( الحلف المقدس) جهاز التجسس الفاتيكاني
21-01-2013, 12:04 PM
( الحلف المقدس) جهاز التجسس الفاتيكاني

خمسة قرون من الاغتيالات و المهمات القذرة

تاسس هذا الجهاز سنة 1566 من طرف البابا بيوس الخامس . كانت مسؤولية هذا الجهاز مكافحة البروتستانت وتوسعت لتشمل كل معارضة ضد الحبر الاعظم او من يشغل الكرسي الرسولي او العقيدة الكاثوليكية .

قبل ذلك بسنوات قليلة استدعي شخص يسمى انطونيو-ميكال غيسليري الى روما لتولي مهمة خاصة . مستفيدا من حماية الكردينال القوي جان-بيار كارافا (البابا بولس الرابع المستقبلي ). وفوض نيافته غيسليري انشاء جهاز لتجسس المضاد. وكانت مهمة الجهاز الذي وضع له نظام هرمي جمع معلومات عن كل من قد ينتهك التوجيهات البابوية او عقيدة الكنيسة الكاثوليكية ليحاكم من قبل محاكم التفتيش او اللجنة المقدسة .

هذا الشاب المولع بالجمعيات السرية . سريعا ما لفت انتباه السلطات البابوية فقد قام في منطقتي كومو وبرغامو وبمساعدة عملائه باعتقال حوالي مئتي شخص من الفلاحين و النبلاء و سواهم . ووجد اكثر من مئة شخص مذنب بعض تعرضهم لتعديب مروع وقد قام باعدامهم .
كان التعذيب بواسطة الحبل يجري بربط يدي المهرطق المزعوم وراء ظهره او ظهرها ومن ثم رفع السجين بواسطة حبل متدل من السقف . وما ان يعلق السجين على هذا النحو حتى يتم افلات الحبل كليا ويسقط الجسد . وعندما يصبح السجين على بعد اقدام قليل من الارض يتم اقاف عملية السقوط وتتسبب هذه الحركة العنيفة بتفكك اطرف المشتبه فيه بانه مهرطق.
التعذيب بالمياه وسيلة اخرى مالوفة . كان ممارسوا التعذيب يمددون ضحيتهم على معلف خشبي ويضعون في حلقة او حلقها قطعة قماش مبللة بالماء . ويسدون الانف لمنع الضحية من التنفس . وعندما يوقف اطباء محاكم التفتيش عملية التعذيب. يكون العديد من الاسرى قد توفوا


في عام 1551. وفي ضل ولاية يولبوس الثالث (1550 1555 ) الحبرية رقي انطونيو – ميكال غيسليري من قبل كارافا الى منصب . مفوض عام المجمع اللجنة المقدسة التابعة لمحاكم التفتيش . وهو منصب كبير في محاكم التفتيش الرومانية. وجاءت هذه الترقية تقديرا لخدمات قدمها غيسليري . وهكذا شرع هذا الاخير بتحسين اللجنة المقدسة لتتمكن من تحقيق اهدافها بشكل افضل . فادخل اصلاحات على مجلسها الحاكم في المقام الاول . وعين البابا مجموعة من الكرادلة للاشراف عليها.

انشا غيسليري ايضا في العام 1552 الفئات السبع من المحرمين الذين تنظر محاكم اللجنة المقدسة في قضاياهم : الهرطقة . المشتبه فيهم بانهم هراطقة . من يحمي الهراطقة . العرافات او الساحرات . المجدفون . من يقاوم سلطات محاكم التفتيش وعملاءها. من يفض اختام اللجنة المقدسة او يقلل من احترام شاراتها او ينتهك حرمتها .

في ذلك العام نفسه بدا غيسليري بنشر شبكة حقيقية من الجواسيس في انحاء روما كافة . وقد نشطوا في كل مكان بدءا ببيوت الدعارة في المدينة وانتهاء بمطابخ قصور النبلاء. وكانت كل انواع المعلومات التي يقومون بجمعها تسلم شخصيا لغيسليري باحدى الطريقتين : شفهيا او من خلال ما يدعى التقرير الاحمر . وهذا الاخير هو عبارة عن قطعة صغيرة من ورق الرق ملفوفة بشريط احمر يحمل شارة اللجنة المقدسة . ووفقا للقوانين مرعية الاجراء . فان من يفض هذا الختم يستحق الاعدام الفوري.

