رضيعة عاشت 6 أشهر باسم عبد الرزاق بسبب خطأ
11-04-2016, 06:24 AM

إسلام بوشليق

وصلت النتائج النهائية لتحليل الحمض النووي الوراثي للأطفال "الآ.دي.آن"، الأحد، والتي أرسلت منها عينة، خلال شهر أكتوبر الماضي، بأمر من وكيل الجمهورية بمحكمة الحروش، بسكيكدة، إلى معهد الأدلة الجنائية ببوشاوي بالجزائر العاصمة، لفك لغز القضية المتنازع فيها بين عائلة بن دال القاطنة ببلدية سيدي مزغيش، غرب ولاية سكيكدة ومصلحة الولادة بمستشفى الحروش.
حيث أكدت العينة المؤخوذة من المولودة المتنازع عليها والمشكوك في نسبها من قبل الأب محمد بن دال، وتم مقارنة نتيجة تحاليل الأب بنتائج تحاليل المولودة، حيث تطابقت العينتان لتؤكد بأن المولودة من صلبه، لترفع بذلك كل الشكوك التي حامت حول هذه القضية التي زلزلت المنطقة، لأن العائلة رفعت خلال شهر أكتوبر من العام الماضي دعوى قضائية بمحكمة الحروش متهمة مصلحة الولادة بتبديل مولودها الجديد من جنس ذكر إلى أنثى، حيث أكد الزوج محمد بأنه نقل زوجته خلال منتصف شهر أكتوبر لسنة 2015 إلى المصلحة، عندما كانت قد شعرت بآلام الولادة المعتادة لوضع مولودها الرابع، فاستقبلتها مصلحة الولادة، وتم قبولها.

وفي المساء وضعت مولودها، وكانت الولادة طبيعية، واعترف الزوج أن العائلة كانت لا تعلم بجنس الجنين مسبقا لأن زوجته في مرحلة حملها لم تكن متابعة صحيا، فأبلغتها القابلة عند الوضع بأن المولود من جنس ذكر لتختار له من الأسماء عبد الرزاق، وفي مساء اليوم الثاني عندما كانت الأم بومعزة حورية، تهم بمغادرة المستشفى قاصدة منزلها فرحة بمولودها الرابع من جنس ذكر ليتساوى الجنسين ببيتها ذكرين وأنثيين، تفاجأت بكون المولود أنثى.

أطوار هذه القصة الغريبة بدأت عندما أحضرت القابلة المولود للأم، فشكت في الأمر، ورفضت حملها إلى بيتها، وأخبرت القابلة أنها ليست أبنتها وأن مولودها ذكر، ولكن القابلة أخبرتها أنها ابنتها الحقيقية، وأكدت لها أنه وقع خطأ في البداية نتيجة ضغوطات العمل، ونزل الخبر على الأم كالصاعقة وأدخلها في نفق مظلم، وحولت فرحتها بمولودها الذكر الذي أطل على الدنيا حسب العائلة إلى حزن، وبسرعة البرق أخبرت زوجها ليتوجه هذا الأخير مباشرة إلى مصلحة الولادة بالحروش طالبا إحضار إبنه، وذكر بأن زوجته أبلغته أنه ذكر ما دفعه إلى المطالبة بابنه الذكر وإعادة الأنثى إلى حضانة المواليد الجدد، لأن مولوده الجديد مدوّن في الدفتر الصحي بالمستشفى وكذا العائلي بمصلحة الحالة المدنية ببلدية الحروش تحت اسم بن دال عبد الرزاق من جنس ذكر.

وبعد التحقيقات المعمقة التي باشرها فريق مختص اكتشفت الإدارة أن الممرضة أو القابلة هي التي تسببت في الخطأ وكتبت في الدفتر الصحي بأن جنس المولود ذكرا، والحقيقة أنه أنثى حسب مدير المستشفى، وأخبرت الأم بذلك لتطلق عليه هذه الأخيرة اسم عبد الرزاق، مع أن التحاليل الذي أجريت بالمستشفى خلال نفس الفترة أكدت أن المولودة من جنس أنثى، فتطابقت عينة من دم الأم وطفلتها، كما أن النتائج النهائية لتحليل الحمض النووي الوراثي أكدت أيضا ذلك، لترضى وتقتنع عائلة بن دال بما رزقها الله من مولود جديد من جنس أنثى ويطمئن قلبي الوالدين، حيث حملت المولودة الأنثى إلى منزلهما العائلي أمس بسيدي مزغيش بعد ستة أشهر من ولادتها، قضتها المولودة البريئة في غرفة حضانة المواليد الجدد، وما على الأب محمد، إلا تصحيح الخطأ الوارد في الدفتر العائلي بمحكمة الحروش، والمدهش حسب مصدر من مستشفى الحروش، أن البنت تقبلت الرضاعة الجديدة بسرعة، ومسكت بثدي الوالدة بأيديها الصغيرتين، كما رفضت فراقها وهو ما جعل المشهد يتحول إلى طوفان من الدموع من الطاقم الطبي وعائلة الصغيرة التي مازالت من دون إسم.