تسجيل الدخول تسجيل جديد

تسجيل الدخول

إدارة الموقع
منتديات الشروق أونلاين
إعلانات
منتديات الشروق أونلاين
تغريدات تويتر
موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية ياسمين
ياسمين
عضو متميز
  • تاريخ التسجيل : 18-02-2007
  • الدولة : ♥عَبَقْ الاورْكِيدَا♥
  • المشاركات : 1,269
  • معدل تقييم المستوى :

    20

  • ياسمين is on a distinguished road
الصورة الرمزية ياسمين
ياسمين
عضو متميز
اداب الجار.
14-03-2007, 04:40 PM
لقد أوصى الإسلام بالجار، وأعلى من قدره؛ فله في الإسلام حرمة مصونة، وحقوق كثيرة لم تعرفها قوانين الأخلاق، ولا شرائع البشر.

ولقد بلغ من عظم حق الجار في الإسلام أن قرن الله حق الجار بعبادته وتوحيده فقال سبحانه: {وَاعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالجَنبِ وَابْنِ السَّبِيلِ..} الآية( النساء:36).

ولقد أفاضت السنة النبوية في بيان رعاية حقوق الجار، والوصية به، وصيانة عرضه، والحفاظ على شرفه، وستر عورته، وسد خلَّته. ومن أجلى تلك النصوص قول النبي صلى الله عليه وسلم: "ما زال جبريل يوصيني بالجـــار حتى ظننت أنه سيورثه"( رواه البخاري ومسلم).

وفيما يلي نورد بعض آداب الجوار:

كف الأذى
فإذا كان الأذى بغير حق محرم، فأذية الجار أشد تحريماً، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "والله لا يؤمن، والله لايؤمن، والله لا يؤمن" قيل: من يا رسول الله؟ قال: "من لا يأمن جاره بوائقه"(رواه البخاري). والمراد: أن الجار الذي لا تؤمن غوائله وشروره غير كامل الإيمان، فهو بعصيانه وظلمه قد أنقص إيمانه. وفي الصحيحين: "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذي جاره". فقرن رسول الله صلى الله عليه وسلم بين كف الأذى عن الجار وبين الإيمان بالله واليوم الآخر. وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قيل: يا رسول الله، إن فلانة تصلي الليل، وتصوم النهار، وفي لسانها شيء، تؤذي جيرانها، سليطة. قال:" لا خير فيها، هي في النار" وقيل له: إن فلانة تصلي المكتوبة، وتصوم رمضان، وتتصدق بالأثوار ـ القطع العظيمة من الأقط ـ وليس لها شيء غيره، ولا تؤذي أحدا . قال: "هي في الجنة" (رواه أحمد والبخاريفي الأدب المفرد).

وأذية الجار قد تتفاوت، فبعضها يسير بالنسبة إلى غيرها وبعضها عظيم، ولها صور كثيرة ومتنوعة، فمنها على سبيل المثال: حسد الجار، كشف أسراره، تتبع عثراته، الفرح بزلاته، التعدي على حقوقه، الجلبة برفع الأصوات أو ضرب الأجراس أو إطلاق الأبواق، وأعظم ذلك: خيانة الجار والغدر به. فعلى المرء ألا يحقر شيئا منها، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" إنه لا قليل من أذى الجار"(رواه الطبراني في الكبير). بل على الجار تجاوز هذا الأدب إلى:

حماية الجار
فمما ينبه لشرف همة الجار: نهوضه لإنقاذ جاره من بلاء يناله، سواء كان في عرضه أو بدنه أو ماله أو نحو ذلك.

ولقد كانت حماية الجار من أشهر مفاخر العرب التي ملأت أشعارهم .

قال عنترة :

وإني لأحمي الجار من كل ذلة

وأفرح بالضيف المقيم وأبهج

فإذا كان هذا مفخرة لأولئك القوم؛ أفلا يليق بنا أن تكون حماية الجار واقعا متمثلا في حياتنا العملية؟!