طوال سنوات . انشا المفوض العام لمحاكم التفتيش احدى اكبر شبكات التجسس واكثرها فاعلية واحد افضل مراكز الارشيف الذي يحتوي على بيانات شخصية خاصة بمواطني روما . فلم يكن يقال اي شيء او يحدث اي امر في ازقة او ساحات المدينة من دون علم غيسليري به . ولم يكن يقال اي شيء او يحدث اي امر دخل الفاتيكان ايضا من دون علم المفوض العام لمحاكم التفتيش به.
في 23 ايار/مايو 1555 وبعد ولاية قصيرة الامد لمرتشللو الثاني في منصب البابوية دامت اقل من شهر . انتخب الكردينال جان-بيار كارافا بابا من دون اي معارضة من الفصيل المؤيد للامبراطورية الرومانية المقدسة او من الفصيل المؤيد لفرنسا على حد سواء . ووصف السفير جياكومو نافاغيرو. وهو من البندقية . الحبر الاعظم الجديد على النحو التالي : " كارافا هو بابا ذو طبع عنيف وناري انه شديد التهور في ادارة شؤون الكنيسة . وهذا الحبر الاعظم المسن لا يتساهل بالطبع مع كل من يعارضه الراي"

خشي كارافا الذي بات البابا بولس الرابع في ما بعد . من النفوذ غير المسبوق لغيسليري الذي كان يدعوه سكان روما بابا الظل ولكن الحبر الاعظم منحه لقب كاردينال بالرغم من كل شيء.

كان عملاء غيسليري يقومون . بما يحلو لهم ناشرين الرعب في شوارع روما وكان جواسيس الكردينال المعروفون بالرهبان السود يختارون ضحيتهم وينتظرون خروجها من المنزل ويتبعونها مشيا على الاقدام الى شارع منعزل قبل الانقضاض عليها . واختطافها في عربة مقفلة . واصطحابها الى احدى منشات محاكم التفتيش وشاهد راهب وصول هؤلاء الاسرى . ووصف الامر على النحو التالي كما نشر في التاريخ العم لمحام التفتيش عام 1869:
يتم اصطحاب الضحية الى الطابق الارضي مرورا بناحية داخلية بالقرب من المدخل الرئيسي وتبدا شعائر المحاكمة في غرفة مستديرة تتدلى من جدرانها عشرة هياكل عظمية تشير الى تسمير النزلاء في هذا المكان وهم احياء في انتظار ساعة موتهم بهدوء . وبعد هذا التحذير المقدس . تتفاجا الضحية بهيكلين عظميين اضافيين في رواق مجاور غير واقفين على اقدامهما وكانهما يستقبلان زوار . بل ممتدين على الارض كفسيفساء او بساط في الجانب الايمن من الرواق نفسه يمكن ملاحظة فرن ملطخ بالشحم كان البديل السري لاضرام النار في الساحات العامة وقد اهمل في هذا العصر الفاسد ..وكان بالامكان ايجاد عدد قليل من الحجرات هذا في الطابق الاول ولكن غرفة المحكمة المقدسة كانت في الطابق الثاني الى اليمين . وعلى جانبيها بابان فوق احدهما لوحة نقشت عليها غرفة الاب الاول المرافق وفوق الباب الاخر لوحة تحمل عبارة غرفة الاب الثاني المرافق هكذا يشر الى المفتشين المسؤولين عن المهمة المزدوجة المتمثلة بمساعدة السلطات العليا على كشف النقاب عن المجرمين وتحويلهم نهائيا الى مدانين . انتهى

يتبع...
للمتابعة عبر حسابي في الفيسبوك

https://www.facebook.com/Benaceur.Houari01

قال العلامة المفكر مالك بن نبي -رحمه الله - : الأُمة التي لا تقرأ تموت قبل أوانها .
التعديل الأخير تم بواسطة ل.ب.هواري ; 21-01-2013 الساعة 12:06 PM