"على وجه ربي".. لا ترموا ملفاتنا في الزبالة!
28-04-2016, 05:31 AM

استطلاع: إلهام بوثلجي

صحافية بجريدة الشروق مختصة بمتابعة القضايا القانونية


شبان وشابات من مختلف الأعمار وفي شتى التخصصات أغلبهم متخرجون جدد من الجامعات ومعاهد التكوين، يحملون ملفات في أيديهم وبدون كلل ولا ملل كانوا يطوفون على أجنحة الصالون الوطني للتوظيف في طبعته العاشرة تاركين سيرهم الذاتية، وكلهم أمل في أن يرن هاتفهم في الأيام أو الشهور القليلة القادمة، لطلب خدماتهم من إحدى الشركات أو المؤسسات العارضة.
يعود الصالون الوطني للتوظيف هذه السنة في طبعته العاشرة والذي احتضنه بهو رياض الفتح منذ 26 أفريل الجاري إلى غاية اليوم، لترجع معه آمال خريجي الجامعات ومعاهد التكوين في الحصول على منصب عمل .

"الشروق" وخلال جولة استطلاعية أمس بالصالون لاحظت الإقبال الواسع للباحثين عن فرصة للتوظيف، وخاصة في فروع الشركات المعروفة المشاركة في هذا المعرض، والناشطة في مجال الاتصالات والالكترونيات والإعلام الآلي وشركات الأشغال العمومية بالإضافة إلى الاهتمام البالغ الذي يوليه زوار المعرض لمختلف مدارس ومعاهد التكوين في اللغات، والتي تعتبر بوابة لطالبي الشغل للحصول على وظيفة في إحدى الشركات المعروفة.



"زحف أكبر" بحثا عن "خديمة"

وفيما كشف محافظ الصالون علي بلخيري عن توظيف 2000 طالب عمل عن طريق الصالون كل سنة، إلا أن زوار صالون التوظيف الذين قصدوا أجنحة العرض قادمين من مختلف ولايات الوطن، ليتلقوا شروحات من العارضين عن كل مؤسسة وشركة وقدموا في الأخير سيرتهم الذاتية، لم يخفوا في حديثهم لـ"الشروق" قلقهم من شروط التوظيف أحيانا من طرف بعض العارضين.

الشاب "توفيق" وهو خريج جامعة باب الزوار سنة 2015 متحصل على ماستر 2 في الإعلام الآلي الذي التقيناه بالقرب من جناح إحدى الشركات الخاصة الجزائرية وبعد تقديمه لسيرته الذاتية، قال "تقدمت في الصالون الماضي ووزعت سيرتي الذاتية على كل الشركات لكن بدون جدوى"، وأضاف بحسرة: "الكل يشترط الخبرة وبطاقة الخدمة الوطنية"، ليتساءل "من أين لنا بالخبرة إذا لم نشتغل أساسا"، وفي إجابته على سؤال "الشروق" إن كان قد تلقى اتصالا من إحدى الشركات التي أودع سيرته الذاتية فيها في الصالون الماضي؟ قال "من اتصلوا بي كلهم يشترطون الخبرة أو شروطا تعجيزية كامتلاك سيارة أو السكن في العاصمة".

تركنا توفيق في رحلة بحثه عن عمل، لنطوف في أجنحة الصالون، أين استوقفنا الإقبال الكبير للشباب وحتى الشابات على جناح الوكالة الوطنية لتسيير القرض المصغر، للاستفسار عن كيفية انجاز مشروع مصغر خاص بهم، والإجراءات المعمولة، وهناك التقينا بالشاب "عبد الحق، ب" وزميله "وليد،ح" وهما من خريجي معهد التكوين في السمعي البصري بأولاد فايت، وبمجرد حديثنا معهما، اغتنما الفرصة للحديث عن مشاكل إيجاد فرصة عمل في تخصصهما وهاجس التخلص من ملفات السيرة الذاتية

ليقول عبد الحق بخصوص الصالون "حقيقة هذه فرصة جيدة للتعرف على الشركات والمؤسسات عن قرب وفي مكان واحد لكن؟" ليواصل كلامه بحسرة "مازلنا بعيدين عن معايير التوظيف العالمية" وأضاف "تم رمي سيرتي الذاتية في أحد الأجنحة وأمام عيني"، ليتدخل زميله "نعم هذا ما يحدث وربما حتى السير الذاتية التي يأخذونها من الزوار ترمى كلها بعد غلق الصالون " وأردف "في عدد من الأجنحة لما اطلعوا على تخصص سمعي بصري وضعوا السيرة الذاتية الخاصة بنا على الجانب لترمى فيما بعد "ليؤكد كل واحد منهما بأن الصالون يهتم فقط ببعض التخصصات كالإعلام الآلي والإلكترونيك، لكن هناك تخصصات مغيبة مثل السمعي البصري، حيث لم يصادفا أي شركة أو قناة خاصة قدمت عروضها للزوار، ليعتبرا بأن الحل الوحيد هو التفكير في إنشاء شركة إنتاج خاصة أو وكالة اتصال أحسن من انتظار عروض التوظيف.

..هذه هي بصفة عامة حالة الشباب الطالبين للعمل في الجزائر، فرغم معرفتهم بالشروط التعجيزية التي يطلبها أصحاب الشركات والمؤسسات على اختلافها وخاصة بالنسبة لشرط الخبرة، إلا أن الأمل والإرادة والإصرار التي يملكها هؤلاء تجعلهم يتحملون عناء المشقة ويوزعون سيرهم الذاتية في كل جناح لعل الحظ يبتسم لهم يوما.