شيخ الإباضية في ورقلة الحاج إبراهيم بومعقل
والكاتب الخاص لعميد الصحافة الجزائرية الشيخ أبو اليقظان
يحذر الصحافة من صناع الفتن والترويج للمآسي بورقة الإعلام
تجـلِسُ معـه فتجـد الأدب والهَـدْيَ الحسن... خُلُقٌ كريمٌ وكلامٌ طيِبُ... ذلك هو الشيخ إبراهيم بابزيز ـ الذي نذر نفسه لخدمة العلم و المجتمع و الدعوة الإسلاميَّة والدين الشرعي ، وهو منذ نعومة أظفاره قد حُبِّب إليه العلم وخدمة الخير وأهله ، وصار مطلبه الذي يسعى له ، كما أن أول هذه الأمة نبوة و رحمة , فإن بقاءها واستمرارها ببقاء آثار النبوة فيها ، والعلماء هم الحافظون لها، وهم ورثة الأنبياء، وبذلك يكون العلم الشرعي أول شرط من شروط نهضة المجتمع وتقدمه وتلاحم أبنائه واستقراره ؛ فإن تقدم وازدهار الأمة الراشدة بيد علمائها، وهم نصحاؤها ومقدمة ركبها، وهذا ما شهدت به آيات القرآن الكريم وأحاديث النبي - صلى الله عليه وسلم - وشواهد التاريخ الإسلامي.
وأمَّا العالم الرباني فتظهر كفاءته وتبرز ريادته وتلجأ الأمة إليه وتستجيب لقوله ، وعلمه كفيل بإظهاره وإعطائه المكان اللائق في المجتمع ، وها نحن نرى في كثير من مجتمعاتنا ظهور علماء ربانيين يتمتعون بالقدرة القيادية كما يتمتعون بحب الناس وتقديرهم.
وفي نفس الوقت قد لا ينجوا أهل العلم ومن يتحمل مسؤولية تنوير المجتمع من ابتلاءات المتنطعين والجهلة.
والشيخ إبراهيم من الحاج سليمان بابزيز المدعو بومعقل من الذين يتمتعون بهذه المواصفات وُلِدَ عام 1937م بورقلة تلقى العلم بمعهد الحياة بالقرارة في الأربعينيات من القرن الماضي على يد الشيخ إبراهيم بيوض والشيخ عدون وكان بعد تخرجه كاتبا خاصا لعميد الصحافة الجزائرية الشيخ أبو اليقظان وقبلها اشتغل كاتبا للشيخ بيوض لمدة سنتين.
فوجئ الأيام الأخير بخبر غريب نزل على صفحات الجرائد كالصاعقة على كل من يعرف الشيخ إبراهيم عن قرب في قضية يقول أنها و همية ومفتعلة يريد البعض من الذين حاولوا التفنن في فبركتها لإثارة فتنة بين أهل ورقلة الطيبين هذه المدينة الواحاتية التي عاشت طويلا في كنف الأخوة والمحبة والرحمة بين متساكنيها بفضل جهود وحكمة أعيانها وأهل العلم فيها ولم يكن يتصور الشيخ بابزيز أن ينزل اسمه يوما على صفحات الجرائد تحت عنوان غريب ومستفز " شيخ الإباضية في ورقلة متهم بنبش القبور !! وهي القضية التي تصدى لها عقلاء وحكماء و كذا مواطني ورقلة بكل حزم ويقظة لأن الشيخ وكما وصفه أحد مشائخ المالكية البارزين في ورقلة الطيب باعمر أن ورع الشيخ ابراهيم بابزيز وطيبته ومكانته تجعلني لا أصدق ما كتب زورا وبهتانا في الصحافة بل الشيخ بعيدا عما نسب إليه من أوهام تناولها مراسل صحيفة لا أحد يدري من يقف وراءه وإلى ماذا يريد أن يحقق بتلك الكتابة الحاقدة.
