الوجه الآخر من كلاسيكو ، برشلونة و ريال مدريد.
28-03-2016, 08:59 AM


بسم الله الرحمن الرحيم


السلام عليكم





كلاسيكو برشلونة - ريال.. حرب ضروس تلخّصها البطاقات الملوّنة:


أجواء مشحونة لا تعرف الهدوء.. ذلك هو الوجه الآخر من كلاسيكو العريقين، برشلونة وريال مدريد.

باسم السالمي

شهد الكلاسيكو على مر تاريخه أحداث عنف ومظاهر توتّر لا تحصى و لا تعدّ، ولعلّ ذلك ما يبرّر غزارة البطاقات الملوّنة التي تُشهَر من الحكام في وجوه لاعبي الغريمين.
لطالما كانت الخشونة شعار القمة الإسبانية، نظراً للعداوة المبطنة التي تغذّي "كلاسيكو الأرض"، والذي يختزن أيضاً جملة من الفوارق العنصرية العميقة بين المعسكرين اللدودين.
بياض "الملكي" مشوّه بحمرة الإقصاء

لا شك أنّ للأبيض المدريدي وزن ثقيل في هذه الموقعة التاريخية، ويكفي أن نقول أنّه صاحب اليد العليا في عدد الانتصارات لحساب منافسات الليغا (الدوري فقط)، وذلك ببصمه على 71 انتصاراً مقابل 68 لخصمه برشلونة وانتهاء 32 مواجهة أخرى بالتعادل، ليكون المجموع 171 مباراة بالتمام والكمال.
أسبقية الريال الطفيفة في عدد مرات الفوز، لم تفلح في تجنيبه رقماً آخر وهذه المرة جاء بمفهوم عكسي أي غير إيجابي على الإطلاق، حيث يحوز "المدريديون" لقب الأكثر خشونة، وهو ما تترجمه أرقام أوبتا الإحصائية، التي تؤشر إلى حصول لاعبي الميرنغي على أكبر عدد من البطاقات الملونة وعددها 141 بطاقة لحساب مواجهات الدوري انطلاقاً من موسم 98-99.
عدد البطاقات الكبير هذا والذي حصده ريال مدريد في 35 مواجهة فقط ضمن المسابقة المذكورة، كان من ضمنه 10 حالات طرد ومعدل عال على مستوى الإنذارات بلغ 3.74 للمواجهة الواحدة. أمّا برشلونة فيعدّ الوضع أقل حدّة لديه حيث نال لاعبوه في الفترة المحددة ذاتها 112 بطاقة 5 منها حمراء ومعدّل إنذارات بلغ 3.06 للمباراة.
الأرقام لا تكذب

"رجحان" كفّة مدريد في مقياس تكبّد البطاقات بلونيها لا يتوقّف عند ماوصلنا إليه فحسب، بل يوجد أرقام أخرى تثبت أنّ أبناء البيرنابيو أحياناً يلجؤون إلى انتهاج أسلوب الخشونة كتعويض عن حالة الإخفاق الفني للفريق ككل، وهو ما يمكن أن نعتبره تبريراً لهيمنتهم على آخر 19 حالة طرد في تاريخ الكلاسيكو، حيث احتكروا 12 حالة منها كانت من نصيب (فيغو، كارلوس، لاسانا ديارا، راموس في 3 مناسبات، ألبيول، دي ماريا، بيبي، مارسيلو، أوزيل، إيسكو) مقابل 7 فقط لبرشلونة (أوليغر، تشافي، بوسكيتس، بينتو، دافيد فيا، أدريانو، فالديز).

على مجمل 12 حالة طرد أخيرة نالها ريال، لم يتمكّن الأخير من تحصيل الفوز سوى في مواجهة وحيدة كانت بتاريخ 20 نيسان/أبريل 2011، وطُرد وقتها الأرجنتيني أنخل دي ماريا، كما خسر المدريديون 8 مباريات كاملة وتعادلوا في ثلاث، وهو ما يؤكد صعوبة تعاملهم مع أطوار اللقاء كلما نقص عددهم.
في الضفة الأخرى الوضع مغاير بعض الشيء، فقد أفلح البلاوغرانا في تسجيل الانتصار أثناء النقص العددي في 3 مباريات وانهزم في مثلها وتعادل في واحدة فقط.
الحادثة الأعنف من نصيب راموس

29 تشرين الثاني/نوفمبر 2010.. حتماً هو تاريخ أحد أكثر التدخلات العنيفة التي أثمرت البطاقة الحمراء في وجه سيرخيو راموس مدافع ريال، الذي تلقى إنذاراً في الدقيقة 73 قبل أن يلحقه بطرد مباشر في الدقيقة 90 بعد تدخّل "غير رياضي" على ميسي واعتدائه بالعنف على كارليس بويول وتشافي هرنانديز.
تدخّل راموس "غير المقبول" جاء عصارة لموهبة "البرغوث" الأرجنتيني الذي صال وجال في تلك المباراة ليبصم صحبة زملائه على خماسية تاريخية لم يُسمع تجاهها أي صدًى مدريدي.
راموس لم يكن صاحب شرف "الحادثة الأعنف" فحسب، بل كان أيضاً اللاعب الأكثر نيلاً للبطاقات الحمراء في كلاسيكيات الليغا (3 مرات) والصفراء (11 بطاقة)، أمّا من جهة برشلونة فيعتبر القائد الأسبق بويول أكثر من أنذر (8 بطاقات) ولكن دون أن يُقصى، بينما تعرّض نجومه لأربع حالات طرد فقط (تشافي، بوسكيتس، فالديز، كلويفرت).
هل من سرّ؟

كلّ ما فات من أرقام وإحصائيات، يعطي انطباعاً عن حالة من الخشونة الزائدة التي يعتمدها لاعبو ريال كلّما تعلق الأمر بالكلاسيكو، فهل من سرّ وراء ذلك؟
لئن كانت الإجابة عن هذا التساؤل ليس متاحة بين أيدينا حالياً، ولكنّ ما يمكن إقراره أنّ "الملكي" الحالي افتقد للكثير من ألق الـ"غالاكتيكوس" في الفترة الممتدة من 2000 وحتى 2006 بوجود مجرة من النجوم تقدّمهم آنذاك المدرب الحالي زين الدين زيدان، وبعبارة أوضح يجب على ريال اليوم أن يستمتع ويمتع كروياً عوض انتهاج أسلوب "الشراسة البدنية" المبالغ فيها أحياناً، والتي قد تمسّ من صورته كناد عملاق أكثر ممّا تفيدها، وإن كان هذا الأسلوب قد يساعده أحياناً في إمالة كفّة النتيجة لمصلحته، بعيداً عن مقاييس الجودة والإقناع.



المصدر:
beinsports





...