المادة ليست أزلية بل العلم الآن يثبت ظهورها
30-08-2015, 10:38 AM
فجأة منذ لحظة الانفجار الكبير Big Bang فرضية الكون الأزلي أو المادة الأزلية .. والتي انهارت بظهور أدلة الانفجار الكبير والضبط الكوني الرهيب عليها .. وهنا يجب الإشارة إلى مفهوم خاطيء عن الانفجار الكبير ينتشر بين العوام والغير متخصصين وهو : أن الانفجار كان انفجارا - مثل انفجار القنابل ونحوه وأنه كان للمادة والطاقة فقط العلماء المتخصصين ينفون هذا التصور السطحي .. فالانفجار هنا يعني : الظهور المفاجيء وهو شبيه بوصفهم لفترة (الانفجار الكمبري) .. حيث يشيرون به إلى ظهور الكائنات الحية المعقدة مرة واحدة في السجل الحفري الزماني في فترة وجيزة جدا لا تتجاوز 5 ملايين سنة بجوار مليارات السنين !!.. يقول المختصون عن الانفجار الكبير (والذي كان ظهورا مفاجئا لحظيا للمادة والطاقة والزمان معا : أي الزمكان) : the Big Bang was NOT an explosion. We don't know what, exactly, happened in the earliest times, but it was not an explosion in the usual way that people picture explosions والمعنى التقريبي لمن لا يتقن الإنجليزية : " الانفجار الكبير : لم يكن انفجارا بالمعنى المفهوم .. نحن لا ندري بالضبط ماذا حدث في هذه الأوقات الأولى للزمن .. ولكنه في النهاية ليس انفجارا كما يتصوره الناس " !!.. أقول : سبحان الله العظيم .. فرغم المعلومات التي باتت دقيقة والأبحاث : إلا أنهم يجهلون الكيفية وما حدث بالضبط : ليصدق فيهم قول ربنا عز وجل في سورة الكهف : " ما أشهدتهم خلق السماوات والأرض ولا خلق أنفسهم وما كنت متخذ المضلين عضدا " !!.. ويؤكد هذا المعنى عن الانفجار الكبير وأنه لم يكن انفجارا بالمعنى الشائع : العالم Bill Bryson حيث يقول : Although everyone calls it the Big Bang, many books caution us not to think of it as an explosion in the conventional sense. It was, rather, a vast, sudden expansion on a whopping scale - المرجع : Bryson, B. (2004) A Short History of Nearly Everything, p. 31 والمعنى التقريبي لمن لا يعرف الترجمة : " على الرغم من أن الكل يسمونه الانفجار الكبير ..إلا أن العديد من الكتب تحذرنا من تصوره كانفجار بالمعنى المعروف .. فالحقيقة أنه : توسع عظيم ومفاجيء على نطاق ضخم دعني أزيدك تاكيدا على أن المادة والطاقة والزمكان لم يكونوا معروفين قبل لحظة الانفجار الكبير أو ما يعرف بما قبل زمن بلانك (وهو يساوي جزء صغير جدا ًمن الثانية 10 أس -43) .. حيث نقرأ من الـ Models of Earlier Events ومن أحد أشهر المواقع الفيزيائية العالمية hyperphysics.phy-astr.gsu.edu الكلام القيم الواضح التالي :Before a time classified as a Planck time, 10^(-43) seconds, all of the four fundamental forces are presumed to have been unified into one force. All matter, energy, space and time are presumed to have exploded outward from the original singularity. Nothing is known of this period. والمعنى التقريبي لمَن يريد الترجمة : " أن الكون الذي نعرفه وتتبعه القوانين التي نعرفها اليوم : لم يكن له وجود قبل زمن بلانك !!!!.. وحتى القوى الأربعة (وهي قوى الجاذبية والكهرومغناطيسية والنووية الضعيفة والنووية القوية) : كانت قوة واحدة !!.. وأنه لم يُسجل أو يُعرف أي شيء عن المادة أو الطاقة أو الزمان أو المكان قبل هذا الزمن "العالم فريتز مثلا Henry Fritz Schaefer - وهو بروفيسور