الله ثم حماس يذلان الغرب و الصهيونية و العرب
06-08-2014, 04:11 PM
صدق الله العظيم حين قال ( : إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد يوم لا ينفع الظالمين معذرتهم ولهم اللعنة ولهم سوء الدار ). و لقد انجز الله وعده لعباده المؤمنين المحتسبين المتوكلين عليه في غزة العزة و الاباء و الكرامة ، و اذل الله المنفذ و الممون و المتواطأ في العدوان على ارض الرباط ، كيف لا و اليهود تجرعوا خز و عار الانسحاب منكسرين مهزومين يجرون اذن اذيال الخيبة .
رابع اقوى جيش في العالم المدجج بافتك انواع الاسلحة تتقدمهم المركافا دبابة الرعب المحصنة ايما تحصين ، جيش لم ينفعه استعمال طائرات بدون طيار او الاقمار الصناعية او الاشعة تحت بنفسجية لم ينفعه ذلك مع رجال صدقوا الله ما وعدوه ، سلاحهم عقيدتهم و ايمانه بقضيتهم.
خسر الغرب الذي مول اسرائيل بكل ما تحتاجه من اسلحة الفتك و القتل و الدمار و فوق ذلك حمى الغرب ربيبته اسرائيل في هيئة الامم المتحدة فلم يطلب حتى اجتماع لمجلس الامن و لم يصدر حتى بيان ادانة ، بل و حماها من تقارير المنظمات الحقوقية و الاعلام العالمي ( و قناة بي بي سي دليل على ذلك اذ كانت تصور حماس هي من يقوم بالعدوان على اسرائيل ).
خسر المتواطئون مع اسرائيل من دول الجوار و دول الخليج العربي فمصر اغلقت حدودها و دمرت الانفاق و حمت ظهر اسرائيل و قطعت طرق الامداد على المقاومة ، بل اغلقت معبر رفح رئة و متنفس غزة الوحيد و منعت دخول الجرحى و مرور قوافل الاغاثة ، و من اجرامها منعت تنقل وفود طبية اوروبية الى داخل غزة ، و الحق يقال ان مصر لم تنف ذلك بل تفتخر به و اعلامها كان اشد صهيونية من الاسرائيليين انفسهم .
دول الخليج العربي استعملت ثقلها المالي للمساومة وشراء الذمم لكسر المقاومة او مساومتها على موقفها الراسخة ، اما الامارات فاقترحت دفع جميع تكاليف العدوان في حال نجحت اسرائيل في كسر المقاومة .
خسرت الجماهير العربية و كل جمعيتها المدنية و مثقفيها و اعلاميها و رجال القانون فيها من المحيط للخليج ابانت على هزال و مرض مستشري دب في جسد الامة لا يرجى شفائه ، فمغنية كنانسي عجرم تجمع يقينا في حفل فني تظهر كل مفاتنها جماهير تربو بكثير عن مسيرات مجهرية هنا و هناك ، ولن نجد اخز من تقدم قانونيون من دولة النرويج دعوى قضائية ضد اسرائيل لارتكابها جرائم حرب في غزة و في المقابل لم يتحرك و لا قانوني او منظمة حقوقية عربية ببنت شفة.
خسرت المؤسسة الدينية و المذهبية بكل اطيافها في كل الامة و تعرت و بانت عورتها على اعتبار ان المعركة عقائدية صرفة ، فالجندي الصهيوني يقتل الطفل الفلسطيني بدم برد تقيدا بفتوى الحاخامات المخلصين لتلمودهم في حين خرص كل الدعاة و الشيوخ و ما يسمى بعلماء الدين و لم نسمع لهم حمسا بعد ان قرر ولي الامر ان مشروع حماس الحضاري المتكامل لا يمكنه ان يكون بديلا للقائد العربي الملهم المؤيد من قبل رب العالمين .
لقد سقطت ورقة التوت فبانت سوأة اعتى المذاهب الاسلامية بخاصة الوهابية و الشيعة ، فالوهابية كان دورها اشنع و اقذر فراحت تصدر فتوى تلو اخرى تحرم على نصرت غزة و المقاومة حتى بالمظاهرات الرمزية و تجرم المقاومة و تصفها تارة بالخوارج و اخرى بان الحركة شيعة و مغامرون .
يكمن خطورة موقف الوهابية في انها حركة تستولي على بيت الله مدينة رسوله و منهما تمددت في كل اصقاع الارض و انتشارها كبير و تأثيرها مذهل ففتويها كبحت اي تحرك للشباب الوهابي .
اما الشيعة ، فبعد ان افتى اصحاب العمائم السود بالنفير و وجوب الجهاد في العراق ضد السنة و القتال مع بشار الاسد ضد الشعب السوري السني فقد وضعت روؤسها في التراب كالنعام لما اشتد القصف على غزة من قبل اليهود ، و خسأ نصر الله و لم يزمجر كما كان في سابق عهده.
و ما يدعو للغرابة حقيقة هو موقف الحركات الجهادية ( الارهابية) التي يزخر بها كل مصر في الامة ، اذ انشغلت بمعاركها الجانبية مع السلطة و لم يشفع لا القدس و لا اليهود و لا الصهاينة و لا جرائمهم في ان تلتفت احداها الى غزة و تصدر بيانا و لو للشجب او التنديد او للتسويق الاعلامي.
حتى تيار الاخوان لم يكن له الزخم المرجو منه على اعتبار ان حماس جزء لا يتجزأ منه و بدا انه منشغل بحبس مرسي و مسيرته المنددة بالسيسي و هو ما طرح اكثر من علامة استفهام لدى عموم المسلمين .
خسر الكل و رب الكعبة و انتصرت غزة و تحديدا حماس و اكثر تحديد المقاومة و بتحديدا اكثر جنود القسام و قوات النخبة فيها ، خسأنا كلنا و انتصر عز الدين القسام الذي مازال يسوم اليهود انواع العذاب ، ان قطار مصر الامة و عزتها منطلقه من غزة و قياده هم قادة حماس بعد ان رصعت صدورهم باسمى و ارفع النياشين و خضبت اجسادهم بدماء الشهداء شاء من شاء و ابى من ابى لانهم انتزعوه من افواه افاعي الصهيونية و الصلبية الحاقدة و معاونة قبائل العربان.
اصبح اليوم كل العالم بعربهم و عجمهم على يقين ان الله منجز وعده لعباده الخلص و ان هذه الامة و هذا الدين لن يموتا ابدا ما دام في هذه الامة عرق ينض ، و ان لغزة رب يحميها رغم تكالب الجميع .
و لا يسعنا اخيرا الا ان نتسأل ما هو الثمن الذي ندفعه جراء تخاذلنا لنصرة القدس هل بخسف ام زلزال ام طوفان ام قحطا ( و نملي لهم ان كيدي متين ).