تسجيل الدخول تسجيل جديد

تسجيل الدخول

إدارة الموقع
منتديات الشروق أونلاين
إعلانات
منتديات الشروق أونلاين
تغريدات تويتر
منتديات الشروق أونلاين > منتدى الأدب > منتدى الشعر الفصيح

> المغربي محمد بنميلود : الكتابة موقف صارم من العالم و على الشاعر ان يكون ملاكما جيدا .!

 
أدوات الموضوع
  • ملف العضو
  • معلومات
mohamed yakon
زائر
  • المشاركات : n/a
mohamed yakon
زائر
المغربي محمد بنميلود : الكتابة موقف صارم من العالم و على الشاعر ان يكون ملاكما جيدا .!
16-04-2016, 02:28 PM
المغربي محمد بنميلود : الكتابة موقف صارم من العالم و على الشاعر ان يكون ملاكما جيدا .!



المغرب – «القدس العربي» حوار: مصعب النميري: *في الرباط، وفي شهر مايو 1977، وعلى شاطئ المحيط الأطلسي، قريبا من نهر أبي رقراق، الذي يبدو من الهضاب العالية أزرق وصافيا، ولد الشاعر المغربي محمد بنميلود. لم يكن ثمة ما ينذر بأن شاعراً سيأتي ليكتب وهو يرتدي قفاز الملاكمة، جاء بغتة ودعا إلى النأي عن المحاباة واللطف الزائد، لأن النصّ لا يسلّم نفسه طوعاً، ولا يأتي بعلبة كهديّة من شخص مجهول، وهو يؤمن بأن على الكاتب أن يكون حازما بما يكفي ليضع سكينته تحت ذقن القصيدة بغرض سحلها بين الأشجار كما يفعل الطغاة بالمتمردين، إذا بسطوا نفوذهم على الجيوب الثائرة. يكتسب هذا الشاعر فرادته من انحيازه للجوهر على حساب الشكل والقالب، ومن انزوائه بعيداً عن المؤسسات الثقافية التي تنتج الأدب المعلّب، وإيمانه بأن الوسيلة التي يصل بها النص إلى الناس ليست مهمة، المهم هو النص أولاً وأخيرا.. كما يقول.
○ ما الذي تعنيه لك مدينة الرباط؟
• الرباط مدينة جميلة، على شاطئ المحيط الأطلسي، مناخها ساحر، معتدل، لي علاقة حب عذري بأزقتها القديمة وأحيائها وشوارعها ومقاهيها الصغيرة ومآثرها، خصوصا نهرها أبي رقراق، الذي يمشي مثقلا في خطوه المتعب الوئيد بأحزان الأحياء الشعبية والمصانع ونفايات المدينة، وهو نهر طفولتي الذي أشعر أحيانا أنه يجري في عروقي. الرباط هي العاصمة. أغلب سكانها هم من النازحين من قرى وبواد ومدن أخرى، باستثناء العائلات الرباطية التي تعتبر هي أهل الرباط الحقيقيين، لكن هذا ليس صحيحا، فتلك العائلات استوطنت الرباط فقط في تاريخ معين بعد سقوط الأندلس، عائلتي من العائلات النازحة من القرية إلى الرباط، ابتداء من منتصف القرن الماضي، لكن تلك القرية هي بمحاذاة الرباط، بضواحيها، في هضبة زعير، التي هي أرض أجدادي، والرباط تاريخيا وجغرافيا هي امتداد لتلك الهضبة، هناك باب للرباط اسمه باب زعير، وأيضا نهر أبي رقراق قادم إلى المحيط الأطلسي عبر أرض أجدادي. إذن الرباط، بالإضافة إلى أنها مسقط رأسي، والمدينة التي عشت فيها كل حياتي، فهي أيضا امتداد لهضاب وحقول أجدادي، إنها مدينتي تاريخيا وجغرافيا ووجدانيا.
○ أنت تكتب بزخم كبير، ما الذي يمنعك من إصدار كتاب مطبوع حتى الآن، هل أنت ضد هذه الطريقة في وصول النص إلى القارئ؟
• لست ضد الطبع والنشر، أفكر في طبع ديوان شعري ومجموعة قصصية منذ مدة، لكن بطريقتي، أريد أولا أن أشتغل أكثر على تجربتي، لا أريد الطبع من أجل الطبع وفقط، هذا أسوأ من عدم الطبع. هناك من يعتقد أن الشاعر تصنعه كثرة الدواوين المطبوعة، بالنسبة لي الشاعر لا شيء يصنعه سوى قصائده، ربما قصيدة واحدة، الأهم هو أن تصل كتاباتك إلى قراء، ليس مهما الوسيلة، كِتابا مطبوعا أو جريدة أو موقعا أو عبر مواقع التواصل الاجتماعي أو أي وسيلة أخرى. هناك شعراء طبعوا ديوانا واحدا، أو جُمعت قصائدهم وطبعت بعد موتهم، لكنهم مازالوا يذكرون كمرجع في تاريخ الشعر العالمي، وهناك شعراء طبعوا عشرات الكتب ذات الأغلفة المنمقة، لكن لا أحد يذكر لا أسماءهم ولا مقطعا واحدا مما كتبوا. علينا أن نتعامل مع النصوص التي تصل إلينا بمعزل عن أي شيء آخر، هذا هو أكثر ما أراهن عليه.