الكيمياء الحاصل على جائزة نوبل والذي يصنفه البعض كثالث كيميائي عالمي في العصر الحديث - ينقل لنا تأكيد العالم الروسي المولد جورج جامو George Gamow : على أنه مع ذلك الانفجار الكبير : فقد وُلدت كل المادة الموجودة في الكون اليوم : ومعها كل الطاقة بالطبع والأربعة أبعاد للفراغ والزمن من حالة أولية واحدة كانت لا متناهية في الكثافة والحرارة والضغط ...! والنص بالإنجليزية : In 1946, George Gamow, a Russian-born scientist, proposed that the primeval fireball, the "big bang," was an intense concentration of pure energy. It was the source of all the matter that now exists in the universe. The theory predicts that all the galaxies in the universe should be rushing away from each other at high speeds as a result of that initial big bang. A dictionary definition of the hot big bang theory is "the entire physical universe, all the matter and energy and even the four dimensions of time and space, burst forth from a state of infinite or near infinite density, temperature, and pressure والمصدر هي مقالته في الرد على إلحاد ستيفن هاوكينج العالم الفيزيائي Stephen Hawking, The Big Bang, and God .. بل ويؤكد العالم فريتز في نفس المقالة أنه من النادر جداً أن تجد عالماً في الفيزياء ملحداً (أي بسبب اصطدامه بكل هذه الأدلة على وجود خالق حكيم قدير) ..!! ثم يذكر قائلا ً: " لقد تقبل آينشتاين في نهاية المطاف على مضض : بضرورة وجود نقطة بداية للكون .. ومن ثم : وجود قوة مهيمنة متسببة في الأحداث !.. ولكنه لم يقبل مطلقاً بحقيقة وجود إله مشخّص" !!.. أي رفض تعيين ذلك الإله (إله إسلامي هندوسي بوذي نصراني إلخ) ... والنص بالإنجليزية : Einstein ultimately gave grudging acceptance to what he called "the necessity for a beginning" and eventually to "the presence of a superior reasoning power." But he never did هذا الاعتراف من أنشتين بإله (غير مشخص) يترجم لنا (العجز) الإلحادي أمام مسألتين لا يدركهما إلا علماء الفيزياء وهما : 1- عدم أزلية الكون أو المادة 2- التوافق الرهيب بين قوانين وثوابت الكون بدرجة لا يمكن صدورها عن مادة صماء (بلا وعي) !!.. حيث انتهى الأمر أخيرا حتى بستيفن هوكينج نفسه للاعتراف بالقوانين الخالقة : بدلا من (الإله) الخالق !!!.. مجرد تكبر آخر ونقل المسألة إلى إلحاد فلسفي لا معنى له !!.. وهذا يقودنا للنقطة الأخيرة التالية التي أختم بها هذه المشاركة وهي : الدقة المتناهية في الكون وقوانينه .. ولكني قبل الانتقال لها أود الإشارة فقط إلى معضلة أخرى أمام فرضية أزلية المادة الإلحادية وهي معضلة : الأنتروبي !!!.. حيث معلوم أن أي نظام يتجه لزيادة أنتروبيته مع الوقت إلى أن يصل إلى حال الاتزان .. وفي مقابل ذلك : تحويل هذا النظام إلى أنتروبي قليله كما نراه الآن في الكون وأفلاكه وانتظام علاقاته الحركية : يتطلب شغلا .. والسؤال : من هو صاحب هذا الشغل الذي جعل المادة هكذا ؟؟.. والسؤال الثاني : لو أن المادة أزلية : فلماذا لم تكفيها مدة (الأزل) للوصول لحالة الاتزان والانتروبي العالية المطلقة والاستقرار حسب القانون الثاني للديناميكا الحرارية ؟؟.. أيضا : محاولة وصف الفراغ الكوانتي بأنه (العدم) : وربط ذلك بظهور الجزيئات منه (أي من العدم حسب التلاعب بالألفاظ) : فهو أيضا مردود عليه .. لأن الفراغ الكوانتي في عالم فيزياء الكم : لا يعني (العدم) الذي هو (لا شيء) !!!.. يقول العالم Robert C. Koons :
