قبل بداية عام جديد..............
24-12-2010, 09:14 AM
حاسِب نفسَك قبل أن تُحَاسَب

قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ''مَن أصبح منكم آمنًا في سربه، معافًى في بدنه، عنده قُوتَ يومِه، فكأنّما حِيزَت له الدنيا بحذافيرها'' أخرجه الترمذي وابن ماجه وهو حديث حسن. فبفقدان واحدة من هذه الثلاث يكون عيش الإنسان منغصًا ولربّما تمنّى الموت. وهي من أهم مقوّمات الحياة، وهذه النِّعم الثلاث عندما يجدها الإنسان فإنّه لا يحس بمرور الأيّام، وانقضاء الأعوام؛ فالأيّام تمُر عليه سريعًا.
لقد كان هذا العام بالأمس مبتدئًا، وها هو اليوم ينتهي، وكأنّنا لم نعش أيّامه وشهوره؛ لكن المرضى والخائفين والجائعين والأسرى والمسجونين، قد طالت عليهم أيّامه وأبطأت شهوره، من شدّة ما يجدون ويحسون!
في آخر أيّام هذا العام لا بُدّ من المحاسبة والمراجعة؛ والمؤمن يعلَم أنّ حياته ليست عبثًا، ويدرك أنّه لم يُخلَق هملاً، وهو على يقين من أنّه لن يُترَك سدى، وقد يعمل الإنسان في حياته أعمالاً ثمّ ينساها؛ لكنّه يوم القيامة سيوفَّاها كما قال تعالى: {يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُوا أَحْصَاهُ اللَّهُ وَنَسُوهُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيد} المجادلة: 6
ولا بُدّ أن ينظر الإنسان في عمله، ويتأمّل حاله كيف قضى عامه؟ وفيم صرف أوقاته؟ وفي عامه الرّاحل كيف كانت علاقته بربِّه؟ وهل حافظ على فرائضه واجتنب زواجره؟ وهل اتّقى الله في بيته؟ وهل راقب الله في عمله وكسبه وفي كلّ شؤونه وأحيانه؟ ......... فإنه إن فعل ذلك صار يَعْبُد الله كأنّه يراه، فإن لم يكُن يراه فإنّ الله تعالى يراه، أو كما قال النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم. ومَن حاسب نفسه في العاجلة أمِن في الآخرة، ومَن ضحك في الدنيا كثيرًا ولم يبك إلاّ قليلاً يخشى عليه أن يبكي في القيامة كثيرًا، كما قال تعالى: {فَلْيَضْحَكُوا قَلِيلاً وَلْيَبْكُوا كَثِيرًا} التوبة: 82