الإحسان إلى الجار
فلا يكفي في حسن الجوار أن يكف أذاه عن جاره، أو أن يدفع عنه شراً، بل يدخل في ذلك الإحسان في كافة الوجوه؛ فيعزيه عند المصيبة ويهنئه عند الفرح ويعوده عند المرض، ويرشده إلى ما ينفعه في أمور دينه ودنياه، ولا يمنعه مما يحتاج إليه عادة، ومواصلته بالمستطاع من ضروب الإحسان الكثيرة. جاء في الصحيحين قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

" من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم جاره...." ولمسلم أيضاً "فليحسن إلى جاره."

ولا ينس الجار الغريب؛ فللجار حقه أياً كان. بل ربما كان الغريب أولى بالإحسان؛ لأنه بأمس الحاجة إلى من يهوّن عليه غربته. والغريب إذا نزل بين الكرام أنسوه أهله؛ من حسن كرمهم وطيب معشرهم.

احتمال أذى الجار
وهذا أدب رابع، وهو أن يغضي عن هفوته، ويتلقى بالصفح كثيراً من زلاته وإساءاته، ولا سيما إساءة صدرت من غير قصد، أو إساءة ندم عليها وجاء معتذراً منها. فهذا من أرفع الآداب وأعلى الشيم. روى المروذي عن الحسن: "ليس حسن الجوار كف الأذى، حسن الجوار الصبر على الأذى".

وكثيراً ما يكون الصفح عن الرجل، والعفو عن زلته، دواءً لسوء خلقه، وتقويم اعوجاجه، فيعود الجفاء إلى ألفة، والمناوأة إلى مسالمة. ولما اشتكى رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم ما يلقاه من أذى جاره أمره بالصبر، فلما تكررت الأذية و الشكاية أرشده إلى علاج مفيد مع ذاك الصنف من الناس.. فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم يشكو جاره فقال: "اذهب فاصبر" فأتاه مرتين أو ثلاثاً، فقال:" اذهب فاطرح متاعك في الطريق"، فطرح متاعه في الطريق، فجعل الناس يسألونه فيخبرهم خبره، فجعل الناس يلعنونه.. فعلالله به وفعل. فجاء إليه جاره فقال له: ارجع، لا ترى شيئاً تكرهه. (رواه أبو داود وقال الألباني: حسن صحيح).

إن التسرع إلى دفع السيئة بمثلها أو بأشد منها دون نظر إلى ما يترتب عليها من الأثر السيئ.. إن هذا دليل على ضيق الصدر، والعجز عن كبح جماح الغضب. والناس إنما يتفاضلون في السماحة والسيادة على قدر تدبرهم للعواقب، وإسكاتهم الغضبَ إذا طغى.

ولا ريب أن الإنسان قد يبتلى بجار سوء يعز علاجه ويتعذر استصلاحه، وهذا من البلاء الذي يتعوذ منه، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: كان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم :" اللهم إني أعوذ بك من جار السوء في دار المقام؛ فإن جار الدنيا يتحول"( صححه الألباني في صحيح الأدب المفرد). إن من الحزم والحكمة أن يرحل الرجل عن داره، إذا ترتب عليه فيها ذله وهوانه، وخشي مع ذلك أن يناله الأذى في دينه وعرضه. ولقد قالت العرب قديماً: "بعت جاري ولم أبع داري".

التعرف على الجار وتفقد أحواله
فمن الناس من لا يعرف جاره الملاصق، وربما دامت الجيرة سنوات عديدة وهم على هذا الحال، إما تجاهلاً أو تهاوناً أو اشتغالاً بالدنيا. وهذا يكثر في المدن الكبرى؛ التي ترزح تحت وطأة المدنية الحديثة، ولا ريب أن هذا الصنيع تفريط وتقصير؛ فمن حق الجار أن تتعرف عليه وتجعل لفرحه وحزنه ومشكلاته حيزاً من تفكيرك ومشاعرك، ولا يحصل هذا إلا بتفقد أحواله، والسؤال عن حاجاته، فقد يكون مريضاً وقد يكون مديوناً، وقد وقد ... وكم من إنسان ينام قرين العين وجاره قد أطارت الهموم والأحزان النوم عنه.. فهل يليق هذا؟! قال رسول الله صلى اللهعليه وسلم:"ليس المؤمن الذي يشبع وجاره جائع"(أخرجه البخاري في الأدب المفرد). بل قد جاءت الوصية بتعهد الجيران بالطعام، فعن أبي ذر رضي الله عنه قال: أوصاني خليلي صلى الله عليه وسلم :"إذا طبخت مرقاً فأكثر ماءه، ثم انظر إلى أهل بيت جيرانك فأصِبهم منه بمعروف" (رواه مسلم).

