عملاق الفكر الإسلامي المعاصر (أبو الأعلى المودودي)
18-05-2008, 03:45 PM
• إعداد: نور محمد جمعة
محاضر بالجامعة الإسلامية العالمية بإسلام آباد
محاضر بالجامعة الإسلامية العالمية بإسلام آباد
لقد أعظم الفرية من زعم أن التاريخ يستطيع أن يتناول علما من أعلامه ليجعله نبأ من أنبائه، وأن يضع في بنائه من كان يبنيه، أو يسجل درسا عمن كان يدارس الناس ليذكر أو ينسى. فأنى له أن يحصر المفكر في فكرة والداعية في دعوة والكاتب في كتاب!...
أجل! يعجز التاريخ أمام كل نجم إنساني عظيم تهديه السماء إلى الأرض، ويبقى فاغرا فاه معجبا به دون أن يدري ماذا عساه أن يصنع مع رجل عزم أن يكون الواحد الذي يبدأ العدد في عصره، فلا يدري أين يضعه؛
أيضعه بين البشر؛... ميلاد ... حياة وضجيج ... صمت رهيب تحت أكمام التراب!
أم يضعه بين الأجنة؛... ميلاد من حيث لا يعرف ... حياة في السر لا تكشف ... موت في ظلال الكتمان لا يسمع!!
ليس العبقري من هذا النمط ولا من ذاك، له سمات البشر لكنه ينافس التاريخ في البقاء...
هذا هو عملاق الفكر الإسلامي ومجدد القرن الرابع عشر الهجري أبو الأعلى المودودي...
من الخلائق من وهبوا أنفسهم للهجوم عليه وكأني بهم يهيئون عربات المياه الضخمة والمضخات المائية الفخمة ويلتمسون الغيوم السوداء الداكنة ليصبوا بحارا من المياه على النجم المتلألئ في السماء!
وآخرون يزينون مكتباتهم بمؤلفاته التي تعيش عليها كثير من دور النشر في العالم اليوم، وكلما تحدث أحدهم حاول أن يصعد سلم المجد بذكر اسمه أو نقل عبارة منه، لكن من دون فهم ولا إيمان!
ولعل حزن المودودي على الفئة الثانية التي تتاجر باسمه لا يقل عن حزنه على من يضيع عمره بالافتراء عليه...
إنما المودودي ثورة في دياجير الظلام، ثورة إيجابية بناءة تسعى لتربية رجال يقدرون على حمل الأمانة التي عجزت عنها السموات والأرض والجبال الراسيات، رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله، رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه...
عبقرية قلمه سطرت له مجدا انطلق ليتخطى حدود المكان ويتجاوز قيود الزمان وإسار اللغة، فقد كتب زهاء مائة وأربعين كتابا ترجمت إلى معظم لغات العالم، فأصبحت ينابيع تجدد عطاء فكريا ودعويا لرجل كافح ليرفع دعوته من مرحلة التنظير الفكري إلى مجال التطبيق العملي للتشريع الإسلامي حكما وقيادة.
فقد كان بمثابة الأب الروحي لكثير من كبار قادة الفكر الإسلامي، فكتابه "المصطلحات الأربعة" أحدث ثورة في فكر شهيد الإسلام سيد قطب الذي أصبح وكأنه نسخة مصرية للمودودي الهندي، وقد كانا يعبران كللُ بلغته عن الفكرة الواحدة في آن واحد وكأن كل منهما يلهم الآخر بمكنون صدره من خلال أثير الهواء إذ الأرواح جنود مجندة. وها هو المودودي وقد قرأ كتاب "معالم في الطريق" لمؤلفه سيد قطب في ليلة واحدة بمكة المكرمة، يقول: إن ما ورد في هذا الكتاب هو نفس ما أراه، بل كأني أنا الذي ألفته، فقد عبر عن أفكاري بدقة... ولا عجب؛ فمصدر أفكاره وأفكاري واحد، وهو كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
ولنستمع إلى بعض قادة الفكر الإسلامي في حديثهم عنه:
من مواضيعي
0 الشيخ محمد السعيد
0 هل هو صحيح
0 اكبر مفارقة
0 الطعن في دعوة المجدد محمد بن عبدالوهاب الشيخ ليس بالأمر الجديد
0 قوة الشعور الديني والتمكين لدين الله عزوجل
0 الإِنْصَافُ بَيْنَ عَدْلِ السَّلَفِ وَجُحُودِ الخَلَفِ
0 هل هو صحيح
0 اكبر مفارقة
0 الطعن في دعوة المجدد محمد بن عبدالوهاب الشيخ ليس بالأمر الجديد
0 قوة الشعور الديني والتمكين لدين الله عزوجل
0 الإِنْصَافُ بَيْنَ عَدْلِ السَّلَفِ وَجُحُودِ الخَلَفِ







