لتدين حتى يومنا هذا بمركزِها العالمي أساسيًّا لهذه الحقيقة الثابتة، وهي أنَّها قد قامت في جميعِ البلدان العربية والإسلامية رمزًا لغويًّا لوحدة عالم الإسلامِ في الثقافة والمدنية، لقد برهن جبروتُ التراث العربي الخالد على أنه أقوى من كلِّ محاولةٍ يقصد بها زحزحة العربية الفصحى عن مقامِها المسيطر، وإذا صدقت البوادر ولم تخطئ الدلائلُ، فستحتفظ العربيةُ بهذا المقامِ العتيد من حيث هي لغة المدنية الإسلامية"[91].
3- وقال "جوستاف جرونيباوم": "عندما أوحى الله رسالته إلى رسوله محمَّدٍ - صلَّى الله عليه وسلَّم - أنزلها قرآنًا عربيًّا، والله يقول لنبيِّه: ﴿ فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ لِتُبَشِّرَ بِهِ الْمُتَّقِينَ وَتُنْذِرَ بِهِ قَوْمًا لُدًّا ﴾ [مريم: 97]، وما من لغةٍ تستطيعُ أن تطاولَ اللغةَ العربية في شرفِها، فهي الوسيلةُ التي اختيرت لتحملَ رسالةَ الله النهائية، وليست منزلتها الروحية هي وحدها التي تسمو بها على ما أودعَ الله في سائرِ اللغات من قوةٍ وبيان، أمَّا السعة فالأمرُ فيها واضح، ومن يتتبع جميعَ اللغات لا يجد فيها على ما سمعته لغة تضاهي اللغة العربية، ويُضاف جمال الصوت إلى ثروتِها المدهشة في المترادفات، وتزين الدقة ووجازة التعبير لغة العرب، وتمتازُ العربيةُ بما ليس له ضريب من اليسرِ في استعمالِ المجاز، وإن ما بها من كناياتٍ ومجازات واستعارات ليرفعها كثيرًا فوق كلِّ لغة بشرية أخرى، وللغةِ خصائصُ جمَّة في الأسلوبِ والنحو ليس من المستطاع أن يكتشف له نظائر في أيِّ لغةٍ أخرى، وهي مع هذه السعة والكثرة أخصرُ اللغاتِ في إيصال المعاني، وفي النَّقلِ إليها، يبين ذلك أنَّ الصورةَ العربية لأيِّ مَثَل أجنبيٍّ أقصر في جميعِ الحالات".

تحيــــــــــــــات الأستاذ
المهيـــــــدي

  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية المهيدي
المهيدي
عضو فعال
  • تاريخ التسجيل : 23-07-2015
  • المشاركات : 151
  • معدل تقييم المستوى :

    9

  • المهيدي is on a distinguished road
الصورة الرمزية المهيدي
المهيدي
عضو فعال
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية المهيدي
المهيدي
عضو فعال
  • تاريخ التسجيل : 23-07-2015
  • المشاركات : 151
  • معدل تقييم المستوى :

    9

  • المهيدي is on a distinguished road
الصورة الرمزية المهيدي
المهيدي
عضو فعال
رد: اللغة العربية
06-10-2015, 10:57 AM
الحرب على اللغة العربية في الجزائرالمستقلة، الاستعمار الحديث
بعد طرد الجزائريين للاستعمار الفرنسي بقي في الجزائر ما يسمى بحزب فرنسا في الجزائر الذي كان هدفه خدمة المصالح الفرنسية في الجزائر بعد رحيلها ويضم هذا الحزب الذي يجهل وجوده في الجزائر كثير من الجزائريين الغير الوطنيين أو من يخدمون المصالح الفرنسية على حساب المصالح الجزائرية مقابل فوائد شخصية واحدى ادواته الجمعية الفرنكفونية الفرنسية في الجزائر التي تمولها الحكومةالفرنسية ويقال كذلك انه تشارك في تمويلهاالجمعية اليهودية الفرنسية نظرا لاهدافهاالتي تستهدف الثوابت الأساسية للامة الجزائرية وهي الدين الإسلامي واللغة العربية.
تحيات الأستاذ
المهيـــــــدي
مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 


الساعة الآن 12:09 AM.
Powered by vBulletin
قوانين المنتدى