تعاهد الجار بالهدية الأقرب فالأقرب
فالهدية تجلب المودة، وتكذب سوء الظن، وتسل سخائم القلوب. جاء في صحيح البخاري عن عائشة رضي الله عنها قالت: قلت: يا رسول الله: إني لي جارين، فإلى أيهما أهدي؟ قال:" إلى أقربهما منك باباً"( رواه البخاري). وما أشد حاجتنا لفقه مثل هذه الأمور؛ لأن الجيران يحصل بينهم بحكم القرب ما يحصل، فيحتاجون إلى ما يؤصر العلاقة فيما بينهم، وإلى ما يذيب أسباب الفرقة والعداوة. وبالمقابل تقبل هدية الجار ولو قلت، سواء أكان غنياً أم فقيراً أو كان رفيعاً أو وضيعاً؛ فالهدية لا تقدر بقيمتها، وإنما تقدر بمعناها. وإذا قبلتَ هدية جارك أفرحته، وأشعرته بتواضعك ومحبتك له. قال النبي صلى الله عليه وسلم:" يا نساء المؤمنات، لا تحقرنَّ جارة لجارتها ولو فِرسِن شاة"(رواه البخاري ومسلم). وإنما خص النساء بالنهي لأمور، منها: أن النساء يكثر منهن الاحتقار للمُهدي، أو المهدى، ولأن النساء أكثر اتصالا بالجيران من النساء؛ بحكم المكث والقرار، ولأن النساء موارد المودة والبغضاء ـ والعلم عند الله ـ.

الوفاء للجار بعد الرحيل
فالمروءة تقضي بأن تكون وفياً لجارك، فتتواصل معه بعد رحيله، إما بالزيارة أو الهدية أو المهاتفة، أو نحو ذلك مما يبقي على حبال المودة.

تعليم الأولاد حق الجار
فمن الناس من يغفل عن تربية أولاده على رعاية الأدب مع الجار واحترامه وترك أذيته، بل ربما رأى أولاده يسيئون للجار دون أن يحرك ساكناً. وما هذا إلا لغفلتهم عن هذا الأدب، وإلا فإن الكرام يرعون حق الجار، ويربون أولادهم على ذلك.




لقد ترحَّلت السماحة والمودة والإحسان بين الجيران، وحل محلها الغلظة والفظاظة والتقاطع والشنآن. بل قد تصل حدة العداوة إلى المحاكم والشُّرط؛ لفض النزاعات والمشكلات. وهم بذلك يشوهون صورة الإسلام النقية، ويقوضون صرح المروءة والإنسانية الحقة. وما شاعت تلك الصور المرذولة في كثير من مجتمعات المسلمين إلا عندما جانبت هذه الآداب آنفة الذكر.

والمرأة مسؤولة عن نفسها، ومسؤولة أيضاً عن زوجها الذي يجب أن تأخذ على يده وتعينه على هذه الآداب الإسلامية.

منقول
موضوع مغلق
مواقع النشر (المفضلة)
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 


المواضيع المتشابهه
الموضوع
اداة صغيرة لعمل نسخة احتياطية لــ USB Flash, Ipod, MP3 Players
30 اداة تضاف للـ Windows XP
الصرصار وصاحب الدار
اذا كان رب البيت للدف ضارب فما شيمة اهل الدار ؟!!!
سلسلة دروس الدار الآخرة ( أشمل موسوعة دروس صوتية لعدد كبير من الدعاة )
الساعة الآن 04:39 AM.
Powered by vBulletin
قوانين المنتدى