In quantum mechanics, the vacuum is not a nothing. It is the indeterministic cause of the temporary existence of the virtual particlesوالمعنى التقريبي : " في ميكانيكا الكم : الفراغ لا يعني اللاشيء (يقصد الفراغ الكوانتي الذي تظهر فيه الجزيئات فجأة وتختفي) ولكنه حالة الوجود المؤقت للجزيئات (أقول : مثلما يحدث عند تصادم ألكترونين : وظهور فوتون افتراضي لحظي لنقل التآثر الكهرومغناطيسي بينهما) ..! وهو نفس ما يقوله Quentin Smith من أن فراغ الكم : هو حالة الضرورة الفيزيائية لظهور الجسيمات الافتراضية .. ويدلنا وصف الضرورة الفيزيائية إلى السببية في هذا الظهور .. أي أنه يصح أن نقول أن ظهور هذه الجسيمات الافتراضية كان لسبب .. ومن احتمالات تعريف السببية : يمكننا القول بأنه للجسيمات الافتراضية سبب .. وأنه لأي فراغ كوانتي احتمالية أكيدة لتولد الجسيمات الافتراضية به .. والنص بالإنجليزية : A quantum vacuum is a physically necessary condition of a virtual particle coming into existence and, in this 'physically necessary' sense of causation, virtual particles may be said to have causes. A probabilistic definition of causality would also enable us to say that virtual particles have causes, for given a quantum vacuum there is a certain probability that virtual particles will be emitted by it ..: وهو انتفاء أن تكون المادة أزلية ونشأ عنها الكون الغاية في الدقة والإحكام : لأن المادة (غير واعية) !!!.. وهو ما يطلق عليه العلماء اسم : التوافق الدقيق للكون Fine-tuned Universe .. يقول عالم الفيزياء الإنجليزي الشهير بول دافيز : " يمكن القول أن هناك اتفاق واسع بين علماء الفيزياء والكونيات الآن على أن الكون : خاضع لتدقيق متناهي من أجل وجود الحياة " !!!.. المرجع - Paul Davies (2003) How bio-friendly is the universe?, International Journal of Astrobiology, vol. 2, no. 2: 115 ويقول أيضا ً: " يصعب مقاومة انطباع أن التكوين الحالي للكون الذي يبدو حساساً للتغيرات الصغيرة في المعايير : قد تم التفكير فيه بعناية ..!! فلا بد أن يظل التوافق المعجز الواضح في القيم العددية - التي حددتها الطبيعة لثوابتها الأساسية لها : أكثر الأدلة الدامغة على عنصر التصميم الكوني " !!.. المرجع - Paul Davies.God and the New Physics.New York, Simon & Schuster, 1983, p.198 .....
كمثال على هذا التدقيق المتناهي في ثوابت الكون والفيزياء لظهور العالم الذي نحياه : فقد أثبت عالم الفيزياء النظرية الأسترالي براندون كارتر في بداية الثمانينات من القرن العشرين : أن ثابت نيوتن للجاذبية (G = 6.67384×10-11 m3/kg.s2) : لو تغير بمقدار بالغ الضآلة لا يتعدي واحد علي عشرة ديوديسيليون (وهو 1 علي يمينه أربعين صفراً) : لما كانت الشمس موجودة !!.. ولما أصبحت الحياة علي كوكب الأرض ممكنة !!!.. المرجع - Davies, Paul (1984) Superforce: The Search for a Grand Unified Theory of Nature. New York: Simon and Schuster وبنفس هذه الصورة المذهلة التي أبهرت العلماء (المؤمنين والملاحدة على حد سواء) : يتكرر هذا التدقيق المتناهي في عشرات القيم العددية في الكون !!.. مثل سرعة الضوء ..! ومقدار الشحنة الكهربية للإلكترون ..! والعديد من الثوابت الرياضية مثل : ثابت بلانك ..! وثابت بور وغيرها ..! ولذلك نجد عالم الفيزياء النظرية الشهير ستيفن هوكينج الملحد نفسه يقول في كتابه "تاريخ موجز للزمان" : " إن القوانين الرياضية العلمية كما نعلمها في الوقت الحالي تحتوي علي العديد من الأرقام الأساسية مثل : مقدار الشحنة الكهربية للإلكترون .. والنسبة بين كتلتي الإلكترون والبروتون ...