اتصلت الواحة بالشيخ بابزيز ورحب وكان كله حرص من أجل إيصال الحقيقة إلى كل الخيرين قصده هو تنوير الرأي العام عما قيل من أكاذيب صنعتها أيادي خفية وروجت لها الصحافة بغباء من خلال توظيف حادثة عابرة فاجأته هو شخصيا وتم تحويلها إلى قضية كادت أن تثير فتنة من العدم وكان أول سؤال طرحناه على الشيخ يتعلق بنظرته إلى إعلام الإشاعة والفتنة.
- أولا : بعد الضجة الإعلامية التي استهدفتكم شخصيا وتحدثتم أن المراسل الذي كتب عنكم تناول أشياء ليست من الحقيقة بل حاول جر المجتمع لأزمة كادت أن تؤدي إلى ما لا تحمد عقباه لولا حكمة أهل العقل والخير والصلاح , نريد أن يكون سؤالنا محدد هل هناك من يقف وراء هذه الطبخة الإعلامية المسمومة..؟
ج / أولا نظرتي إلى الإعلام لم أكن أظن أنها بمثل هذا الشكل الغريب من قبل بل ولم أكن أتصور على الإطلاق أن الإعلام وسيلة لزيف الحقيقة والترويج للأكاذيب واستغلالها بمثل هذا الشكل الغريب أو يصبح أداة لدعم دعاة إثارة النعرات والصراعات , أنا في تصوري الإعلام يفترض أن يكون أداة رحمة واستقرار وتقدم أعلام يتناول الحقيقة بكل صدق وتروي وبنية الصلاح , نريد إعلام توادد وغرس قيم التراحم في النفوس فنحن بحاجة ماسة إلى زمن آخر غير الذي نعيشه وتعيشه الجزائر زمن حب الخير للبشرية لأن صاحب الخير لا نلقى منه إلا الخير.
- أي أن الإعلام ليس له من وظيفة إلا أن يكون عامل خير ورحمة وليس مجالا لفتح منافذ وجروح الشر وتأجيج الصراعات وفبركة الفتن..؟
ج / بالفعل كان الواجب أن يكون الكل على قلب رجل واحد يحب الخير والحق للبشرية , المؤمن يحب الخير لنفسه و لأخيه الإنسان, وللمجتمع والوطن عامة وصاحب الخير لا يصدر منه إلا الخير و العكس صحيح .
- الدنيا محفوفة بالإبتلاءات و مشاكل البشر من منافذ الشر و الإعلام وسيلة تنوير للرأي العام وإخراج الناس من أوهام الظلمات و المتناقضات عوض إغراقهم بترويج أخبار تحمل في ثناياها نوايا تأجيج النعرات و إغراق الناس في أوحال النزاعات ؟
ج / بل الإعلام يجب أن يكون إعلام محترف لرفع مستوى الناس وغرس أواصر الأخوة والرحمة بين أفراد المجتمع ورفع الظلم عنهم بجرأة التناول وقوة الصدق و الأخذ بيد الضعيف لا لتلفيق الأكاذيب والأباطيل , فأنا قد فوجئت فعلا عما كتب عني في الصحافة عن أشياء بعيدة تمام البعد عن الحقيقة بل كل ما كتب عني تم نسجه بكل خبث بقصد الإيقاع بين الناس ولا أدري ماذا سيستفيد هؤلاء من كل هذا فنحن في زمن نتعلم ونبني لنرتقي أم نفتعل الأزمات لنغرق في المتاهات وأوحال الجهل والظلمات.
