معاً على درب الشهداء
06-07-2017, 12:57 PM
مَعاً على دَرْبِ الشُهَدَاء.
سجل الشعب الجزائري أروع ملحمة في البطولة والكفاح المعاصر، ضد الاستعمار الفرنسي الغاشم الذي احتل الجزائر ببشاعة وهمجية، وذلك لأزيد من قرن و ثلاثين سنة . لقد خاض فيها الجزائريون الأشاوس، سلسلة متواصلة من الثورات المظفرة، ضد فرنسا ومخططاتها المدمرة ، انتهت بثورة التحرير المجيدة (من 1954 إلى 1962)، والتي توجت بانتزاع الشعب الجزائري استقلاله بثمن باهض، قوامه أزيد من مليون و نصف المليون من الشهداء الأبرار الذين عبدوا لنا طريق الحرية و التحرر، ناهيك عن الأضرار المادية والمعنوية التي لحقت بالمجتمع الجزائري، في دينه وهويته وأصالته ومقدراته وخيراته. لقد كانت ثورة الجزائر مفخرة للعرب و المسلمين ، امتزج فيها الدم المغاربي الأخوي ، كما أنارت درب التحرر للكثير من الشعوب المضطهدة في العالم.
ونحن تحتفل اليوم بالذكرى (55) للاستقلال ، في كنف الحرية والأمن والاستقرار ، يتوجب علينا جميعاً الالتزام بعهد الشهداء ، للحفاظ على الجزائر آمنة موحدة ورائدة. ويجب أن يدرك الجزائريون ، خطورة الأزمة المتشعبة التي تربص بأمتنا في هذه المرحلة الفارقة، وما يميزها من تحديات ورهانات. يجب أن يكون الولاء لله، ثم للوطن وللمصلحة العامة، تتظافر جهود كل المخلصين من أبناء وبنات الجزائر، من أجل صياغة مشروع تنموي شامل ومتنوع ، يُفْضِي إلى الخروج من هيمنة اقتصاد الريع ، إلى اقتصاد منتج تتحرر فيه المبادرة ، وتُسيِّرُهُ كفاءات وطنية نظيفة ، ويدعمه استثمار مربح للوطن. ، ولا مجال فيه للمفسدين والانتهازيين .
ومن نافلة القول ، أن مقدرات الجزائر ــ المادية والبشرية ــ كفيلة بإخراجها أتون الأزمة العاصفة.. أنها مسألة إيمان و إخلاص وتحدي .

قال الله تعالى : " وَأَوْفُواْ بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْؤُولاً" ــ الإسراء (34).
قال الله تعالى: " إِنَّ اللَّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنفُسِهِمْ" ــ الرد (11),

من أجلك عشنا يا وطني***** نفدي بالروح أراضينا
قــد كنــا أـمس عمــالقة ***** في الحرب نذل أعادينا
و انــا اليـــوم عمالقـــة ***** في السلم حماة مبادينا
أبطــالا كنا لا نـرضى ***** غيـــر الأمجــاد تحيينــا
نزهو بالماضي في ثقة ***** والحاضر يعلو ماضينا
فجرنا الثــورة من أزل ***** سجل يا دهر معالينــا
والنصر الأكبر كان لنا ****** مجدا من صنع أيادينا
يا سائل..عـــرب منبتنا ***** دين الإســلام يواخيــنا
هامات المجد مرابعنا ***** و الله الحــافظ يحميــنا

شعر الأستاذ : عمر البرناوي رحمه الله.