○ واضح أنك تنأى بنفسك عن التجمعات والمؤسسات الثقافية، ما يعني أنك حريص على أن لا يضيع صوتك بين الجموع. حبذا لو علّلت ابتعادك هذا لنا أكثر؟
• نحن داخل دول لا علاقة لها بالشعر ولا بالفن، كل ما تسعى إليه عبر مؤسساتها وخدمها الثقافيين، سواء بشكل مباشر أو غير مباشر، هو إجهاض كل التجارب الشعرية المتقدة، في مهدها، بتحويلها من أصوات حرة إلى أصوات وظيفية تؤثث بها واجهتها الثقافية الرسمية، عبر ما تخصصه الحكومة من ميزانية سنوية مدروسة للثقافة. فالطبع هنا خصوصا عبر دعم الوزارات والمؤسسات الثقافية التابعة لها يكون مسمارا في نعش الشاعر، قد لا يحس به لا هو ولا القارئ، لأنه مسمار سلس، لكنه هناك، مدقوق في صوته الشعري بشكل كامل، إذ لا يمكننا في نهاية الأمر فصل الثقافي عن السياسي.
المؤسسات الثقافية من دون لف ولا دوران هي صوت النظام، هو من يمولها، وهو من يعطيها المقرات، وهي مقابل ذلك تتحول إلى نخبة متهافتة من الكتاب الموظفين والنقاد والأساتذة الجامعيين الذين ينظّرون لأدب مائع كالزئبق بلا موقف. ذلك في حد ذاته هو أسوأ موقف ممكن، أن يكون المثقف محايداً، بحيث يصب حياده مباشرة وبتواطؤ مبيت في مصلحة السلطة. قد نقبل أن تكون القصيدة محايدة ومتعالية في خياراتها الجمالية، وهذا مطلوب، لكن من الصعب أن نقبل بمثقف محايد.
هناك مجموعة من الأصدقاء الشعراء الذين يكتبون بشكل جيد طبعوا عبر وزارة الثقافة أو اتحاد الكتاب، كانت النسخ قليلة وأغلفتها شبيهة بكنانيش الحالة المدنية، لم توزع كما يجب، لم تصل إلى القراء، ولم تتابع إعلاميا ولا نقديا، ولم يحترم كاتبوها لا معنويا ولا ماديا. تَم قتل تلك التجارب وإقبارها في مهدها، أصحابها الآن إما توقفوا عن الكتابة وإما مازالوا يكتبون قصائد ميتة. طبعا هناك حالات خاصة، لكني هنا أتحدث بشكل عام عن هذه الظاهرة التي أنتجت لنا وسطا ثقافيا فاسدا، وعدم ثقة بين المثقفين، وحروبا مجانية، وعددا هائلا من الشعراء والكتاب الذين بلا موقف، حتى الطبع عبر الوزارة أو غيرها ليس هو المشكل في حد ذاته، هناك كتاب نحترمهم طبعوا عبر الوزارة، أو جمعت الوزارة كل كتبهم وطبعتها في شكل أعمال كاملة، المشكل هو أن يفقدك ذلك القدرة على إنتاج موقف حر.
لهذه الأسباب أنا جد حذر من الطبع عبر هذه المؤسسات، وجد حذر حتى من الاقتراب منها ومن أهلها. أريد لقصيدتي أن تظل حرة ومجانية كعصفور الدوري غير المنمق الذي يموت إن أُسر، ذي الزقزقة المضطربة المزعجة، أنشرها عبر الفيسبوك وأذهب لأنام، هذا ما أفعله إلى حد الآن.
قد أطبع على حسابي الخاص، أو عبر مؤسسات أو دور نشر أجنبية غير حكومية ما أمكن، لكن قد أغير خططي في أي وقت لأتعامل مع تلك المؤسسات الحكومية داخل المغرب أو خارجه أو غيرها، للاستفادة منها ومن إمكانياتها في إضفاء سلطة جديدة على ما أكتب، سلطة من المركز، وليس فقط من الهوامش، وبعد ذلك الانقلاب عليها.
○ إذا فأنت لا تقيم وزنا للكاتب الذي ليس لديه موقف، ما يوحي بأن المفاضلة بين الانتشار والمبدئية هي أمر محتوم، هل تعتقد أن صوتك الآن يصل كما يجب؟
• كتابة الشعر ليست هي فقط الإلمام بتاريخ الشعر والأدب واللغة وجماليات وتقنيات الكتابة، هذا الوعي الشكلي بالكتابة الشعرية للأسف متجاوز لكنه السائد في أغلب ما نقرأ في المغرب والعالم العربي، حتى لدى أسماء تعتبر نفسها كبيرة أو رائدة، بل الكتابة الشعرية بالأساس هي موقف صارم وواضح من العالم، ومن الوجود، ومن السلطة، مفارق وصدامي، ويقدم بديلا جماليا، ضد القبح، وضد السلطة والظلم والجهل، ويكون انتصارا للحق والمعرفة والعدالة والإنسان. كل شعر أو أدب يفتقد لذلك يعاد فيه النظر في نظري.