- حسب قولكم فإن الإعلام بإمكانه أن يبني وفي نفس الوقت قد يهدم بمجرد خبر يراد منه الشر وإيذاء الناس أو إغراقهم في وحل الأزمات والترويج للصراعات والفتن
ج / نعم بالفعل هذا ما وقع, فأرجو أن تكون عاقبة ذلك خيرا كما قال سبحانه وتعالى" عسى أن تكرهوا شيأ وهو خير لكم" نرجو أن يكون ما حدث لمن يسيء الظن أن يحسن الظن بأخيه المسلم لقوله تعالى" قوله تعالى: لولا إذ سمعتموه ظن المؤمنون والمؤمنات بأنفسهم خيرا وقالوا هذا إفكمبين*لولا جاؤا عليه بأربعة شهداء فإذ لم يأتوا بالشهداء فأولئك عند الله همالكاذبون ولولا فضل الله عليكم ورحمته في الدنيا والآخره لمسكم في ما أفضتم فيهعذاب عظيم. وقوله تعالى : إذ تلقونه بألسنتكم وتقولون بأفواهكم ما ليس لكم به علم وتحسبونههينا وهو عند الله عظيم." ففي قصة عائشة رضي الله عنها نجد فيها تبصرة وذكرى لكن هناك من الصالحين من يرعى هذا كما وقع في ورجلان من الناس من ظن بأخيه خير ومنهم من ظن بغير ذلك بجهل وهذا ما لا يعرفه إلا الله.
الحقيقة التي يراد إخفاؤها
- حسب كلامكم منذ قليل فإن ما وقع مجرد حادث عابر لم يكن أحد يتوقعه فتم توظيفه بطريقة مضخمة و مغرضة للإيقاع بين الناس , نريد أن نعرف حقيقة ما حدث منكم ؟
ج / نعم إن ما حدث أن هناك أرض يحدها من جهتين مقبرتين ومن الجهتين الأخريتين طريق , وفي نفس المكان نقيم كل سنة " ختمة قرآنية " , وعندما نقول ختمة قرآنية لا نصبوا منها سوى الخير والصلاح لكل سكان ورقلة بل للوطن وللمسلمين في العالم عامة بعدها تخلينا عنها كوننا أصبحنا نقيم الختمة في المساجد وطلب منا الإخوة في مسجد المالكية بأن نتنازل لهم عن هذه المساحة الأرضية وهي عبارة عن كدية رملية لإقامة مصلى , وفعلا تنازلنا عنها وسلمناها لهم لإقامة مشروع المصلى وما قمنا به دليل روح الأخوة والود الذي كان بين المالكية و الإباضية و الحمد لله ولم نفكر في يوم من الأيام أن نتراجع عما قمنا به في سبيل الخير وصلاح المجتمع... والذي يعمل الخير لا يتراجع وخاصة عندما يكون إمام وقدوة.
- متى وقع هذا أي التنازل عن الأرض ؟
ج / منذ ما يقارب العشرة أشهر, في الصيف الماضي تنازلنا لهم عن الأرض ولما احتجنا إلى شئ من التراب حاولنا أخذ التراب من هذا المكان الذي هو عبارة عن كدية ونيتنا أن ذلك قد يساعد على تسوية الأرض لإقامة مشروع المصلى عوض أن تصرف خسائر أخرى للتسوية وما لم يكن في الحسبان أن الجراف في اليوم الثاني حيث لم أكن موجودا فوجئ بعظام على تلك الأرض رغم أن المنطقة مهملة لم يظن أحد على الإطلاق أن بها قبر ولم يعرف أحد بوجود مقبرة هناك فالمقبرة المحاذية تبعد عن المكان بحوالي عشرة أمتار, لكن الجراف فوجيء ببعض عظام الأموات حينها اتصل بي هاتفيا حين كنت في الطريق إلى تقرت وأمرته في الحين عندما فاجأني بهذا بأن يرجع الأمور كما كانت وأن يكمل العمل في الجهة الأخرى على بعد 150متر، فللقبور حرمتها وخاصة عندنا أي عند الإباضية حيث نشدد كثيرا على موضوع الوقار واحترام الموتى والمقابر ولكن البعض ومن خلال الإعلام أولوا كل هذا بالطريقة التي يريدون و لحاجة في نفس يعقوب.
