ابراهيم.. شاب "منغولي" لا يفوّت صلاة الفجر في المساجد
07-01-2015, 06:54 AM
![](http://static.echoroukonline.com/ara/dzstatic/thumbnails/article/2014/tresomique_bechar_475610336.jpg)
من قال إن من يحمل إعاقة ذهنية شخص خارج دائرة الإدراك، وإن ما يقوم به من سلوكات تكون بالضرورة منبوذة من طرف المجتمع ولا يعيرها الناس أي اهتمام، فقصة الشاب إبراهيم قلاوي 25 ربيعا، والقاطن بالحي الشعبي بشار الجديد، تنفي هذه المسلمات وتصنع الاستثناء بكل ما تحمله الكلمة من معاني الغرابة والإعجاب.
يقول عنه أبناء الحيّ إنه يلتزم بأداء الصلوات الخمس في المسجد المقابل لمقر سكناه، وليس هذا فحسب، فهو يصلي الفجر والجمعة، ويقف بالصفوف الأمامية ولا أحد يصطحبه إلى المسجد من أفراد عائلته، بل يأتي بمفرده ويؤدي الصلاة بركوعها وسجودها ويرفع يديه عند الدعاء كما يفعل المصلون.
ويقول ابن عمر علي، مؤذن بمسجد الفلاح ببشار الجديد منذ 32 سنة: "إبراهيم يتيم الوالدين ومعاق ذهنيا، إلا أنّه يعمل عمل العقلاء، فهو زيادة على أنه محافظ على الصلاة في أوقاتها فهو لا يؤديها إلا بالمسجد"، والذي يثير الإعجاب ـ حسب المؤذن ابن عمر ـ فإنّ إبراهيم يقصد المسجد يوم الجمعة وهو في كامل زينته بعباءة وعمامة بيضاء على غرار ما يلبسه المصلون يوم الجمعة، كما أنه يقوم بالوضوء بالطريقة الصحيحة ولا يقوم للصلاة إلا إذا كان متوضئا، كما أن شخصيته يغلب عليها خفة الدم ما يجعل الشباب يتقربون منه ويتحدثون إليه بمتعة مطلقة.
ويتحدث إبراهيم بن عبد الرحمن، إمام وأستاذ بمسجد الفلاح عن إبراهيم، فيقول: "هو آية من آيات الله تعالى، فرغم أنّه حرم من نعمة العقل التي كرم الله بها الإنسان، إلا أنّه زيادة على التزامه المطلق بأداء الصلوات، فهو بار بوالديه المتوفين ففي كل يوم جمعة يقصد المقبرة ويقف أمام قبريهما ويترحم على روحهما"، كما أنه مداوم على زيارة بعض أقاربه في أحياء أخرى، حيث يركب الحافلة ويذهب لزيارتهم باستمرار.
ويضيف إمام مسجد الفلاح، أن إبراهيم له من الصفات التي تجعل المرء يقف أمامها مندهشا رغم إعاقته الذهنية، إذ لا يتأخر في المساهمة بما يكون لديه من نقود ولو قليلة في التبرعات التي نعلن عنها أيام الجمعة لبناء المساجد، أما إن كانت هناك جنازة فإبراهيم يتبعها، ولا يفوت مجلس العزاء، إلا ويجلس مع الناس باحترام.
وقد تمّ تكريم إبراهيم ـ الذي يعد طفرة حقيقية في عالم الأطفال المنغوليين ـ خلال الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف السنة الماضية بجائزة تشجيعا له، بعدما أجاب عن سؤال رمزي مضمونه ما اسم الرسول صلى الله عليه وسلم؟ فجاءت الإجابة بسرعة على لسانه : "اسمه محمد صلى الله عليه وسلم".