إلخ والحقيقة الجديرة بالتأمل : أن قيم هذه الأرقام : يبدو أنها قد تم تدقيقها بشكل متناهي : حتي يمكن للحياة أن تنشأ وتتطور " !!!!.. المرجع - Stephen Hawking, (1988) A Brief History of Time, Bantam Books .. ويقول أيضا ًفي نفس الكتاب : " إذا كان معدل التمدد بعد ثانية واحدة من الانفجار الكبير : أصغر بمقدار حتى جزء واحد من مائة ألف مليون بليون : فالكون سينهار ثانية ًعلى نفسه : وقبل أن يصل إلى حجمه الحالي " !!.. المرجع - Stephen Hawking ,A brief History of time , Bantame press ,london :1988.p.121-125 ... ويشرح لنا جانبا ًمن هذا التعقيد : عالم الأحياء البيولوجية الشهير مايكل دانتون في كتابه (قدر الطبيعة) فيقول : " مثلاً : إذا كانت قوة الجاذبية الثقالية : أقوى بتريليون مرة : فالكون سيكون غاية في الصغر : وتاريخ حياته قصير جداً !!.. فمن أجل نجم متوسط كتلته أقل بتريليون مرة منها للشمس : فسوف لن تمتد حياته لحوالي سنة !!.. ومن ناحية أخرى : إذا كانت الجاذبية الثقالية : أقل طاقة : فلن تتشكل نجوم ولا مجرات إطلاقاً !!.. وكذلك : فإن العلاقات الأخرى والقيم : ليست أقل حدية من ذلك !!.. فإذا ضعفت القوة القوية بمقدار قليل جداً : فسيكون العنصر الوحيد المستقر هو غاز الهيدروجين !!.. ولن توجد ذرات لعناصر أخرى في هذه الحالة !!.. وإذا كانت أقوى بقليل بعلاقتها مع الكهراطيسية : عندئذ : تحتوي نواة الذرة على بروتونين !!.. وسيكون ذلك مظهراً لاستقرار الكون عندئذ !!.. وأنه لن يحتوي على غاز الهيدروجين !!.. وإذا تطورت نجوم أو مجرات فيه : فسوف تكون مختلفة تماماً عن طبيعتها الحالية !!.. واضح أنه إذا لم يكن لتلك القوى المختلفة وثوابتها : القيم التي أخذتها بالضبط : فسوف لن يكون هناك نجوم ولا مستعرات ولا كواكب ولا ذرات ولا حياة " !!!.. المرجع - Michael Denton .nature,s Destiny :Hom the laws of Biology Purpose in the universe The new york:The free press .1998.p.12-13 والنقولات والتفاصيل الرياضية في ذلك كثيرة ومنها تفاصيل رقم اثابت الكوني الذي توصل إليه روجر بنروز Roger Penrose (عالم فيزيائي وصديق لستيفن هاوكينج) والذي قيمته الاحتمالية = (10 أس 10 123) إلى واحد !!!!!.. لظهور الكون والحياة !!!!!.. وهو ما يساوي المستحيل نفسه !!.. وهو الذي لو أردنا تمثيله واقعيا : لاحتاج زمنا يفوق زمن الكون أصلا بمليارات مليارات مليارات مليارات إلخ المرات : ليظهر ويتوافق صدفة من دون فاعل مريد حكيم قادر !!!.. ولذلك يقول بنروز بكل وضوح : " يخبرنا هذا العدد عن : مدى دقة هدف الخالق !!.. والتي : يجب أن يكون عليها هذا الهدف : الكون " !!.. المرجع - Roger Penrose.The amperors new Mind.1989.michael Denton natures desting .Thenew york :the free press 1988.p.9. وعلى فحتى أعتى الملاحدة لم يستطع تفسير هذا التوافق الدقيق للكون بقوانينه وثوابته ريتشارد داوكينز أحد علماء الفيزياء الملاحدة وهو يعترف له - أي هذا العالم الفيزيائي الملحد - أن تلك الحقائق أحرجت الإلحاد أيما إحراج - أي في عدم وجود خالق مدبر حكيم ومريد للكون
التعديل الأخير تم بواسطة زيد الجزائري82 ; 30-08-2015 الساعة 10:42 AM