- لكن كيف شعرت لدى إخبارك بالأمر ؟
ج / قلت أني قد فوجئت فعلا بما حدث وتقبلت الأمر بإستنكار وعدم الرضى وقد فوجئت بعد ذلك بما لا يحمد عقباه فهو أمر يثير الفتنة و الاستفزاز لذلك أنا أقول حسبي الله ونعم الوكيل.
من له فائدة من نبش الجروح
- أي أن ما وقع مجرد حادث عابر فاجأكم أنتم كذلك كما قلتم و تم توظيفه واستغلاله من طرف البعض إعلاميا و بشكل مريب وكاد أن يؤدي إلى أزمة ؟
ج / نعم تم ذلك بطريقة مقصودة ومغرضة وهذا تكتشفونه من خلال قراءتكم للمقال والعبارات التي تم توظيفها بقصد تأجيج الأجواء...فلا يتصور أن يقع هذا بين المؤمنين ومن طرف شخص مراسل يمثل الإعلام والحقيقة والإعلام يفترض أن تكون مهنة نبيلة.
- ألا تتصور وجود جهات أجنبية وراء ما حدث ولها مصلحة في ذلك ؟
ج / بكل صراحة لا أدري من يقف وراء هذا.
- بعدما حدث كيف تم تطويق هذا الترويج الإعلمي التحريضي ؟
ج / تدخل بعض المشايخ في الحين جزاهم الله خيرا وسعوا لإطفاء الفتنة التى ألهبها بعض ضعفاء النفوس وروجها المراسل.
- كيف كانت ردة فعلك بعد ما قرأت ذلك العنوان العريض " شيخ متهم بنبش القبور " ؟
ج / اتصل بي والي الولاية بعد أن فاجأه الأمر هو كذلك ذهبت إليه بنسخة من جريدة الفجر , وسلم لي هو نسخة من جريدة النصر وقد فوجئ هو كذلك كيف يتم استغلال حادث بمثل هذا الشكل المغرض واستنكر الأمر..
ج / تؤكد بأنه حادث عابر و غير مقصود و تم توظيفه بطريقة مغرضة ؟
نعم, أنه كذلك قلت أنا شخصيا فوجئت لما قال لي سائق الآلية أنه وجد عظام في المكان لم أصدق على الإطلاق وما فاجأني أكثر هو ذلك العنوان الذي يشير وكأن الأمر حقيقة.. وأضحى يهول الأمور على أني قصدت نبش القبور هذا حرام وكأن المراسل كان موجود في عين المكان وأخطر من هذا عندما يتم العودة إلى ذكر أحداث تاريخية في المقال ما كان ينبغي ربطها بشئ كهذا وكأن هناك جهات خسيسة كانت تريد تحريك فتنة بأي طريقة حتى بتزييف الأشياء وتلفيق التهم لأشخاص أبرياء من كل ما حدث.
- علمنا أن الشيخ الطيب باعمر كان له موقف مشرف جدا بعدما حدث ؟
ج / بالفعل لم يصدق الأمر كان فعلا شيخا فاضلا مع جميع الخيرين أستنكر بشدة ما حدث ... وقال أنني لا أتصور على الإطلاق أن يكتب عن الشيخ بابزيز هذا في الصحافة أو أنه حتى قام بشئ عما تم ترويجه..
- باختصار, نريد منكم معرفة دور الداعية و أهل الخير أو حتى دور الإعلامي في التصدي لمثل هذه الشائعات أو في بناء المجتمع على ثقافة الخير والفضيلة وغرس الرحمة والإنسانية في القلوب و عدم استغلال مثل هذه الأحداث لنية الإيقاع بين المواطن وأبناء الدين الواحد أو بالأحرى ماذا سيستفيد المراسل أو من يريد الترويج لمثل هذه المغلطات ؟
ج / قلت هناك من المشايخ الذين تدخلوا في الحين جزاهم الله وقاموا بجهد كبير لتهدئة الوضع وتصويب ما أشيع فلم يكن هناك من تكلم عن الأمر إلا في الاجتماع الودي الذي حدث بعدما نشره المراسل من تلفيق غريب و تم توضيح الأمر والحمد لله قد تفهم الجميع أن في الأمر " فبركة " يراد بها شرا لأهل ورقلة ولكن رحمة الله كان أقوى من دسائس هؤلاء.
