أخيراً... وثائق بنما تكشف كيف خبأ أغنياء ومشاهير أمريكيون الملايين في الخارج
06-06-2016, 12:49 PM







24- رنا نمر
بعدما هزت أوراق بنما عالم المال حول العالم، عقب كشفها عمليات تهرب ضريبي واسع وغسل أموال، نشرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية أمس أن شركة موساك فونسيكا للاستشارات القانونية والتي سربت منها الوثائق، كانت تتعامل مع 2400 زبون أمريكي على الأقل في العقد الأخير، وأنشأت 2800 شركة على الأقل لحساب هؤلاء في الجزر العذراء البريطانية وبنما والسيشيل، ونطاقات أخرى متخصصة في المساعدة على إخفاء الثروات.

وتقول الصحيفة الأمريكية إن معظم هذه التعاملات كانت قانونية، إذ إن هناك أسباباً مشروعة لإنشاء حسابات أوفشور، وتحديداً عند إنشاء شركة في الخارج أو شراء عقار في بلد أجنبي. ولكن الوثائق، بما فيها رسائل إلكترونية سرية ونسخ من جوازات سفر وأسماء مرمّزة مستخدمة للإشارة إلى الزبائن، تظهر أن موساك فونسيكا قامت بأمور أكثر بكثير من مجرد إنشاء شركات وهمية وحسابات.

وهي شكلت لكثيرين من زبائنها الأمريكيين مرشداً لكيفية التهرب من الضرائب وقوانين الذمة المالية في الولايات المتحدة. وقد شمل ذلك إخفاء المالك الحقيقي لحساب في الخارج أو تشجيع زبون تعرف الشركة أنه أمريكي على استخدام جواز سفره الأجنبي لفتح حسابات في الخارج لتجنب التدقيق من المحاسبين. وعندما كان قسم الملاءمة في مصرف أجنبي يطرح أسئلة كثيرة عن صاحب الحساب، كانت موساك فونسيكا تلجأ إلى مصرف آخر.

زبائن مشبوهون
وعلى رغم إعلان شركة المحاماة أنها لا تعمل مع زبائن محكومين بجرائم أو لهم نشاطات مالية مشبوهة، أظهرت الوثائق التي اطلعت عليها نيويورك تايمز أن أشخاصاً كثيرين ممن لهم سجلات جنائية لجؤوا إلى موساك فونسيكا لفتح شركات في الخارج.

القانون الأمريكي
ولئن يجيز القانون الفيديرالي للمواطنين الأمريكيين تحويل المال إلى الخارج، فإنه ينص على وجوب التصريح عن هذه الأموال لوزارة الخزانة، ويجب دفع ضرائب عى الأرباج والفوائد تماماً كما لو أن المال مستثمر محلياً.

ويقدر مسؤولون فيديراليون أن الحكومة تخسر ما بين 40 و70 مليار دولار سنوياً نتيجة ضرائب غير مدفوعة عن مقتنيات في الخارج.

التهرب من الضرائب
وأبدى خبراء تردداً في القول إن شركة المحاماة أو زبائنها خرقوا أية قوانين نظراً إلى عدم تقديم أي شكوى، إلا أنهم قالوا إنهم دهشوا من العلنية التي قدمت بها موساك فونسيكا الاستشارات التي بدت موضوعة بعناية لمساعدة زبائنها على التهرب من قوانين الضرائب الأمريكية.

وكانت موساك فونسيكا كررت في الأسابيع الأخيرة أن محاميها وموظفيها التزموا قوانين الضرائب والمصارف العالمية، وأنها ضحية قرصنة غير قانونية، ولكن عندما واجهتها الصحيفة الأمريكية بملخصات عن قضايا عدة، لم تحاول شرح عملياتها، مكتفية بأن معاييرها تطورت في السنوات الأخيرة، مع تشديد القوانين العالمية.

الأغنياء والمشاهير
إلى ذلك، تشير الصحيفة إلى أن لائحة الزبائن الأمريكيين للشركة لا تشمل على ما يبدو شخصيات رفيعة المستوى على غرار تلك التي ظهرت في التقارير عن أوراق بنما في دول عدة حول العالم.

ولكن الخدمات التي عرضتها موساك فونسيكا التي تعد 500 موظف في أكثر من 30 مكتباً حول العالم، كانت مطلوبة كثيراً من الأغنياء والمشاهير في الولايات المتحدة.

ففي عام 2001، أنشأ ستانفور ويل الذي كان في حينه رئيساً لمصرف سيتي غروب، حساباً سماه "كذبة أول نيسان". كذلك، كانت لألفونسو سوريانو، لاعب كرة السلة الشهير، شركة في بنما. وسافر جون إي. أيكريدج ، وهو تاجر عقارات شهير في واشنطن إلى بنما للاجتماع مع محامي موساك فونسيكا الذين أنشأوا عام 2011 مؤسسة "عائلة سايكبلوس" في بنما بحساب مصرفي خاص به.

طلب مساعدة
وعام 2006، وجه رجل أعمال من واشنطن سؤالاً إلى الزبائن الأمريكيين المحتملين لموساك فونسيكا، مستخدماً حساباً إلكترونيا سرياً أنشأته شركة المحاماة لمنع السلطات من تعقب المراسلات، قائلاً:" كيف ينقل مواطن أمريكي أموالاً إلى بنما من دون علم الحكومة الأمريكية؟ أو كيف يمكن استثمار هذه الأموال من دون علم السلطات الأمريكية؟.

في حينه، جاء الرد من رامسيس أوينز الذي كان شركاً يساعد في إذارة قسم الإئتمان للشركة، عارضاً على الزبون "حلولاً فاعلة لتعزيز خصوصيتك وحماية ثروتك". وقدم لائحة أساسية من الخدمات، هي رزمة اتفاق تضم إنشاء شركة خارجية مع وعد بأن تكون عملية سريعة وغير مكلفة.