من قصائد محمد بنميلود:

1
«أُكتبْ كأنّك داخل حلبة الملاكمة/ في جولة أخيرة/ مُخفيًا مسامير في القفّازات/ كمن يصفّي بوساخة حسابًا وسخًا مع الوجود/ إنّه عراك شوارع خلفيّة/ لا تسامح فيه ولا عدالةْ/ إستعن بشفرة إن استطعت/ على النّصّ أن يكون غادرًا وسريعًا/ ليهرب إن اقتربت منه عينٌ أو سيّارة شرطة/ على النّصّ أن يقفز الأسوار بخفّة لصّ ليختبئ في حدائق القصور/ أو خلف القبور/ على النّصّ أن يقاوم ليبقى/ ليتنفّس/ ليعيش/ وينهبْ/ أشهِر سبّابتك في وجه العالم كأنّها مسدّس في الوقت المناسب للسّطو/ كقاتل مأجور يؤدّي عمله بإخلاصْ/ على النّصّ أن يتدبّر أمره كطفل شوارع بلا عائلةْ/ حين يتحدّثون عن الأخلاق والتّسامح في اللّيالي الباردة قرب المدفئة/ عليه أن يجد نصف تفّاحة/ ومأوى/ وقفّازات/ وفتاة يتيمة تائهة في البرد/ ذكرى أُمٍّ ميِّتةْ».

2
«تصبحين على خير أيّتها الكواكب المُظلمة البردانة/ سأغطّيك بأهدابي /تصبحين على خير يا أمواج المحيط الأَطْلَسِيّ/ تَصلين أخيرًا/ مشبعة بتعب القارّات/ من جُزُر ليس فيها كنوز/ كي تضطجعي على السّاحل/ كجثّة الصيّاد الغريق/ تصبح على خير يا جبل إِنِيغْمَارْ الموحش/ بقلنسوة الثّلج السّوداء/ وشامات جميلة من مغارات/ وندباتِ أخاديد عميقة، كالعشّار النّادم/ تصبحين على خير أيّتها الصحارى الرحّالة/ تسبقين البدو والقوافل التّائهة إلى السّراب/ وكلّ صباح/ من هودج الهواء/ تفردين قدميك الجميلتين للشّمس/ كعروس الطّوارق بعد الحنّاء».