- أي كان هناك وعي بين الناس ؟
ج / بالفعل حتى الشيخ باعمر إمام المالكية أكرر أنه قال وبوضوح وأمام الجميع يوم هذا الاجتماع أننا لم نختلف نحن أصلا لكي نتصالح بل جئنا لتفنيد ما يروج من إشاعات مغرضة و تم الترويج له إعلاميا و عملنا على تصفية القلوب, فالكثير منهم من تفهم الأمر ومجلس الأعيان قام بجهد كبير لكن يوجد من يقول أن ما حدث كان مقصودا هؤلاء هداهم الله أنا أكرر مرة أخرى ومن خلال صحافتكم التي تنشد الحقيقة والعافية أن الحادث عابر و غير مقصود أصلا وحتى الاعتراف الذي طلب مني من قبل هؤلاء على أني نقضت عهد التنازل عن الأرض ولا أدري من أين أتوا بهذا..؟ قمت بإمضائه على مضض من أجل إخماد نار الفتنة فقط في حين أن الجميع يعلم أن الأرض تنازلنا عنها بمحض إرادتنا منذ أشهر كفاعلين للخير ولم أنقض أي عهد لكي نتراجع عن خير عملناه وأكرر أن هذا التنازل دليل الأخوة الموجودة بين أهل ورقلة فنحن متحابين متآزرين في السراء والضراء.
- ولكن المراسل الذي نشر عنكم هذا العنوان المثير للاستفزاز أشار في المقال أنه حاول الاتصال بكم ولم يتمكن ؟
ج / نعم قال هذا : سأل عني الكثير لكن في الواقع لم يتصل بي صاحب المقال على الإطلاق ولم يقل لي أحد أنه سأل عنك ,و قد كان بإمكانه إعلامي عن طريق أبنائي أو الأساتدة أو أي أحد في ورقلة فتواجدي دائما في المسجد الكبير في السوق , وكان يريد فقط أن يقول بأنه لم يتمكن من الاتصال بي ليكتب ما يريد من أشياء يشم منها نية تأجيج نار الفتنة بين المتساكنين وهذا حرام بل و يعاقب عليه قانونا ولا ندري من وراء كل هذا ؟
- الشيخ بابزيز مرت الجزائر بما يسمى العشرية السوداء , وبعدها صوت الشعب الجزائري بأغلبية ساحقة على ميثاق السلم والمصالحة من أجل إطفاء نار الفتنة أو استغلال بعض الحقب من التاريخ لتحقيق أغراض لا تخدم سوى جهات خارجية فما هي الجهود المطلوبة من الداعية وحتى من الإعلامي لغلق الطريق على الجهات التي لا تريد سوى الضرر والإيقاع بأبناء الجزائر و بتشويه صورة الإسلام وتماسك المسلمين عامة وباختلاق أحداث وأزمات هي أصلا مفتعلة إعلاميا ؟
ج / دور الدعاة وحتى رجال الإعلام جد هام وحساس من أجل غلق الطريق أمام مروجي الفتن والجهل والظلام ووجود العلماء والدعاة المستنيرين لا يأتي بين عشـية وضحاها، ولا سيما بعد تلك العهود من الغفلة وتراكم الجـهل والغلو وعـودة الأمـية مـرة أخرى، كما كانت قبل بعـثـة النـبي - صلى الله عليه وسلم - ، وهـذا ما أفـادته سـورة الجـمعة في قوله ـ تبارك وتعالى ـ: ( هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّـمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْـحِكْمَةَ وَإن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُّبِينٍ ) (الجمعة: 2)، ثم قال تعالى :(وَآخَرِينَ مِنْهُمْ لَـمَّا يَلْـحَقُوا بِهِمْ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْـحَكِيمُ * ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ) (الجمعة: 3 - 4 ). ففي هذه الآيات بيان لدورتين من دورات التاريخ الإسلامي: الأولى: نبوة بعد جاهلية وأُمِّية. والثانية: علم بعد جاهلية وأمية. وبالرغم من الجهد الكبير الذي بذله الدعاة حتى أصبح الإسلام ساطعا كالشمس وكدين رحمة وعلم وهداية وفلاح بعد أن كانت أحكامه مجـهولة ومنكرة عند كثير من الناس.
