شائعة كاذبة دمرت بلدا بأكمله !!
06-07-2008, 05:50 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
لا يخفى على كل مسلم ومسلمة أن الصدق مطلوب في جميع الأحوال وقد أمرنا الله عز وجل ألا نجالس إلا الصادقين ، قال تعالى : يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين.
ولذلك وجب على المسلم أن يتحرى الصدق في جميع أموره وأن يجتنب الكذب قدر الإمكان لاسيما فيما يتعلق بنقل الأخبار ، لأن كثيرا من الناس لا يتقون الله تعالى في ألسنتهم فتراهم أبواقا مفتوحة لترويج وتسويق الشائعات والأكاذيب، وهو لا يعلم أن هذه الشائعة قد تحدث فسادا عظيما لا يعلمه إلا الله ، فقد تكون سببا في تدمير بيت بأكمله فيضطر الرجل إلى أن يطلق زوجته من أجل شائعة كاذبة سمعها عن زوجته أخبره بها فلان من الناس دون أن يتثبت ويتبين من صحتها !!
وقد تكون هذه الشائعة سببا في إنهاء صداقة طويلة الأمد بين أخوين أو بين أختين، فيضطر الأخ إلى مفارقة أخيه أو تضطر الأخت إلى مفارقة أختها بسبب خبر كاذب نقله له أو لها شيطان من شياطين الإنس عن أخيه أو عن أختها !!
ولذلك كان الواجب على المسلم أن يتبين في صحة الخبر المنقول إليه قبل أن يصدر حكما من الأحكام خاصة إذا كان ذلك الخبر يتعلق بالأعراض.
وقد أدبنا ربنا جل وعلا في القرآن بهذا الأدب الرفيع الذي صار نسيا منسيا بين المسلمين والمسلمات : ألا وهو أدب التبين والتثبت عند نقل الأخبار فقال تعالى في سورة الحجرات أو سورة الآداب كما يسميها بعض العلماء : يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبإ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين.
وقد ذكر المفسرون في سبب نزول هذه الآية : أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث الوليد بن عقبة إلى قبيلة بني المصطلق ليجمع الزكوات والصدقات فلما وصل إلى نصف الطريق حدثه الشيطان بسوء ووسوس له بأن لا يذهب إليهم لأنهم عازمون على منعه الزكاة وقتله.
فرجع الوليد إلى المدينة وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن بني المصطلق ارتدوا عن الاسلام ومنعوه الزكاة وعزموا على قتله !!
فأرسل إليهم النبي صلى الله عليه وسلم خالد بن الوليد على رأس جيش وأمره أن يتبين من أمرهم ، فلما وصل خالد بن الوليد إليهم سمع الآذان ووجدهم على الاسلام ، فسأل سيدهم عن سبب منعهم الزكاة ؟ فأخبره سيدهم أن الوليد بن عقبة ما جاءهم أصلا ليمنعوه الزكاة... فنزلت هذه الآية لتؤدب الصحابة والمسلمين من بعدهم بهذا الأدب الرفيع أدب التبين.
فانظروا كيف أن خبرا كاذبا كاد أن يودي بقبيلة بني المصطلق إلى الهلاك والدمار لولا تبين النبي صلى الله عليه وسلم من الخبر.
ولكننا وللأسف الشديد نجد أن العراق الجريح الذي مازال ينزف جرحه دما إلى حد الآن غزي بسبب خبر كاذب وشائعة كاذبة حين أخبر بعض المنافقين والمرجفين في العراق أسيادهم في أمريكا أن العراق يمتلك أسلحة الدمار الشامل وأنه خطر على الأمن القومي والاقليمي والعالمي !!
فسارعت أمريكا إلى غزو العراق واتخذت من هذه الشائعة الكاذبة مبررا لها لغزو العراق مسندة ظهرها إلى المجتمع الدولي ومعرضة بذلك عن جميع القوانين والأعراف الدولية...
فجلبت الدمار والهلاك والقتل والفتن...إلى هذا البلد العزيز الذي كان في الماضي رمزا من رموز الخلافة الاسلامية...
ولكن وبعد أكثر من خمس سنوات من الدمار والفتن وآلاف القتلى والمفقودين يصرح صناع القرار في أمريكا بأنهم ما وجدوا أسلحة الدمار الشامل المزعومة !!
فانظرو رحمكم الله كيف أن شائعة كاذبة دمرت بلدا بأكمله !!