حوار : مصعب النميري
التعديل الأخير تم بواسطة mohamed yakon ; 16-04-2016 الساعة 02:33 PM
  • ملف العضو
  • معلومات
mohamed yakon
زائر
  • المشاركات : n/a
mohamed yakon
زائر
رد: المغربي محمد بنميلود : الكتابة موقف صارم من العالم و على الشاعر ان يكون ملاكما جيدا .!
16-04-2016, 02:30 PM

أين تبيت النوارس؟:


الحياة حانة صغيرة
والنادل عجوز
أقترح أن نطلب قنينة أخرى لأجله
لقد كان نجار زوارق فيما سمعت من بعض السكارى
إن ثمل سيحدثنا عن بواخر عملاقة وصلت ذات مرة من أذربيجان
محملة بالتوابل والعبيد
نبحت عليها كلاب المرسى البرونزية
في عصر آخر ليس من سنوات
بل من بخور الصندل والخوف والضباب
عن عراكات رجولية باللكمات دون قفازات
في المطر المائل بالعاصفة وهياج البحر
فوق حافة الميناء الزلقة
دون تدخل من البحارة
كما تجري العادة هناك
في المكان البعيد جدا عن أعراف المدينة
حين يُقذف بالخاسر إلى البحر
كمرساة ثقيلة
بلا حبل
تلفظه الأمواج بعد أسبوع في ساحل ناء
كما يلفظ السكير الأدرد
عظمة الزيتون
ليدفن بعيدا عن المقابر
وعن القمر
بمحاجر فارغة
كما يدفن غريق وثق أكثر من اللازم في صلابة ذراعيه
دون تدخل الشرطة في شؤون لا تعنيها
العجوز النادل الأعزب ذو العينين الصغيرتين
والنظرات البعيدة لجدار قريب يتهدم
سيحكي لنا بألفة الأجداد
التي تفوق ألفة الشعراء
وسنسمع صرير بكرات قديمة وريح بحرية مالحة في صوته
تلك الريح البحرية
الليلية
حيث جلستُ ذات مساء
على حافة الزورق
ألف سيجارة
وأنظر بعيدا
خلف آفاق اللازورد
خلف المغيب البحري الموحش بالحنين
حيث الكنوز والعذراوات والجنيات والقراصنة يُهرّبون جزيرة
كنتُ صياد أسماك فقَسَتْ للتو
صغيرا على البحر
صغيرا على الحب
تتدلى رجلي لتلمس سطح الماء بالكاد
وكان في نظراتي
وغنائي
حبيبة بعيدة
خلف تلك الآفاق
التي يأتي منها الليل
أتساءل وأنا أسحب السمكة الصغيرة جدا
الناجية من الحيتان
ومن طيور الصخور
أتساءل وأنا أعيدها إلى الماء:
أين تبيت النوارس؟
لم أكن بحارا كما يجب
كنت أراقب البحر والبحارة من بعيد
مندهشا بأعماق الحياة المخيفة
بالكدمات والصمت
بالقسوة الرجولية التي للشعر الذي لا تكتبه
سوى الريح
على شاطئ مهجور
مترددا في العودة إلى البيت
أرفرف بساعديّ النحيلين
واقفا على حافة الزورق
متسائلا بزعانفَ من شِعر
أين تبيت النوارس؟
بعيدا عن البحارة
حيث حانة صغيرة على الصخور
ونادلة بعيون من المحار الملون
وشعر من حرير طحالب الجُزر
ونظرات من مجاز
أحببتها خفية عنهم
تصلني فقط همهماتهم
وغناؤهم الجماعي
وشتائمهم
وقهقهاتها
أجدّف بقدميّ
ناظرا عكس إبحاري
صغيرا على البحر
صغيرا على الحب
غيورا على النادلة
غير مرئي من بعيد
وليس لزورقي في الظلام مُحرّك
كانت حكايتي هي هذه
في عصر آخر ليس من سنوات
بل من بخور الصندل والخوف والضباب
وكلاب برونزية تتبع السفن العملاقة بالنباح
حتى تختفي
والآن يا رفيقي الشاعر
هل فهمت قصدي؟
في هذه الحانة الصغيرة الآمنة
وسط المدينة
حيث موسيقى الجاز مناسبة
والسكارى أبدا لا يتجسسون على بعض
مستعدون أكثر من أي شيء آخر للرقص
ولتبادل العناق دون عراكات
فلنترك الشعر جانبا
كقنينة فارغة
ولنطلب قنينة أخرى
مليئة
كاملة
من نبيذ أحمر
كدم التُّونا
وكرسيٍّ خيزراني
لنادل الحياة العجوز
البحار
الذي بلا أحفاد
وبلا أولاد
سيحكي لنا حكايته العجيبة
بألفة الأجداد
التي تفوق
ألفة الشعراء
لننصتَ في صوته وهو يبحر
لهدير الأمواج الجميل
ساعة
غرق
السفن .

محمد بنميلود .
مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 


الساعة الآن 07:45 PM.
Powered by vBulletin
قوانين المنتدى