" الوفاق " في عروق أهل وارجلان
- قبل الختام نريد معرفة شئ من السيرة الذاتية للشيخ ابراهيم بابزيز..؟
ج / إبراهيم بن الحاج سليمان بابزيز أو بومعقل مولود في شهر محرم 4 أفريل 1937 تتلمذت سنتين في وارجلان ثم انتقلت إلى القرارة عام أكتوبر 1947 هناك درست سنوات المعهد الخمسة تخصصت في التعليم سنة في القرارة ثم في وارجلان معلما ثم مديرا لمدرسة الوفاق إلى سنة 2005 سلمت الإدارة إلى أحد الأبناء المتخرجين وتفرغت أنا إلى أمور اجتماعية أخرى.
- متى تأسست جمعية الوفاق ؟
ج / تأسست عام 1965 ولم نحصل على الرخصة إلى غاية عام 1969 أي منذ عام 1965 ونحن نسعى للحصول على الرخصة.
- وهل الوفاق يحتاج إلى رخصة أو وثيقة ؟
ج / طبعا لكي تكون الأمور رسمية لأن الجزائر خرجت في تلك المرحلة من مرحلة الثورة إلى الاستقلال حيث ما زال الحصار موجود للعربية..
- أقصد الوفاق كمصطلح ومفهوم ذا عمق.. هل يحتاج إلى رخصة ؟
ج / الوفاق هدف سامي ويحتاج إلى رجال في مستوى المهمة وقبل كل هذا يحتاج إلى قبول وتوفيق من الله وقد اخترنا هذا الاسم لكي يكون عملنا اسم على مسمى منذ ذلك الحين هو الوفاق والإخلاص للعلم وللرسالة الربانية السامية في بناء المجتمع والأجيال ليتحقق هذا الوفاق.
- منذ ذلك الحين وأنتم تقومون برسالة التربية وبغرس روح الوفاق والألفة بين أبناء المجتمع ؟
ج / طبعا كانت هذه هي غايتنا وهدفنا الوحيد وهو أن يكون العمل موفق ومقبول عند الله عز وجل - من بين الأساتذة والمشائح الذين تتلمذت عنهم بالقرارة ؟
ج / الشيخ عدون والشيخ بيوض بعض الشهور فقط حيث في تلك الفترة كان جل أوقاته منشغل بالمجلس الوطني البرلمان حيث كان عضوا مكلفا بالتربية.
ماذا لوكان رائد الصحافة الجزائرية حيا..؟
- كنتم كاتبا للشيخ أبواليقظان رائد الصحافة الوطنية ؟
ج / بالفعل كنت كاتبا خاصا أتولى تحرير كل رسائله و أعماله لما أصيب بالعجز وكذلك الديوان الجزء الثاني..
- في أي عام تحديدا؟
ج / من 1954 إلى 57 وبعد انتقالي إلى وارجلان كان يبعث لي بعض الأعمال التي كنت أتكفل بها..
- قد يطول الحديث عن ذكرياتكم مع الشيخ أبواليقظان وسنفرد له وقتا آخر إن شاء الله.
